فلا تدعوا مع الله احد وقال سبحانه ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وكما قال تعالى مبينا ان نقول الفيصل في هذا الرجوع الى النصوص يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة طلالة كل اداة من ادوات العموم اداة من ادوات العموم لم يفرق بين بدعة واخرى وان يتعلموا ما لا يسعهم جهل كيف يصلون؟ كيف يصومون؟ كيف يزكون؟ كيف يحجون؟ كيف يأمرون بالمعروف؟ وينهون عن المنكر؟ كيف يعلمون اولادهم؟ كيف يتعاونون مع اهليهم كفى دعم ما حرم الله عليه يتعلمون يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم في لقاء جديد من لقاءاتنا في تدارس مقاصد الشريعة حيث سبق معنا لقاء فحدثت فيه عن مقدمات هذا العلم وعن التعريف به وعن اهميته وعن بيان حدوده. وعن بيان اثر معرفة مقاصد الشريعة سواء فيما يتعلق بتقرير الاحكام او في معرفة من يكونوا اهلا للفتوى والفقه وفي هذا اليوم باذن الله عز وجل نتدارس في المقصد الاول من مقاصد الشريعة الا وهو مقصد تحقيق العبودية لله عز وجل فهذا المقصد هو من اعظم المقاصد الشرعية التي يجب على العباد ان يقوموا بمراعاتها قد بين الله جل وعلا ان بعثة الانبياء عليهم السلام قد جاءت لتحقيق هذا المقصد كما في قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ومن هنا كان انبياء الله عليهم السلام يدعون اقوامهم لتحقيق هذا المقصد فكل نبي يقول لقومه ان اعبدوا الله الا تعبدوا الا الله. في جميع قصص الانبياء الواردة في بالله جل وعلا بل ان خلق الخلق انما جاء من اجل تحقيق هذا المقصد. ما الدليل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومن هنا فان اول امر في القرآن يقرأه الانسان عند قراءة كتاب الله عز وجل هو قوله سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون والناظر في ايات القرآن يجد انها كلها لتحقيق هذا المقصد مرة ب اقامة الادلة على وجوب عبودية الله وحده وتحريم صرف العبادة لغير الله ومرة ببيان قصص الانبياء الذين جاؤوا بالدعوة الى عبودية الله سبحانه وتعالى ومرة ببيان العبادات وبيان صفتها وتقرير احكامها ومرة بثواب ببيان ثواب اهل العبادة وبيان عقوبة من ترك العبادة ولذلك فهذا المقصد العظيم هو من اهم مقاصد الشريعة وهو الذي تبنى عليه الاحكام الشرعية العبودية في لغة العرب فيها معنى التذلل والخضوع ولذلك يقال طريق معبد اي مزلل تتمكن السيارات والسيئة آآ الحيوانات من المشي عليه بسهولة ويسر. لانه قد ذل الطريق لهم والعبودية وما العبادة في الاصطلاح تتضمن غمسة معاني رئيسة امست معاني رئيسة وهناك معان تابعة اول هذه المعاني العبودية والذل فان العبد مطالب به ان يخضع لامر الله سبحانه وتعالى والامر الثاني الخشوع والخوف من الله جل وعلا كما قال جل وعلا ان مزادكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنت مؤمنين وكما في قوله تعالى الذين يبالغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله والمعنى الثالث الرجاء الرجاء بحيث يكون قلب الانسان معلقا بفظل الله يؤمل في خيره وبره يؤمل فيه ثوابه سبحانه وتعالى وقد وصف الله عز وجل الانبياء بانهم يدعون الله خوفا وطمعا والطمع هذا هو الرجاء. ادعوا ربكم خوفا وطمعا هكذا ايضا من المعاني المحبة فان من معاني العبودية التي تستكمل بها هو المحبة ولذا قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله اشد حبا لله وقال عن المؤمنين يحبهم ويحبونه. يحبهم ويحبونه وهناك معنى آآ خامس يتعلق آآ استشعار مراقبة رب العزة والجلال فهذه المعاني تستكمل معاني العبودية فمن وجدت عنده فقد وجدت عنده العبودية وبعض الناس قد توجد عندهم هذه المعاني ببعض اعمالهم دون جميعها وقد توجد في اه بعض اعمالهم بعض هذه المعاني دون الجميع. مثلا قد يؤدي حقوق الاخرين خوفا من الله لا رجاء لفظله ولا خظوعا لامره وهكذا قد يقوم ببعض آآ الصدقات رجاء في وعد الله عز وجل. ومن ثم فان الانسان ينبغي به ان يستكمل هذه المعاني. هناك من المعنى امس ايضا معنا الاخلاص الذي يراد به ان يؤدي العبد العمل طلبا لرضا الله واملا في الاجر الاخروي وكثير من الناس قد يخطئ في مفهوم الاخلاص ويظن ان المراد بالاخلاص اتقان العمل واداءه على احسن وجوهه وهذا اثر من اثر الاخلاص وانما الاخلاص الحقيقي هو في كونك تؤدي العمل لله وحده تريد بذلك اخرتك اذا تحقيق العبودية هو مقصد من مقاصد الشرع وتحقيق العبودية يجري مع العبد في كل حياته وكما تقدم ان هناك معاني تابعة تتضمنها العبودية من مثل الشكر مثل الصبر فشكر الله عز وجل يتضمن معنى العبودية وهكذا ايضا معنى الصبر فانك عندما ترظى بقظاء الله وقدره ترظى بامر الله الكوني وامره الشرعي فحينئذ تكون صابرا محتسبا ومن ثم هذا يؤدي لتكميل معنى العبودية فهذه المعاني القلبية كلها تتضمنها معنى العبودية هذه المعاني القلبية تنتج اعمالا بدنية واعمالا قلبية واعمالا لسانية يؤديها الانسان يتقرب بها الى الله جل وعلا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون او سبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله قول وادناها اماطة الاذى عن الطريق عمل والحياء شعبة من شعب الايمان هذا من اعمال القلوب. من اعمال القلوب اذا تقرر هذا المعنى فان العبادة لها شرطان لا بد ان تكون موجودة فيها. الامور الاولة تلك اركان داخل العبادة الامور الخمسة السابقة هذي اركان داخل العبادة وهذه شروط لا تصح العبادة الا بوجودها الشرط الاول ان تكون العبادة لله وحده لا تؤدى العبادة لغير الله ولا يراد بها غير وجه الله سبحانه وتعالى فان من ادى عبادة لغير الله كانت تلك العبادة شركا. قد تكون شركا اكبر وقد تكون شركا اصغر ما الفرق بينهما من فعل العبادة عبادة وقربة لغير الله كان شركا اكبر. لانه عبد غير الله ومن ادى العبادة لغير الله على جهة الرياء والسمعة لا على جهة العبودية له فهذا شرك اصغر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف على امتي الشرك الاصغر وحينئذ ينبغي بنا ان نتدارس هذا الشرك وان نعلم احكامه وان نعرف اقسامه من اجل ان نتفاداه فان ولا يقولن قائل الناس عندهم عقول واصبحوا يعرفون ان المخلوقات لا تنفع ولا تظن ان النافع والضار هو الله فان الاوائل عندهم من الاهتمام وعندهم من العقل ما هو كثير ومع ذلك لم يعصمهم من الوقوع في الشرك واذا كان انبياء الله الذين لهم المكانة العليا والمنزلة الرفيعة يخافون على انفسهم وعلى من معهم وعلى ذراريهم من الشرك كيف لا نخافه على انفسنا قد قال ابراهيم عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ولذلك فهذا المقصد العظيم وهو مقصد العبودية لله وافراده بالعبودية يجعلنا نسد الطرق المؤدية طرف العبادات لغير الله سبحانه وتعالى ومن ذلك مثلا تعظيم ما يمكن ان يعبد على العصور وعلى مدى الازمان الاتية ولا يتصورن الانسان ان العبودية مجرد اعتقاد الظر والنفع بل اذا صرفت شيئا من الاعمال توجد فيه الامور الخمسة السابقة فحينئذ يقال لك بانك عبدت غير الله وانك اشركت مثال ذلك في بعض البلدان يضعون يتذللون بالمشي على ركبهم ليصلوا الى من يريدون يخافون ويرجونه ويحبونه ويخضعون ويذلون له. ويخلصون له فنقول هذه عبودية غير الله سبحانه وتعالى تكون من انواع الشرك الداخلة في قول الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ما بقوم ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واظرب لذلك امثلة يأتينا بعض الناس ويعبد او ويصلي او يسجد لبعض المخلوقات لماذا؟ قال هذا منزلته عالية عند الله بل تعتقد انه ينفع او يضر؟ قال لا لكنه يقربني لله. يقول هذا عبودية لغير الله فانه قد اشرك في توحيد الالوهية ولذا قال الله عز وجل على لسان اولئك المشركين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهم يؤمنون بوجود الله ويؤمنون ان الله هو النافع الضار ويؤمنون انه هو المتصرف في الكون. ويؤمنون انه هو الذي يرزقهم ومع ذلك يتوجهون الى هذه الاصنام بعبادات من جنس دعائهم او السجود لهم ليقربوهم الى الله فكان هذا من اسباب الحكم عليهم بانهم من اهل الشرك قل اذا قال الله عز وجل في هذه الاية الا لله الدين الخالص فما كان خالصا لله فيقبله الله وما كان يصرف وما كان من العبادات يصرف منه شيء لغير الله عز وجل فان الله لا يقبله ولذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه في نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى واضرب لذلك مثلا عبودية الدعاء هذه يجب ان تكون لله عز وجل الدعاء عبادة و لانه يتضمن المعاني الخمسة فيه خظوع وفيه رجاء ان يجاب الدعاء وفيه خوف وفيه استشعار لمراقبة رب العزة والجلال وفيه ايضا دلالة على الداعي لمن يدعوه فهالدعاء عبادة ولذلك لابد ان تكون العبادة لله سبحانه وتعالى. ولا يجوز صرفها لغيره جل وعلا ولذا قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. فجعل الدعاء جزءا من اجزاء العبادة وبين جل وعلا ان الدعاء حق خالص له فقال وان المساجد لله الداعين آآ يتبرأ منهم يوم القيامة من قبل المدعوين ومن اضل ممن يدعو من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فحينئذ نقول الدعاء عبادة. كما ورد في الحديث ومن ثم لابد ان يكون الدعاء لله وحده ولا يجوز ان يصرف لغير الله كائنا من كان ولو كان من الانبياء او الملائكة او الاولياء او الصالحين او الاشجار او الاحجار او الاصنام لا فرق لان فيه صرف عبودية في صرف عبادة لغير الله جل وعلا و من هنا فسر النبي صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد بان يعبدوه لا يشرك به شيئا واخبر بان من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له فانه حينئذ ومات على ذلك كان من اهل الجنة ومن هنا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين هديه وهدي المشركين في الحج فكانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا تملكه وما ملك وهم يقرون بوجود الله ويقرون بانه ان التلبية ان اصل التلبية له ويقرون ان هذه المعبودات التي تعبد ومن دون الله انها مملوكة مربوبة لله لكنهم يصرفون لها شيئا من العبودية ومنها التلبية فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بتلبية التوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك. فافرد الله بالتلبية. ولم يجعل له شريكا في تلبيته المقصود ان هذا شرط من شروط العبودية ان تكون العبادة لله وحده سبحانه وتعالى. لا ان يصرف شيء من العبادة لغير الله. ولا يقصد الانسان بعباداته غير الله جل وعلا والشرط الثاني من شروط العبادة ان تكون على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هديه فان الله جل وعلا قد جعل هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو المعرف للعباد لطريق العبوديتهم لله جل وعلا فبعثه الله ليعرف الناس كيف يعبدون الله ومن هنا امر الله عز وجل المؤمنين الا يخترعوا عبادات جديدة من عند انفسهم بل يكونون في العبادة التابعين لهذا النبي الكريم. ولذا قال تعالى واتبعوه لعلكم تهتدون وقال جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله ايران وقال تعالى عائبا على من سار في عبودية على غير هذه الطريقة ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وجاء في عدد من الاحاديث التأكيد على هذا المعنى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود غير مقبول عند الله جل وعلا ومن هذا المنطلق نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البدع وقال كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وامرنا بالاقتداء بسنته والسير على طريقته فالنجاة هي في التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكل عبادة جديدة ليست على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه فيقال لها بدعة طيب هل البدع منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم وهل منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح فمن جاءنا بالتقسيم وقال بانها تنقسم خمسة اقسام قلنا يا اخي ما هذا؟ يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة طيب يقال عندي اعمال مبتدعة مخترعة جديدة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنقول هذه الاعمال على نوعين اما ان تكون اما ان تكون من العادات وليست من العبادات هذا امر عيب عادي ونحن نتكلم عن العبادات لان العبادة لان البدعة لا تكون الا فيما يقصد به التعبد لله اما ما يفعله الناس لامور دنيوية او لغير امر العبادة فهذا لا يدخل عندنا في باب البدع والشيء الثاني ما يكون وسيلة الى عبادة فهذا ليس مقصودا لذاته بالتالي ليس عبادة مستقلة يقال عنه بدعة. قال انا اروح للمسجد بالسيارة والسيارة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا وسيلة الذهاب بالسيارة ليس مقصودا لذاته. المقصود صلاة بالمسجد صلاة بالمسجد امر مشروع من عهد النبوة جاءنا واحد وقال البناء العلمي والاكاديمية الاسلامية هذه من البدع لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنقول له هذه وسيلة لان المقصود تعلم العلم وتعليمه. الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. ان لا تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع ومن ثم فهذه وسيلة لتحقيق الحكم الشرعي او المقصد الشرعي. ومن ثم لا يحكم عليها بحكم لذاتها لان مرة قد تستعمل في شر ومرة قد تستعمل في خير ومرة وبالتالي هي ليست مقصودة لذاتها فان قال قائل ورد عن عمر انه قال نعمت البدعة هذه فنقول على فرض انه يريد هذه البدعة التي تقصدون. نترك كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونسير على كلام غيره ثم هو يريد بهذا المعنى اللغوي لان الناس في زمن النبوة كانوا يصلون التراويح في المسجد الواحد جماعات هنا جماعة وهنا جماعة وهناك جماعة وكل جماعة وحدها فخمس جماعات ست جماعات في المسجد وكل منهم يقرأ فرأى عمران يجمعهم على امام واحد اذا صلاة التراويح موجودة في وقت النبوة واداؤها جماعة كان موجودا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يجتمعون على امام واحد يصلي الرجل ويصلي بصلاته الخمسة وبصلاة الستة وبصلاة بحسب اعدادهم فامرهم عمران يجتمعوا على امام واحد فليس هنا صلاة جديدة ولا جماعة جديدة وانما فيه اجتماع الجماعات وبالتالي فليست بدعة بالمعنى الاصطلاحي الشرعي وان كانت قد تكون طريقة جديدة لكونها ليست هي المعهودة في عهد النبوة وانما المعهود تفرقهم جماعات فجمعهم على امام واحد اذا تقرر هذا فان العبادة لابد ان تكون موافقة للشرع بعدد من الامور اولا اصل العبادة لابد ان يكون مشروعا من جاءنا بعبادات جديدة ليست معروفة ولم تأتي بها الشريعة فقلنا نقول هذه من البدع ومن امثلة ذلك عبودية الله عز وجل بالرقص نكون لم يأت الشرع بهذه العبادة لا يوجد في الشرع عبودية بالرقص او ظرب الطبول بنقول هذا مخالف يدخل في حديث كل بدعة ضلالة الامر الثاني الموافقة للشريعة في كيفية العبادة الاول في اصل العبادة والثاني في كيفية العبادة لو جاءنا انسان وصلى صلاة الظهر خمس ركعات ست ركعات فنقول له خلاف الهدي النبوي قال انا زدت في العبادة اتيت بي زيادة والزيادة المفروض ان تقبل فنقول له لابد من موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية العبادة لو جاءنا انسان صلى الصلاة وقدم السجود على الركوع وقال السجود اقرب ما يكون العبد من ربه فاقدمه على الركوع فنقول هذا بدعة خالف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكيفية فقد كان يقدم الركوع على السجود ولتكون ها يكون هذا الفعل فعلا مبتدعا وغير مقبول عند الله جل وعلا وهكذا ايضا لا بد ان تكون العبادة موافقة بعددها بعددها لو جاءنا انسان وقال انا اريد ان اصوم رمظان خمسة وثلاثين يوم نقول لا يقبل هذا لم لا يقبل اه نقول خلاف الهدي النبوي الكريم في هذه العبادة من جهة العدد لو جاءنا انسان توظأ فزاد في الوضوء اربع مرات خمس مرات نقول خالفت هدي النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي يكون مردودا والفرق بينما كانت البدعة فيه في العدد وآآ ما يكون في الصفة ان ما يكون في الصفة يكون مبطلا لاصل العمل بخلاف العدد فانه متى كان منفصلا مستقلا فانه لا يبطل اصل العمل لا يبطل اصل العمل الامر الرابع الموافقة بي مكان العبادة فاذا شرعت العبادة في مكان الا يجوز ان نعبد الله في مكان اخر بنفس تلك العبادة مثال ذلك الطواف بالبيت الطواف عبودية الطواف شرعت عند البيت الحرام كما قال الله عز وجل وليطوفوا بالبيت العتيق. العتيق يعني القديم لو جاءنا انسان وقال الطواف مشروع وبالتالي انا اريد ان اطوف بالمسجد النبوي يقول بدعة ما يجوز لماذا اليس الطواف مشروعا في دين الاسلام؟ قلنا لكنك وان وافقته في اصل الطواف الا انك خالفته في مكان العبادة في مكان العبادة وكذلك من شروط من آآ مما يلزم موافقة الشرع فيه الموافقة قال وعائل مستكبر لان طبيعة العائلة ان يتذلل للناس وان يخضع لهم فاذا كان عائلا ومع ذلك يتكبر استحق عقوبة اكثر وملك كذاب فان الملوك لا يحتاجون الى الكذب ولذلك كانت عقوبتهم في الكذب في في زمان العبادة فاذا جاءت الشريعة بعبادة في زمان فحينئذ لابد ان نوافق الشرع في ذلك الزمان مثال ذلك الاضحية متى تشرع يوم عيد الاضحى وايام التشريق لو جاءنا انسان وقال انا اريد ان اذبح ذبيحة في شهر ربيع اضحية قلنا له الاضحية في شهر ذي الحجة عبادة خير فنقول لا هادي عبادة شر وليست عبادة خير ما دمت تنوي انه اضحية تجعلها وتجعل هذا الوقت موسما للاضحية فحينئذ لا يجوز لك ذلك ومن هذا ما ورد عن بعض العرب انهم يجعلون ذبيحة في شهر رجب يسمونها العتيرة يسمونها العتيرة فلما جاء الشرع نهى عنها العتيرة ما هي؟ اضحية او ذبيحة في شهر رجب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا فرع ولا عتيرة. ما الفرع كانوا في الزمان السابق يذبحون اول نتاج البهيمة ويسمى الفرع ثم واما العتيرة فهي الذبيحة التي تذبح في شهر رجب رجب فنهي عن ذلك. لماذا؟ لانه مخالف لهدي آآ نبي الله صلى الله عليه وسلم آآ اذا لا بد من الموافقة للشريعة في هذه الامور. ولا يجوز لنا ان نخالف الشرع في هذه الامور هناك اشياء تجعل الناس يبتعدون عن تحقيق عبودية الله عز وجل ولذلك جاءت الشريعة بالنهي عن هذه الامور اولها اتباع الهوى فان اتباع الانسان لرغباته وشهواته يجعله يبتعد عن تحقيق هذا المقصد العظيم مقصد العبودية لله سبحانه وتعالى ولذا قال الله جل وعلا ولا تتبع الهوى فيزلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وقال جل وعلا ومن وقال جل وعلا يعني في ومن هذه في اه قال جل وعلا اه اتخذ الهه واواه افرأيت من اتخذ الهه هواه واظله الله على علم. عاب عليه انه اتخذ الهوى الها فهنا هل هناك فرق بين هذين المعنيين اتخاذ الهوى الها واتباع الهواء بعض اهل العلم قال اتباع الهوى ترك الشرع وترك العبودية لله مجاراة للهوى واما الاخر فقال بان تكون عباداته على وفق ما تهواه نفسه لعن وفق ما امر الله عز وجل به وهنا شيء وهو ان بعض الناس قد يوافق هواه ما جاءت به الشريعة قد ورد هناك خبر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لكن هذا الحديث ضعيف الاسناد جدا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي لا يصح التعويل عليه لكن هناك من يكون هواه موافقا للامر وهناك من يكون هواه مخالفا للامر فالناس عندنا ثلاثة منازل المنزلة الاولى من قال فهواه الشرع فعمل بالهوى وترك الشرع فهذا ظال عاص لله عز وجل الثاني من توافق هواه مع امر الشارع فعمله فهذا يكون مأجورا مثابا والثالث من كان هواه مخالفا للشرع ومع ذلك سار على مقتضى الشرع وترك هوى نفسه فهذا باعلى المنازل لماذا؟ لانه وجد عنده الداعي لترك الطاعة ومع ذلك لم يستجب له واستجاب لامر الله عز وجل وهذي قاعدة انه اذا ضعف الوازع او الطبع الداعي الى الفعل اكل الناس الى ما في فطرهم وما في رغباتهم بخلاف ما اذا قويت الرغبة ومن هنا تجد ان الامور المطلوبات الشرعية التي توافق اه هوى الناس وتطلعاتهم لا يشدد على الامر فيها مثلا اه قضية الطهارة تتوافق مع النفوس ولذلك لم يشدد فيها ولم يوضع فيها عقوبة ولم يوضع فيها تعزير ولا تشديد لانها تتوافق مع رغبات النفوس بخلاف مثلا فعل الفواحش فانه قد قررت فيه العقوبات لان الداعي لها موجود في نوازع النفوس وهوى النفوس تستجلبهم لفعل تلك الاعمال وبالتالي جاءت جاءت آآ آآ العقوبات لهم لتردعهم عن اتباع اهوائهم بفعل هذه المنكرات ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ذكر منهم اشيمط زان الاشيمط كبير السن فانك كبير السن يضعف الداعي عنده فاذا كبر سنه ظعف ووجد عنده من الرغبة في الاخرة وتذكرها ما لا يوجد عند صغير السن فاذا كان مع ذلك يزني فكان الداعي للمعصية قليلا ومع ذلك يفعل المعصية ويتبع هواه فحينئذ كانت عقوبته اشد اشد من عقوبة غيرهم ومر علي في بعض التفاسير في تفسير سورة يوسف اه انه وجد عنده الداعي لكنه تركه لله جل وعلا في قصته مع امرأته العزيز ولذلك كان اجره اكثر اذا تقرر هذا اذا اتباع الهوى هذا من الصوارف التي تصرف الناس عن عبودية الله عز وجل. ولذلك جاءت الشريعة بالنهي عنها كذلك مما جاء الشرع بالتأكيد فيه مسألة تقليد الاباء والاجداد في ترك مقتضى العبودية لرب العزة والجلال ولذا عاب الله على الذين يسيرون على طريقة ابائهم واجدادهم من غير النظر بمقتضى الادلة التي تجعل الناس يحققون المقصود من خلقهم الا وهو عبودية الله جل وعلا. ولذلك ذكر قال تعالى واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وانظر في يوم القيامة قالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل فاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا فيه التذكير بهذا آآ المعنى. وانظر في قول الله تعالى ولو يعلم الذي ولو يرى الذين اه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب فهنا عاب عليهم لكونهم في الدنيا قد اتبعوا كبراءهم وسادتهم وابائهم واجدادهم في ترك مقتضى العبودية لله سبحانه وتعالى اذا تقرر هذا فاذا ايضا من الصوارف الاستجابة اه الولاية الظالمة الكافرة التي تجعل الناس يبتعدون عن الله وعن شرعه ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة بالمعروف فانه وان جاءت الشريعة بالسمع والطاعة لاصحاب الولاية لكنهم اذا امروا بترك عبودية الله عز وجل فانهم لا يطاعون في ذلك الجانب. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية ما لم يؤمر بمعصية وقال انما الطاعة بالمعروف و اذا هذه امور قد تصرف الناس عن تحقيق هذا المقصد ولذلك جاءت الشريعة بالتأكيد في آآ التحذير من هذه الجوانب لان لا تصرف الناس عن تحقيق هذا المقصد العظيم اذا تقرر هذا فان باب العبودية ليس مقتصرا في باب دون باب العبودية ومقصد العبودية يشمل جميع ابواب الحياة بلا استثناء فمن اراد ان يحصره في جانب من جوانب الحياة فقد اخطأ قد خالف شرع رب العزة والجلال ولذا قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا المسلمين وبذلك امرت وانا اول المسلمين ومن هنا فباب العبودية مستكمل لجميع اجزاء الحياة وما في سواء كان في العبادات صلاة زكاة صوم حج اعتكاف جهاد او كان في ابواب المعاملات هناك ضوابط للمعاملات لابد من السير معها والالتزام بها. الربا لا يجوز القمار لا يجوز الغش والتدليس لا يجوز وكذلك في ابواب الانكحة. هناك ضوابط شرعية في هذا الباب لابد من التزامها وهكذا في باب الحدود في باب العقوبات في باب الجنايات في ابواب القضاء لا بد من التزام احكام الشريعة في جميع مناحي الحياة والاعمال على نوعين ما يتمحض ان يكون عبادة مثل الصلاة والحج فهذه لابد ان ننوي بها انها لله لينيلنا الاخرة نقصد بها ان تكون لله لننال الاجر الاخروي والناس فيها على ثلاثة اصناف منهم من يفعلها لله لينال الاخرة فهذا المأجور المثاب الموحد انما امرت ان اعبد الله لا اشرك به واخر سورة الكهف قل بشر مثلكم يوحى اليه انما الهكم اله اله واحد ايه فليعمل عملا صالحا يعني يعبد الله عبودية صالحة تكون لله وحده وتكون على وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال تعالى ومن كان يريد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا والصنف الثاني من عمل هذه العبادات لله لينال الدنيا فليس له الا الدنيا كما قال جل وعلا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا قال ومن اراد من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون لماذا بطل؟ لانهم لم يريدوا الا الدنيا فلما جاءوا الى الاخرة لم يجدوا اجرا لانهم لم يقصدوا الاخرة قد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى اما القسم الثالث فهو من ادى هذه العبادات لمقصد دنيوي فهذا شرك ان كان قصد به العبودية لغير الله فهو شرك اكبر. وان كان لم يقصد به العبودية وانما قصد تحقيق امر دنيوي ومكاسب تهواها النفس فهذا شرك اصغر تعلم العلم ليماري به السفهاء او ليجاري به الفقهاء. فنقول هذا العمل لم يخلص لله عز وجل. وبالتالي لم يقبل منه ومن هاجر لامرأة ينكحها او دنيا يصيبها فهجرته الى ما هاجر اليه. ليس كمثل القسم الاول الذي هاجر هاجر الى الله ورسوله فكانت هجرته الى الله ورسوله بينما هناك اعمال قسم اخر لا تتمحض ان تكون عبادة مثل الاخلاق الفاضلة مثل آآ الصدقة مثل آآ ايضا ما يتعلق ببر الوالدين مثل سداد الديون فهذه الاعمال من نوى انها لله وسيلة لطاعة من الطاعات كان مأجورا او لتحقيق امر شرعي. الله امرك بوفاء الديون فتؤديه وفاء فتكون مأجورا. الله امرك ببر والديك وبالنفقة على ابنائك فانت تفعله امتثالا للامر. فتكون مأجورا اما من فعلها للدنيا فحينئذ ليس عليه وزر ولكن ليس له اجر لانه لم يقصد الاجر الاخروي ويتمكن الانسان من قلب جميع اعماله لتكون محققة لهذا المعنى فيقصد بنومه التقوي على طاعة الله. ويقصد باكله تقوية بدنه على عبودية الله سبحانه وتعالى. فيكون مأجورا مثابا على كل لحظة يؤديها في هذه الاعمال اذا خلال ما سبق عرفنا ان من اعظم مقاصد العبودية عبودية ان ما اعظم مقاصد الشريعة اقامة العبودية لله جل وعلا وانها هي التي من اجلها ارسل الرسل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا فانا فاعبدون فاعبدون اي وحدوني بهذه العبادة ولا تصرفوها لاحد آآ سواي اه حينئذ نعلم ان هذا المقصد يجب علينا ان نسعى لتحقيقه في انفسنا في دعوتنا ندعو الناس عبودية لله عز وجل لا ليكون لنا مكانة ولا لننال ملكا ولا ليكون منزلة ولا لمقاصد ومكاسب سياسية وانما ندعو الى الله لتصلح اخرتنا لا لرفعة شأننا في الدنيا وانما ليرضى الله عز وجل عنا ونحصل على الاجر الاخروي فترتفع درجات درجاتنا في جنات الخلد يوم قيامة واضح هذا المعنى؟ وان كانت هناك مصالح دنيوية تحصل بتحقيق الشريعة لكنها ليست مقصدا لنا. تأتي على هاتي اتبع ففرق بين ما نقصده وبين ما يأتينا من اثار لتحقيق مقتضى العبودية في الدنيا تلك تلك عاجل بشرى المؤمن كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الثناء عندما سئل عن الثناء اذا اتضح لنا هذا المقصد العظيم وهو من اعظم مقاصد الشريعة الا وهو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. فيكون الله المعبود وحده دون من سواه. وهذا هو معنى كلمة الوحيدة التي يدخل بها الانسان في دين الاسلام. لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله جل وعلا وحينئذ نعلم انه ليس المراد بهذه الكلمة لا رازق او لا موجود كل هذه معانيه خطأ فان اله في لغة العرب معناها معبود اله معبود تألهه اي عبده وبالتالي نعرف معنى هذه الكلمة ومثله قوله آآ جل وعلا او آآ ما جاء في النصوص بان الله عز وجل بل هو الاله في الارض وفي السماء اي هو المعبود في الارض وفي السماء. بارك الله فيكم ووفقكم الله لتحقيق مقصد العبودية لله عز وجل وجميع المسلمين كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا هذا والله اعلم وصلى الله وعلى نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والذين لا يعلمون انما يتبعون