لمسة حنون على قلب المبتلين من عباد الله المؤمنين. قال ابن القيم في كتاب طريق الهجرتين والصبر على البلاء ينشأ من اسباب عديدة. احدها شهود جزائها وثوابها. الساني شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها. الثالث شهود القدر السابق الجاري بها. وانها مقدرة في ام الكتاب قبل ان تخلق. فلابد بد منها فجزعه لا يزيده الا ملا. الرابع شهوده حق الله عليه في تلك البلوة. وواجبه الصبر بعض العلماء قال ان الواجب الصبر بعض العلماء قال الواجب الصبر والرضا والرضا فهو مأمور باداء حق الله وعبوديته. الخامس شهود ترتبها عليه بذنب كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. هذا عام في كل مصيبة دقيقة وجليلة فيشغله شهود هذا السبب بالاستغفار. الذي هو اعظم الاسباب في دفع تلك المصيبة. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة. السادس ودي جميلة قوي ورائعة خالص وممتعة جدا ان يعلم ان الله جل جلاله قد ارتضاها له واختارها له وقسمها له. فرضاه بالله رضاه بما اختاره لك. سبحان الله العظيم. اما تعرف ان قدر عليك المرض ده او قدر عليك الحرمان من الفلوس ده او قدر عليك. الحرمان من الاولاد ده مسلا او قدر عليك انه اداك بنات بس او قدر عليك ان هو شغلك الشغلانة معينة او قدر عليك انك انت سلب منك كذا او قدر عليه ايه الزوجة دي قدر عليه الاولاد دول المبتلين دول هذا القدر كله اختيار الله وامساله اللي قدر لك انك انت تتزوج او قدر لك ان يتأخر زواجك او قدر لك انك تتزوجي الراجل ده انك انت يأزيك المدير ده. كل القدر ده مش بايدك. ده اختيار ربنا لك. فلا تضجر على القدر. اسعى في الاسباب بجسدك وبما تستطيعه وقلبك راض عن الله. اختيار الله لك. ابن القيم بيقول ايه بقى؟ فان لم يوف قدر مقام حقه الرضا فهذا لضعف ايمانه. فلينزل الى مقام الصبر. فان نزل عن الصبر نزل الى مقام الظلم وتعدي الحق وارتكاب الحرام. السابع ان يعلم ان هذه المصيبة دواء نافع. ايا كانت المصيبة بقى موت ولدك موت زوجك موت فقدان مالك فقدان بعض اعضائك مرضك ان يعلم ان هذه المصيبة دواء نافع ساقه اليه الطبيب الله هو الطبيب. ساقه الي الطبيب العليم بمصلحته الرحيم به فليصبر على تجرع الدواء ولا يتقيؤه لا يتقيأ الدواء الذي سقاه الله له لا يتقيأه بسخطه وشكواه فيذهب نفع الدواء ويبقى في داخله ينهي المرض. اعتقد ان البلاء ده دواء. ربنا بيسقيه لك لا تتقيأ دواءك. الثامن ان يعلم ان في عقبى هذا الدواء من الصحة والشفاء والعافية وزوال الالم ما لا يحصل بدونه. فان طالعت نفسه كراهية الدواء ومرارته فلينزر الى عاقبته وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. التاسع ان يعلم ان المصيبة ما جاءت لتقتله وتهلكه ليس دوما يبتلي ليعذب بل يبتلي ليستفي ويهذب. هذه المصيبة جاءت لتمتحن صبره وتبتلي ايمانك فيتبين هل يصلح لان يكون من عباد الله الصالحين واولياء الله المتقين وحزب الله المفيد في حين ام لا؟ فان ثبت اصطفاه واجتباه وخلع عليه خلع الاكرام والبسه ملابس الفضل وجعل اولياءه وحزبه سبحانه خدما له وعونا له وانقلب على وجهه ونقص على عقبيه طرد وصفع على قفاه واقصي وتضاعفت عليه المصيبة وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها وزيادتها. ولكن سيعلم بعد ذلك ان المصيبة في حقه صارت المصائب كما سيعلم الصابر ان المصيبة في حقه صارت نعما عديدة. هذه الاسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء فان قويت اثمرت الرضا والشكر. فنسأل الله ان يسترنا بعافيته. ولا يفضحنا بابتلائه بمنه وكرمه فمه وهو اللطيف الكريم