السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والتسهيل والتيسير اه هذا هو المجلس الخامس عشر من مجالس القراءة والتعليق على كتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى وكنا قد انتهينا امس من منزلة الخلق وننتقل الان الى منزلة التواضع قال ابن القيم رحمه الله تعالى فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة التواضع. قال تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا اي سكينة ووقارا متواضعين غير اشرين ولا مريحين ولا متكبرين قال الحسن علماء حلماء. وقال محمد بن حنيفية اصحاب وقار وعفة لا لا يسفهون. وان سفهها عليهم او لا يسفهون وانسفها عليهم حلموا هذا الان كله تفسير لقول الله سبحانه وتعالى يمشون على الارض هونا والهون بالفتح في اللغة الرفق واللين والهون بالضم الهوان فالمفتوح منه صفة اهل الايمان والمضموم صفة اهل الكفران وجزاؤهم من الله النيران وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرة لما كان الذل منهم ذل رحمة عطف وشفقة واخبات عداه باداة على تضمين لمعاني هذه الافعال هذه نقطة مهمة من ناحية اللغة وهي كثيرة في كلام ابن تيمية وكلام ابن القيم كثيرة جدا الان تعرفون الفعل اللازم الفعل اللازم الذي لا يتعدى الى المفعول به بنفسه اه يؤدى بواسطة فاحيانا يعني مثلا مثلا فلان ذل فلان ذل لفلان يعني المؤمن يذل لاخيه ففعل ذل يعدى الى المفعول به باللام تمام فيعد آآ ذل لاخيه لكن هنا يقول لك في الاية لم يعذب اللام وانما عدي بعلم مع انه المتبادر الى الذهن او الى اللغة حتى انه المفترض اذا قيل اه فلان ذليل ما ما يقال على فلان وانما ذليل لفلان حسنا طيب لماذا قال الله سبحانه وتعالى اذلة على المؤمنين وليس للمؤمنين يقول هنا لانه اذلة هنا ضمنت ضمن الفعل معنى اخر ضمن الفعل معنى اخر فعل الذلة مضمن معنى اخر وهذا كثير في القرآن وذكرنا له مثالا سابقا لو تذكرون عيني يشرب بها عباد الله وهي والاصل يشرب منها عباد الله. لكن لما ضمن فعل الشرب لما ضمن فعل الشرب فعل الارواء اداه بها بالباب فصارت عينا يشرب بها اي يروى بها. وهنا ادلة على المؤمنين ضمن فعل التذلل هنا ضمنه الرحمة والعطف والشفقة فلو قلت فلان يعطف لا تقل على لفلان وانما على فلان فلاجل ذلك لان اذلة شبعت بمعنى العطف والشفقة والرحمة فاستعمل معها الاداة التعدية المناسبة للفعل المضمن وليس للفعل المنطوق به على كل حال لما كان الذل منهم ذل رحمة وعطف وشفقة واخبات عداه باداة على تضمين لمعاني هذه الافعال فانه لم يرد به ذل الهوان الذي صاحبه ذليل وانما هو ذل اللين والانقياد الذي صاحبه ذلول فالمؤمن ذلول كما في الحديث المؤمن كالجمل الدلول والمنافق والفاسق ذليل. طبعا نبه المحقق انه اللفظ المعروف حديث بلفظ اخر اه مقارب لبعض جمله تحت بالحاشي موجود واربعة يعشقهم الذل اشد العشق الكذاب والنمام والبخيل والجبار وقوله اعزة على الكافرين هو من عزة القوة والمنعة والغلبة. قال عطاء رضي الله عنه للمؤمنين كالوالد على ولده وعلى الكافرين كالسبع على فريسته كما قال في الاية الاخرى اشداء على الكفار رحماء بينهم وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد وفي صحيح مسلم عن ابن عباس ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر وفي الصحيحين مرفوعا الا اخبركم باهل النار كل عتل جواض مستكبر وفي حديث احتجاج الجنة والنار ان النار قالت ما لي لا يدخلني الا الجبار الا الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة ما لي لا يدخلني الا الا ضعفاء الناس وسقطهم وهو في الصحيح اخرجه البخاري في صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل العزة ازاري والكبرياء ردائي فمن ثم قال فصل في الصفحة التي بعدها اول ذنب عصي آآ او عصى الله به ابوا الثقلين الكبر والحرص فكان الكبر ذنب ابليس اللعين فآل امره الى ما آل اليه. وذنب آدم على نبينا وعليه السلام كان من الحرص والشهوة فزعني عذبته وفي جامع الترمذي مرفوعا عن سلمة ابن الاكواع رضي الله عنه لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في ديوان الجبارين الى اخر الحديث وفيه ضعف قال ابن القيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على الصبيان فيسلم عليهم وكانت الامة تأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وكان صلى الله عليه وسلم اذا اكل لعق اصابعه الثلاث وكان صلى الله عليه وسلم يكون في بيته في خدمة اهله ولم يكن ينتقم لنفسه قط. وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله له ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لاهله ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ويجالس المسكين ويمشي مع الارملة واليتيم في حاجتهما ويبدأ من لقيه بالسلام ويجيب دعوة من دعاه ولو الى ايسر شيء وكان صلى الله عليه وسلم هين المؤن لين الخلق كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما متواضعا من غير ذلة جواد من غير رقيق القلب رحيما بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين لين لين الجانب لهم قال صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بمن يحرم على النار او تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل رواه الترمذي وقال حديث حسن. وقال لو دعيت الى ذراع او كراع لاجبت ولو اهدي الي ذراع او كراع لقبلته رواه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويشهد الجنازة ويركب الحمار. ويجيب دعوة العبد وكان يوم قريظة على حمار مخطوب مخطوم بحبل من ليف عليه ايكاف من ليف فصل سئل الفضيل ابن عياض عن التواضع فقال يخضع للحق وينقال له ويقبله ممن قاله و قال الجنيد ابن محمد هو خفض الجناح ولين الجانب وهنا ساذكر آآ ساقرأ كلام ابي يزيد البسطامي رحمه الله يعني اذكر بعض الملاحظة منهجية قال ابو يزيد البزطامي هو الا يرى لنفسه مقاما ولا حالا ولا يرى في الخلق شرا منه ولا يرى في الخلق شرا منه طبعا هناك مقولات كثيرة تأتي عن المتقدمين من العباد واهل الصلاح والخير وحتى من اهل العلم والفضل اه تأتي احيانا بعض العبارات اه فيها هضم للنفس بمثل هذه الطريقة واحيانا يأخذها الانسان كما هي ويطبقها او يريد ان ان ان او يعتقد انها دائما تكون صوابا وصحيحة وانه لا يوجد ملاحظات او اشكالات في مثل هذي الاطلاقات وفي الحقيقة كما ذكرت مرارا في هذا الدرس في هذه المجالس مجالس السالكين ان السيرة النبوية دائما تعمل توازن للانسان بين احيانا النصوص المركزة المكثفة لبعض العباد السالكين وبين الممارسة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يتوازن الانسان لانه هل نقول انه انه الانسان لا يكون متواضعا حتى لا يرى في الخلق شرا منه بهذا المعنى لا طبعا هذا كلام غير صحيح ان كان اريد به هذا الظاهر فهذا كلام غير صحيح فالانسان لكن الجزء الاول صحيح ان لا يرى نفس لنفسه مقاما ولا حالا نعم هذا الجزء صحيح. يعني ان لا ارى نفسي شيئا عظيما ان لا ارى نفسي شيئا عظيما نعم هذا الكلام له ما يؤيده في الشريعة فالانسان متى ما عظمت عليه نفسه اهلكته ونحن اليوم كثير من الامور المحيطة بنا تدعونا الى تعظيم انفسنا حتى احيانا داخل الاطار الاسلامي يعني آآ خاصة مع الدورات آآ كثير من دورات تطوير الذات وما الى ذلك تضخيم قضية النفس بزيادة لكن في الجهة الاخرى ايضا الاسلام جاء لترى يعني لتقدر نفسك جاء من الاشياء التي دعا عليها تقدير النفس ليس تعظيم النفس وانما تقديرها فان لا ارى احدا آآ ان لا ارى احدا شرا مني انا برأيي انه مثل هذي الاطلاقات فيها من الاشكال ما فيها طيب اه ننتقل لبعض الجمل قال وولي ابو هريرة رضي الله عنه امارة مرة فكان يحمل حزمة الحطب على ظهره ويقول طرقوا للامير وركب زيد ابن ثابت وركب زيد ابن ثابت مرة فدنى ابن عباس ليأخذ بركابه فقال ما هي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا امرنا ان نفعل بكبرائنا فقال ارني يدك فاخرجها اليه فقبلها. فقال هكذا امرنا ان نفعل باهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتقل الى الصفحة التالية قال رجاء ابن حيوة قومت ثياب عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه وهو يخطب باثني عشر درهما وكانت قباء وعمامة اه قميصا وسراويل ورداء الخفين وقلنسوة فكانت فكان عاقبته التوبة والهداية وذنب ابليس حمله على الاحتجاج بالقدر والاصرار. وذنب ادم اوجب له اضافته الى نفسه ايه والاعتراف به والاستغفار فاهل الكبر والاصرار والاحتجاج بالاقدار مع والاحتجاج بالاقدار مع شيخهم وقائدهم الى النار ابليس واهل الشهوة المستغفرون التائبون المعترفون بالذنوب الذين لا يحتجون عليها بالقدر مع ابيهم ادم في الجنة وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول التكبر شر من الشرك فان المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى والمشرك يعبد الله وغيره اه هذا نص مهم جدا وان كان ايضا مثل هذه النصوص تحتاج الى فهم اه مثل مر معنا نص قبل ذلك انه القول على الله بلا علم اعظم من اه الشرك هذه النصوص دائما الانسان انا عذرا يعني احيانا آآ اقف آآ او اقطع التسلسل لكن تهمني حقيقة قضايا المنهجية لانه الانسان الذي يبني علمه من الكتب فقط بدون ان ان تأتي بعض التوضيحات فقد يقع يصطدم ببعض النصوص المشكلة فلو احد اخذ هذا النص على اطلاقه قال التكبر شر من الشرك آآ