وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اه انتبه معي هذه الاية فيها اشكالية كبيرة جدا عند كثير من الناس واختلف فيها سادتنا وائمتنا وعلماؤنا اختلافا كبيرا جدا على صفحات كتب التفسير مع كثرتها فمن دخل الى هذا البستان اليانع الماتع الى كتب التفسير ساقف على خلاف كبير بين سادتنا وائمتنا في معنى هذه الاية وفي موضع الوقف فيها هل نقف عند قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله ونبدأ بداية جديدة مستقلة والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا اختلف المفسرون فاكثر السلف رحم الله الجميع يقفون عند قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله اكثر السلف يقفون على قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله وجعلوا الوقف هنا وقفا لازما ثم تبتدأ القراءة بعدها بقوله تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به ستكون الواو في قوله تعالى والراسخون في العلم الواو في قوله تعالى والراسخون في العلم تكون للاستئناف مرة سخون مبتدأ جملة يقولون امنا به كل من عند ربنا هذه الجملة الفعلية هي خبر مبتدأ ووصل بعض اهل التفسير الاية ولم يقف عند لفظ الجلالة من قرأ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. لم يقف عند قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله. وانما وصل الاية يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فتكون الواو هنا للعطف والراسخون معطوفة على لفظ الجلالة الا الله والراسخون تكون معطوفة على لفظ الجلالة اي وما يعلم تأويل القرآن الا الله والراسخون في العلم بخلاف الذين في قلوبهم زيغ وانا اود ان اقول ان ظاهر القراءتين التعارض ان ظاهر القراءتين التعارض القراءة الاولى تقتضي انه لا يعلم تأويل هذا المتشابه الا الله تعالى وحده ومعلوم تأويله الا الله والقراءة الثانية تقتضي ان هذا المتشابه يعلم تأويله الله جل وعلا والراسخون في العلم انتبه معي جيدا اقول التحقيق والتدقيق انه لا تعارض بينهما كيف ذلك هذا الاختلاف بين سادتنا من اهل التفسير مبني على الاختلاف في معنى التأويل مبني على الاختلاف في معنى التأويل ما هو التأويل التأويل في اللغة هو التفسير والتفسير واصله خلي بالك بقى المرجع والمصير اه يبقى ده المعنى الاول للتأويل التفسير واصل التأويل المرجع والمآل والمصير. تقول ال الامر الى كذا. تأويل ال الامر الى كذا اي صار اليه واولته تأويلا اي سيرته الي وقد ذكر التأويل في سبع سور من القرآن الكريم ذكر بمعنى التفسير خلي بالك من المعاني دي. ذكر التأويل في سبع سور من القرآن الكريم بمعنى التفسير وبمعنى حسن المآل وبمعنى الثواب والجزاء وبمعنى العاقبة وبمعنى ما يؤول اليه الامر وبمعنى ما يؤول اليه الامر اي ما يقع وما اخبر به القرآن من امور ستقع في المآل اي في المستقبل ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما التفسير على اربعة اوجه هذا كلام يكتب باغلب من ماء الذهب في حبر الامة ترجمان القرآن يقول التفسير على اربعة اوجه تفسير يعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء خلي بالك من الرابعة دي وتفسير لا يعلمه الا الله. ومن ادعى علمه فهو كاذب الاثر الرائع ده قال ابن عباس التفسير على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله ومن ادعى علمه فهو كاذب طيب في كلام رائع ثمين جدا في بيان واضح وطويل شيخ الاسلام ابن تيمية طيب الله ثراه يقول ليس في القرآن كلام لا يفهم معناه ليس في القرآن كلام لا يفهم معناه وقال ان المتشابه القرآن اضافي نسبي اضافي نسبي يعني اذا اشتبه فيه الضعيف لا يشتبه في الراسخ اذا اشتبه فيه الضعيف في العلم وفي اللغة وفي الفهم والادراك لا يشتبي فيه الراسخ من العلماء وان التأويل الذي لا يعلمه الا الله خلي بالك من الكلام ده وان التأويل الذي لا يعلمه الا الله وما تؤول اليه تلك الايات في الواقع ككيفية صفات الله جل وعلا كيفية عالم الغيب من الجنة والنار وما فيهما فلا يعلم احد غيره تبارك وتعالى قدرته وتعلقها بالايجاد والاعدام وكيفية استواء الله على العرش مع ان العرش مخلوق له وقائم بقدرته ولا كيفية عذاب اهل النار ونعيم اهل الجنة كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وليست نار الاخرة كنار الدنيا وانما هي شيء اخر وليس الثمار الجنة وليست ثمرات الجنة وليس نعيمها من لبن وعسل وخمر غير ذلك من جنس المعهود لنا في الدنيا وانما هو شيء اخر يليق بذلك العالم ويناسبه اذا الخلاف بين اهل التفسير في الوقف عند قوله تعالى ومعلم تأويله الا الله او عند قوله تعالى وما علمت اولاه الا الله والراسخون في العلم مبني على الاختلاف في معنى التأويل اذا كان المراد بالتأويل التفسير فحينئذ قالوا الوصل اولى. فتكون الواو للعطف كما ذكرت وتكون كلمة والراسخون في العلم معطوفة على لفظ الجلالة لان الراسخين في العلم يعلمون التفسير ويعلمون المتشابه ولا يخفى عليه لرسوخ في العلم وتمكنهم منه وثبوت اقدامهم في فهم كتاب الله تبارك وتعالى فهم يعلمون ما خفي على غيره اذا كانت تؤول بمعنى ايه؟ التفسير اما اذا كان التأويل بمعنى العاقبة والغاية والمآل والمصير او ما سيقع في المستقبل فالوقف على قوله تعالى وما اعلم تأويله الا الله حتم لازم. لازم تقف هنا لازم تقف هنا. القرآن يا جماعة عاوز تدبر لابد ان تعيش معنى القرآن وان تتدبر اذا كان ومعلمه تأويله اي ما ستؤول اليه الامور في المستقبل؟ وما سيحدث في الواقع اذا كان التأويل هنا بهذا المعنى فلازم حاتم ان تقف عند قوله تعالى وما اعلمه تأوله الا الله. لان مآل الامور وعواقب الامور امر لا يعلمه الا الله جل وعلا وحده وهو مجهول لكل الخلق حتى الرسل والانبياء وهذا هو المراد بالتفسير الذي لا يعلمه الا الله اذا كلمة التأويل صالحة وواردة في كتاب الله بالمعنيين بمعنى التفسير والعاقبة بمعنى التفسير يبقى وما يعلمه تأويله الا الله والراسخون في العلم واذا كانت بمعنى العاقبة فيلزمك ان تقف عند قوله تبارك وتعالى وما اعلم تأويله الا الله. ثم تكون البداية من قوله الراسخون في العلم من المحال شرعا بل وعقلا ان ينزل الله جل وعلا على عباده كتابا لا يعرفون معناه ثم يسألهم عنه بين يديه يوم القيامة والقرآن كله مفهوم ان اشتبه منه شيء على بعض الناس علمه غيرهم من الراسخين في العلم المتشابه امر نسبي واضافي قد يشتبه على هذا ما لا يشتبه على غيره وقد اخبر الحق تبارك وتعالى ان القرآن بيان وهدى وشفاء ونور وحق ولم يستثني منه شيئا من هذا الوصف الكريم بل لقد امر رب العالمين بتدبر القرآن ولم يستثني منه شيئا قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن لم يقل افلا يتدبرون المحكم من القرآن وانما قال افلا يتدبرون القرآن على قلوب اقفالها