طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لنا في هذه المجالس ان يجعل هذا الشهر شهر خير وعز ونصر للاسلام والمسلمين وان يفرج هم المهمومين وينفس كرب المكروبين وينصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان آآ هذا اللقاء الثاني من لقاءات آآ مقاصد مدارج السالكين. كنا قد اخذنا في اللقاء الاول الكلام على الفاتحة وتعليق ابن القيم على الفاتحة بعد التعريف بالكتاب واخذنا كذلك اه اه الفصل المنهجي الذي تناول فيه ابن القيم قضية المنازل وهل بالضرورة ان تكون بالترتيب؟ وما يعني الكلام اللي اخذناه امس وهو في غاية الاهمية وانا ارى انه مقدمة ضرورية لكل من يقرأ المدارس تقرأ قبل آآ حتى قبل البدء بالكتاب اه اليوم عندنا منزلة اليقظة وما بعدها من المنازل اه حينما تأتي ان شاء الله حينما نصل الى منزلة المحاسبة سيلتفت ابن القيم الى الخلف وسيعلق على المنازل الاربعة التي اه سبقت منزلة المحاسبة سيأتي الكلام في وقته ان شاء الله اه منزلة اليقظة الامام الهروي جعلها اول منزلة وابن القيم رحمه الله تعالى يتفق معه على انها اول المنازل وكأنها شرط يعني للانطلاق اليقظة منزلة اليقظة وآآ يتكلم ابن القيم رحمه الله في صفحة مئتين وواحد وسبعين. آآ الجزء الاول بالنسبة لطبعة آآ دار طيبة. يقول الامام ابن القيم رحمه الله فاعلم ان العبد قبل وصول الداعي اليه في نوم الغفلة قلبه نائم وطرفه يقضان فصاح به الناصح واسمعه داعي النجاح واذن به مؤذن الرحمن حي على الفلاح فاول مراتب هذا النائم اليقظة والانتباه من النوم وقد ذكرنا انها انزعاج القلب لروعة الانتباه ويقول ذكرنا لانه قبل عدة فصول اشار الى الى منزلة اليقظة يقول وقد ذكرنا انها انزعاج القلب لروعة الانتباه. وصاحب المنازل يقول هي القومة لله المذكورة في قوله قل انما اعظكم واحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى قال القومة لله هي اليقظة من سنة الغفلة. والنهوض عن ورطة الفترة وهي اول ما يستنير قلب العبد بالحياة لرؤية نور التنبيه. وهي على ثلاثة على ثلاثة اشياء لحظ القلب الى النعمة على اليأس من عدها والوقوف والوقوف على حدها والتفرغ الى معرفة المنة بها والعلم بالتقصير في حقها هذا الان كلام صاحب المنازل. يقول ابن القيم رحمه الله وهذا الذي ذكره هو موجب اليقظة واثرها فانه اذا نهض من ورطة الغفلة لاستنارة قلبه برؤية نور التنبيه اوجب له ذلك ملاحظة نعمة الله او نعم الله الظاهرة والباطنة وكلما حدق قلبه وطرفه فيها شاهد عظمتها وكثرتها آآ عدم شهود السوى طيب بعدين بدأ في تفصيل مراتب الفناء ومعنى الفناء في صفحة مئتين وثلاثة وتسعين فقال انه فاعلم ان الفناء مصدر فني ثني يفنى او يفنى ثناء اذا اضمحل وتلاشى وعدم فيأس من عدها والوقوف على حدها وفرغ قلبه لمشاهدة منة الله عليه بها من غير استحقاق. ولا استجلاب لها بثمن فتيقن حينئذ تقصيره في واجبها وهو القيام بشكرها فاوجب له شهود تلك المنة والتقصير نوعين جليلين من العبودية الاول محبة المنعم واللهج بذكره وتذكر الله وخضوعه له وتذكر الله وخضوعه له وازراءه على نفسه حيث عجز عن شكر نعمه فصار متحققا بابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت وعلم حينئذ ان هذا الاستغفار حقيق بان يكون سيد الاستغفار وعلم حينئذ ان الله لو عذب اهل سماواته واهل ارضه قيل عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم وعلم ان العبد دائما سائر الى الله بين المنة ومشاهدة التقصير اه هذا الكلام في غاية الاهمية اه هو يقول الان اول منزلة من المنازل هي اليقظة واليقظة الصاحب المنازل يقول القومة لله ملاحظة الامرين الاثنين هي موجب اليقظة يعني ما الذي يبعث اليقظة في نفس الانسان الانسان الغافل ما الذي يبعث اليقظة فيه؟ ملاحظته لاي شيء يمكن ان توقظه يقول لك امرين مطالعة النعمة او ملاحظة النعمة ومطالعة الجناية اذان هاتان بوابتان لايقاظ الانسان آآ من الغفلة انه يطالع نعمة الله عليه ويطالع جنايته في مقابل هذه النعمة فذكرنا ما يتعلق اه او قرأت ما يتعلق مطالعة النعمة والان انتقل الى مطالعة الجناية او الاولى ملاحظة النعم والثانية مطالعة الجناية قال صاحب المنازل الثاني مطالعة الجناية والوقوف على الخطر فيها والتشمير لتداركها. والتخلص من رقها وطلب النجاة بتمحيصها قال ابن القيم فينظر الى ما سلف منه من الاساءة ويعلم انه على خطر عظيم فيها وانه مشرف على الهلاك بمؤاخذة صاحب الحق موجب حقه وقد ذم الله تعالى في كتابه من نسي ما ما تقدم يداه. فقال ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه عنها ونسي ما قدمت يداه. فاذا طالع جنايته شمر الاستدراك الفارط بالعلم والعمل. وتخلص من رق الجناية بالاستغفار والندم وطلب التمحيص وهو تخليص ايمانه ومعرفته من خبث الجناية كتمحيص الذهب والفضة وهو تخليصهما من خبثهما ولا يمكن دخوله الجنة الا بعد هذا التمحيص. فانها طيبة لا يدخلها الا طيب. ولهذا تقول لهم الملائكة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. وقال تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم. ادخلوا الجنة فليس في الجنة ذرة خبث اه هذا الذي انتقيته لكم من منزلة اليقظة وآآ الماء باقي المنزلة مهمة حقيقة لانه سيفصل في معرفة النعمة وملاحظة النعمة كيف تكون وفي طالعت الجناية كيف تكون؟ يعني مثلا صاحب المنازل يقول واما مطالعة الجناية فانها تصح بثلاثة اشياء بتعظيم الحق ومعرفة النفس وتصديق الوعد فتراجع آآ يراجع بقية الكلام في في بقية المنزلة ثم بعد ذلك عقد فصلا لمنزلة الفكرة ومنزلة الفكرة استطيع ان اقول انها من المنازل التي آآ او المنازل التي تعد اه من المنازل المنهجية النقدية للامام ابن القيم رحمه الله تعالى لانه هذه المنزلة هي من المنازل التي آآ استفيد منها او استفاد منها البعض ان الامام الهروي يتبنى القول بوحدة الوجود وطبعا الامام ابن القيم حارب هذه الفكرة حارب هذه الدعوة وان كان قد انتقد يعني انتقد آآ الهروي ولكن يعني لا علاقة ولا ولا صلة بين الهروي وبين القول بوحدة الوجود. طبعا هذا نفس اه كلام الذهبي ايضا. رحمه الله تعالى. اه فهذي فهذا الفصل من المواضع المهمة في تحقيق مسألة الفناء تحديدا انواع الفناء ايش الفناء الشرعي وايش الفناء البدعي آآ وايش ايش الاشياء التي تحدث احيانا من الخطأ بحالات الفناء عند بعض السالكين فيظن انهم انهم يتبنون اه وحدة الوجود ولا يكون الامر كذلك آآ طبعا سأقرأ عبارة سريعة في تبرئة ابن القيم الهروي من هذه القضية قال في صفحة مئتين وستة وثمانين عاش شيخ الاسلام اللي هو الهروي من الحاد اهل الاتحاد وان كانت عبارته موهمة بل مفهمة لذلك وانما اراد بالجحد في الشهود لا في الوجود اي ان يجحد الى اخر كلامه في قضية الى دار كرامته فعصى الرسول. وقال لا ابيع ناجزا بغائب ونقدا بنسيئة. ولا اترك ما اراه لشيء سمعت به ويقول قل خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحلي وقد يطلق على ما تلاشت قواه الى اخره آآ ثم قال وهذا الاسم يطلق على ثلاثة معاني. الفناء عن وجود السوى والفناء عن شهود السوى والفناء عن ارادة السوى وهذي هذي التفصيل ذكره الامام ابن تيمية قبله في اه في كتاب العبودية اظن ذكر هذا التقسيم الثلاثي فهذا التقسيم مستفاد استفاده ابن القيم من ابن تيمية رحمه الله تعالى آآ طبعا مقام او او هذا هذا مصطلح مصطلح الفناء مصطلح من المصطلحات التي يستعملها كثير من اهل التصوف في اه مقامات السير الى الله سبحانه وتعالى اه تجنح ببعضهم او يجنح هذا الاصطلاح ببعضهم الى حالات من اه مخالفة السنة او احيانا الى حالات اه كفرية اللي هي الوصول الى قضية وحدة الوجود او الاتحاد ولكن ليس كل من يستعمل هذا اللفظ فهو يريد هذا المعنى. ولذلك هنا ابن القيم في الاقسام الثلاثة يقول انه الفناء اه في قسم من الفناء اللي هو الفناء عن ارادة السواء. يعني ان ان يغيب الانسان او ان ينسى الانسان ان يقصد احدا الا الله سبحانه وتعالى فهذا الفناء فناء شرعي وفناء آآ ممدوح وهو فناء اولياء الله سبحانه وتعالى. ان يعني ان لا يقع في قلب الانسان اطلاع او ارادة او التوجه لغير الله سبحانه وتعالى هذا الفناء عن ارادة شف علقها بالارادة عن ارادة السوء الثاني وهو الفناء عن شهود السوى يقول ابن القيم انه هذا الفناء طبعا ايش معناه هو هو انه الانسان من شدة استغراقه في وتعلقه بالله سبحانه وتعالى يبدأ يغيب حتى عن ملاحظة المخلوقات وعن مشاهدتهم وطبعا ومن باب اولى انه عن ارادتهم وعن قصدهم يقول هذه الحالة وان لم تكن اه يعني من الحالات اه التي مثل المقام الثالث الذي هو المقام السيء. لكنها ليست هي الاكمل وان الاكمل ان يكون الانسان متوازنا ما بين ان يعبد الله كأنه يراه. وما بين ملاحظة المخلوقات والى اخره واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واما الفناء الاخير اللي هو الفناء عن وجود السواء انه انه خلاص انه اذا ما في احد موجود اصلا الا الله وبالتالي دخل في الوحدة والاتحاد وهذا سماه ابن القيم فناء الملاحدة قال فاما الفناء عن وجود السوى فهو فناء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود وانه ما ثم غيره وان غاية العارفين والسالكين الفناء في الوحدة المطلقة ونفي التكثر والتعدد عن الوجود بكل اعتبار الى اخر الكلام. عموما هذا ملخص اه ملخص يعني مركز جدا لكلام الامام ابن القيم في هذه القضية ومن احب انه يتوسع فيها يراجع من صفحة مئتين وواحد مئتين وثلاثة وتسعين اه المجلد الاول طبعا هو ذكر حتى من الاشياء اللي في فصل فيها انه حالات خلنا نقول السكر التي تحصل بسبب هذه بسبب هذا الفناء وايش اللي يحصل من عبارات لا لا يدرون ماذا قالوا في تلك الحالة من اه من من الفناء عن شهود السوى الى اخره كلام ايضا ذكره قبله قبله ابن تيمية رحمه الله يراجع في موضعه. طيب ننتقل الان هذا كله في منزلة الفكرة بمنزلة الفكرة آآ لكن خلوني اودعوني اقرأ لكم كلام ابن القيم عن عن الدرجة المشروعة من الفناء اللي هي الفناء آآ في ارادة السوا او عن ارادة السوى. اه كلام جميل جدا ذكره ابن القيم يقول الدرجة الثالثة من درجات الفناء فناء خواص الاولياء وائمة المقربين وهو الفناء عن ارادة السواء شائما برق الفناء عن ارادة ما سواه. سالكا سبيل الجمع على ما يحبه ويرضاه. ثانيا بمراد محبوبه منه عن مراده هو من محبوبه فضلا عن ارادة غيره. قد اتحد مراده بمراد محبوبه. اعني اعني المراد الديني الامري لا المراد الكوني القدري. فصار المراد ان مرادا آآ فصار مرادان واحدا وليس في العقل اتحاد صحيح الا هذا الى ان قال فهذا الاتحاد هو الفناء هو اتحاد خواص المحبين وفناؤهم فنوا بعبادة محبوبهم عن عبادة ما سواه. وبحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والاستعانة به والطلب به عن حب ما سواه خوفه ورجائه والتوكل عليه ومن تحقيق هذا الفناء الا يحب الا في الله ولا يبغض الا فيه. ولا يوالي الا فيه ولا يعادي الا فيه. ولا يعطي الا له ولا يمنع الا له ولا فان وافق حظه طاعة الرسول اطاعه لنيل حظه لا لا لرضا مرسله لم يزل يتمقت اليه بمعاصيه حتى اعرض عنه واغلق الباب في وجهه. ومع هذا فلم يؤيسه من رحمته. بل قال متى يرجو الا اياه ولا يستعين الا به فيكون دينه كله ظاهرا وباطنا لله. ويكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. فلا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب الخلق اليه بل يعادي الذي عادى من الناس كلهم جميعا ولو كان الحبيب المصافية. وحقيقة ذلك ثناؤه عن هوى نفسه وحظوظها بمراضي ربه وحقوقه. والجامع لهذا كله تحقيق شهادة الله لا اله الا الله علما ومعرفة وعملا وحالا وقصدا طيب بعد كذا باقي صفحتين ثم انتقل الى منزلة المحاسبة في اول منزلة المحاسبة يقول يا ابن القيم فلنرجع الى ذكر منازل اياك نعبد واياك نستعين التي لا يكون العبد من اهلها حتى ينزل منازلها. طبعا قوله فلنرجع الى ذكر لانه استطرد استطراد طويل جدا في منزلة الفكرة فيما يتعلق بتفصيل حالات الفناء والنقد الذي وجهه لهذه الفكرة بالتفصيل المذكور فهنا قال خل لنرجع الى ذكر منازل اياك نعبد واياك نستعين. يقول ذكرنا منها اليقظة والبصيرة والفكرة والعزم طبعا هو في في البصيرة والعزم ذكر كلاما مختصرا جدا فيقول عن هذي المنازل الاربعة هل هي اليقظة واللي تكلمنا عنها؟ والفكرة تكلمنا عنها باختصار. والبصيرة والعزم هذه لسائر المنازل كالاساس للبنيان. وعليها مدار منازل السفر الى الله ولا يتصور او يتصور السفر اليه بدون نزولها البتة وهي على ترتيب السير الحسي فان المقيم في وطنه لا يتأتى منه السفر حتى يستيقظ من غفلته عن السفر. ثم يتبصر في امور سفره وخطره وما فيه من المنفعة الا هو المصلحة ثم يفكر في اهبة السفر والتزود واعداد عدته ثم يعزم عليه فاذا عزم عليه واجمع قصده انتقل الى منزلة المحاسبة وهي التمييز بينما له وعليه فيستصحب ماله ويؤدي ما عليه لانه مسافر سفر من لا يعود آآ ومن منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة طبعا تعرفوا الهروي جعل منزلة المحاسبة بعد التوبة لكن ابن القيم رأى ان المحاسبة تكون قبل التوبة طيب في اه في صفحة ثلاث مئة وسبعة وعشرين في كلامه عن المحاسبة ساقرأ عليكم شيئا متعلقا بأركان المحاسبة. اه تقريبا صفحة ونصف ثم سننتقل الى منزلة التوبة وسنختم بالكلام على منزلة التوبة من لن لن نكمل الى نهاية التوبة لانه كلام طويل لكن ستكون اخر منزلة نتكلم عنها اليوم آآ الى منتصف تقريبا او آآ الربع الاول من التوبة طيب ثلاث مئة وسبعة وعشرين يقولوا من اركان المحاسبة ما ذكره صاحب المنازل فقال الثالث ان تعرف ان كل طاعة رضيتها منك فهي عليك وكل معصية عيرت بها اخاك فهي اليك يقول ابن القيم رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه. وجهله بحقوق العبودية وعدم علمه بما يستحق او عمله بما ما يستحقه الرب جل جلاله ويليق ان يعامل به وحاصل ذلك ان جهله بنفسه وصفاتها وافاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي ان يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته مرة اخرى هذي الحالة من العجب او او الرضا عن الحال يتولد من امرين الامر الاول جهله بنفسه او بجهله بنفسه وصفاتها الامر الثاني جهله بربه وحقوقه يقول يتولد منهما رضاه بطاعته واحسان ظنه بها. ويتولد من ذلك من العجب والكبر والافات ما هو اكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها وارباب العزائم والبصائر وارباب العزائم والبصائر اشد ما يكونون استغفارا عقب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله كما يليق بجلاله وكبريائه. وانه لولا الامر لما اقدم احدهم على مثل هذه العبودية ولما رضيها بسيدها. وقد امر الله تعالى وفده وحجاج بيته بان يستغفروه عقب الافاضة من عرفات. وهو اجل المواقف وافضلها. فقال فاذا افضتم من عرفات اذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم وقال تعالى والمستغفرين بالاسحار. قال الحسن مدوا الصلاة الى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال اللهم انت السلام ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والاكرام وامره وامره الله تعالى بالاستغفار بعد اداء الرسالة والقيام بما عليه من اعبائها وقضاء فرض الحج واقتراب اجله. فقال في لاخر سورة انزلت عليه اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. ومن ها هنا فهم عمر وابن عباس رضي الله عنهم ان هذا اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلمه به فامره ان يستغفر عقب اداء ما كان عليه. فكأنه لام بان قد اديت ما عليك ولم يبقى عليك شيء فاجعل خاتمته الاستغفار كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل وخاتمة الوضوء ايضا ان يقول بعد فراغه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فهذا شأن من عرف ما ينبغي ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها لا جهل اصحاب الدعاوى وشطحاتهم اه ثم انتقل الى منزلة التوبة وطبعا هو يعني يعظم هذه المنزلة كثيرا ابن القيم رحمه الله ربما تكون اطول منزلة في كل كتاب مدارج اه السالكين طبعا هو يقول هي اول المنازل واوسطها واخرها فلا يفارقه العبد السالك ولا يزال فيه الى الممات وان ارتحل الى منزل اخر ارتحل به اي بمنزل التوبة. واستصحبه معه ونزل به. فالتوبة هي بداية العبد ونهايته. وحاج اليها في النهاية ضرورية. كما ان حاجته اليها في البداية كذلك وقد قال الله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون طيب اه هناك عدة مواضع في منزلة التوبة حقيقة جميلة جدا تستحق الوقوف هي كثيرة ولكن يعني سانتقي او انتقيت منها. آآ عيونا من من كلامه فيها اه في صفحة ثلاث مئة وسبعة واربعين يتكلم عن موجبات التوبة الصحيحة. يتكلم عن معنى اه يعني عن معنى مهم جدا وهي وهو معنى الانكسار القلبي الذي يحصل للتائب آآ او للتائب التوبة الصحيحة طبعا اه يعبر عنها بتعبير اه عجيب يقول ومن موجبات التوبة الصحيحة ايضا كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكونوا لغير المذنب لا تحصل بجوع ولا رياضة ولا حب مجرد. وانما هي امر وراء ذلك كله. تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد احاطت به من جميع جهاته والقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا كحال عبد جان ابق من سيده فاخذ فاحضر بين يديه ولم يجد من ينجيه من سطوته ولم يجد منه بدا ولا عنه غناء ولا منه مهربا وعلم ان حياته وسعادته وفلاحه ونجاحه في رضاه عنه. وقد علم احاطة سيده بتفاصيل جنايته. هذا مع حبه لسيده وشدة حاجته اليه وعلمه بضعفه وعجزه. وقوة سيده وذله وعز سيده فيجتمع من هذه الاحوال كسرة وذلة وخضوع ما انفعها للعبد وما اجدى عائدتها عليه وما اعظم جبره بها وما اقربه بها من سيده. فليس شيء احب الى سيده من هذه الكسرة والخضوع والتذلل والاخبات والانطراح بين يديه والاستسلام له فلله ما احلى قوله في هذه الحال اسألك بعزك وذلي الا رحمتني. اسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري اليك هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك. اسألك مسألة المسكين. وابتهل اليك ابتهال الخاضع الذليل. وادعوك دعاء الخائف الضرير. سؤال من قطعت لك رقبته ورغم لك انفه فاضت لك عيناه وذل لك قلبه. يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به من ما احاذره لا يجبر الناس عظما انت كاسره ولا يهيضون عظما انت جابرهم ثم بعد اسطر قال واكثر الناس من المتنزهين دعني اقرأ بعد البيت مباشرة قال فهذا وامثاله من اثار التوبة المقبولة فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته وليرجع الى تصحيحها فما اصعب التوبة الصحيحة بالحقيقة وما اسهلها باللسان والدعوة وما عالج الصادق بشيء اشق عليه من التوبة الخالصة الصادقة ولا حول ولا قوة الا بالله. ثم بكلام جميل جدا جدا ومهم للغاية يقول واكثر الناس من المتنزهين عن الكبائر الحسية والقاذورات في كبائر مثلها او اعظم منها او دونها كثير من الناس المتنزهين عن كبائر الحسية يقول هم في كبائر مثلها او اعظم منها او دونها ولا يخطر بقلوبهم انها ذنوب ليتوبوا منها عندهم من الازراء على اهل الكبائر واحتقارهم وصولة طاعاتهم ومنتهم على الخلق بلسان الحال واقتضاء بواطنهم لتعظيم الخلق لهم على طاعاتهم اقتضاء لا يخفى على احد غيرهم وتوابع ذلك ما هو ابغض الى الله وابعد لهم عن بابه من كبائر اولئك فان تدارك الله احدهم وهنا التعبير العجيب يعني فان تدارك الله احدهم وانت تنتظر ان تسمع انه فان تداركهم الله برحمة فان تداركهم الله بتوبة لا ويقول لك ان تدارك الله احدهم بقاذورة او كبيرة يوقعه فيها ليكسر بها نفسه ويعرفه قدره ويذله بها ويخرج بها عن صولة ويخرج بها صولة الطاعة من آآ قلبه فهي رحمة في حقه. كما انه اذا تدارك اصحاب والكبائر بتوبة نصوح واقبال بقلوبهم اليه فهو رحمة في حقهم والا فكلاهما في خطر وهذا معنى يعني دقيق جدا جدا ويستحق التأمل كثيرا اخر موضع اه للقراءة في هذا اليوم ايضا في منزلة التوبة صفحة ثلاث مئة وستة وخمسين يقول ذكر طبعا الاحتجاج بالقدر انه لمن يجي المذنب فيحتج بالقدر على الذنب وطبعا يقال انه بعضهم يحتج بالقدر بس مو احتجاج بصريح العبارة ولكن في الحقيقة في الحقيقة هم يحتجون بالقدر. بعد ما ذكر هذا وشرحهم وجاب كلام من ابياتهم ومن آآ آآ يعني يعني من الوقاحة التي يقولها بعضهم انه انه انه الله سبحانه وتعالى لما قال زين للناس حب الشهوات من النساء الى اخره انه الله يعدد الاعذار لنا يعني الله ذكر هذي من باب الاعذار لانه هذي الاعذار هي هي اللي راح تخلينا آآ معذورين اذا وقعنا في الذنوب. وجاب اتى بابيات لهم ثم قال بعد ذلك كله قال فان كان القدر فان كان القدر حجة لك ايها الظالم الجاهل في ترك حق ربك فهلا كان حجة لعبدك وامتك في ترك بعض حقك بل اذا اساء اذا اساء اليك مسيء وجنى عليك جان واحتج بالقدر لاشتد غضبك عليه وتضاعف جرمه عندك ورأيت حجته داحضة ثم تحتج على ربك به وتراه عذرا لنفسك. فمن اولى بالظلم والجهل ممن هذه حاله؟ هذا مع تواتر احسان الله اليك على مدى الانفاس ازاح عللك ومكنك من التزود الى جنته وبعث اليك الدليل واعطاك مؤنة السفر وما تتزود به وما تحارب به الطرق عليك فاعطاك السمع والبصر والفؤاد. وعرفك الخير والشر والنافع والضار. وارسل اليك رسوله وانزل اليك كتابه ويسره للذكر والفهم والعمل واعانك بمدد من جنده الكرام يثبتونك ويحرسونك ويحاربون عدوك ويطردونه عنك ويريدون منك الا تميل اليه ولا تصالحه وهم يكفونك مؤنته وانت تأبى الا مظاهرته عليهم. وموالاته دونهم. بل تظاهره وتواليه دون وليك الحق الذي هو اولى بك قال الله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. افتتخذونه وذريته اولياء جاء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا طرد ابليس عن سمائه واخرجه من جنته وابعده من قربه اذ لم يسجد لك وانت في صلب ابيك ادم لكرامتك ليه؟ فعاداه وابعده ثم واليت عدوه وملت اليه وصالحته وتتظلم مع ذلك وتشتكي الطرد والابعاد قول عودوني الوصالة ونصف عذب ورموني بالصد والصد صعب. نعم وكيف لا يطرد من هذه معاملته وكيف لا يطرد من هذه معاملته مع معاملته؟ وكيف لا يبعد عنه من كان هذا وصفه؟ وكيف يجعل من خاصته واهله لقربه من حاله معه هكذا قد افسد ما بينه وبين الله وكدره امر الله بشكره لا لحاجته اليه ولكن لينال به المزيد من فضله. فجعل كفر نعمه والاستعانة بها على مساخطه من اكبر اسباب صرفها عنه وامره بذكره ليذكره باحسانه. فجعل نسيانه سببا لنسيان الله له. نسوا الله فانساهم انفسهم نسوا الله فنسيهم. امره بسؤاله ليعطيه. فلم يسأله بل اعطاه اجل العطايا بلا سؤال. فلم يقبل يشكو من يرحمه الى من لا يرحمه ويتظلم ممن لا يظلمه ويدع من يعاديه ويظلمه ان انعم عليه بالصحة والعافية والمال والجاه استعان بنعمه على معاصيه وان سلبه ذلك ظل متسخطا على ربه وهو شاكيه. لا يصلح لا يصلح له على عافية ولا على ابتلاء. العافية تلقيه الى مساخطه والبلاء يدفعه الى كفرانه وجحود نعمته وشكايته الى خلقه دعاه الى بابه فما وقف عليه ولا طرقه. ثم فتحه له فما عرج عليه ولا ولجه. ارسل اليه رسوله يدعوه جئتني قبلتك ان اتيتني ليلا قبلتك. ان اتيتني نهارا قبلتك. ان تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا. ان تقربت مني ذراعا تقربت منك باعا. ان مشيت الي هرولت اليك ولو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت ومن اعظم مني جودا وكرما؟ عبادي يبارزونني بالعظائم وانا اكلأهم على فروشهم اني والجن اني والجن والانس في عظيم اخلق ويعبد غيري وارزق ويشكر سواي خيري الى العباد نازل وشري وشرهم الي صاعد اتحبب اليهم بنعمي وانا الغني عنهم. ويتبغضون الي بالمعاصي وهم افقر وهم افقر شيء الي. من اقبل الي تلقيتهم من بعيد ومن اعرض عني ناديته من قريب ومن ترك لاجلي اعطيته فوق المزيد ومن اراد رضاي اردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوته النت له الحديد. اهل ذكري اهل مجالستي واهل شكري شكري اهل زيادتي. واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اقنطهم من رحمتي وان تابوا الي فانا حبيبهم فاني احب التوابين واحب المتطهرين. وان لم يتوبوا الي فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لاطهرهم من المعايب من اثرني على سواي اثرته على سواه. الحسنة عندي بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. والسيئة عندي بواحدة فان ندم واستغفرني غفرتها له. اشكر اليسير من العمل واغفر الكثير من الزلل. رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي انا ارحم بعبادي من الوالدة بولدها لله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته بارض بارض مهلكة هوية عليها طعامه. اه او دوية عليها دوية عليها طعامه وشرابه فطلبها حتى اذا ايس من حصولها نام في ينتظر الموت فاستيقظ فاذا هي على رأسه قد تعلق خطامها بالشجرة فالله افرح بتوبة عبده من هذا براحلته وهذه فرحة احسان وبر ولطف لا فرحة محتاج الى توبة عبده منتفع بها. وكذلك موالاته لعبده احسان اليه ومحبة له وبرا به لا يتكثر به من قلة ولا يتعزز به من ذلة ولا ينتصر به من غلبة ولا يعده لنائبة ولا يستعين به في امر وقل وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. فنفى ان يكون له ولي من الذل والله ولي الذين امنوا وهم اولياؤه. فهذا شأن الرب وشأن العبد وهم يقيمون اعذار انفسهم ويحملون ذنوبهم على اقداره استأثر الله بالمحامد والمجد وولى وولى الملامة الرجل وما احسن قول القائل تطوي المراحل عن حبيبك دائما وتظل تبكيه بدمع ساجم كذبتك نفسك لست فمن احبابه تشكو البعاد وانت عين الظالم وجزاكم الله خيرا وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين