وانما يكون استقراء كلي او اغلبي. اما مجرد الاجتهاد ظهر له بادر وبادر الرأي او عادل الرأي وقال ان هذه الصورة موضوعها كذا هذا فيه تجني على القرآن. ولهذا قد يقال الكتابة كون كتاب فلك كتاب زراعة كتاب رياضيات كتاب وهذا ليس بصحيح فلهذا انا كما رجى السائل جزاه الله خيرا انا ايضا ارجوه ان يؤجل هذا اه يعني جواب هذا السؤال وان يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يلزمنا كلمة التقوى في الحياة والممات انه سبحانه جواد كريم كما اسأل ربي جل وعلا ان ينفعني واياكم بما نسمع او نقرأ من العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا حمدا كثيرا دائما ما تتابع الليل والنهار كلما حمد الله جل وعلا الحامدون وكلما غفل عن حمده سبحانه الغافلون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل ربي جل جلاله وهو المجيب لمن سأل والمعطي لمن اقبل ان يجعلني واياكم ممن بارك قولهم وعملهم وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا وان يقيمنا على دينه ما ابقانا ثمان انواع البركة التي يفيضها الله جل وعلا على خاصة عباده ان يمن عليهم بمحبة العلم ومحبة تدارسه والاقبال على ذلك وحقيقة العلم والعلم بكتاب الله جل وعلا وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذ لا ارفع في الكلام ولا اعظم قدرا من كلام رب من كلام ربنا جل جلاله ولا اعظم ولا ارفع بعده من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم فالموفق والمبارك من علم وعلم واجتهد في ذلك حتى يصيب منه ما كتب الله له واعملوا فكل ميسر لما خلق له ولهذا وصف الله جل وعلا كتابه بانه مبارك وجعل من اصناف بركته التي انزلها سبحانه وتعالى ان انزل هذا الفرقان كما قال سبحانه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وكما قال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال ايضا جل جلاله وهذا كتاب مبارك انزلناه ونحو ذلك من الايات التي فيها وصف القرآن بانه مبارك يعني كثير الخير لمن اقبل عليه ففيه شفاء الصدور وفيه شفاء القلوب وفيه الهداية وفيه التوفيق لمن اراد الله جل وعلا ان يوفقه وفي الاية التي ذكرنا وصف الله جل وعلا كتابه بانه مبارك وانه انزله لامرين فقال سبحانه في سورة صاد كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب واللام هنا هي لام كي يعني ان العلة من انزال القرآن وجعله مباركا ان يتدبر العباد هذا القرآن ان يتدبروا اياته ثم لكي يتذكر اولو الألباب وهذا فيه عظم شأن تدبر القرآن وعظم شأن التذكر حين التلاوة وهذا انما يكون بالتدبر فلا تذكر الا بتدبر القرآن ولكن خص الله جل وعلا في التذكر خص اولي الالباب فقال وليتذكر اولو الالباب وفي الحقيقة ان الذي يتذكر بعد التدبر ويقبل على القرآن هو العاقل وهو ذل الذي بلغ الغاية في ذلك وقد سئل احد سادات التابعين في الكوفة فقيل له اظنه ابراهيم النخعي فقيل له من ازهد من اعقل الناس من اعقل الناس فقال فلانا فقال اعقل الناس فلان الزاهد فذهبوا لينظروا من عقله ولينظروا من امره فما وجدوه الا مقبلا على القرآن وعلى امر اخرته اعلم ان نقصد ابراهيم ان اعقل الناس هو من اقبل على اشرف الكلام واقبل على اشرف مقصود وهو الدار الاخرة تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة المتقين. فحب الله جل وعلا في هذه الاية على تدبر القرآن وموضوع هذه المحاضرة اثر من اثار تدبر القرآن عند اهل العلم لان الموضوع الذي سنتناوله يبحث في علم مقاصد سور القرآن واثر هذا العلم بالمقاصد في فهم التفسير ومعلوم ان التفسير انما هو بتدبر القرآن الذي يعلم التفسير لا شك انه قد تدبر قبل ذلك فعلم اذا كان عنده اهلية العلوم التي ينبغي توفرها في المفسر والناس بعد ذلك نقل او يتلقون ما قاله المفسرون فلما حظ الله جل وعلا على تدبر القرآن وجب حينئذ ان يقبل العباد بعامة وان يقبل العلماء بخاصة على هذا القرآن ليخرجوا كنوزه لان القرآن حجة الله الباقية الى قيام الساعة ويخرج منه بقدر العلوم وبقدر ما فتح الله على عبده يخرج منه من الفهوم ومن العلم ما هو تفصيل وبيان لبعض كلمات المتقدمين من الصحابة والتابعين ممن قد لا يدركها مما قد لا يدركها كل احد وهذه الجملة يأتي تفصيلها ان شاء الله تعالى فاذا علم التفسير من العلوم المهمة وها انتم تستقبلون دورة علمية او دروسا علمية في هذا المسجد المبارك في علوم شتى من علم التوحيد والحديث والمصطلح ونحو ذلك مما هو معلوم وعلم التفسير ايضا انتم بحاجة اليه لان القرآن هو اعظم ما يقبل عليه فاذا علمت القرآن علمت الشريعة ولهذا قال طائفة من العلماء المفسر يحتاج الى علوم كثيرة منها علم اللغة لان القرآن انزل بلسان عربي مبين حم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وانه في ام الكتاب لدينا لعل علي حكيم ويحتاج واللغة اقسام منها النحو ومنها علم المفردات ومنها البلاغة باقسامها الثلاثة ومنها الاشتقاق الى اخر علوم اللغة ثم علم التوحيد الذي هو الاساس فالقرآن كله في توحيد الله جل وعلا من اوله الى اخره كله في التوحيد وذلك ان القرآن اما ان يكون ما فيه خبرا عن الله جل وعلا وعن صفاته سبحانه وتعالى وعما يستحقه جل وعلا من توحيده بالعبادة والبراءة من الشرك واهله ونحو ذلك فهذا واضح في انه في توحيد الله جل وعلا واما ان يكون ما فيه خبرا عن انبياء الله جل وعلا وعن رسله وعن قصصهم فهذا خبر عن اهل التوحيد وما جعل الله جل وعلا هم جعل لهم في الدنيا من الاحوال والعاقبة ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون واما ان يكون وهو القسم الثالث ان يكون امرا ونهيا امر لاداء الفرائض ونهي عن ارتكاب المحرمات وهذا في حقوق التوحيد ومكملاته لان من وحد الله جل وعلا اطاع الله في امره وانتهى عن نهيه وتخلص من شهوته وهواه والامر الرابع خبر عن الامور الغيبية وما يحصل بعد الممات من النعيم والعذاب ومن الجنة النار ومن الحضور والسرور لطائفة ومن العذاب والنكال لطائفة فهذا جزاء الموحدين وهذا جزاء المشركين وهذا المعنى العام من العلوم المهمة للمفسر لان سور القرآن لا تخرج عن هذه الاحوال الاربعة فكل سورة اما ان تتناول هذه الاقسام الاربعة واما ان يكون فيه يعني في السورة بعض من هذه الاقسام والعلم الثالث العلم بالسنة لان السنة مفسرة للقرآن ومبينة له والعلم الرابع العلم بالفقه واحكام الحلال والحرام والعبادات والمعاملات لانها القرآن فيه ايات كثيرة في هذا الباب والعلم الذي يليه علم الجزاء يوم القيامة واحوال الناس فيه وهذا في القرآن منه الشيء الكثير ثم علم اصول الفقه والعلوم من اصول الفقه لان بها فهم كثير من ايات الله البينات اذا تبين لك هذا فان المفسر الذي تكونت عنده حصيلة راسخة من هذه العلوم يمكنه ان ان يتدبر القرآن وان يكون مستخرجا لما فيه من الدلالات والعبر هو موضوعات السور ومقاصد السور كما سيأتي بيانه مقتفيا في ذلك بما فسر به صحابة والتابعون كتاب الله جل وعلا لهذا فان موضوع هذه المحاضرة هو موضوع في التفسير التفسير ابوابه كثيرة ومختلفة ولكن قلت العناية في هذا الزمن بالتفسير لان كثيرين يظنون انهم يعلمون كلام الله جل وعلا. ولا شك ان الذي يعلم كلام الله جل وعلا ويعلم معانيه. ويدرك مرامي واعجازه وبلاغته وما فيه فانه سيكون ملتذا بهذا القرآن مقبلا عليه يجل قلبه وينشرح صدره حين يقبل على هذا القرآن اذا فالوصية في مقدمة هذه الدروس العلمية ان يهتم الجميع بالقرآن حفظا وتلاوة ثم الاهتمام بتدبر القرآن وتفسيره عبر كتب التفسير المعتمدة وخاصة كلام الصحابة والتابعين وتابعيهم والمأمونين من ائمة اهل العلم والدين والتفسير الموضوع كما سمعت مقاصد السور العلم بمقاصد السور لم ينص عليه الاوائل وانما اعتبره الصحابة والتابعون بالاستقراء اعتبروه في تفسيره ولكن لم ينص على هذا العلم بهذا الاسم الا عند المتأخرين وذلك شأن جميع العلوم فان العلوم كانت ممارسة عند السلف لكن لم تكن التسمية موجودة في علم النحو كان ممارسا ولم يكن موجودا البلاغة كانت ممارسة ولم تكن موجودة. علم اصول الفقه كان ممارسة. استنباط الاحكام من القواعد الاصولية ولم يكن موجودا بهذا الاسم وهكذا في علوم القرآن في انحاء شتى ومصطلح الحديث و علوم اخرى فما المقصود بعلم مقاصد السور معلوم ان الله جل جلاله هو الذي تكلم بهذا القرآن وان القرآن كلامه وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه فالقرآن كلام الرب جل جلاله ومقاصد السور يعنى بها عند اهل هذا العلم الموضوعات التي تدور عليها ايات سورة ما يعني ان سورة من السور التي في القرآن او ان معظم السور او كل السور لها موضوع ومقصد يدور تدور عليه الايات والمعاني التي في هذه السورة اذا علم هذا المقصد يعني هذا الغرض هذا الموضوع فان فهم التفسير سيكون سهلا بل سيفهم المرء كلام الاولين وسيفهم كلام المحققين باكثر مما اذا اخذ الايات مجردة عن موضوع السورة كما سيأتي في مثال نستعرضه ان شاء الله تعالى واصلا في بحث مقاصد السور لم يكن بحثه في تاريخ العلم مبكرا وانما بحث قبل بحث يسمى المناسبات والعلماء اختلفوا في موضوع المناسبات ويعنون بها مناسبات الاي هل الاية هذه جاءت بعد الاية لمناسبة هل بين الاية الاولى والثانية رابط والثانية والثالثة بينها مناسبة هل هذه الايات في نظامها بينها وبين موظوع السورة اتصال هذا يبحث في علم التفسير ويبحث في اعجاز القرآن لهذا عد طائفة من العلماء ان من وجوه اعجاز القرآن وهو المنزل اية وبرهان ومعجز للخلق اجمعين ان من وجوه الاعجاز ان يكون للصورة موضوع تدور عليه وان يكون بين الايات ترابط هذه الاية معد تلك هذه القصة بعد تلك لغرض معلوم بهذا قل من يطرق هذا الموضوع من المفسرين او من العلماء ولعدم كثرة طرقه اسباب منها اولا ان فيه نوعا من الجرأة على كتاب الله جل وعلا ولهذا ذهب طائفة من العلماء الى ان السور ليس لها موضوعات والى ان الايات لا تناسب بينها وهذا قال به قليلون وغلطوا في ذلك فموضوع السورة يحتاج الى قراءة السورة عدة مرات وتدبر ذلك ومعرفة كلام العلماء في التفسير حتى نفهم هذه الصورة الموضوع الذي تدور عليه السبب الثاني ان كثيرين من اهل العلم لم يتناولوا التفسير الا عبر مدرسة تفسير الايات ومدرسة تفسير الايات منقسمة الى مدرستين مدرسة التفسير بالاثر ومدرسة التفسير بالاجتهاد وكلها راجعة الى تفسير الاية وتفسير الكلمات في الايات. اما الربط بين ايات فلم يكن من من مدارس التفسير المعروفة ولذلك ما صار له ذكر ولا قوة عند اهل العلم بالتفسير. والسبب الثالث بعدم اشتهار هذا الموضوع ان من تجرأ وكتب في من اهل العلم وقال ان للسور ان للايات تناسب ان للايات تناسبا وان للسور موضوعات رد عليه طائفة من العلماء وغلطوه بل رموه الى القول على الله جل وعلا بلا علم. فهب كثيرون ان يدخلوا هذا المضمار لاجل براءة الذمة ولاجل الا يحملوا انفسهم ما لا يطيقون وهذا مقصد صالح ولغير ذلك من الاسباب ولهذا نقول العلماء في موضوع ترتيب الايات والتناسق بين الايات وان هذه الاية بعد هذه الاية لغرض وان هذه القصة بعد هذه القصة لغرض وان السورة لها موضوع ومقصد اختلف العلماء في هذا على ثلاثة اقوال اما القول الاول فهو انه لا تناسب بين الايات بل تنزل الاية بحسب الوقائع توضع في المصحف بحسبه ما يأمر الله جل وعلا جبريل به فيأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ان الاية ضعها في سورة كذا في موضع كذا وان هذا بحسب الوقائع وحسب الاحوال ولا يقتضي ذلك تناسبا بين الاية والاية وصلة بين الاية والاية والقول الثاني ان سور القرآن لا تخلو سورة الا ولها موضوع وليس ثم اية بعد اية الا وبينها تناسب وصلة وانه بين اول السورة وبين ختام السورة التناسب وانه بين اخر السورة واول السورة التي تليها تناسك واتساق في الموضوع وانه الى اخر الاسرار واللطائف في علم التفسير مما جعلوا ذلك لا يخرج عنه شيء البتة وهذا قول قليلين من اهل العلم منهم البقاعي فيما صنف في نظم الترب السيوط وجماعة ممن قبلهم وبعده والقول الثالث وهو القول الوسط وهو اعدل الاقوال ان سور القرآن منها سور يظهر للمجتهد يظهر للعالم بالتفسير يظهر له موضوعها ويظهر بين اياتها من التناسب. فهذا اذا ظهر فلا حرج في ابدائة لان الله جل وعلا جعل القرآن كما الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فالقرآن كتاب لو بحثت فيه عن خلل لو بحثت فيه عن عدم اتساق لن تجد افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاذا ظهرت المناسبة وظهر الموضوع فلا مانع ان يقال هذه الصورة موضوعها كذا وهذه الاية بينها وبين ما قبلها المناسبة الفلانية بحسب ما يظهر للعالم بالتفسير وللمجتهد دون ان يكون الهم تطلب ذلك والتكلف فيه لان تكلف في الشيء قد يقضي الى القول في المسألة بلا علم والاجتهاد فيما لا طائل منه وقد يكون الاختلاف فيه كثيرا. وهذا القول الثالث هو القول المعتدل الذي سلكه طائفة من العلماء بالتفسير قال جل وعلا الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين فالفتنة ذكرت نصا في اول والعلماء بالاجتهاد ومنهم ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وجماعة من المحققين في التفسير ويظهر لك صوابه فيما اذا نظرت الى الكتب المؤلفة في مقاصد السور وتناسب الايات والسور ونحو ذلك فان فيها اشياء متكلفة وفيها اشياء يتضح حسنها بل اذا نظرت اليها جبرت ما قيل من المناسبات الاتصال موضوعات السور زادك يقينا بان هذا القرآن انما هو كلام الله جل وعلا. واذا قرأت السورة احسنت بتأثير فيها ليس كتأثير من لم يعلم موضوع السورة ولا تناسب الايات فيما يذكر لهذا نقول ان هذه الاقوال الثلاثة المختار منها الثالث وهو الذي يهم ان تعتني به من كلام اهل العلم بان فيه الفائدة المرجوة ان شاء الله تعالى المصنفات في هذا الباب كثيرة حتى زعم ابن العرب المالكي وهو من اهل الاندلس قد اتصل بالمشرق في فترة من عمره زعم انه كتب كتابا يعني زعم بمعنى قال بان زعم لا تعني التكريم زعم في اللغة بمعنى القول كما في الحديث صحيح اتانا رسولك يزعم انك تزعم ان الله ارسلك قال العلماء ان الزعم يستعمل بمعنى القول المقصود من هذا ان ابن العربي المالكي صاحب احكام القرآن وعارظة الاحوذي شرح الموطأ وكتب كثيرة معروفة زعم انه كتب كتابا في مقاصد السور وتناسب الايات والسور وعرضه على الناس في زمانه قال فرأيت الناس بطلة لم يقبلوا عليه ولم ولم يهتم له مع عظيم علمه وشرف معلومه قال فلما رأيت ذلك الاعراض منهم احرقته وجعلته بيني وبين الله جل وعلا. وكتب ايضا الرازي في تفسيره بعض المناسبات و الى ان وصل الامر الى الدركشي فعرظ في كتابه علوم القرآن اللي هو مسمى بالبرهان كتب فيه آآ ابوابا جيدة في التناسب والمقاصد وهي قصيرة لكنها فيها تأصيل لهذا لهذه المسألة ثم جمع ذلك مع تأمل البقاعي في كتابه الكبير في التفسير الذي اسماه نظم الدرر في تناسب الايات والسور وهو مطبوع في الهند كتاب كبير في نحو اثنين وعشرين مجلدا والتزم فيه بان يذكر مقصد السورة وان يذكر التناسب بين كل اية والتي قبلها والتي بعدها والتناسب بين اخر السورة وقبلها الى اخر ما ذكر مما جعله متكلفا في كثير من المواضع حتى قال عن نفسه انه ربما مكث شهرا في تأمل اية بعد اية ما المناسبة بينها وعلماء عصره منهم من رد عليه بهذا التكلف الذي تكلفه في كتابه ثم السيوطي كتب ايضا عدة كتب في ذلك وذكر في كتابه اعجاز القرآن اللي هو باسم معترك الاقران في اعجاز القرآن ذكر فمن وجوه الاعجاز العلم بالمقاصد وتناسب الايات والسور الى اخر ذلك فاذا هذا العلم مبحوث عند علماء التفسير والذين كتبوا في علوم القرآن ولكن ما بين مجيب فيه وما بين مقصر الامتثال واذا تأملت هذا الموضوع وجدت ان كثيرين من المفسرين يقولون هذه السورة فيها الموضوع الفلاني مثل ما قال الشيخ الاسلام ابن تيمية مثلا في سورة المائدة بان هذه السورة كلها مختصة بعلم الاحكام الحلال والحرام العقود بخاصة حتى قصص الانبياء التي فيها لها صلة بالاحكام وحتى قصة ابني ادم لها صلة بهذا الموضوع سورة الفاتحة سميت ام القرآن لان مقاصد القرآن التي في هي في سورة الفاتحة وهكذا فاذا من اهل العلم من نص على الموضوع والمقصد ومنهم من عرض له بدون التنسيق عرض له عملية كيف يمكن ان يفهم المتدبر او المفسر الموضوع يعني اذا اراد ان ينظر كيف يعرف موضوع الوسائل التي بها يعرف موضوع السورة نذكر من ذلك بعض الامور اولا ان ينص العلماء او طائفة من العلماء المحققين على ان هذه الصورة في الموضوع الفلاني مثلا سورة الاخلاص في توحيد اسمى والصفات او في التوحيد العلمي الخبري قل يا ايها الكافرون سورة الكافرون في التوحيد توحيد الطلب توحيد العبادة سورة الفاتحة في بيان محامد الرب جل وعلا سورة النحل النعم خلق السماوات والارض بالحمد الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وحين ينتهي الجزاء وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين سورة الكهف بالابتلاء سورة العنكبوت في الفتنة سورة البقرة في بيان الكليات الخمس والضروريات التي تدور عليها احكام الشريعة وبيان عدو من اعداء الاسلام وهم اليهود سورة ال عمران في تكميل ذلك مع بيان عدو جديد وهم النصارى والحوار معهم ثم مجاهدة المشركين سورة النساء في بيان احكام النساء والمواريث وخصص ذلك بالنساء لاجل حظم الجاهلية بحقوق النساء ونحو ذلك. ثم بيان احكام العدو الثالث وهم المنافقون. ثم سورة المائدة بيان احكام الحلال والحرام والعقود الى اخر ذلك مما هو تفصيل للاحكام الكلية الخمس واحكام الشريعة التفصيلية وهكذا في انحاء شتى وهذا ينص ينص عليه طائفة من العلماء بان هذه السورة في الموضوع الفلاني. اذا نعلم موضوع السورة بان ينص على هذا الموضوع او هذا المقصد للصورة بعض اهل العلم فيقال هذه الصورة في الموضوع كله كذلك المناسبات بين الاي بان ينص بعض اهل العلم المتحققين الراسخين بان هذه الاية جاءت بعد هذه الاية لاجلك كذا لما بينهما من الارتباط او هذه الصورة بعد هذه السورة لما بينهما من الارتباط وهكذا او الوسيلة الثانية لمعرفة موضوع السورة والمقصد الذي تدور عليه السورة مقصد نعني به الغاية او الموضوع الكلي الذي تدور عليه السورة ان يكون موضوع السورة ظاهر من اولها ثم المفسر يقرأ يظهر له ان كل كل السورة مبني على اولها مثل مثلا سورة القيامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة كل ما فيها ذكر في احوال القيامة ثم احوال الموت ما يدل او وسائل الايمان بيوم القيامة لهذا بحث هنا مثلا في سورة القيامة بحث عند من اعترض على موضوع السورة في قول الله جل وعلا لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم انا علينا بيان قال طائفة من العلماء طائفة يعني واحد او اكثر قال طائفة من العلماء ان هذه الايات لا صلة لها بموضوع القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه ما لا ما صلتها في موضوع القيامة وما صلتها موضوع الموت والعاقبة الى اخره وذكروا طبعا الاخرون ذكروا مناسبة ذلك وبينوه مما هو ظاهر بيت كذلك مثلا تأخذ سورة الواقعة مثلا سورة الواقعة اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة قافظة رافعة اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بثا فكانت هباء منبتا ايه وكنتم ازواجا ثلاثة سورة الواقعة صار موضوعها حول تقسيم الناس يوم القيامة ينقسمون الى اقسام ثلاثة السابع واصحاب اليمين واصحاب الشمال ثم بعد ذلك ادلة تتعلق بهذا الاصل ثم حال الناس عند النبع واين تذهب ارواحهم فتلحظ من السورة ان الموضوع بين من اولها الى اخره وهذا يتضح لك من اول السورة. فاذا السبب الثاني او الوسيلة الثانية لاستخراج المقصد ان يكون موضوع الصورة ظاهرا من اولها الوسيلة الثالثة لادراك ذلك الاستقراء الاستقراء للاي من عالم بالتفسير اما استقراء كاملا او استقراء اغلبيا وقد ذكر علماء الاصول ان الاستقراء الذي يحتج به على قسمين الاستقراء الكامل او الاستقراء الاغلبي لانه حتى القواعد ما من قاعدة الا ولها فالاستقراء الاغلى بحجة كالاستقراء الكلي في الاحتجاج ولكن في القوة في الاستقراء الكلي اعظم من الاستقراء الاغلب فاذا استقرأ الايات استخرج المفسر موضوعا ولو لم يسبق الى ذلك فان هذه وسيلة ظاهرة اه من وسائل ادراك المعنى سيما اذا كان مصيبا فيه غير متكلف اذا وهناك وسائل اخرى اذا تبين لك ذلك فنأتي الى ما قد ينسقكم اكثر بعد هذا العرض النظري العلمي المقعد بعض الشيء الى ما ينشط اكثر في بيان مثال لمقصد السورة ثم النظر في الايات التي تدور حول هذا المقص نأخذ مثالين الاول سورة الفاتحة باختصار والثاني سورة العنكبوت بنوع تطويل اما سورة الفاتحة فهي فاتحة الكتاب وهي ام القرآن وتسمى ايضا سورة الحمد افتتحها الله جل وعلا بحمده فقال الحمد لله رب العالمين وحمده جل وعلا هو الذي تدور عليه الصورة بل اول الخلق ابتدأ بالحمد واخر ما ينتهي اليه الخلق الى الحمد والناس في الاولى والاخرى بل الخلق كله من الناس وغيرهم من المكلفين وغير المكلفين يدورون بين الحمد وله الحمد في الاولى والاخرة سبحانه وتعالى قيل يعني قال الوجود قالت الملائكة قالت الخلائق بعد ان دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار واستقرت الامور فافتتح الله جل وعلا الكتاب بحمده كما انه حمد نفسه على انزال القرآن فقال الحمد لله الذي انزل لا على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيمة فاذا كان كذلك الحمد دارت الحياة عليه والخلق عليه وانزال الرسل بعث بعث انزال الكتب وبعث الرسل عليه. ولهذا قال الحمد واعظم ما يفتتح به الكتاب الخاتم قال جل وعلا الحمد لله رب العالمين لهذا اذا تأملت القرآن وجدت ان الحمد يدور على خمسة معالم المعنى الاول ان يحمد الله جل وعلا على ربوبية والثاني ان يحمد على الوهيته ثالث ان يحمد على اسمائه وصفاته. الرابع ان يحمد جل وعلا على خلقه سبحانه وتعالى واحداثه وابداعه للكائنات والخامس والاخير ان يحمد الله جل وعلا على شرعه وكتابه وما انزل الناس الان يقول فلان يعني الحمد عندهم بمعنى ايش؟ بمعنى الشكر طب هل يدخل الحمد بمعنى الشكر في احد هذه العناصر في عهد هذه الاقسام الخمسة للحمد نعم وهو الحمد على خلق الله جل وعلا للصغير والكبير لانه ما من نعمة تسدى اليك الا والله جل وعلا هو الذي خلقها فيحمد على ما اثنى وعلى ما ارسل اذا سورة الفاتحة تدور في اولها تدور في موضوعها على اركان حمد الله جل وعلا والقرآن كله لو استوعب فانه يدور من اوله الى اخره على انواع حمد الله جل وعلا فاما ان تكون الاية او السورة في حمده سبحانه على ربوبيته او على الوهيته او على اسمائه وصفاته او على شرعه وكتابه وما انزل او على خلقه وقدره سبحانه وتعالى ما معنى الحمد؟ قال العلماء الحمد هو اثبات انواع الكمالات للمحمود اثبات انواع الكمال للمحمود بحيث انه فيما اثبت له من الكمال لا نقص له فيه بوجه من الوجوه. والله جل وعلا هو المثبت له اوجه الكمال في ربوبيته. واوجه الكمال في الهيته وهو المثنى عليه باوجه الكمال في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته. وفي شرعه وتنزيله وكتابه وفي قدره سبحانه وتعالى وفي خلقه. اذا كان كذلك قال العلماء الحمد لله رب العالمين معناه ان انواع الحمد لان الالف واللام هنا الالف واللام تأتي لثلاثة انواع في التفسير الالف واللام ليه الايه بالتعريف الاستغراء للملك وللاختصاص الاول للتعريف يشملها وكنت اقول الاستغراق للملك للاختصاص. متى تكون الالف واللام للاستغراق؟ اذا كانت يصح ان تضع مكانها كل الحمد لله اذا قلت كل حمد لله رب العالمين صح او لم يصح صح فاذا هي للاستغراء. فاذا هنا نقول الحمد لله رب العالمين. هذه مستغرقة لجميع انواع المحامد لله جل وعلا انواع المحامد اي الخمسة التي ذكرنا لله اللام هنا الثانية هذه بايه لام للاستحقاق يعني كل حمد لله جل وعلا فهو مستحق له سبحانه وتعالى طبعا هل اللي فيه الحمد هذي للتعريف واللام هذه لام حرف جر هي التي تأتي بالملك ولتمام الملك وللاختصاص الى اخره تأتي الى الرحمن الرحيم اولا رب العالمين هذا رجوع الى اي شيء الى الربوبية وقد ذكرنا لك ان من اركان الحمد يعني ما يثنى الله ما يثنى على الله به الربوبية. فقال الحمد لله رب العالمين ثم الرحمن الرحيم هذا فيه الصفات مالك يوم الدين فيها الصفات وفيه الشرع والكتاب وفيه ايضا الخلق والامر اياك نعبد فيه في هيك الالوهية اياك نستعين فيه الربوبية وفيه ايضا قيمة القدر انك تستعين بمن يعين بما يحدث في ملكوته اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. النعم الدينية هي الهداية الى الصراط المستقيم. فهو المحمود على كل لنوع من انواع الهداية للصراط المستقيم. ثم وصف قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وهذا نوع من انواع النعم التي يحمد عليها وهي راجعة الى احد اركان الحمد. ثم ايضا يفصل في ذلك في الموضوع اشياء آآ من نظر اخر في انواع المحامد وانواع الصفات وانواع العبودية انواع الاستعانة الى اخر ما هناك. هذا عرض موجز لما في هذه السورة مما يدور حولها مما ذكره بعض العلماء المثال الثاني سورة العنكبوت سورة العنكبوت سماها بعضهم او قال بعضهم انها تدور حول الفتنة الفتنة ظاهرة في اول السورة السورة الفتنة تكون باي شيء المرء يفتن بعقله يفتن بالدنيا يفتن بوالديه يفتن باهله يفتن بطول المكث وطول العمر يفتن بعدم بعدم وجود العذاب. يفتن اذا عن عن ادراك الحقيقة بانواع من الفتن كلها موجودة في هذه السورة فاذا في هذه الصورة صورة العنكبوت ذكر الله جل وعلا انواع واصول الفتن وذكر كيف ينجو المرء من هذه الفتنة؟ لان الحقيقة ان الحياة انما هي ابتلاء وفتنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عياض ابن حمار الذي رواه مسلم في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى يا محمد انما بعثتك وابتلي بك. فحقيقة الحياة انها فتنة. والفتنة هل هي بالشر او بالخير هي بالشر والخير معا ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون اذا هذه الصورة ذكر الله جل وعلا في اولها احسب الناس الناس يشمل من يحمل المؤمن ويشمل الكاف يشمل الكبير ويشمل الصغير. يشمل جميع الطبقات جميع الطبقات في تعاملها مع الجميع. احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون؟ تقول مؤمن فمتى يصدق الايمان؟ اذا عرضت لك الفتنة فنجوت منها بشرع الله جل وعلا قد تفتتن بنفسك في اناس يختتم بجماله يفتتم بحسنه. امرأة تفتتن بماله بما عندها. برجل يفتتن بماله احد يقتسم بوالديه لذلك تجد ان في هذه الصورة تجد ان في هذه الصورة ذكرا لجميع انواع واصول الفتن على ذلك خذ مثلا في اولها قال الله جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم لاحظ الوالدان يفتنان يجاهدان للشرك يجاهدان ليشرك العبد هذه اليست فتنة؟ فتنة عظيمة. وقد ذكر المفسرون انها نزلت في قصة سعد ابن ابي وقاص لما طردته امه على الكفر والشرك ومع ذلك قال الله جل وعلا ان يصاحب والديه حسنا لكن لا يطيع قال وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك لتشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم فينبئكم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون. وقال في اولها ووصينا الانسان بوالديه حسنا هذي فتنة عظيمة فما ما المخرج منها المخرج منها في تحقيق شرع الله الا تطيع في الكفر والشرك او في معصية الله لكن تصاحب بالحسنى ومن الناس من تعرض عليه الفتنة في صاحب والديه لا بالحسنى ولكن بالعقوق و يكون وقد وقع في بعضها لكن من يصبر على هذا الامر العظيم وهو ان يصاحب بالحسنى والا يطيع هذا هو النجاة ليس نفي من هذا في هذا في هذه الحال من انواع الفتن ان يكون اناس كثير يكفرون بالله جل وعلا لا يؤمنون فيأتي المرء فيظن انه واهل الايمان قليل وان الكفار او المنافقين او المجرمين او العصاة انهم كثير. كيف هو يستقيم؟ كيف يثبت؟ هذا نوع من الفتنة. يعرض على القلوب وقل من الناس من يثبت ينظر الناس كلهم كذا وفي هذه الصورة الخبر وفيها العلاج فاقرأوا وتأملوا من الفتن ايضا التي ذكرت في هذه السورة ان الانسان ينظر الى طول مكث اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ينظر الى طول مكثهم في الارض الى طول مكتهم يتمتعون بالقوة الى طول مكتهم وهم الذين يسيطرون من اعداء الله من الكفار والمشركين فربما يحمله ذلك على ان تزين له الدنيا. وان يصد عن سبيل الله. زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة. هذه في سورة البقرة في هذه السورة في سورة العنكبوت ذكر الله جل وعلا اولا قصة نوح عليه السلام في ايتين ما مناسبة هاتين الايتين لموضوع السورة وهو الفتنة؟ قال جل وعلا ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. فانجيناه السفينة وجعلناها اية للعالمين. وابراهيم اذ قال لقومه قصة نوح في ايتين ما مناسبتها؟ طول هذا المكر تسع مئة وخمسين سنة وهو يدعوهم والمؤمن قليل كما هو كما انت تعلم في سور اخرى وما امن معه الا قليل. قال بعض العلماء كان المؤمنون ثلاثة عشر نفسا وقال اخرون كانوا بضعة وسبعين من الرجال والنساء مكث الف سنة والشرك بالله جل وعلا يعلو عبادة الاوثان ود وسواع ويغوث ويعوق ونشط بالله وهذا ينصحهم يدعوهم ليلا ونهارا نهارا وسرا وجهارا ولا مستجيب الا هذه الفئة القليلة؟ الا يحصل للقلوب فتنة يحصل فتنة ليست مرور عشر عشرين سنة خمسين سنة مئة سنة مرت مئتين ثلاث مئة اربع مئة خمس مئة الف سنة الا خمسين عاما وثم جاء فرج الله جل وعلا وجاء. اذا فقد يفتتن المرء بطول مكث الاعداء. فهذه الصورة نبهت المؤمن الصادق فليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. وقال في الاية التي قبلها فليعلمن الله الذين صدق لنعلمن الف لام ميم احسب الناس وان يتركوا وان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين متى يعلم؟ اذا عرضت الفتن فنجا. فاذا موضوع الصورة عندنا الفتنة حتى قصة النبي كان مرجعها الى الفتنة بما ينجيك انت من الفتنة التي تطاولت. بعض الناس يظن ان ان امر الله جل وعلا يحصل له كما يريد لا حكمة الله ماضية. الله جل وعلا يبتلي كما ابتلى نوح عليه السلام كما ابتلى نوحا عليه السلام وقومه بانه مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما. ومع ذلك لم يستجب منهم الا القليل. هذا نوع من الاستتان خرجوا منه في هذه السورة وهو الصبر فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين قصة إبراهيم عليه السلام في نوع من الفتنة بمن يجادل في من يحاور في من يذكر لا يستسلمون وانما يكيدون ويتخذون اشياء مودة وللدنيا وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض الاية فاذا فيه مجادلات الى اخره وهذي يحصل فيها نوع الفتن. قل من يصبر على الحق ويمكث عليه وان وان لا يتعثر بهذه الفتنة في الشبه التي يلقيها المشركون او التي يلقيها الكفار وهذه الشبه تتجدد بتجدد الازمان بعدها ذكر الله جل وعلا قصة لوط عليه السلام وفيها الافتتان بالشهوة الاستتان بشهوة الرجال التي هي مناقضة للفطرة والفتنة ايضا شهوة بانواعها والاعلان بها وانه لا ظرر منها من نهى عنها انما هو الذي يهجن وهو الذي يرد عليه نهاهم وتأتون في ناديكم المنكر ولكن قالوا له ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين فتنة بان زوجة لوط التي هي في بيته كانت ممن وقعوا في حراك اولئك فيستدل الرجال على على الرجال الذين يأتون الوطن او نحو ذلك. فانجيناه واهله له الا امرأته كانت من الغابرين فنوع من الفتنة بالشهوة. الشهوة ما المخرج منها مخرج منها بان يعلم الانسان انها فتنة الشهوة اللي في جسم الانسان ارادها الله جل وعلا لبقاء النسل ولان يختبر العبد هل يصبر ام لا يصبر؟ هل يتحمل؟ ويسير على ما اراد الله جل وعلا ان يتبع نفسه هواها ويطلق الحبل على ما يريد. فصارت الفتنة فاوقع الله جل وعلا العقوبة لمن لم ينتهوا عنه النهي جل جلاله من الفتنة ايضا ان يكون الناس في علم وان يكون المجتمع يعلم ولكنه لا يأبه بالعلم الجاهل يعلم لكن من يعلم او من ينتشئ المجتمع الذي ينتشر فيه العلم ويعلم الناس الحدود يبصرون ولكن مع ذلك يخالفون اليس هي فتنة العلم لم يكن اذا في حقهم نعمة بل كان فتنة ولهذا ذكر الله جل وعلا ان عادا وثمودا كانوا علماء علموا وكانوا مستبصرين لكنهم مع ذلك خالفوا فقال سبحانه وعادوا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وبين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين زين لهم الشيطان اعمالهم وصدهم عن السبيل وكانوا مستبطين هل كانوا يجهلون؟ لا. كان العلم قاصرا؟ لا ولكن زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل. والحالة انهم كانوا مستبصرين على بصيرة وهذه فتنة عظيمة ان يكون المرء على علم فيطيع الشيطان ويترك العلم الموروث عن الرب جل جلاله وعن نبيه صلى الله الله عليه وسلم القوة ايضا فتنة المجادلة والحوار الان يطرح في كثير من الاحيان مباحث الحوار الحوار مع النصارى الحوار بين الحضارات الحوار بين الديانات الحوار بين المذاهب الحوار بين الملل الى اخره. وهذا الحوار نوع من الفتن والان تبثه بعض القنوات الفضائية لان فيه تأثيرا على من قلبه ضعيف ترى ملل ونحل وهذا يعبد كذا وهذا يعبد كذا قد يشك ويفتتن. لكن المؤمن الصادق يعلم ان هذا التنوع وهذا التعدد وهذا الاختلاف انما هو دليل من ادلة ان الحق واحد. وان هؤلاء كما قال الله جل وعلا عاملة ناصبة اصلى نارا حامية. ارادوا الطريق الى الله جل وعلا فاخطأوا لكن موضوع الحوار يحاور المرء او لا يحاور يجادل ام لا يجادل هذه قد تعرض على المرأة هذه الفتنة ولكن من الذي يجادل من عنده علم؟ وليس كل احد لهذا ذكر كما يعلم بعضكم ان اناسا جادلوا اما جادلوا ملحدا او جادلوا آآ غير مسلم او نصراني او يهودي او جادلوا صاحب ملة من الملل او مذهب من المذاهب الضالة او نحو ذلك. فربما غلب او ربما كان اقوى. فوقع الافتتان في الناس. الله جل في هذه السورة بين ان الفتنة تقع اذا لم يكن الحوار من عالم وبلته احسن وقال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون. وكذلك انزلنا اليك الكتاب. الى ان قال جل وعلا بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم نستمع للاذان نكمل الحديث عن مثال صورة العنكبوت في اثر فهم مقصد المقصد او موضوع السورة على العلم بالتفسير فذكر جل وعلا النهي عن مجادلة اهل الكتاب الا بالتي هي احسن. لكن ممن؟ ممن هو عالم بالقرآن. فقال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. ولهذا من لم يعلم القرآن وحجج القرآن وبينات القرآن والبراهين التي في القرآن وكيف جاء في القرآن من الحوار مع الملحد ومع المتجبر ومع الطاغوت ومع الناس بجميع اصنافهم من لم يعلم ذلك فانه لا يصلح للحوار فليس كل احد يحاور برأيه وبفكره وانما الحوار للعلماء. الحوار كما يسمى او المجادلة كما في القرآن هذه انما هي لاهل العلم الذين يعلمون حدود ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا هي تقع الفتنة الفتنة بالمجادلة. يقول انا جادلني ليش انت ما تجادلني؟ ويبدأون يبحثون في الجدال والحوار ويبحثون القضايا هذا نوع اقتتال للعامة فاذا لا بد هنا ان ينظر المرء في هذه الحال ان يكون معتزا بدينه وان يعلم ان القرآن هو الحق وانه من كان في صدره فهو الذي على الحق لان القرآن حجة ماضية على الجميع بهذا قد يكون المرء لا يعلم بعض الحجج فاذا كان كذلك فانه يقول كما قال الله جل وعلا وقولوا امنا بالذي انزل الينا انزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون. وهذا المجادلة الاجمالية ثم التفصيل عند من يعلم قرآن ويعلم الشريعة من الفتن التي ذكرت ايضا في هذه السورة ان يجعل الله جل وعلا الحياة جميلة بنهوها ولعبها وما فيها من الملذات حتى ينسى المرء في الاخرة قال جل وعلا في اخر السورة وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب لان كثيرين من الناس افتتنوا بالحياة لهو ولعب ويظن انها ستمتد به ولا يعلم حقيقة الحياة قال جل وعلا بعدها وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون. حيوان هذا صيغة مبالغة من حياة يعني الدار الاخرة يعني الجنة والنار هي ذات الحياة الباقية الكاملة فمن اراد قمة النعيم وكمال النعيم والتلذذ فهو في الجنة في الاخرة. ومن اراد حقيقة الهرب من المؤذيات فهو فالمؤذيات كلها في النار والذي يريد الهرب يهرب من النار. ولهذا قال طائفة من العلماء ما ذكر الله جل وعلا في القرآن هذه ذكرها ابن الجوزي وجماعة ما ذكر الله جل وعلا في القرآن من انواع نعيم لتنظر الى نعيم الدنيا ولتتذكر به نعيم الاخرة. فكل مثال في الدنيا للنعيم او التلذذ هو حجة عليك في تذكرك نعيم الجنة. وكل مثال في الدنيا لانواع المؤذيات ولو كانت الحشرة الصغيرة او كان حرا يسيرا فهو مثال يذكرك الله جل وعلا به لما يكون في الاخرة من من النكال ومن العذاب ومن الحرمان. فمن اراد حقيقة الحياة والسعادة فليبحث عن السعادة الابدية والحياة الدنيا هذه لهو واللعب وما هذه الحياة الدنيا الاله ولعب تحدث فتنة. ومن وما الناس الان ما افتتن الناس الا باللهو واللعب في هذه الحياة الدنيا لماذا قست القلوب؟ لاجل ان الناس اقبلوا على الله و واللهي. لماذا اعرضوا عن الاخرة؟ لانهم اقبلوا على الله ولعب لماذا قل نصيبهم من القرآن؟ لانهم اقبلوا على الله واللعب. والجاد العاقل هو الذي ينظر الى قوله وان الدار الاخرة ما هي الحيوان لو كانوا يعلمون من الفتن التي ذكرت في هذه السورة وذكر فيها المخرج من الفتنة. الفتنة بالامن امن الحرم امن ما حوله؟ يحصل الامن سنوات وسنوات وسنوات فيغتر الناس باننا لن يصيبنا ما اصابهم ايضا الزلازل تصيب الاخرين اما اهل الحرم فلا تصيبهم. الموبقات ضيق المعيشة يصيب الاخرين النكد يصيب الاخرين اما اهل الحرم فيقولون نحن ابناء الله واحبائها ويقولون نحن الخاصة او يقولون او يقولون قال جل وعلا في بيانها هذه الفتنة او لم يروا انا جعلنا في اخر السورة اولم يروا انا جعلنا حرما امنا تتخفف الناس من حولهم هذا لف النظر الى هذا النوع من الانعام من الله جل وعلا وان لا يكون هذا الانعام افتتان سبب ان لا يكون هذا الانعام سببا للافتتان بهذه النعمة وهذا الرخا الذي جعل الله جل وعلا اهل مكة فيه زمن النبوة وما شاء الله من الازمان بعده قال او لم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم ما القرض من هذا؟ افبالباطل يؤمنون؟ وبنعمة الله هم يكفرون افبالباطل يؤمنون بعد هذا الانعام وهذا يؤمنون بالباطل بالشرك والكفر وانكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم واطاعة الشياطين او بما هو دون ذلك من المعاصي والموبقات والاثام. وبنعمة الله هم يكفرون. من الذي انعم الله جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون اذا من الاستتان الذي قد يصيب الله به بعض العباد كما ذكر في هذه السورة ان يظن العبد ان البلاء انما هو للاخرين. واما هو لن يبتلى في الرزق يكون لفلان من الناس اما هو لا المرض يكون لفلان اما هو لا الاصابة بالامراض شديدة اجارنا الله واياكم منه منها انما يصاب به الاخرون اما هو صاحب صحة وعافية. السكتة الغضب الى اخره يصاب به الاخرون. اما هو لا يتذكر. قال جل وعلا في بيان هذا المثال اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون هذه امثلة من انواع الافتتان وانواع البلاء وما في هذه السورة مما يتصل بهذا الموضوع ثم يتعانق في هذه الصورة الابتداء مع الختام ليدلك على قول من قال من اهل العلم ان موضوع السورة تعانق فيه البداية مع النهاية فقال جل وعلا في بدايتها فقال جل وعلا في بدايتها احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا من قبلهم. ما المخرج في جميع هذه الحالات الجواب في اخر السورة في اخر اية والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين موضوع مقاصد السور واثق واثر ذلك في التفسير له شعب من جهة التنظيف وله ايضا شعب من جهة التطبيق و اذا تأملت ما ذكرت من هذين المثالين في سورة الفاتحة وسورة العنكبوت يكون لك به نظرة ورؤية الى ما يذكره العلماء في موضوعات السور ما تشتمل عليه ففهم اذا كما اتضح لك الان ان فهم ايات سورة العنكبوت الان تقرأها ربما يكون لك تدبر اخر يكون تأثرك بالصورة وبالنظر في اخر شوف الايات غير ما كنت تقرأ سابقا. لماذا؟ لانها اتصل عندك الموظوع وفهمت هذه الاية. ولماذا اتى بقصة النبي فلان؟ ولماذا اتى قصة النبي الاخر عليهم جميعا السلام الى اخر ما هناك. فاذا هذا الموضوع وهو موضوع مقاصد الصور من العلم النادر العزيز لكنه مهم لكل طالب علم التفسير لمن؟ بقدر ما ذكرنا وهو ان ينص احد من العلماء على المقصد والموضوع وان يكون ظاهرا في دور ايات السورة اه عليه. اسأل الله جل وعلا ان يبارك لي ولكم فيما سمعنا وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته وان يزيدنا منه علما وان يجعل وان يذكرنا منه ما نسينا وان يجعلنا من المحلين لحلاله المحرمين لحرامه المعتقدين لما فيه من الغيب انه سبحانه جواد كريم كما اني في الختام ارجو لكم جميعا في اقبال هذه الدروس العلمية ان تنتفعوا من اصحاب الفضيلة المشايخ الذين يشاركون فيها جزاهم الله خيرا. وانا هذه المناسبة اشكر كل الاخوة في هذا المسجد من امام المسجد الاخ خالد الزريقي وجميع الاخوة الذين معه كذلك اصحاب الفضيلة الاخوة المشايخ الذين يشاركون في هذه الدورة على ابو بكر رضي الله عنه يقول اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا انا قلت في كتاب الله؟ ما لا اعلم. فاذا الاصل في هذه كما ذكرت لك ان لا يكون اجتهادا مجرد ما يتعبون ويبذلون في الجلوس للاخوان وفي طلب العلم لاننا في زمن نحتاج فيه في بذل الدعوة وبذل العلم الى جهاد اما الراحة فهي الوقت واسع للراحة لكن نحتاج الى بذل وبذل كل في مجاله وكل فيما يستطيعه اسأل الله جل وعلا للجميع الهدى والتوفيق وان يبارك في الجهود وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى انه سبحانه ولي ذلك. كما اسأل ربي سبحانه ان يوفق ولاة امورنا لكل خير وان يرزقهم البطانة الصالحة التي تذكرهم بالخير وتدلهم عليه وان يبارك في ما يعملون من الخير وان يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. كما اسأله جل جلاله ان يباعد بيننا وبين سبل المضلة وان يرد كيدهم الى نحورهم انه سبحانه على كل شيء قدير. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد شكر الله لمعالي الشيخ هذا البيان الظافي الجميل الذي وفى وكفى باذن الله وجعله في موازين حسناته وقبل ان ابدأ بطرح الاسئلة اود ان اعتذر للاخوة الحضور حيث ما وردنا من الاسئلة اكثر من ان يكفيه الوقت المتاح هذا من جانب ومن جانب اخر ان بعض الاسئلة لم تكن في مجال وموظوع المحاضرة ومعالي الشيخ طلب ان تكون الاسئلة في نطاق المحاضرة حفظا لوقت الذين جاءوا لسماع هذا الموضوع بالذات مع رغبة ان الاسئلة البقية اخذها الاسئلة التي لا تلقى تستفيد منها في موضوع محاضرات اخرى يعني بعض الاخوة جزاهم الله خيرا يطرح اسئلة جيدة نجعلها عنصرا او فقرة في محاضرة اخرى هذه نستفيد منها جزى الله الجميع خيرا. نعم يهدي جميع السائلين تحياتهم الى معاليكم ثم يخبركم الكثير منهم بمحبتهم لكم في الله احبهم الله وهناك اقتراح آآ من احد الاخوة ان تجعل هذه المحاضرة على شكل كتيب في متناول الجميع فضيلة الشيخ ما الافضل للمبتدئ قراءته من الكتب اه التي تناولت التفسير ثم يسأل يقول قلتم في كلامكم انه قد استخرج المعنى بالاستقراء الجزئي للسورة فكيف يستخرج المعنى للسورة مع عدم الالمام بالسورة انا ما قلت هذا فانا قلت انا لم اقل ان المعنى او المقصد يستخرج بالاستقراء الجزئي وانما قلت يستخرج بالاستقراء التام او الاغلبي. اما الاستقراء الجزئي فليس بحجة الاستقراء الجزئي هو اللي يقع فيه الناس اليوم وليس جزئيا قد يكون استقراء لحالتين ثم يحكم والله يقول كل الناس كذا وكذا او هذا ابد كل الموضوع كم نظرت في الكتاب نظر صفحته كمح درجت من حالات الناس شاف له حاله حالتين وقال كل الناس وقعوا في كذا الاستقراء حجة اذا كان كليا او اغلبيا. ولا يجوز للمسلم ايضا ان يخطو ما ليس له به علم. وان يقول والله يعمل قضية كلية وهو لا يعرف ان حاله او حالتين وهذا خلاف المنهجية حقق المنهجية الصحيحة في التفكير. واذا وجدت في المرء هذه الخلل في المنهجية حتى في رؤية الاشياء يقع بذلك الخلل في منهجيته في العلم. يكون تصور اهل العلم غير صحيح لانه اصلا يتطور العلوم بالسقية. تتطور الاشياء باستقراء جزء ويسرع في الحكم ويسرع في تقييم الاشياء بما يسمع او بحالة حالتين يجعلها قضية كلية اذا تعريفك تعقيبا على السؤال انما ذكرنا انه يدرك بالاستقراء الكلي او الاغلبي والعلماء الاصول بحثوا هذا فهو قالوا ان الاستقرار الكلي او الاغلبي حجة استقراء الكلي والاغلبي ممن ليس من كل مسلم. بل من عالم بالتفسير والعالم بالتفسير هو الذي عنده العلوم التي ذكرنا. هذا في الغالب لا يخطئ. لهذا العلماء ذكروا اشياء من مقاصد السور اه دار فيها حول استقرائهم وتدبرهم وقراءتهم للسورة اكثر من مرة مع علم بالتفسير فاستخرجوا ومقصدا وموضوعا ثم فصلوا في ذلك. نعم يقول لماذا لا نقول بترجيح قول من قال بان لكل سورة مقصدة واما بين كل اية واية تناسبا على الاطلاق لان ذلك يدل على كمال القرآن واعجازه ولكن نقيد هذا القول بنقطتين الاولى انه ليس لكل احد ان يلم بجميع المقاصد والمناسبات فقد يعلم بعضا ويجهل بعضا. والثانية نقيده كذلك بعدم الجزم بالمقصد والمناسبة. بل يقال بانه اجتهاد وانه محتمل. فما رأي فضيلتكم هذا وجيه لكن السبب الثاني لا نحب ان يدخل الناس فيه لانه من قال في القرآن برأيه فقد اخطأ ولو اصاب وفي الحديث الاخر من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ان انه يقال من جهة تنزيل القرآن ان القرآن محكم. كل سورة لها مقصد علمه من علمه وجهلها من جهلها. وان الاية بينها وبين ما قبل لها وبعدها تناسق وتناسق علمه ذلك من علمه وجهله من جهله وان في ذلك دلالة على اعجاز القرآن العظيم هذا قد يقال من جهة في العموم لكن بالقيد الذي ذكرناه انه لا يقبل من كل احد ان يقتحم هذا الباب نعم يقول هل هناك علاقة بين التفسير الموضوع للقرآن وبين علم مقاصد السور تفسير عند المتأخرين يعني في القرن الاخير هذا اه جعل اه منه تفسير الموضوعي ومنه التفسير التحليلي على تقسيم آآ خاص تعليمي ويراد التفسير التحليلي كما تقرأ تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير يعني الاية وتفسيرها الكلمات تحليلها لغة ونحوا الى اخره وبيان سبب النزول. يعني كل اية تؤخذ على حدة تفسير السورة تفسيرا تحليليا. اما التفسير موضوعي فيراد به موضوع في القرآن. يعني مثلا توحيد الربوبية في القرآن القرآن في هذا الموضوع توحيد الربوبية الفتنة في القرآن الوسطية في القرآن العدل في القرآن الظلم في القرآن قصص الانبياء في القرآن هذا يسمى تفسير موضوعي بمعنى ان يأتي الى موضوع سيجمع كل ما فيه من الايات ثم من ذلك تقسيما منهجيا ويتحدث عنه. لا صلة لهذا بعلم المقاصد. لان مقاصد السور راجع الى السورة في نفسها والتفسير الموضوعي يجمع كل يجمع اطراف الموضوع في جميع سور القرآن يقول هل القرآن نزل وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم كاملا وبما نرد على النصارى في قولهم ان الرسول لم يفسره كله والجمع بينه وبين حديث الرسول تركتكم على المحجة البيضاء ينبغي ان القائل متكلم او الكاتب او السائل اذا كتب اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ان يصلي عليه صلى الله وسلم عليه تسليما كثيرا حتى لو لم يكتب فانه يصلى عنه. والمرء ما يخسر كتابة صلى الله عليه وسلم ولو الف مرة لهذا اهل الحديث مما زاد في مقدارهم انهم يكتبون في الحديث الواحد صلى الله عليه وسلم ويقولونها كذا مرة وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ما معنى ذلك؟ يعني من اثنى علي يعني من قال اللهم صلي على محمد دعا لي بان يثني الله علي في الملأ الاعلى مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اثنى الله عليه بتلك الصلاة عشر مرات اللهم صلي وسلم على محمد كلما صلى عليه المصلون وكلما غفل عن الصلاة عليه الغافل السؤال هل نزل القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله وانما فسر اية قليلة لم لان التفسير يتبع الحاجة يفسر بمعنى يبين المعاني لمن لا يفهم المعاني. والقرآن نزل بلسان عربي مبين فقهته العرب فهمت الاية وهمه الصحابة الا في بعض ايات لم تفهم ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم فالمنقول من تفسيره عليه الصلاة والسلام قليل تفسير الصحابة اكثر من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لم؟ لان الصحابة نقلوا للتابعين. والتابعين والتابعون اقل علما بالقرآن من الصحابة. لا من جهة ولا من جهة معرفة اسباب النزول ولا من جهة معرفة علوم القرآن والعلوم المختلفة التي دار عليها القرآن ولا من جهة السيرة تاريخ واحوال العرب والجاهلية الى اخره. ففسروا القرآن اكثر تفسيرهم اكثر التابعون تفسيرهم لمن بعدهم اكثر من تفسير الصحابة لشدة الحاجة هكذا الى زمن التأليف والترصيف كثرت التفاسير رغبة في ان يفهم الناس القرآن وان يقبلوا عليه. فاذا عدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن لوضوحه وعدم الحاجة الى تفسيره ولان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون الترفيه وربما لم يعلموا ففسر بعضهم لبعض او فسر لهم النبي عليه الصلاة والسلام نعم فضيلة الشيخ نأمل ارشادنا الى احسن الكتب التي تناولت الحديث عن مقاصد السور ذكرت لك الكتب. نعم. ارجو القاء الظوء على مسألة تفسير الايات بالكشوفات الكونية الحديثة. وعلاقة ذلك بمقصود الايات وفهم لو لم ترجو لكان افضل لان هذا موضوع ما يحتاج لو تكلمنا عنه في دقيقة او دقيقتين نظلم هذا الموضوع وهو موضوع شائك كما تعلمون الان كثير من الناس يعرضون المسائل الكونية ويربطونها بالايات القرآنية ويجعلون القرآن اه الى موضوع محاضرة مستقل عن تفسير القرآن آآ بالعلوم الكونية او بالطبيعيات او بالمكتشفات الحديثة لانه يحتاج الى ضغط تفصيل ذكرتم ان طالب العلم لابد له من تعلم التفسير. وان هذا التحصيل مرهون بفهم اللغة ومنها النحو وللاسف فان غالبية الناس في وقتنا الحاضر يعانون من ضعف في النحو فحبذا لو نصحتمونا بحساب في هذا المجال خاص بالمبتدئين مجال النحو اما المهم انك تقبل على طالب علم على استاذ في النحو يعلمك تكون جاد النحو سهل لكن انتم يصعب على ان غير المقبل. لكن هو في الحقيقة سهل. لو اقبلت عليه لكان سهلا كتب النحو كثيرة دائما نذكر من اوائلها الاجور الرومية وقطر الندى وشرحها منظومة الحريري الملحة والالفية وشروح الالفية ثم يتطور بعد ذلك الى التسهيل وشروح التسهيل ثم يتطور الى همع الهوامع ثم كتاب بواب يعني ان يبتدأ في النحو بالكتب المختصرة عند المتأخرين. ثم اذا اتمها يرجع الى كتب المتقدمين وهذه مجالات ومدارك بعضها فوق بعض. وكما قال الله جل وعلا هم درجات عند الله نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا ان يكتب لي ولكم الخير اينما كنا وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا انه سبحانه على كل شيء قدير