بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. سلام من الله عليكم وتحية مني اليكم. واهلا بكم في الحلقة الثانية مع لغة القرآن وقد تخيرت لكم فيها الاية الاولى والثانية من سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين من روعة النظم القرآني ايها السادة انه يجيء بالاية جملا متعددة غير متعاطفة اي بلا اداة عاطف ويجعل منها كيانا واحدا دون واسطة تصل اولاها باخراها فما يمسكها الا ائتلافها وانسجامها وترابطها الداخلي المحكم وهذا ما يسمى في البلاغة بمعرفة الفصل من الوصل. وقديما عرفت البلاغة بانها معرفة الفصل من الوصل اما الوصل فهو عطف بعض الجمل على بعض واما الفصل فترك هذا العصف ولعل هذه الاية من ابدع الامثلة على الفصل وقد جاءت اربع جمل لا عاطف بينها الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهي مع ذلك من التلاحم والتناسق والتعانق والتآخي كأنها جملة واحدة وفي كل منها نكتة بلاغية ففي الاولى الف لام ميم الحذف والرمز الى الغرض بالطف وجه وارشقه فهو فيها اشارة الى اعجاز القرآن الكريم. لانه يتكون من هذه الاحرف التي هي بين ايديكم جميعا ومع ذلك فقد تحدى العرب ان يأتوا بمثل هذا القرآن او باية من مثله وفي الثانية ذلك الكتاب ما في الاشارة من الرفعة وما في التعريف من الفخامة. اما الاشارة في ذلك فيلاحظ انه استعمل الاشارة لبعيد ولم يستعمل هذا. ذلك اشارة اسم اشارة للبعيد. لماذا لاظهار رفعة شأن القرآن بجعله بعيد المنزلة ومن ذلك قول الفرزدق جرير اولئك ابائه. فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع واما التعريف في الكتاب التي في الكتاب فهذه الجنسية تستغرق خصائص الافراد وهي هنا تعني الكتاب الجامع لصفات الكمال في جنس الكتب ولذا يسميها بعض النحاء الكمالية وتلاحظون هنا ان طرفي الجملة ذلك الكتاب جملة اسمية طبعا معرفتان ذلك معرفة بالاشارة والكتاب معرفة تعريف. وعندما يكون الطرفان معرفتين تفيد الجملة الاسمية القصر اي قصر حقيقة الكتاب على القرآن الكريم. وعلى فكرة هذا التعريف يعني في في عاميتنا نستعمله بقل لك والله هادا الرجال معناتا غيره مو رجال. يعني او مو مكتملي الرجولة وفي الثالثة في الجملة الثالثة لا ريب فيها نفي للجنس. هذه لا تسمى عند اهل النحو لا نافية للجنس. اي تنفي جنس ما بعدها فليس فيه ادنى ريب. الريب طبعا شك ولن نفي للجنس اه اه يكون اسمها مبنيا على الفتح ريبة اسم مبني اسم لا النافية الجنس مبني على الفتح خبر هو شبه الجملة فيه والجملة كلها خبر ثان للمبتدأ ذلك. اذا ذلك مبتدأ الكتاب خبر اول لا ريب فيه خبر ثان واما الخبر الثالث ففي الجملة وهي هدى للمتقين هدى للمتقين طبعا يلاحظ هنا في هذه الجملة النكتة البلاغية انه استعمل هدى محل هادئ يعني اخبر بالمصدر مكان اسم الفاعل. والاخبار بالمصدر فيه فيه آآ بلاغة. فيه مبالغة. آآ تقول مثلا هذا عدل هذا ابلغ من ان تقول هذا عادل استعمال المصدر حل الاسم المشتق فيه اه مبالغة تلاحظون هنا ان هدى اه ما ظهرت عليها الضمة مع انه هذا خبر كما قلنا آآ خبر آآ ثالث للمبتدأ ولكنه مرفوع بضمة مقدرة على الالف المحذوفة لانه اسم مقصور ومنون. والاسم المقصور اذا لون قدرت حركاته على الالف المحذوفة. وتجدون في في اخر الصفحة هذه نفسها على هدى. اولئك فعلى هدى على حرف جر لكن هدى لم تجر لفظا وانما قدرت الكسرة على الالف فيها لماذا؟ لانه اسم مقصور ومنون. والسلام عليكم