اذا كانت الارض زكية طيبة فانها تنبت من كل زوج بهيج. واذا كانت الارض لا تصلح للانبات مهما بذل من جهد في بذل وسقي وغرس ومع ذلك لا يخرج كثير اثر به واحواله فكان ذلك صفة لازمة له فان ذلك يزيد في فهمه ومعرفته وعلمه وهذا امر لا يخفى لان القلوب هي اوعية العلم. فاذا زكت هذه القلوب فان العلم يكون ناميا فيها مثل الارظ الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المصنف رحمة الله تعالى عليه. وحينئذ اذا لم نجد في التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك الى اقوال الصحابة فانهم ادرى بذلك لما شاهدوه من القرآن. والاحوال التي اختصوا بها فانهم ادرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والاحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالائمة الاربعة الخلفاء الراشدين والائمة المهديين مثل عبد الله ابن مسعود بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد يقول المصنف رحمه الله اذا لم نجد التفسير في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نرجع الى اقاويل الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وذلك انه اذا وجد التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا ينبغي لاحد ان يتعداه الى الى غيره فلا يقدم عليه قول احد من الناس ذلك في التفسير النبوي الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه الاية مع تفسيرها. اما الذي يذكر فيه النبي النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ولم يتطرق فيه للاية فهذا كما قلنا انما يجتهد المفسر فيربط بين الاية وبين هذا الحديث وقد يقع على الصواب وقد لا يكون ربطه بين الاية وبين الحديث واقعا على وجه الصواب وعلى كل حال اذا لم نجد ذلك التفسير النبوي فاننا نرجع الى اقاويل الصحابة. وذلك ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختارهم الله عز وجل لصحبته. فهم ابر الامة واطهر الامة قلوبا وهم احسن الامة قصدا. ولا يخفى ان طهارة القلب مع حسن القصد ان ذلك يؤثر في الفهم. فاذا العبد اذا رزق العبد قصدا صحيحا وفق لحسن القصد ووفق ايضا للصدق في اقواله وافعاله بهذه الزراعة فاقول قلوب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي اطهر القلوب بعد قلوب الانبياء عليهم الصلاة والسلام. ومقاصدهم احسن المقاصد. اضف الى ذلك انهم لم يتلوثوا بالبدع والاهواء والضلالات التي وقعت لغيرهم فان البدع وقعت في اواخر عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم كبدعة الشيعة والخوارج ثم بعد ذلك جاءت بدع اخرى كالمرجئة والمعتزلة ثم تتابعت الفتن والضلالات والبدع والاهواء وتكاثرت وكلما بعد العهد عن شمس النبوة كلما قل العلم وقل الفهم وكلما كثرت الاهواء. فكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في زمان تسطع فيه انوار النبوة والذي قام على تربية هؤلاء الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قام على تربيتهم هو النبي صلى الله عليه وسلم والذي اختارهم لهذه الصحبة هو الله عز وجل. وقد اطلع على قلوب الخلائق فاختار هؤلاء لصحبة افضل المرسلين وخاتم المرسلين ليبلغوا عنه صلى الله عليه وسلم الى سائر الامم ثم ايضا اعطاهم الله عز وجل من الملكات والقدر بالحفظ حفظ هذا العلم فصار ذلك نورا على نور مع ما عندهم من الزكاء والفهم الفطري فاضف الى ذلك ما ما حباهم الله عز وجل به واعطاهم من سلامة الفطرة اللغوية. حيث ان الناس قد تكدرت لغتهم بعد ذلك بزمن وانتهى عصر الاحتجاج كما هو مشهور بابراهيم ابن هرمة الشاعر المعروف ثم بعد ذلك صار الشعراء بعده والادباء والفصحاء والبلغاء ممن لا يحتج بقولهم فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعا من اولهم الى اخرهم هم في عصر الاحتجاج بالاجماع باجماع اهل اللغة. واذا كان الامر كذلك فان كلامهم فيما يتعلق بفهم العربي للغته فانه فهم صحيح في الجملة. لا يشوبه كدرة العجمة التي وقعت للذين جاؤوا من بعدهم. فاذا تكلموا في القضية من جهة اللغة وبينوا معناها مما يعرفون من لغتهم فان كلامهم يكون واقعا على الصواب لانهم اهل الفطرة اللغوية والسنتهم قد سلمت من قد سلمت من اللوثات الاعجمية ومعلوم ان عجمة اللسان عجمة في القلب الا ما شاء الله عز وجل. فعلى كل حال هذه الامور مجتمعة نجعل لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزايا ما ليس لغيره في تفسير كلام الله عز وجل. يضاف الى ذلك انهم عايشوا القضايا والنوازل والوقائع والاحوال والمغازي وغير ذلك صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحظر فكانوا يعرفون في اي شيء نزل القرآن وفي اي مكان نزل ويعرفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يعرفه غيرهم. ومثل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن كان على قوله ومذهبه في ان الصحابة تلقوا جميع التفسير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هؤلاء يجعلون ذلك كمزية اخرى على المزايا التي ذكرتها وعلى اقل تقدير فنحن نعلم ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلقوا عنه كثيرا من العلم في التفسير وفي غير التفسير وبالتالي فهم اعلم الناس بكتاب الله عز وجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا سيما العلماء منهم. كالخلفاء الاربعة وابن مسعود ابي بن كعب ومن كان على شاكلتهم رضي الله تعالى عنهم جميعا وارضاهم إبراهيم ابن هرمة على القول المشهور عند اهل العلم الذي عليه جماهير اهل اللغة انه هو اخر من يحتج به هناك من خالف في هذا وهناك من غضب من الشعراء وندد بهذا القرار الذي جعل ابراهيم ابن هرم هو الخاتمة لانه حرمهم من ان يكون شعرهم مما يحتج به فعلى كل حال الذي عليه جمهور اهل اللغة ان ابراهيم ابن هرم هو النهاية. هذا ابراهيم ابن هرمة له ترجمة في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة وايضا ذكر هذه القضية محقق محي الدين عبد الحميد بحاشيته على قطر الندى لابن هشام شرح قطر الندى لابن هشام قال الامام ابو جعفر محمد ابن جرير الطبري حدثنا ابو كريب قال انبأنا جابر بن نوح انبأنا الاعمش عن ابي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله يعني ابن مسعود والذي لا اله غيره ما نزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيمن نزلت واين نزلت. فيما نزلت واين نزلت يعني في اي شيء نزلت ليس فيمن نزلت يعني من نزلت فيه لا فيما نزلت سبب النزول واين نزلت؟ يعني مكان النزول. فهو ابن مسعود رضي الله عنه يقسم انه يعلم النزول واسباب النزول اماكن النزول واسباب النزول في جميع المواطن في كتاب الله عز وجل. واذا كان بهذه المثابة فكيف تتصورون علمه بكتاب الله عز وجل؟ نعم ولو اعلم مكان احد اعلم بكتاب الله مني تناوله المطايا لاتيت تناوله لتنالوا تناله يعني تصل اليه وتطول وقال الاعمش اتيته وهذا الاثر عن ابن مسعود مخرج في الصحيحين وقال الاعمش ايضا عن ابي وائل عن ابن مسعود قال كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن اي نعم هذا ايضا اخرجه ابن جرير اه في التفسير واسناده حسن وهنا بقوله كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن وهذا مما يحتج به شيخ الاسلام رحمه الله بان الصحابة تلقوا جميع التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبق الجواب عن هذا ولكن على كل حال كان هذا دأبهم وديدنهم حيث انهم لا يتجاوزون عشر ايات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ولهذا كان الرجل اذا حفظ سورة البقرة وال عمران يعظم في اعينهم. والسبب ان سورة البقرة وال عمران تشتملان على عامة الاحكام. على عامة الاحكام فبالتالي كان يعظم في اعينهم لانه قد حاز علما قد حاز علما كثيرا فكيف بمن حفظ كتاب الله عز وجل اجمع قال ومنهم الحبر البحر بن عبدالله بن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له ترجمان القرآن وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له حيث قال. ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال اللهم فقهه في الدين. وعلمه التأويل. اي نعم. الحديث بهذا اللفظ اه مخرج في مسند الامام احمد. ولكن اللفظ المخرج في الصحيحين اللهم علمه الكتاب فقط. اما هذا اللهم فقهه في الدين وعلمه والتأويل فهذا في مسند الامام احمد نعم ليس في الصحيحين ولفظ الصحيحين هو اللهم علمه الكتاب وقال ابن جرير حدثنا محمد ابن بشار انبأنا سفيان عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبدالله يعني ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ابن عباس ثم رواه عن يحيى ابن داوود عن اسحاق الازرق عن سفيان عن الاعمش عن مسلم ابن صبيح ابي الضحى عن ابن مسعود انه قال نعم الترجمان للقرآن ابن عباس ثم رواه عن بندار عن جعفر بن عون عن الاعمش به كذلك. هذا اسناد صحيح الى اه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وقد اخرجه ابن جرير كما ذكر شيخ الاسلام ونقله هنا عنه واخرجه ايضا اه جماعة منهم الامام احمد رحمه الله في كتابه فضائل فضائل الصحابة فهذا اسناد صحيح الى ابن مسعود انه قال عن ابن عباس هذه العبارة. وقد مات ابن مسعود في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة. فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟ يعني كان ابن عباس رضي الله عنه حينما قال ابن مسعود في منتصف عمره تقريبا هذا اذا كان قاله ابن مسعود في اخر حياته واما اذا قاله قبل ذلك فلربما يكون قاله في ايام شباب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وتعرفون خبر ابن عباس حينما كان يسأل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجمع العلم منهم ثم بعد ذلك عمر طويلا حتى احتاج الناس اليه بعد وفاة كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجمع علما كثيرا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه الاثار التي يذكرها شيخ الاسلام رحمه الله يقرر فيها هذا المعنى الذي الذي ذكرته انفا وهو ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا اعلم الامة بكتاب الله عز وجل. وبالتالي فانه يرجع الى الى تفسيرهم والى اقوالهم المنقولة عنهم وقال الاعمش عن ابي وائل تخلف علي عبد الله ابن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة. وفي رواية سورة النور. ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم الاسلم. اي نعم. هذا اثر مشهور على كل حال وهو مخرج ايضا وهكذا في كثير من الروايات التي تنقل التي تنقل عنهم والله تعالى اعلم نعم قال فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح تبني جرير واسناده حسن. ولهذا فان غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس ولهذا فان غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبدالرحمن السدي. هذا السدي الكبير. قال السدي لان فيها السدي الصغير وهو محمد ابن مروان وهذا كذاب او متهم بالكذب ولا تقبل روايته لكن السدي الكبير هذا هو محمد ابن اسماعيل ينسب الى سدة الكوفة. وكان يبيع هناك نسب اليها وهذا رمي بالتشيع وقال عنه ابو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي مستقيم الحديث صدوق وقال يحيى ابن ضعيف توفي سنة سبع وعشرين قال ولهذا غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير بتفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس اي نعم وهذا ممن اه ذكر انه كان له تفسير اللي هو السدي الكبير. يعني حينما ترجعون الى بعض الكتب مثل الفهرست للنديم او مثل كتاب كشف الفنون وتنظرون في الكتب المصنفة في التفسير فيذكرون من ضمن التفاسير هذا الكتاب. تفسير السدي. ويذكرون جماعة ممن كان في عصر مثل مجاهد وقتادة وعطاء وامثال هؤلاء على ان لهم تفاسير واذا كان هذا الكلام صحيحا فمعنى ذلك ان الكتابة في التفسير وجدت من وقت مبكر على خلاف ما يقوله بعض من يكتب في اصول التفسير ومناهج المفسرين ويقولون ان الكتاب في التفسير كانت في البداية مختلطة مع كتب الحديث ثم بعد ذلك فصلت ويذكرون من اوائل المؤلفات مؤلفات لعلماء كانوا في اواخر القرن الثاني الهجري من بعد سنة مئة وستين كسفيان آآ ابن عيينة وشعبة ابن الحجاج. ثم بعد ذلك آآ امثال الامام احمد ثم بعد ذلك امثال ابن جرير الطبن ابي حاتم ومن ومن كان في عصرهم او بعدهم فعلى كل حال هذا الكلام فيه نظر فهناك مؤلفات وجدت في وقت مبكر جدا مثل هذه المؤلفات التي كانت في اوائل القرن الهجري في سنة مئة واربعة وقبل ذلك المعروف عن سعيد بن جبير انه كتب صحيفة في التفسير لعبد الملك بن مروان وسعيد بن جبير رحمه الله قتل في سنة اربع وتسعين. وعبد الملك بن مروان اه كانت وفاته في سنة ست وثمانين فكتب له سعيد بن جبير بناء على طلبه كتب له صحيفة في التفسير فهذه الكتابة معناها انها كانت قبل سنة ست وثمانين قبل وفاة عبد الملك ابن مروان الخليفة الاموي المعروف الكتابة وجدت على كل حال من وقت مبكر وهناك اشياء اخرى غير هذا لكن ليس هذا هو موضوعنا الان. آآ فعلى كل حال يقول شيخ الاسلام فان غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس قال ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث قال بلغوا اني ولو اية احدث عن بني اسرائيل ولا حرج. ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو اي نعم على كل حال غالب ما يرويه يقول عن ابن مسعود وابن عباس ومعلوم ان ابن مسعود لا تكاد تجد له روايات عائلية لا تكاد تجد له هذه الروايات وابن مسعود رضي الله عنه توفي في سنة ثلاث وثلاثين للهجرة ومعلوم ان كعب الاحبار ومثل وهب بن منبه وامثال هؤلاء اشتهروا بعد ذلك التاريخ اما ابن عباس رضي الله عنه فتوجد له روايات وان لم تكن كثيرة ولكنه صح عنه انه حذر من الرواية عنهم ونهى عنها وقال لم نرى احدا منهم يسألكم عن شيء من كتابكم وانكر على الذين يسألونهم وينقلون اقاويلهم اعني اهل الكتاب فابن عباس رضي الله عنهما من المقلين في الرواية عن اهل الكتاب وهذا ما اظنه صحيحا وهو اعدل الاقوال يعني من الناس من يعده من المكثرين ومنهم من يقول انه لا توجد له روايات عن اهل الكتاب. والواقع يدل على ان ثمة بعض الروايات التي نقلت عن ابن عباس انها من مما اخذه عن اهل الكتاب الله اعلم قال ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد اصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب اهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الاذن في ذلك. اي نعم اه على كل حال اه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما هو من اشهر الصحابة في التحديث عن اهل الكتاب والرواية عنهم قال ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد. اي نعم هنا شيخ الاسلام هذا قد يكون من استطراداته في هذه الرسالة لكنه استطراد لا يخرج به عن اصول التفسير. فبيان الروايات الاسرائيلية اه وانواع هذه الروايات وحكم كل نوع مما يحتاج اليه الناظر في كتب التفسير فعلى كل حال هذه الروايات الاسرائيلية ينبغي ان تعلم اولا انها في كل الاحوال انها ليست حجة وانه لا يصح الاعتماد عليها في تفسير كتاب الله عز وجل وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينما نقلوها لم ينقلوها على اساس انها تفسير لكتاب الله تبارك وتعالى وانما نقلوها من باب الاستئناس وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اباح التحديث عنهم. حدثوا عن اهل الكتاب ولا حرج وعلى كل حال هذه الروايات الاسرائيلية كما سبق في بعض المناسبات هي على ثلاثة اقسام عرفنا ذلك بطريق الاستقراء قسم يوافق ما عندنا فهذا نقبله وهذا القسم نستغني عنه بما ورد في الكتاب والسنة. لسنا بحاجة اليه والمعول عليه والمعتمد عليه هو ما ورد في الكتاب والسنة. لكنا عرفنا صحته بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او بما او بما جاء في القرآن والقسم الاخر ما يخالف ما عندنا لانه يناقض بعض ما جاء في الكتاب والسنة. فهذا نعلم انه كذب وانه من المحرف ولا يجوز لاحد ان ينقله الا على سبيل الرد عليه وبيان تحريف اهل الكتاب والقسم الثالث هو ما لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصدقه او يكذبه. فهذا نتوقف فيه وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم حدثوا عن اهل الكتاب ولا حرج فهذا النوع هو الذي يدخل في هذا مع القسم الذي يوافق ما عندنا وعلى كل حال هذا نتوقف فيه ولا يجوز ان نفسر به القرآن لا يجوز ان نفسر به القرآن. واما القسم الموافق فانك اذا نظرت الى الاشياء المنقولة فيه فلا تكاد تجد زيادة فائدة مهمة نعم على ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله عز وجل بين لنا كل ما نحتاج اليه. وماذا بقي بقي بعض الامور التي لا يحتاج اليها لون كلب اصحاب الكهف وعددهم وطبقات السفينة ومن اي الخشب كانت وما شابه ذلك هذي امور لا يترتب عليها فائدة وحينما يتكلم متكلم عن واقعة فيها عبرة ثم يأتي انسان ويقول ما لون السيارة مثلا التي وقع لها كذا وكذا كم كان عدد الركاب الذين فيها وما هي لغتهم وما هي الوانهم فان هذا يعد خروجا عن المقصود واشتغالا بما لا فائدة فيه فالروايات المنقولة الروايات الاسرائيلية عامة هذه الروايات هي من هذا القبيل وبالتالي فانه لا حاجة اليها اما الاشياء التي نتوقف فيها ولا نعلم انها صدق او كذب فهذه كثيرة جدا واذا كنا نتوقف فيها فما الفائدة اذا من ذكرها في التفسير ما الفائدة وللاسف دخل كثير من هذه الروايات في كتب التفسير حتى بعض العلماء الذي الف وجعل من قصده في التأليف في التفسير ان يجرده من الروايات الاسرائيلية لم يسلم من غائلتها فدخل عليه بعض هذه الروايات. وذلك للاسف لكثرتها وسعت انتشارها في كتب التفسير. وكثير من هذه الاشياء التي ينقلونها لو انها نوقشت لتبين ما فيها من الغلط. والامثلة على ذلك كثيرة جدا الان حينما يوجه ابن عباس ومعاوية الى كعب الاحبار فيسألانه عن قوله تبارك وتعالى وجدها تغرب في عين حمية فقال الذي نجده في كتابنا تغرب في فاطن وطين فيقال يعني ابن عباس اختلف مع معاوية في تغرب في عين حمية وحامية وكلاهما قراءة متواترة فيقال هي تغرب في طين على احدى القراءتين في طين متغير حميئة وعلى القراءة الاخرى وجدها تغرب في عين حامية فهذا المعنى الذي ذكر صحيح والمعنى الاخر صحيح. وهذا القول الذي قاله لا يحسم القضية وانما ذكر بعض المعنى. ولكن في كتابنا معنى اخر يزيد على ذلك وهي انها عين حامية وهكذا حينما يسأل عن الرعد فماذا يقولون في الرعد في كتابهم جاء في بعض الروايات الاسرائيلية جاءت رواية عنهم لا يحضرني الان اه نص هذه الرواية ولكنها غلط من جهة المعنى لانها تخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرعد ملك من الملائكة البرق صوته والرعد هذا الصوت صوته. نعم. وهذا الحديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم السنا بحاجة الى رواية هؤلاء والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه والثالث ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل. فلا نؤمن به ولا نكذبه. وتجوز حكايته لما تقدم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني. ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا اسماء اصحاب الكهف. ولون كلبهم وعدتهم وعصا موسى من اي الشجر كانت واسماء الطيور التي احياها الله لابراهيم وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى الى غير ذلك مما ابهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم. ولكن نقل الخلاف في ذلك جائز كما قال تعالى سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تماري فيهم الا مراء ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. فقد هذه الاية الكريمة على الادب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا فانه تعالى اخبر عنهم بثلاثة اقوال ظعف القولين ضعف القولين الاولين وسكت عن الثالث. فدل على صحته اذا لو كان باطلا لرده كما ردهما. هذه طبعا قاعدة وهي ان الاقاويل المنقولة في كتاب الله عز وجل حينما ينقل عن قائل قوله ثم لا يعقب عليه برد او انكار او ما يشعر بابطاله او ما يشعر فان هذا يعني ان هذا القول انه صحيح. وهذه قاعدة وحينما نقول قاعدة يعني انها اغلبية. ليس دائما فالقواعد اغلبية وان سميت كليا بمعنى انه قد قد يتخلف بعض الافراد فهنا لما ذكر قال سيقولون ثلاثة رابعون كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم قال رجما بالغيب ثم لما ذكر القول الاخر ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم. لم يعقب على ذلك بما يدل على صحته ولا ما يدل على بطلانه فدل على ان هذا القول انه صحيح. ومن ذلك ايضا ما قاله الله عز وجل عن المشركين. حينما قالوا قال الله عنهم واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها فذكروا امرين الامر الاول انهم وجدوا عليها الاباء والامر الثاني ان الله امرهم بها فكيف كان التعقيب قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون. وسكت عن الاولى وجدنا عليها اباءنا فهم صحيح وجدوا اباءهم على الفواحش ولكن الله لم يأمر لم يأمرهم بذلك ففرق بين الامرين فابطل احدهما وسكت عن الاخر وهذا له امثلة له امثلة كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل وعلى كل حال يخرج منه بعض الافراد بعض الامثلة مثلا حينما ذكر الله عز وجل في قصة اصحاب الكهف قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. وسكت عنها طبعا المفسرون يختلفون من الذين قالوا ذلك؟ من هم الذين غلبوا على امرهم؟ هل هم اهل الايمان لانهم ذكروا المسجد؟ ام انهم اهل الاشراك وهذا هو المظنون لان اهل الشرك هم اهل البناء على القبور فالذين قالوا هم اهل الايمان قالوا سكت عنه وبالتالي فهذا على قاعدتكم يكون صحيحا يعني البناء المساجد على القبور فنرد على هذا نقول اولا قواعد اغلبية ويخرج منها بعض الافراد وهذا مما يخرج والشيء الثاني انها لو كانت كلية مائة بالمائة فان شرع من قبلنا في احسن احواله ان يكون شرعا لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه او ينسخه وقد جاء في شرعنا النهي عن البناء على القبور فاذا كان ذلك جائزا في شرعهم على قول هذا القائل فهو محرم في شرعنا ومما يدل على انه محرم في شرعهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكرت له تلك الكنيسة وما فيها من التصاوير في مرض موته. ماذا قال؟ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فلو كان ذلك يجوز في شرعهم لما لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم بسببه والله اعلم قال ثم ارشد الى ان الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته فيقال في مثل هذا قل ربي اعلم بعدتهم فانه ما يعلم بذلك الا قليل من الناس ممن اطلعه الله عليه. فلهذا قال فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا. اي لا تجهد نفسك في اما لا طائل تحته ولا تسألهم عن ذلك فانهم لا يعلمون من ذلك الا رجم الغيب فهذا احسن ما يكون في حكاية الخلافة ان تستوعب الاقوال في ذلك المقام وان ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل وتذكر فائدة خلافي وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته هو هذا. يعني هذه فائدة جميلة على كل حال وان كانت من قبيل الاستطراد في هذا الموضوع حينما يذكر اننا نريد ان نحقق مسألة نعم فلا يصح بحال من الاحوال ان نذكر بعض الاقوال ونغفل بعضها ثم نشتط في الرد على هذه الاقوال التي ذكرناها وهناك اقوال اخرى سكتنا عنها واغفلناها فهذا لا يصح وليس من العدل والانصاف في شيء وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر في بعض كتبه في مواضع متعددة ان الكثيرين ممن ينقلون الخلاف انهم ينقلون الاقوال المتعددة ولا ينقلون القول الصحيح ينقلون مجموعة من الاقوال قد تصل الى ستة اقوال وسبعة اقوال وثمانية وعشرة وليس فيها القول الصحيح. هذا كثير في العقائد ويذكرون مذاهب الناس في هذه القضية ولا يذكرون مذهب اهل السنة والجماعة وثم يبدأون يردون على هذه الاقوال والقول الصحيح ليس في شيء منها اصلا فهذا خطأ في حكاية الخلاف فاقول من كان مبتدأ في العلم فلا يذكر له الخلاف وانما يذكر له القول الراجح بدليله ليعرف الدليل وليكون ابتداؤه ونشأته مع مع الدليل فيكون مجانبا مجافيا للتعصب والتعلق بالاقاويل المجردة من من الادلة ثم بعد ذلك اذا صار له تمييز وعرف القول الراجح بعد ذلك ينقل الى شيء من الخلاف المشهور ويذكر له هذا الخلاف المشهور في دراسة اخرى في مرحلة اخرى بعد ما ينهي هذا الكتاب. في ذكر له الخلاف المشهور دون الاستطراد فيه وينبه على مأخذ هذه الاقوال وعلى اي شيء بنيت وانها لم تبنى ان كانت من اقوال الائمة انها لم تبنى على الهوى لئلا يضيق صدره على هؤلاء العلماء فيتكلم فيهم بما لا يليق في بين له مأخذهم في هذا القول. ويبين لهم استدلالهم وفهمهم على اي شيء بنوه ويذكر له الجواب عن هذه الاقاويل ثم بعد ذلك يذكر له دليل او ادلة القول الراجح فاذا قوي درس دراسة اخرى بعد ذلك في هذا الفن تذكر له الاقاويل في المسألة والجواب عنها وما شابه ذلك وان لم يدرس سائر الكتاب وان لم يدرس الفقه كاملا لانه يحتاج الى عشرات السنين على هذه وهذه الطريقة للاسف الشديد هي التي نجعلها في المرحلة الاولى ان ادرس المتون الصغيرة التي الفها العلماء للصغار للمبتدئين فندرس على هذه الطريقة الموسوعية التي نشتط فيها بذكر الاقوال ونبذل الوسع في الجواب عنها والكلام على الخلاف والترجيح والادلة وغير ذلك فيبقى هؤلاء في اول مرحلة من مراحل العلم يدرسون هذه الدراسة الواسعة التي لا تطيقها افهامهم ولا تطيقها اوقاتهم وبالتالي تنقضي السنوات ولم يقطعوا شيئا يذكر من العلم. اجلس خمس سنوات وست سنوات وسبع سنوات وعشر سنوات وهو ما انهى العبادات. فهذا اذا كان في كتاب واحد فمتى سينهي المطولات ومتى سينهي الكتب الاخرى في سائر الفنون فهذا غلط فاحش قد استشرى وانتشر وعم وطم ولا يكاد يتفطن له الا الا القليل ومن يتفطن له من الناحية النظرية يخطئ من الناحية التطبيقية فاذا درس اشتط في جمع الكلام في المسألة تضيع هؤلاء المتعلمين في هذه الخلافات والاقوال اعطهم العلم الصحيح الواضح المبني على الدليل وابعدهم عن هذه الخلافات فيستطيعون يقطعون العلم. بفترة وجيزة مثلا هنا في القراءة بعد الصلاة عشر دقائق نقرأ تقريبا من كتاب نور البصائر والالباب في الفقه الان انتهينا من كتاب الفرائض او العتق والان سنبدأ في ابواب اخرى. ففي فترة بسيطة سنة ونصف تقريبا بثلاثة ايام عشر دقائق فقط او قريبا من ذلك مضت هذه الابواب جميعا بينما تجد طالب العلم احيانا يجلس سنوات طويلة جدا وهو ما انهى الزكاة او الصيام او العبادات في احسن احواله ثم يرجع ويدرس من كتاب اخر في نفس المستوى ثم يرجع من كتاب اخر في نفس المستوى وهذا خطأ. وبالتالي لا يستطيع ان يقطع شيئا في العلم. متى يدرس الابواب في المعاملات والابواب الاخرى المتأخرة هذه لربما لا يسمع حتى بعناوين الابواب فيها. طالب العلم يحتاج في البداية ان يتصور مسائل العلم الاساسية ويعرف ابواب العلم ويتصورها ثم بعد ذلك يدخل في قضايا التفصيلات في مرحلة اخرى بعد ما يتصور جمل العلم. وهكذا يقال في دراسة الحديث وفي دراسة اصول الفقه او في دراسة التفسير يمر على القول الراجح حتى يقطع الكتاب. ثم بعد ذلك يدرس كتابا اوسع منه وانت لو جئت الى انسان ممن يدرسون بطريقة موسوعية لمتن مختصر وقلت له من البداية اريد ان نقرأ كتابا موسعا كالمجموع او المغني او غير ذلك زجرك وقال هذا لا يصح ان يبتدأ به ينبغي ان يبتدأ بمثل كتاب العمدة او نحو ذلك. واذا درسه درس هذا المختصر حوله الى الى موسوعة فهذا خطأ خطأ وكذلك كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هنا المسائل التي لا ينبني عليها فائدة في النزاع لا ينبني عليها اثر فلماذا يطول فيها كان بعض الاصوليين يدرسون طلابهم في بعض المسائل العويصة في اصول الفقه في بعض الكتب المشكلة في عبارتها في اصول الفقه فيدوخونهم في المسألة ولربما قرأوها في مجالس وناقشوها من كل وجه ثم اذا فرغوا منها قال لهم شيخهم قال لهم هذه لا ينبني عليها خلاف وانما المقصود شحذ الاذهان فهم تعلموا للاسف على طريقة الجدل وصار التلاميذ يتلقفون ذلك عنهم ويظنون ان ذلك من التعلم الصحيح السلف رضي الله عنهم كانوا ابعد ما يكونون عن هذه الطريقة فكل ما لا ينبني عليه خلاف كل ما لا ينبني عليه فائدة ينبغي الا يذكر. ولا يشتغل به فليس هو من العلم. قال لان لا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته. فيشتغل به عن الاهم. فاما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب اقوال الناس فيها فهو ناقص اذ قد يكون الصواب في الذي تركه او يحكي الخلاف او يطلقه. ولا ينبه على الصحيح من الاقوال فهو ناقص ايضا. يذكر لهم خلاف ثم يتركهم ما وبين الراجح وهذا يكون مشكلا في القضايا التي يدك فهمها في قضايا العقائد فيترك هؤلاء متحيرين وقد الف قد الف بعض الفضلاء في بعض الابواب المشكلة الدقيقة في العلم مما لا يفهمه كثير من طلبة العلم وحكى فيه الخلاف اقوال الطوائف والفرق ولم يميز قول اهل السنة من هذه الاقوال وهي مسائل دقيقة جدا من قرأ هذا الكتاب فانه في كثير من مسائله لا يعرف صوابا من غيره. لا يعرف قول اهل السنة من غير من غير اهل السنة فهذا خطأ المفروض ان يذكر يبين له من قول الراجح بدليله لئلا يورثهم ذلك حيرة قال فان صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب او جاهلا فقد اخطأ. كذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته اوحك اقوالا متعددة اللفظة ويرجع حاصلها الى قول او قولين معنى فقد ضيع الزمان هذا كثير جدا في في التفسير كما ذكرنا لكم في خلاف في خلاف التنوع فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي زور. والله الموفق للصواب. نعم قال فصل اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين كمجاهد ابن جبر فانه كان اية في التفسير. اي نعم. الان اذا لم نجد في اقاويل الصحابة نرجع الى اقاويل التابعين لماذا؟ لان هؤلاء التابعين اخذوا كثيرا من التفسير عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعلوم ان مجاهد عرظ على ابن عباس القرآن ثلاث مرات وجاء في بعض الروايات اكثر من هذا والظاهر انه في بعض التي ذكر فيها العرضات الكثيرة التي تزيد على العشر ان ذلك من باب العرظ يعني القراءة. والله اعلم. قرأ عليه القرآن. وانه في بعظها قرأ عليه قراءة يطلب فيها التفسير ففسر له جميع القرآن فاذا كان مثل مجاهد تلقى جميع التفسير عن حبر الامة رضي الله عنه ابن عباس وقل مثل ذلك في اصحاب ابن عباس كعكرمة وعطاء ومجاهد وامثاله وامثال هؤلاء وكذلك اصحاب ابي بن كعب وكذلك اصحاب ابن مسعود فمثل هؤلاء من التابعين رحمهم الله تعالى حصلوا علما كثيرا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اضافة الى قربي الى قرب عهدهم بزمان النبوة وبعضهم كان معاصرا اصلا للنبي صلى الله عليه وسلم من المخضرمين. لكنه لم يتشرف بلقيا النبي صلى الله عليه وسلم فعد من التابعين اضافة ايضا الى انهم كانوا في زمن الاحتجاج فزمن الاحتجاج لم ينقطع في وقت هؤلاء التابعين رحمهم الله تعالى. فعلى كل حال هذه الامور وسلامتهم في الغالب من البدع فان البدع كانت في بدايات الظهور ولم يحصل التنظير لهذه البدع وادخال هذه البدع في الكتب المصنفة في التفسير وفي غير التفسير الا بعد زمان التابعين. وذلك في المئة الثالثة في زمان المأمون حينما ترجمت كتب اليونان. وكانت البدع قبل ذلك هذه الاهواء المرجئة وغيرها كانت اقاويل نقلت عن اقوام فتلقفها طوائف من الناس ولما دخلت كتب اليونان تلقفها وترجمت تلقفها هؤلاء الطوائف وصاروا يدرسون تلك الكتب يقرروا عقائدهم بالقواعد المنطقية وبالجدل الذي عرف فيما بعد بعلم بعلم الكلام وصارت كل طائفة تدرس تلك العلوم الفاسدة من علوم المنطق والجدل والفلسفة من اجل ان ترد على الطوائف الاخرى ثم جاء من زاد الطين بلة وهو الغزالي فقال ان من لا يعرف العلوم المنطقية فانه لا يوثق لا يوثق بعلمه ولا يبلغ مرتبة الاجتهاد الا من حصل هذه العلوم فاستفز ذلك العلماء كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصاروا يتهافتون على هذه يتهافتون على هذه الكتب فصاروا يؤلفون ولما صار ذلك عادة لهم وديدنا غلب عليهم في كلامهم وفي تصنيفهم فصار الواحد منهم اذا صنف في النحو ظهر ذلك في تصنيفه لغلبة الصنعة ومن جهة اخرى ليثبت انه قد حصل تلك المرتبة وقد سرق علم اصول الفقه بعد الشافعي رحمه الله سرقه هؤلاء من اهل السنة وما اعادوه الينا الى هذه الساعة فصارت المصنفات في اصول الفقه بعامتها بل في كلها. الا ما شاء الله عز وجل في بعض الكتابات المتأخرة. صارت على هذه الطريقة وعلى هذا المنهاج نعم اما لغلبة الطبيعة والصنعة واما لاظهار تحصيل تلك المرتبة مرتبة الاجتهاد انه قد حصل شرطها وهو العلوم المنطقية نعم وصار بعض هؤلاء يؤلفون في التفسير وفي غير التفسير ويدخلون هذه العلوم من باب الرد على اولئك وصار طوائف يدخلونها من اجل تقرير عقائدهم فكثر الداخل في التفسير وفي غير التفسير من العلوم كالبلاغة والنحو واصول الفقه ولا يكاد يسلم علم من العلوم من هذه البلايا. وما احوج هذه الكتب الى ان تنقى وتصن وتنظف وتطهر من هذه الجدليات التي جعلت العلم التي جعلت العلم صعبا بعيد المنال فيتصور كثير من الطلبة ان علم النحو مثلا من اصعب العلوم وان علم اصول الفقه مثلا من اصعب العلوم وانه لا يحصل هذه العلوم الا الواحد بعد الواحد. وهذا الكلام غير صحيح نعم وانما سببه سببه ما ذكرت والله تعالى اعلم. فعلى كل حال هذه الاشياء في زمان التابعين لم تتبلور بعد وانما حصل التنظير لها والتأسيس والتقعيد بعدما ترجمت كتب اليونان نعم قال فانه كان اية في التفسير كما قال محمد بن اسحاق حدثنا ابان ابن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عربات من فاتحته الى خاتمته اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها. اي نعم. هذا اخرجه ابن جرير وابو نعيم في الحلية وابن ابي شيبة بالمصنف وابو عبيد بفظائل القرآن واسناده حسن وبه الى الترمذي قال حدثنا الحسين ابن مهدي البصري حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال مجاهد ما في القرآن اية الا وقد سمعت في بها شيئا. هو ينقل هنا عن مجاهد كل هذه الروايات عن مجاهد وبه اليه قال وهذه ايضا رواية صحيحة ثابتة عن مجاهد وبه اليه قال حدثنا ابن ابي عمر حدثنا سفيان ابن عيينة عن الاعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم احتج ان اسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. وهذا ايضا ثابت عنه. لان قراءة ابن مسعود كانت مفسرة مثلا حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى صلاة العصر. وفي صيام كفارة اليمين فصيام ثلاثة ايام متتابعات. فكانت قراءة ابن مسعود رضي الله عنه مفسرة هذا التفسير. نعم. وبالتالي فهو لا يحتاج الى كثير من الاشياء. هل هي مقيدة مثلا او ليست مقيدة؟ نعم القراءات هذه الراجح انه اذا صح سندها فانها تعامل اقل احوالها انها تعامل معاملة الحديث النبوي اذا صح سندها لانها جاءت عن الشارع وكل قسم من هذه الاقسام له حكمه اللائق به فمن تفسير التابعين ما له حكم الرفع الاخبار عن المغيبات والقضايا المتعلقة بنزول القرآن يعني اسباب النزول وقلنا المراد بذلك ما كان صريحا نعم ولكن لا يقرأ بها لفقدها لاحد الشروط الثلاثة كموافقة الرسم العثماني صيام ثلاثة ايام متتابعات تنزل منزلة الحديث النبوي فيعمل بها والله تعالى اعلم لكن لا يقرأ بها وقال ابن جرير حدثنا ابو كريب قال حدثنا طلق ابن غنام عن عثمان عن عثمان عن عثمان المكي عن عن ابن ابي مليكة قال رأيت سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه الواحه قال فيقول له ابن عباس اكتب حتى سأله عن التفسير كله ولهذا كان سفيان الثوري يقول اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. وهذا مخرج في ابن جرير قال وكسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء ابن رباح والحسن البصري وعطاء ابن ابي رباح وعطاء ابن ابي رباح والحسن البصري ومسروق ابن الاجدع وسعيد ابن المسيب وابي العالية والربيع ابن انس وقتادة والظحاك ابن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر اقوالهم في الاية فيقع في عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها اقوالا وليس كذلك فان منهم من يعبر عن الشيء بلازمه او نظيره. ومنهم من ينص على الشيء بعينه. والكل بمعنى واحد في كثير من الاماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي. اي نعم هذا سبق في الكلام على ائتلاف التنوع وهذا هو غالب المنقول عنهم ومعلوم كما سبق ان الخلاف الواقع بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلاف التضاد انه قليل. وهو قليل ايضا في زمان التابعين وان كان اكثر منه في زمان الصحابة وهذه مزية ايضا من المزايا التفسير في تفسير الصحابة وفي تفسير التابعين. فاذا كان الخلاف قليلا فلا شك ان ذلك يكون فلا شك ان ذلك يكون مزية لاصحابه خلاف التضاد نعم قلة الخلاف المنقول عنهم هذا يدل على وفرة علمهم مع اننا نلاحظ قضية اخرى وهي انه كلما كثرت الوقائع والنوازل طوال التي تحتاج الى اجابات كلما كثر الاجتهاد فيما بعد نعم وبالتالي تختلف افهام الناس وانظارهم نعم ولهذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما سألوه الا عن مسائل قليلة جدا معدودة وانما احتاج الناس بعد ذلك الى كثير من الاشياء. يعني تصور ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لو وجد الان كم يحتاج ان يجلس مع الناس من اجل ان يسألوه كم يحتاج؟ لماذا لم يسأله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ كما نحتاج نحن ان نسأله لكثرة الوقائع والنوازل التي حصلت بعد زمان الصحابة رضي الله عنهم وكلما تجدد العهد او كلما بعد العهد وتجدد زمان جديد كلما وقعت فيه حوادث ووقائع ونوازل تحتاج الى اجابات تحتاج الى الى فتية وهكذا والله قال وقال شعبة ابن الحجاج وغيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ ايه هذه مسألة الان وهي حكم تفسير التابعين. نحن من قبل تكلمنا على تفسير على حكم تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعرفنا انه لا يقال ان اقوال الصحابة حجة باطلاق في التفسير ولا يقال انها ليست بحجة باطلاق وهكذا يقال ايضا في تفسير في تفسير التابعين ليس بحجة باطلاق ولا يقال انه ليس بحجة ايضا باطلاق اقرأ كلام شيخ الاسلام نعم قال يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم قال شعبة ابن الحجاج وهي اقوال التابعين والفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ هذا كله من كلام شعبة يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم. نعم. وهذا صحيح اما اذا اجمعوا على الشيء تذكرون لما قرأنا لكم من كتاب السنة للمروزي رحمه الله وكان فيه هذا الكلام ايضا باختلاف التنوع فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي اما اذا اجمعوا على شيء على الشيء فلا يرتابوا في كونهم فلا يرتاب في كونه حجة. فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك. اي نعم. يعني انه اذا اختلفت اقوالهم يرجح بشيء ارجح بشيء من المرجحات فلا يكون قول الواحد منهم حجة حجة على الاخر وعلى كل حال فيما يتعلق تفسير التابعين هناك اشياء اه تشبه بعض ما ذكرناه في تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم اذكرها بعد الكلام على حكم تفسير التابعين فيقال كما قيل في تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم بان تفسير التابعين على واما فيما يتعلق بالاخبار بالمغيبات بشرط الا يكون هذا التابعي قد عرف بالاخذ عن بني اسرائيل نعم فمثل هذه الروايات يكون لها حكم الرفع ولكن لما فقدت الواسطة كان ذلك من قبيل كان ذلك من قبيل المرسل ومعلوم ان المرسل في الحديث انه من اقسام الضعيف كما سبق الا اذا جاء من طرق اخرى يتقوى بها او جاء مسندا من وجه بوجه اخر هذا القسم الاول مثاله بقوله تبارك وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. قال مجاهد هو اقعاده على العرش اقعاده على العرش هذا هو المقام المحمود في تفسير مجاهد. هل هذا الان يمكن ان يكون اخذه مجاهد عن بني اسرائيل؟ الغالب لا. يتكلم عن تفسير هذه الاية ثم ايضا حينما يفسرها مجاهد بهذا التفسير هل هذا يقال من جهة الرأي الجواب لا مقعده على العرش فاذا هذا يكون له حكم الرفع. لكن لما سقطت الواسطة فرفعه التابعي او قال قولا له حكم الرفع كان ذلك من قبيل كان ذلك من قبيل المرسل هذا هو الاول والقسم الثاني في تفسيرهم هو ما اجمعوا عليه وهذا حجة اما ما اجمعوا عليه فهو حجة لان الاجماع حجة سواء في التفسير او في غير او في غير التفسير. هذا اذا ثبت الاجماع. وعلى كل حال من امثلته ما نقل فيه الاجماع عن التابعين رضي الله تعالى عنهم في شرط الرقبة التي يجزئ اعتاقها ما هذه الرقبة؟ نقل بعضهم الاجماع عن التابعين رضي الله تعالى عنهم ان هذه الرقبة ان تكون مما مما ممن يقدر على العمل من كان به من كان به عائقا او مرضا او علة تعوقه عن العمل كالاعمى والمقعد والذي قطعت اطرافه او قطعت رجله او نحو ذلك فمثل هذا قالوا انه لا يجزئ. اقول هذا مثال على كل حال والمقصود بالامثلة التوظيح. وليس المقصود به تقرير المسألة المذكورة في المثال. فهذا لا شأن لنا به الان. نعم. فهذا مثال يذكر فيما اجمعوا فيما اجمعوا عليه هذا هو القسم الثاني والقسم الثالث ما رجعوا فيه الى اهل الكتاب وهذا له حكم له حكم الاسرائيليات وقلنا هي على كم قسم؟ على ثلاثة اقسام. والقسم الرابع ما اختلفوا فيه. وهذا ليس بحجة لكن اذا اختلفوا على قولين مثلا او ثلاثة اقوال هل لنا ان نأتي بقول ثالث اذا كانوا اختلفوا على قولهم او على ثلاثة نأتي بقول رابع فيقال اذا كان هذا القول نقظا لاقوالهم وفيه نسبة الخطأ اليهم جميعا فهذا لا يصلح لان الامة مع تفرق اقوالها في هذه المسألة الا انها اجمعت على الخطأ وهذا لا اللهم الا ان كان ذلك جمعا لهذه الاقوال وتوفيقا بينها مما يولد قولا ثالثا فهذا لا اشكال فهذا لا اشكال فيه نعم هذا اذا اختلفوا فنرجح بين اقوالهم بالمرجحات بالمرجحات المعروفة نعم القسم الخامس ان يرد عن احدهم ولا يعلم له مخالف وهذا فيه قولان بعضهم قال هو حجة كما قالوا في الصحابي وهذا قال به الامام الشافعي رحمه الله وهو رواية عن الامام احمد والقول الاخر انه ليس بحجة وهو الرواية الاخرى عن الامام احمد واختارها ابن عقيل من الحنابلة وهو ظاهر قول الشافعي في الرسالة وهذا ما اظنه ارجح واقرب والله تعالى اعلم انه ان وجد عن الواحد منهم ولا مخالف له فليس فليس بحجة لكن ينبغي ان نستأنس باقوالهم وان نعتبر بها نعم فاقوالهم خير من اقوال الذين جاءوا بعدهم في الجملة. للامور التي ذكرناها اولا في الكلام على سبب الرجوع الى الى تفسيرهم. وعلى كل حال هذه بعض الامور المتعلقة بتفسير التابعين. بقي هناك بعض التقسيمات تشبه التي ذكرتها في تفسير الصحابة رضي الله عنهم اذكرها في المرة القادمة ان شاء الله