ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه اعجبه ما رأى من وفور فطنته. وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال اني ارى الله قد القى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية وقال الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوى حفظي. فارشدني الى ترك المعاصي. وقال اعلم بان العلم وفضل الله لا يؤتاه عاصي. وكيع هذا شيخ البخاري شيخ امام الشافعي وصاحبه وكيا بن جراح الرؤاسي العابد الزاهد وكان رجلا دعوبا مع عبادته وكثرة تواضعه وسمينا حتى كانوا يقولون له كيف انت سمين والعلماء لا يسمنون فكان يقول لفرحي بالاسلام فوكيعا للجراح قال للشافعي اياك والمعاصي فقلب الشافعي نصيحته ابياتا شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني لا ترك المعاصي وقال اعلم بان العلم فظل وفضل الله لا يعتاه وانا احفظ هذا البيت من صغري لكن بلفظ اخر فحفظته بلفظ شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي واخبرني بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاص نسأل الله جل وعلا ان ينور قلوبنا بالايمان وبصائرنا بالايمان وان يبعد عنا الذنوب والمعاصي واثارها. نعم