يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد الصحيحة فطرة تنفي الشكوك بواضح البرهان بالعلم كالازهار في البستاني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ارحب بالاخوة والاخوات المشاهدين والمشاهدات في مستهل هذا اللقاء وهذا الدرس الخامس من سلسلة دروس مقرر العقيدة اشرنا في المحاضرة السابقة الى مصادر العقيدة الاسلامية من اين يستقي المسلم عقيدته وقلنا انها من كتاب الله تعالى من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن اجماع السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وتم تقييد الاجماع باجماع السلف لانه هو الاجماع الذي الذي ينضبط اما ما جاء بعد ذلك فان ضبط هذا الاجماع فيه من الصعوبة ما فيه ولذلك كان الامام الشافعي رحمه الله تعالى يستعمل عبارة لا يعرف فيه او له مخالف دون ان يحكي عبارة الاجماع لصعوبة معرفتي ما عند جميع علماء مجتهدي الامة بعد ان توسعت الامة ويعني آآ آآ تفرق العلماء في اقطارهم هذه المعمورة وكنا تكلمنا على قضية في غاية الاهمية وهي بين يدي الحديث في اصول اهل السنة في اثبات مسائل العقائد ومسائل العقيدة. وهي قضية العقل ومكانته عند السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وقلت ان السلف ان السلف موقفهم من العقل موقف الوسط بين من غلاء في العقل ورفعه فوق منزلته وبين من قصر في حقه واضطرحه وهذا هو المنهج الوسط وذكرنا ان ان هناك من العقائد ما يمكن ان يدرك بالعقل منها وجود الله عز وجل واثبات النبوة وغير ذلك من الامور. لكن العقل لا يستقل بمعرفة تفصيلات وجزئيات العقيدة وخاصة في الجوانب المتعلقة بالغيب فهذه موقوفة ذكرنا من خصائص هذه العقيدة انها توقيفية اي موقوفة على الوحي الرباني من عند الله سبحانه وتعالى. وذكرنا المجالات التي يعني يشير اليها او او يمكن او يرى ويستعمل السلف فيها العقل ما هي تلك المجالات التي اشرنا اليها قبل قليل ومنها استمداد دينه وتدبره استمداد دينهم مشكاة النبوة. ايضا تدبره وتفكره واعتباره في كتاب الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها فالله امرنا بالتدبر والتفكر واستعمال العقل والفكر في النظر في كتاب الله عز وجل في اياته في استنباط الاحكام في النظر والاعتبار والتدبر لايات الله. وهذه من المجالات التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها كذلك التدبر والتفكر في ايات الله تعالى المجلوة المخلوقة في هذا الكون ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون يستعملون عقولهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانه وقنا عذاب النار وهذا يعطينا ما هي مكانة العقل بالنسبة للوحي المكان الطبيعية الحقيقية الصحيحة ان العقل يكون تابعا للوحي تحت الوحي سابعا مسترشدا مستبصرا مستنيرا فالوحي هو الحكم وهو الحاكم وهو المهيمن والموجه له وله السيادة والعقل تابع يمارس دوره في حدود صلاحياته التي رسمها له الوحي ولا ان يستقيم سيره الا بهذا النقطة الاخيرة المتعلقة بهذا الموضوع وهي بين يدي اصول اهل السنة في اثبات مسائل العقيدة وهي اختلاف اختلاق مشكلة التعارض بين العقل والوحي وهذه المشكلة هي مبنية على جهل بحقيقة الوحي والزعم بانه ليس فيه دلائل عقلية وهذا جهل بالوحي وجهلنا ايضا بالعقل في نفس الوقت لانه وضع في غير موظعها الذي يمكن ان آآ ينتج فيه وان يثمر فيه ولذلك فانه الاصل انه لا تعارض اين الحق؟ لان الوحي حق والعقل السليم يدل على الحق فلا تعارض واذا وجد التعارض فهناك احد امرين اما سوء فهم للوحي فحمل معناه على غير معناه او انه بني على غير دليل صحيح كان يكون الحديث ضعيفا او نحو ذلك او ان العقل غير سليم وانما مصاب بمرض من امراض الهوى والشهوة وغير ذلك من الامور فاذا وجد التعارض وظهر او بدا للانسان شيء من التعارض فان المقدم بلا شك هو النقل لاننا لا نتصور هذا التعارض البتة لكن لو ظهر في ذهن الانسان وفي فكره شيء من التعارض فالمقدم بلا شك هو النقل وذلك لان النقل ثابت والعقل وتغير الامر الثاني ان العقول متفاوتة فاي عقل نحاكم اليه كتاب الله عز وجل هي ليست واحدة والامر الثالث ان النقل معصوم والعقل ليس كذلك ان النقل هو علم الله والعقل هو علم المخلوق فشتان بين الامرين ولا وجه للمقارنة كلام الله تعالى وهو الوحي مقطوع بصحته كلام او ما دلت عليه عقول البشر فهي اه يعني بخلاف ذلك. اه نحن مأمورون بماذا باتباع الوحي بالاستمساك به بالاعتصام بالكتاب والسنة ولم نوكل الى عقولنا لان الله يعلم ضعفنا فلذلك لم يكلنا اليها وانما انزل الكتب وارسل الرسل لاستكمال او لبيان الحق الذي لا يمكن ان يصل اليه تصل اليه عقول البشر والا ولو كان العقل كافيا مستقلا لما كان هناك حاجة الى آآ الكتاب والسنة. هذا ما يجرنا الى الحديث عن اصول اهل السنة اه والجماعة في اثبات مسائل اه العقيدة فهناك اصول عند اهل السنة مهمة جدا يجب الاشارة اليها والتأكيد عليها. وهذه الاصول تتميز بها يتميز بها اهل السنة. والجماعة عن اهل البدع والضلالة وهي على النحو التالي. اولها الايمان والتسليم والتعظيم لنصوص الكتاب والسنة للوحي الرباني فلابد من الايمان به بانه هو الحق. وما عداه وما خالفه فهو باطل والامر الثاني ما دام انه هو الحق فيجب التسليم لذلك وجاءت النصوص صريحة قال الله تعالى قل ان هدى الله هو الهدى وامرنا لماذا؟ بماذا؟ وامرنا لنسلم العالمين. وقال تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبته الامور. وقال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسليم للوحي وهو النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وامرت ماذا وامرت ان اسلم لرب العالمين. امرت ان اسلم لرب العالمين واصل ثم نعود لاستكمال هذه الفقرة فالى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله ان اردت النجاح في الدنيا والسعادة في الاخرة. فاسلك طريق العلم. لكن الافات على هذا الطريق كثيرة. منها الرياء بان يراد بالعلم الشهرة وثناء الناس. قال صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليماري به السفهاء او ليباهي به العلماء. او ليصرف وجوه الناس اليه فهو في النار. ومنها الكبر والعجب قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر ومنها الحسد قال تعالى اي بغى بعضهم على بعض فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم. ومنها الانشغال بالدنيا وملهياتها واشغالها عن تحصيل العلم النافع ومنها التعالم والتصدر قبل التأهل. فان التصدر يمنع من تلقي العلم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقهوا وقبل ان تسودوا. ومنها الفتور والكسل. قال صلى الله عليه وسلم ان لكل عمل شرا ولكل شرة فترة. فمن كانت شرته الى سنتي فقد افلح ومن كانت فترته الى غير ذلك فقد هلك فالزم طريق العلم. ولا تصدنك الافات. واحذر من قطاع الطريق. قال تعالى الشيطان انه لكم عدو مبين الحمد لله نجدد الترحيب بالاخوة والاخوات مشاهدينا والمشاهدات ونستكمل الاصل الاول من اصول اهل السنة في اثبات مسائل العقيدة الا وهو الايمان والتسليم والتعظيم لنصوص الكتاب والسنة واشرنا الى شيء من نصوص اه التسليم والنصوص في هذا المعنى كثيرة منها الامر الصريح للنبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى له وامرت في قول الله تعالى وامرت ان اسلم لرب العالمين. وفي قول الله عز وجل فلا وربك يقسم سبحانه وتعالى. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وهذا هو التحكيم ثم لا يجدوا في انفسهم حرج مما قضيت هذا الانقياد القلبي ويسلم تسليما والتسليم بالنسبة للنصوص يقتضي اولا التسليم بكمال بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم لجميع مسائلي الدينية اصوله وفروعه كل ما يحتاجه المسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ولم يترك شيئا مما نحتاج اليه من ديننا لم يبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة في جانب الجانب العقدي الذي نتحدث عنه ايضا من مقتضيات التسليم ما دام امرنا لنسلم لرب العالمين. نسلم للنصوص فهذا يقتضي الاخذ بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من غير قيد او شرط لا نظع من عندنا قيود الموافقة العقلية الجواز العقلي الامكان العقلي او غير ذلك من الامور ما دام اننا امرنا بالتسليم للوحي ولا يجوز لنا الا ان نأخذ كل ما جاءنا عن الله عز وجل من غير قيد او شرط. يقتضي ذلك ايضا عدم المعارضة باي صورة منصور المعارضة ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع فهنا منع المعارضة كلية لا معارضة عقلية نقول ان العقل يعارض النص يعارض الوحي لا مجال ولا المعارضة المصلحية نقول هذا امر الله عز وجل والمصلحة تقتضي ذلك فنعارض الحق والوحي بالمصالح ولا بالمعارضة الذوقية كما عند بعض الطوائف او غير ذلك من اي صور صور المعارضة. فالتسليم يقتضي الانقياد والقبول من غير معارضة باي صورة من الصور ايضا نحب ان نشير الى نقطة مهمة جدا وهو ان التسليم عند اهل السنة وتسليم للحق قائم على الدليل القاطع الناصع الواضح البين وعلى البرهان والدليل وليس تسليما مجردا تسليما اعمال كما هو التسليم عند النصارى ما ذكر الله سبحانه وتعالى عنهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ولا تسليم المريدين لاشيائه لاشياخهم عند الصوفية الذين اه يتقبل كل ما يمليه عليه الشيخ من غير اعتراض ويقول لا تعترض فتنطرد ولا التسليم عند الرافضة والشيعة لملاليهم الذين اه يتبعونهم اتباعا وتسليما اعمى لا على برهان ولا على دليل بل ان الله عز وجل قد ذم ذلك في قول الله عز وجل وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ويلحق بذلك تسليم بعض المتعصبة لاشياخهم من غير نظر في الدليل او يعني تسليم للدليل تسليم للاشخاص فقط. فهذه من مقتضيات التسميم الذي امرنا به وهو من اصول اهل السنة في لاثبات مسائل العقيدة يضاف الى ذلك مع التسليم التعظيم النصوص وهذا يقتضي يعني ان الانسان لا يبقى عنده في قلبه اي مجال للمخالفة هذه النصوص التي كرمنا الله سبحانه وتعالى بها ودلنا على الحق فيها قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فلا خيار ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا والتسليم والتعظيم للشرع يقتضي الامتثال والانقياد وهذا من معانيه الاستجابة وفي قول قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم يقتضي ايضا السمع والطاعة. كما في قول الله تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون هناك من مقتضيات تعظيم النصوص التي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نعظمها لان تعظيم النصوص هو تعظيم لله عز وجل لان النصوص وحي وهو كلام الله سبحانه وتعالى. المباشر كالقرآن او غير مباشر كالسنة مقتضيات التعظيم ومن لوازمه اولا التصديق بما في النصوص من الوحي ان نصدق بان هذا الوحي ثم العلم بها والفقه في معانيها ودلالاتها ثم الامتثال في تطبيقها بقدر المستطاع ويلخص لنا بن رجب رحمه الله تعالى ما يجب على طالب العلم وهي يعني نصيحة ثمينة جدا وعزيزة وهي موجهة لنا طلبة العلم ولكم يقول يقول رجب رحمه الله تعالى الذي يتعين على المسلم الذي يتعين عليه الاعتناء والاعتناء به اولا الذي يتعين على المسلم الاعتناء به والاهتمام اولا ان يبحث عما جاء به ما جاء عن الله ورسوله عند الوحي ان يبحث عما جاء عن الله ورسوله الخطوة الثانية ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف على معانيه. الرجوع الى كتب التفسير الموثوقة وشروح الحديث الموثوقة ليفهم معاني هذه النصوص ما جاء عن الله ورسوله الخطوة الثالثة ثم يجتهد بالتصديق بذلك ان كان من الامور العلمية وان كان من الامور العملية بذل وسعه في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الاوامر واجتناب ما عنه فيكون فتكون همته مصروفة بالكلية الى ذلك لا الى غيره الخطوة الاولى ما هي يبحث عن ما جاء عن الله ورسوله الوحي الخطوة الثانية فهم معاني ما جاء عن الله ورسوله بالرجوع الى كتب التفسير وشروح الحديث الثالثة الاجتهاد في الامتثال والنصوص كما مر معنا منها ما هي اخبار علمية هذي الواجب علينا التصديق والايمان واليقين ومنها ما هي احكام اوامر ومنهيات فعلينا ان نجتهد في فعل ما نستطيع من الاوامر واجتناب كل ما نهى عنه الوحي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور المعروف اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم وهذي من رحمة الله بنا فان ليست كل الاوامر يستطيع ان يقوم بها الانسان. واذا نهيتكم عن امر فاجتنبوه. لا عذر للانسان يقول لا انا ما استطيع ان اترك هذا الشيء. فالترك يستطيعه الجميع اما الفعل هو مرتبط ومقيد بالاستطاعة ايضا ختم ابن رجب رحمه الله تعالى هذا الكلام في قوله قال وهكذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان في طلب العلم النافع من الكتاب والسنة الامر الثاني ان ينظر الى الشريعة بعين الكمال والاستغناء بها عما سواها ولذلك قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ومر معنا كلام ابن عباس قال امتن الله تعالى على نبيه وعلى المؤمنين بان اكمل لهم الدين ولا يحتاجون الى زيادة ابدا واتمه فلا ينقصه ابدا ورضيه فلا يسخطه ابدا فالحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة فاصل ثم نعود لنستكمل هذه الفقرة ان شاء الله الى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاستخارة هي طلب الاختيار من الله تعالى. عند الاقدام على الامور المهمة. والتي لا يدري الانسان وجه الخير فيها. اما ما كان معروفا خيره او شره كالعبادات وصنائع المعروف والمعاصي والمنكرات فلا تشرع فيه الاستخارة. والحكمة من الاستخارة التسليم لامر الله. والالتجاء اليه سبحانه للجمع بين خيري الدنيا والاخرة ولا شيء انفع لذلك من الصلاة والدعاء لما فيهما من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار اليه. اما كيفيتها فقد ثبت عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك. واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر ويسمي حاجته خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر ويسمي حاجته شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفوا عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني وعلى المستخير الا يتعجل الاجابة ويجوز له ان يكرر الاستخارة بالصلاة والدعاء ومن علامات القبول في الاستخارة انشراح الصدر وتيسير الامر ولا يشترط ان يرى رؤيا. واما علامة عدم القبول بان يصرف الانسان عن الشيء ولا ييسر له فلا يبقى قلبه بعد صرف الامر عنه معلقا به قال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون الحمد لله اكرر الترحيب بالاخوة المشاهدين والمشاهدات ونستكمل مع بدأناه قبل الفاصل وهو اشرنا الى ان من مقتضيات التعظيم لنصوص الكتاب والسنة ولوازم ذلك التصديق بما في النصوص من نصوص الوحي وثم العلم بها والفقه والامتثال. الامر الثاني ان ينظر الى هذه النصوص بعين الكمال والاستغناء بها عما سواها. وهذا ما اشرنا اليه في حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اه ان يكون مصدر التلقي للمسلمين هو الوحي فقط مصدر واحد لا تعدد فيه وفي هذا يعني وذكرنا النصوص في هذا المعنى لكني اشير الى اثر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول يا معشر المسلمين كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل الله على نبيك على نبيكم احدث الاخبار بالله سبحانه وتعالى غضا لم يشبع فالله اغنانا بكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم عنان نسأل في عقيدتنا غير عن ما جاء في الكتاب والسنة. النقطة الثالثة ان ينظر الانسان اليها الى هذه النصوص بعين الافتقار والاذعان والتسليم لها. ولذلك قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم الاصل الثاني هو جمع النصوص الواردة في الباب الواحد واعمالها جميعا وفق المنهجية الصحيحة وهذا على خلاف اهل البدع والضلال الذين يتخذون منهجا مخالفا ينتقون من النصوص ما يوافق اهواءهم ويطرحون ما والاصل في هذا ان الله عز وجل امرنا بالتسليم الاخذ بالنصوص كلها من غير انتقاء قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة اي في الاسلام وقال اه سبحانه وتعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا لا ينتقون لا يتبعون كما هو ديدن ومسلك. اهل الزيغ انما يؤمنون بالكتاب كله ويقولون كل امنا به كل من عند ربنا بعد بعد ان ذكر انه انزل الكتاب اه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ينتقون يختارون لماذا يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله. الطرف الاخر الناجي والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب ومسلك الانتقاء من النصوص اخذ ما يهواه الانسان والطراح ما لا يهواه هو مسلك يهودي. من مسالك اهل الكتاب الذين قال الله تعالى عنهم محذر لنا من منهجهم في قوله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وما الله بغافل عما تعملون قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الانتقاء هذا الاخذ ببعض الكتاب ورد بعضه وجاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مهلا يا قوم بهذا اهلكت الامم من قبلكم باختلافهم على انبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض ان القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به ما جهلتم منه فردوه الى عالم هذا هو المنهج الشرعي الذي يجب ان نتعامل به مع النصوص نحن مأمورون بالايمان بالكتاب كله. لكن قد يشكل علينا بعض الامور فما اشكل علينا ان نرده الى عالمه سبحانه وتعالى وما ظهر لنا فاننا نقوم بالامتثال والاستمساك به العنصر او النقطة الثالثة هو الاعتصام بالكتاب والسنة وهما الهدى والنور على نقيض منهج اهل البدع. في النقطة السابقة نشير الى ان من التطبيقات العملية لننظر كيف يفعل الهواء بالانتقاء من النصوص. مثلا في قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه الاية جمعت بين النفي والاثبات. فاصحاب التعطيل يأخذون الشطر الاول فقط. ليس كمثله شيء ويغفلون الشطر الثاني. واهل التمثيل خذونا الشطر الثاني ويغفلون الاول. واهل الحق جمعوا بين طرفي الدليل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اه تنزيه بلا تعطيل واثبات بلا تمثيل وهذه قاعدة اهل السنة في كل النصوص الشرعية في هذا الجانب اما الاعتصام بالكتاب والسنة فالاعتصام هو افتعال من العصمة وهي المنعة والعاصم هو الله تعالى قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم والاعتصام هو الاستمساك بالشيء والمراد هنا الاستمساك بالكتاب والسنة. قال الله تعالى مخاطب النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب لنا فاستمسك من اعلى درجات الصيغ المبالغة. فاستمسك بالذي اوحي اليك. وقال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ومر معنا حديث العرباظ ابن سارية وما فيه من الامر بالاستمساك والعظ بالنواجذ على السنة وعلى سنة الخلفاء الراشدين من بعده. فنحن مأمورون بالاعتصام بالكتاب والسنة والاعتصام بكتاب السنة هو سبيل النجاح بل لا نجاة لنا في الدنيا والله ولا في الاخرة الا بالاعتصام بالكتاب والسنة ظاهرا وباطنا حقيقة لا ادعاء وقولا وهذا الامر هو الذي يجب علينا ان يكون حاضرا في اذهاننا. الادلة على ذلك كثيرة منها في قول الله عز وجل يهدي الله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم دليل هذا على ماذا؟ اولا يهدي به الله الله هو الهادي. والقرآن هو سبب الهداية. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. كل ما هو اقوم في شؤون ديننا ودنيانا في الدنيا وفي الاخرة اليها القرآن ويخرجهم من الظلمات الى النور. نلاحظ ماذا من الظلمات الى النور ويهديهم الى صراط مستقيم. جاءت ظلمات على صيغة الجمع والنور على صيغة الافراد. واكد ذلك بقوله الى صراط مستقيم على صيغة الافراد دل على ان الباطل متعدد لا حد له. اما الحق فهو واحد لا تعدد ولذلك قال الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن التبعني. وقال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلك. عن سبيله. فقوله يهدي به الله اي بالقرآن الكريم. في قوله الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي. ورضيتم لكم الاسلام دينا. ذكرنا الكلام في هذه الاية في قول الله عز وجل ونزلنا عليك الكتابة تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وجاء في حديث زيد ابن ارقم رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب. اي الموت وانا تارك فيكم الثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. المرت النصوص معنا في هذا الامر في التأكيد على هذا المعنى وهو الاستمساك بالحق الذي جاء من عند الله عز وجل بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يتفرع عن هذا الاصل هو اثبات ما اثبته الله لرسوله واثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة ونفي ما الله سبحانه وتعالى وهذه قاعدة عند اهل السنة في العقيدة وسيأتي تفصيلها ان شاء الله في حينها يتفرع عن ذلك ما سبق نشرنا وتكلمنا عنه في قضية دفع التعارض بين النصوص وما قد يفهمه العقل منها مما يخالف الحق والصواب فالحق لا فيه ولا اه اضطراب ولا تعارض وهذه قضية في غاية الاهمية وهي محورية عند اهل السنة فانه لا تعارض بين حق بين النصوص بعضها ببعض لا بين الكتاب ولا والسنة ولا بين السنة والكتاب ولا بين الكتاب والكتاب ولا بين السنة والسنة ولا بين الكتاب والسنة والعقل السليم العقل السليم وهذه النقطة سبق التنبيه والاشارة اليها في تفصيلها القاعدة الاساسية عند اهل السنة في هذا الموضوع انه يستحيل ان ان يقع التعارض بين نص صحيح وعقل سليم فان الذي خلق هذا العقل هو اللطيف الخبير هو نفسه الذي انزل هذا الوحي الشريف على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم. وان وجد ما يوهم هذا التعارض فهو راجع اما الى ان النقل فيه اشكالية نحتاج الى تثبت واما ان يكون العقل غير سليم فيه من الاشكالات ما فيه. هذا وبالله التوفيق نختم هذه المحاضرة بهذا المجلس والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تلك العنود نسوها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا للعلم كالازهار في البستان