لا يمكن ان يبقى في ذهني ابدا. وتسنح لمن يروم تقييدها في فكره وتبرح. اي رأيت ان ما استفدت من معلومات في تفسير القرآن لابد من تقييدها من اجل ان تبقى وان الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا تفضل علينا بنعم كثيرة. من اعظمها ان هدانا انا لدين الاسلام، وان جعلنا من اهل القرآن، وان جعلنا من اتباع محمد، صلى الله عليه وسلم. واشهد اشهد ان لا اله الا الله لا نجاة الا بها. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. تصديقا واتباعا لنهيه وامره. وسيرا على سنته وطريقته. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذه دورة علمية نتدارس فيها مقدمة تفسير المحرر الوجيز في تفسير كتاب العزيز لابن عطية الاندلسي رحمه الله تعالى عادة المفسرين ان يقدموا تفاسيرهم بنوعين من انواع المقدمات. الاول عامة تشتمل هذه المقدمات العامة على معان من تأليف الكتاب. منها سبب تأليف الكتاب وحدود هذا الكتاب والفن الذي يختص به وهكذا يسير عليه المؤلف والمقارنة اين هذا المؤلف الجديد وغيره من المؤلفات السابقة ما الذي سنجد فيه؟ وما هو الامر الذي عني به المؤلف فهذه امور توجد في المقدمات بعامة ومنها هذه المقدمة التي استمعنا اليها قبل قليل. وهناك اغراظ اخرى خاصة بمقدمات التفسير السابقة عامة لمقدمات التفسير ولغيرها. اما مقدمات التفسير فانها في الغالب على خمسة امور خمسة امور. اولها ذكر فظل القرآن واهمية التفسيره بحيث تتطلع النفوس الى هذا الكتاب العظيم والى المعاني التي اشتمل والنوع الثاني مما تشتمل عليه مقدمات التفسير القواعد التي يسار وعليها في تفسير القرآن. فما هي المنطلقات والاسس التي يسير عليها من اراد تفسير كتاب رب العزة والجلال. واما الامر الثالث فهو التعريف بالمصطلحات والالفاظ التي يختص بها اهل اهل ذلك الفن او المؤلف في كتابه ذلك واما الامر الرابع فمصادر التفسير او ما يسمى باصول التفسير ما هي ما هي المصادر التي نستقي منها تفسير كتاب رب العزة والجلال وهكذا هناك امر خامس قد تشتمل عليه كثير من مقدمات التفسير الا وهو النواحي تاريخية المتعلقة بهذا الفن. سواء كان تاريخ كتابة المصحف او تاريخ تفسير القرآن او جهود العلماء المتتابعة والمتعاقبة في تفسير كلام رب العزة ابن عطية الاندلسي الفا كتاب المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز وهو من علماء المالكية و هو واسمه عبد الحق ابن عطية عبد الحق ابن غالب ابن عطية ومشهور بكنيته ابو محمد وقد ولد سنة اربعمئة وواحد وثمانين وتوفي في سنة خمسمائة احدى واربعين معناه انه توفي وهو ابن ستين سنة. وقد اشتار له كتابا هذا التفسير الذي لم يكن معروفا في عصور متعددة حتى عرف في عصورنا الحاضرة و هو على اسمه محرر حيث حرر الاقوال والمسائل التي بحثها وميز فيها وفي نفس الوقت وجيز اي مختصر لم يقصد المؤلف الاطالة فيه ابن عطية له مؤلف اخر يقال له برنامج ابن عطية والمقصود به الطريقة العلمية والاسانيد العلمية التي انتهجها في طلب العلم وفي تعليمه وقد كان قاضيا في الاندلس سنين طويلة ولذلك اشتغل بالقضاء ولم يشتهر بالتأليف انما اشتهر له هذان المؤلفان والمحرر الوجيز اشهر هذين الكتابين وسيأتي معنا في ذكر المنهج الذي سيسير عليه في هذا التفسير وقد اشتملت اشتمل الفصل الاول من مقدمة ابن عطية على عدد من المقاصد اولها الثناء على رب العزة والجلال. والتذكير بصفاته سبحانه وتعالى. كيف لا والبدائة بحمد الله عز وجل وذكر صفاته تجعل النفوس تعرف حقائق وتميز ما في هذا الكون من خلق رب العزة والجلال فقوله هنا الحمد لله اي ان الثناء والمدح الكامل الذي لا يعتريه نقص من وجه من الوجوه ثابت لرب العزة والجلال قال سبحانه وتعالى. وذكر المؤلف شيئا من افعاله وصفاته. وما ينسب الى الله وعلا على انواع منها اسماء كاسم الله والرحمن والرحيم. و صفات وينسب الى الله افعال واخبار وقد ذكر المؤلف هنا عددا من افعاله سبحانه وتعالى. من باب الثناء عليه والتذكير به وربط القلوب برب العزة والجلال. فاول ذلك انه برأ النسم. اي بدأ خلق الناس وسموا نسما لانهم يتنسمون ويتنفسون الهواء وافاض النعم اي اكثر من النعم والخيرات التي يتنعم الناس بها. ومنح اي اعطى قسم اي ما قسمه من الخيرات والارزاق لبني ادم. وسنى اي رفع واوضح ونور من توحيده وعبادته اي من افراده بالعبادة العصام اي الناس الذين يكونون معصومين ذي العزة القاهرة اي القوة العظيمة التي لا يستطيع احد ان يقف امامها قهاره وتغلب كل من كان امامها. والقدرة الباهرة اي التي تبهر العقول وتعجز عن ادراك كنهيها جميع الاذهان بشرية وذي الالاء المتظاهرة اي صاحب النعم والخيرات التي نجدها تتابعة يوالي بعظها بعظا. الذي اوجدنا بعد العدم. من صفاته ومن افعاله من افعاله سبحانه انه اوجدنا بعد ان كنا عدما قد قال جل وعلا هلاتا على الانسان حين من الدار لم يكن شيئا مذكورا. قال وجعلنا وخيار الوسط من الامم. كما في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الوسط بانه العدل الخيار. فجعل هذه الامة خيارا وسطا بين الامم ولذا جعلها الله عز وجل تشهد على الامم بان الانبياء قد بلغوه هم شرائع رب العزة والجلال. وخولنا اي اختصنا العطاء في لا تحصى. العوارف اي العلوم. ولا تحصى لا يستطيع افراد الناس ان يحصوها والا فان الله عز وجل قادر على احصائها. قال وهدانا شرعة رمت بنا من الى الغرض الاقصى اي تفضل علينا بان اوضح لنا السبيل ثم الهمنا ان نسلك الى شرعه. شرعة اي طريقة واسعة ورمت بنا اي صلتنا من رضوانه اي من رضاه جل وعلا الى الغرظ الاقصى اي الى الدرجة العليا والهدف الاسمى الذي نريد تحقيقه فهذا متعلق بالجزء الاول من مقدمته بالثناء على رب العزة والجلال. واما اما الامر الثاني الذي تضمنته هذه المقدمة فهو ذكر القرآن العظيم. وبيان اي من صفاته فقال انزل الينا القرآن العزيز. وذلك ان الله جل وعلا الا قد جعل جبريل ينزل من عنده سبحانه حيث اتصف بالعلو بهذا القرآن. كما قال تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. تنزيل الكتاب من الله العزيز عليم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. وقوله انزل الينا القرآن العزيز العزيز اي انه لا يوجد ما يماثله. وسمي قرآنا لانه يتلى ويقرأ. وقد وصف الله كتابه او سماه بهذا الاسم في مواطن كما قال تعالى ان هذا القرآن للتي هي اقوم. وسماه كتابا لانه يكتب فقال فيه وعد فيه وبشر. اي خوف من عصاه ولم يتبع ما فيه بشر من سار على هديه بالخير العظيم في جنات الخلد. واوعد وحذر اوعد بمعناه خوف من العاقبة السيئة للفعل غير المرظي. وحذر بمعنى انه ايظا خوف فجاء بالوعد والبشارة اولا ثم جاء بالوعيد والتحذير ثاني قال ونهى وامر اي ان هذا الكتاب اشتمل على نهي الله عز وجل وامره سبحانه وتعالى. قال واكمل فيه الدين. كما قال جل وعلا كما قال جل وعلا مبينا انه اكمل الدين اليوم اكملت لكم دينكم وقال تعالى عن الكتاب تبيانا لكل شيء والمراد بالدين الطاعة. لفظة الدين قد تطلق مرة على الجزاء. ومرة تطلق على الطاعة والمراد بها هنا الطاعة. قال وجعله اي جعل الله القرآن الوسيلة اي الطريقة اي الموصلة لاهدافها. وجعله الحبل المتين. اي الذي تمسكوا به لينجي الانسان من سوء العواقب دنيا واخرة. ويسره للذكر اي سهله لمن اراد ان يتذكر حقيقة حاله وان يعرف مآله وخلده غابر الدهر. اي جعل هذا القرآن باقيا. بقاء الدهر اي الزمان فمن تمسك به كان ذلك من اسباب نصر الله له وتأييده له فقال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو فيها المشركون. وقال يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم. ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. وقال انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد عصمة للمعتصمين. اي من تمسك به وقاه الله جل وعلا الامور السيئة فهو يعصم بكتاب الله للمعتصمين اي الذين يريدون النجاة من هذه الامور وجعله نورا ساطعا. اي مضيئا اي مضيئا تمام الاضاءة في مشكلات المختصين. فكل امر مشكل على الناس فان حله في كتاب الله عز وجل. سواء كان في صفات النفوس او في علاقات افراد بعضهم ببعض او في مشكلات العلوم. قال وجعله حجة قائمة على العالم اي دليلا باقيا على العالم من الانس والجن. ودعوة شاملة. اي هذا القرآن فيه بيان الطريق الواضح الكامل الذي من تمسك به اهتدى. كلامه وكلامه اي ان هذا القرآن هو كلام رب العزة والجلال. كما قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. قال الذي اعجز الفصحاء اي لم يتمكن من تعمق في معرفة في اللغة بان يأتي بمثيل له. واخرس البلغاء. اي اولئك الاشخاص الذين وصلوا في البلاغة والفصاحة الدرجة العالية فانهم متى ارادوا ان يأتوا بمثل هذا عجزوا عنه وسكتوا. وشرف العلماء اي انه رفع درجتهم. واعلى لا تهم فمن علم بالكتاب رفع الله منزلته. كما قال تعالى يرفع الله الذين امنوا ومنكم والذين اوتوا العلم درجات. ثم قال له الحمد دائبا. اي ان الثناء الكامل ثابت لرب العزة والجلال على صفة الدوام والبقاء والشكر واصبا اما كثيرا واما باقيا. لا اله الا هو اي لا يستحق العبادة احد سواه ولا اصرف شيئا من عبادتي لغيره سبحانه. رب العرش الذي جاءت النصوص بوصفه انه لرب العزة والجلال. قال تعالى الرحمن على العرش مستوى وقوله ثم ثالثا جاء بشيء من صفات رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال وافضل الصلاة والتسليم على رسوله محمد الكريم اما الصلاة فالمراد بها هنا الثناء وافضلها اي اعلاها وارفعها والتسليم اي الدعاء بالسلامة على لرسوله محمد الكريم. فهو كريم في اخلاقه في بذله كريم في جميع احواله. صفوته من العباد اي المختار الذي اختاره الله اه جل وعلا للنبوة من بين العباد. وشفيع الخلائق في الميعاد. اي الذي يشفع في القيامة للعباد ليقضى بينهم في ذلك اليوم العصيب. صاحب المقام المحمود اي المكانة والمنزلة التي يحمده عليها جميع الخلائق. فان الناس في يوم اما يبقون في المحشر وتدنو منهم الشمس ويتصبب منهم العرق فيأملون ان يقضى بينهم لينجوا من ذلك الموطن فيذهبون الى انبياء الله عليهم السلام يطلبون منهم الشفاعة ليقضى بينهم فيعتذرون الا محمد صلى الله عليه عليه وسلم وصاحب الحوض المورود الحوظ موطن السقيا في ذلك في ذلك المقام. فانه لما بين العباد جعل الله عز وجل حوضا يرد اليه اهل الايمان يتمكنون فيه من السقيا يردونه فيشربون منه فيرويهم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. الناهظ باعباء الرسالة اي القائم بواجبات رسالة اي النبوة والتبليغ الاعصم اي انه بلغ شريعة رب العزة والجلال وهذه وظيفته كما قال تعالى ان عليك الا البلاغ المبين. والمخصوص بشرف السعاية في الصلاة الاعظم اي انه صلى الله عليه وسلم قد نال الشرف في كونه قد بذل قاسي من جهده ما يوصلهم الى صلاح احوالهم دنيا واخرى. صلى الله عليه وعلى عليه قيل هم قرابته وقيل ذريته وقيل اتباعه وكلها من معاني الال في لغة العرب. صلاة مستمرة الدوام اي غير منقطعة. جديدة على والليالي والايام اي انها تتجدد وتحدث مرة بعد مرة. على مر الايام والليالي ثم بعد ذلك ذكر المؤلف امرا رابعا مما عني به في هذه المقدمة. الا وهي المقارنة بين الصوصي والتفنن في طلب العلم فهل الاولى بالانسان ان يأخذ فنا واحدا يسير عليه اقتصروا في تعلمه وتعليمه عليه او ان الافضل ان يتفنن في علوم كثيرة وهذه من المسائل التي تبحث عند علماء الشريعة من الزمان الاول. ولهم مناهج متعددة. وقد اختار المؤلف انه ينبغي بطالب العلم ان يتفنن في اول طلبه حيث يعرف اصول جميع العلوم لان هذه العلوم قد بني بعضها على بعضها الاخر اذا عرف اصولها تفنن وتخصص اذا عرف اصولها تخصص في فن بعينه فقال وبعد ارشدني الله واياك اي دلني ربي معك ما فيه ما ينفعني دنيا واخرة. فاني لما رأيت العلوم فنونا. اي وجدت ان علوم الشريعة تطلق على فنون كثيرة. فهذا فن التفسير وهذا فن الحديث وهذا فن الفقه وهذا فن الاصول الى غير ذلك من العلوم والفنون. فوجد وجد فنونا متعددة. قال وحديث المعارف شجونا. المراد بالشجون الحديث الذي تطرق الى موضوعات مختلفة وحديث المعارف اي الكلام الذي يتكلم به في انواع العلوم على اقسام متعددة وسلك وسلكت اي هذه المعارف فاذا هي اودية. اي فنون مختلفة كل واحد منها بمثابة الوادي المستقل وفي كل اي في جميع هذه العلوم السابقة للسلف وهم المتقدمون من علماء الامة مقامات حسان واندية. اي مواقف وتأليفات ومشاركات مقالات في هذه الفنون. رأيت ان الوجه اي اخترت ان الافضل والاحسن لمن تشوق للتحصيل اي رغب في ان يحصل على العلوم والفنون وعزم على الوصول اي اكد الطلب في ان يصل الى درجة علماء ان يأخذ من كل طرف خيارا. اي يأخذ من جميع الفنون ويتفنن فيها بحيث يأخذ افضلها واساسها وقواعدها قال ولن يذوق النوم مع ذلك الا غرارا. اي اذا كان مقصوده ذلك فحينئذ ان يصل اليه من النوم الا الشيء القليل. الغرار الشيب القليل. وذلك ان انه قصد شيئا عظيما. ومن قصد شيئا عظيما مما يرضي رب العزة والجلال. سهل الله له سهل الله له تحصيل ذلك المطلوب. قال ولن يرتقي هذا النجد النجد يعني المرتفع اي لن يتمكن من الوصول الى هذا المكان العالي من التفنن في العلوم ومعرفة قواعدها واصولها. ولن يبلغ هذا المجد اي المكان الذي يمجد صاحبه ويتشرف به حتى يمضي مطايا اجتهاد ان يتعب ويجهد مطايا المطايا في الاصل هي الابل والنون الذي يركب الناس عليها فلن يصل الى التفنن في هذه الفنون وجمع هذه العلوم حتى يتعب مركوبه الذي يريد ان يصل به الى هذه آآ الى هذه علوم قال ويصل التأويب بالاساد. التأويل الرجوع والاسادة الانطلاق في الشيء والمساهمة فيه. قيل للاسد اسد لانه جريء. فالتأويب وذلك انه يحتاج الى ربط المسائل بعضها مع بعضها الاخر. قال وحتى يطعم الصبر. الصبر نوع من انواع الادوية مر المذاقة فمن اراد ان يبلغ المجد فانه يتعب وتعبا كثيرا حتى يمرظه ذلك فيحتاج الى الدواء. او ان تناول هذه العلوم وبلوغ المجد لن يكون الا ببذل الامر الشاق المر الذي قد تكرهه النفوس كما ما تكرهوا الصبر. ويكتحل بالسهاد. السهاد المراد به السهر. بحيث يتناول جزءا من اوقات ليله في مطالعة العلوم ومراجعتها. قال فجريت في هذا المظمار اي انني دخلت في هذا السباق وهذا المحل الذي يجري يجري الناس فيه صدر العمر طلقا. اي كنت في اوائل عمري قد حرصت على التفنن في العلوم من غير لتقيد بعلم بخصوصه. ولذا قال طلقا اي لم يتقيد بعلم خاص. وذهبت حتى تفسخت اين؟ اي استمررت على هذه الطريقة التي هي محاولة الجمع بين العلوم. حتى اتعبني ذلك الحال واصبحت قد تركت شيئا من نعم الله عز وجل. قال وتصببت عرقا. اي اجهدت تنفسيه واتعبتها واكللتها حتى ان العرق اصبح يتصبب مني. وهو لا يريد بذلك حقيقة العرق ولكن لما كان المجهد بالجري ونحوه يتصبب عرق شبها نفسه في جريه في مضمار العلوم بذلك الذي يجري باقدامه في كونه قد تصبب عرق قال الى ان انتهج بفظل الله عملي. اي ادركت قواعد العلوم وعرفت اصولها وبذلك اصبح عملي له منهج محدد. وحزت من ذلك اي تمكنت من ادراك شيء من هذه العلوم مما قسم لي منها اي قدره الله لي. ثم رأيت ان من الواجب على من احتبى اي بعد ان ادركت اصول العلوم رأيت ان من عيني على الانسان الذي قد جهز نفسه لتعلم العلوم و قوله من احتبى اي وضع الحبوة على نفسه. وذلك انهم عند الجلوس الطويل يضعون حبوة تربط اجزاء بدنهم لان لا يتعبوا من هذا الجلوس ومن الواجب على من تخير من العلوم واجتباه اي من اراد ان يحصل العلوم وان ينال منها ان يعتمد على علم من علوم الشرع اي ان يتخصص في علم بعينه بعد ان كان متفننا في اصول العلوم واساساتها. فهو يرى انه وفي اول الامر يأخذ الانسان قواعد العلوم واصولها. ثم بعد ذلك يتخصص في فن من الفنون قال ان يعتمد على علم من علوم الشرع يستنفذ فيه غاية الوسع اي يقوموا ببذل جميع جهده ووسع وما يسعه من العمل في تحصيل لذلك العلم وفهمه ونشره. يجوب افاقه اي انه يبذل من نفسه في تحصيل هذه العلوم. والافاق البلدان المترامية المتباعدة. ويجوبها اي ينتقل من بلد الى بلد في هذه المتباعدة والمقصود من ذلك داخل العلم الذي تخصص فيه. قال ويتتبع اعماقه اي يعرف المعاني الدقيقة الموجودة في ذلك العلم. ويظبط اصوله اعرف الاساسات التي ينطلق منها ذلك العلم ولكنه لا يقتصر على الاصول بل يحكم الفصول وهي المتممات والتوابع. ويلخص ما هو منه اي يعرف جميع اجزاء ذلك العلم مختصرا بحيث يتمكن من معرفة القليل بمعرفة القليل من معرفة الكثير. وهكذا ايضا يعرف ما يؤول اليه اي ما العلم اليه ليعرف اسباب الترجيح في ذلك العلم. قال ويفي بدفع الاعتراضات عليه. اي لابد ان يتخصص في علم يتمكن من دفع الشبهات التي تلقى في ذلك العلم. حتى يكون لاهل العلم كالحسن المشيد. اي انه ينبغي به ان يختص في علم حتى يرجع اليه ويعصم الناس من وقوع الضلالات في ذلك العلم ويسد الطريق على وساوس الشياطين و الجهلة الذين قد يتكلمون بما تلقيه الشياطين من وساوس في ذلك العلم حينئذ كالحصن المشيد اي المبني بناء محكما. لا يتمكن العدو من دخوله والحصن البناء الذي يوضع من اجل ان يحتمي فيه القوم من اعداء اي هم وهكذا يكون كالذخر العتيد. اي ما يكون ملجأ لهم يعتصمون به ويكونوا بمثابة الموطن القديم الذي يلجأون اليه يستندون اي يعتمدون اليه اي الى ذلك العالم في اقواله. فيأخذون اقواله يضعونها بمثابة بمثابة القواعد التي يرجونها. ويحتذون على مثاله ان تدون به ويسيرون على طريقته في تعلم ذلك العلم. وحينئذ المؤلف قد قواعد قد اختار ان يكون اول عمره في معرفة القواعد والاصول. ثم رأى انه لا بد من التخصص بعد ذلك فيبقى ما هو العلم الذي نتخصص فيه فذكر ان ما يتخصص به هو علم تفسير كتاب رب العزة والجلال. وبهذا يكون قد انتقل الى القضية الخامسة من قضايا الفصل الاول من هذه المقدمة. الا وهو بفظل التفسير ومكانته ومنزلته فقال فلما اردت ان اختار لنفسي اي لما قصدت ان ادخل في احد هذه العلوم الشرعية. وانظر في علم اعد انواره لظلم رمس اي ما هو العلم والفن الذي ينفعني في اوقات الظلمات سواء ظلمات المقابر او في ظلمات الجهل او في ظلمات عرصات يوم القيامة. قال وانظر في في علم اعد انواره لظلم رمس. صبرتها بالتنويع والتقسيم اي نظرت في جميع العلوم. ونظرت مميزات كل علم قارنت بين هذه المميزات بوسيلة التنويع والتقسيم. ثم والتقسيم المراد به مع رفات خصائص كل فرد من الافراد. وعلمت ان شرف العلم اي عظم مكانة العلم وعلو منزلته ومنزلة اهله تكون على قدر شرف المعلوم. اي ما يشتمل عليه ذلك العلم من معلومات ومعارف. فوجدت امتنها حبالا. اي اشدها واقواها حبالا اي متمسكا يمكن ان يتمسك به الانسان وارسخها جبالا اي اكثرها بقاء وثبوتا في مما يشابه الجبال الراسخة واجملها اثارا اي افظلها واحسنها في عواقب الامور وفي الاثار واسطعها واسطعها انوارا. اي اكثرها نورا يهتدي به الانسان. وجدت علم كتاب الله جلت قدرته. وتقدست اسماؤه فانه كلام رب العزة والجلال وهو الذي انزله الله لهداية الخلق وقد جاءت الايات بالثناء على هذا الكتاب. وبيان عظم الفوائد التي تجنى منها كيف لا وهو كتاب رب العزة والجلال وكلامه. كيف لا وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكيف لا وهو تنزيل من حكيم حميد وذلك ان هذا الكتاب قد اشتمل على ما يحتاجه الناس من الاحكام و قال الذي استقل بالسنة والفرض الفرض يعني الواجب المتحتم. والسنة يعني الامر المستحب هبل مندوب اليه. وذلك ان كل امر وكل حكم فانه يوجد اصله في كتاب رب العزة والجلال. ومن مميزاته انه نزل به امين السمع ما وهو جبريل عليه السلام الى الى مين الارض وهو محمد صلى الله عليه وسلم لم ومما يدلك على فضل علم التفسير انه العلم الذي جعل للشرع قواما. اي مستندا يقوم به دين الله عز وجل. وذلك ان الاحكام تؤخذ من هذا الكتاب. ويستند قوي اليه. قال واستعمل سائر المعارف خداما. اي ان بقية العلوم والفنون تخدمها هذا العلم وحينئذ تؤخذ مبادئ بقية العلوم من هذا العلم. فبقية العلوم لابد لها من اصول تستند اليها موجودة في هذا الكتاب العظيم. وبه تعتبر نواش اي بايات هذا الكتاب وبتفسيره يمكن ان يقاس على ما ورد فيه المسائل الناشئة والنوائب التي ترد على الناس. فما وافقه منها نصع اي ان ما كان من بقية العلوم موافقا لما في تفسير كتاب الله فانه يكون ناصعا يضع صافية وما خالف الكتاب فانه يرفض ويدفع ولا يجوز قبوله فهو يعني علم القرآن عنصرها النمير. اي اساسها الذي تعتمد عليه وهو سراجها الوهاج اي الة النور التي تتوهج تظهر نورا كبيرا وهو قمرها المنير. الذي يجعل الطريق واضحا. وايقنت اي جزمت وقطعت ان تفسير هذا الكتاب اعظم العلوم تقريبا الى الله. اي انه فيه من الاجر والثواب ما الانسان تعلو منزلته عند رب العزة والجلال. ثم هذا العلم اعظمها يصلي النيات فهو من الاسباب التي تجعل الانسان يخلص النية لله سبحانه وتعالى. كيف لا وفيه التخويف من النوايا الفاسدة. كيف لا وفيه التذكير بقدرة رب العزة والجلال كيف لا وفيه زراعة اليقين بالاستعداد ليوم المعاد قال ونهيا عن الباطل اي هذا الكتاب اعظم العلوم التي فيها نهي عن المخالفة للحق. وحظا على الصالحات اي ان هذا القرآن فيه من الدوافع الاسباب التي تجعل الانسان يقدم على الاعمال الصالحات ما لا يوجد في غيره من العلوم. اذ ليس من لوم الدنيا اي ان تفسير القرآن ليس علما دنيويا وانما هو من العلوم الشرعية الاخروية يختل حامله فيختل حامله من منازلها صيدا اي ان هذا العلم ليس فيه مقاصد دنيوية تجعل الانسان لا يتعلمه الا لامر دنيوي انما تعلمه للامور الاخروية ويمشي في التلطف لها رويدا. اي ليس هذا العلم من العلوم الدنيوية التي تجعل صاحبه حاولوا ان يصطاد امرا دنيويا فيمشي متلطفا بسهولة ويسر لان لا ينتبه له هو ورجوت اي املت ان الله تعالى يحرم على النار فكرا عمرته اكثر عمره عمرته اكثر عمره معانيه. اي املت ان الله عز وجل يمنع من القرآن وملأ ذهنه من المعاني والغايات والمقاصد التي اشتمل عليها هذا القرآن من ان هنا من اهل نار جهنم اعاذكم الله منها. قال ولسانا مرن على اياته ومثانيه. اي رجوت ان يحرم على نار من كان لسانه ونطقه مشتغلا بتفهيم اياته. وما كرر منه من المعاني والقصص وكذلك رجوت ان يحرم الله من كان له نفسا تتميز ببراعة وجمال هذا القرآن في رصفه اي في تصفيف حروفه وكلماته وجالت صوامها الصوام يعني الدواب التي تركب في اه ميادين السباق وجالت اي تحركت حركة كثيرة صوامها في ميادين نهي ومغانيه اي ميادين تفسير كتاب بالله عز وجل والمعاني التي يغتني الانسان بها عن غيره. قال فثنيت اليه عنانا نظر اي الى تفسير كتاب الله ارجعت بصري وتأملي واقطعته جانب الفكر اي تأملا في كتاب الله واستنباطا لمعانيه وجعلته اي تفسير القرآن فائدة وهذا الذي هو الذي جعل المؤلف يقتصر على ان يكون تأليفه في تفسير كتاب برب العزة والجلال وما ونيت اي توقفت تأنيت علم الله يعني في تفسير القرآن الا عن ضرورة اي بسبب امر لا استطيع التخلص من بحسب ما يلم في هذه الدار من شغوب. اي من اعمال لا بد ان اقضيها. فهي التي اشغلتني ويمس من لغوب. اي من تعب يلحقني بسبب فبهذه الاعمال او بحسب تعهد نصيب من سائر العلوم اي اردت اي لم اترك تدارس القرآن الا لهذه الاسباب اشغال لا بد منها من شغل الدنيا وتعب يلحقني ومراجعة لبقية التي احتاج اليها في هذا العلم قال فلما سلكت سبيله بفضل الله ذللا. اي لما طرقت طريق تفسير القرآن تفظل الله عز وجل علي فسهل لي هذا الطريق. وبلغت فيه من اضطراد الفهم املا اي وصلت الى درجة اؤملها من فهم كتاب رب العزة والجلال. رأيت ان وفوائده اي ما حصلته من معان جديدة لا يمكن ان ابقي على حفظها. تغلب قوة الحفظ وتقدح. رأيت ان حفظها انها قد اخذت بحقها من الثقل. فاصبحت علوما كثيرة ومعارف في تفسير كتاب الله متعددة فهي تتفصى اي ان من الصدر اي انني بدأت بنسيانها الابل من العقل اي هروب الناقة من الحبل الذي تربط قال الله تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا اي قال المفسرون المراد بذلك علم معاني كتاب الله والعمل به. وقد جاء في الحديث قيدوا العلم بالكتاب فهذا هو الداعي الذي جعل المؤلف يكتب هذا التفسير ما هو منهج المؤلف في تفسيره كتاب الله عز وجل هذا هو الجزء السادس مما اشتملت عليه هذه هي المقدمة. قال ففزعت اي ابتدأت بقوة وعزم الى تعليق اي كتابة ما ينتحل لي في المناظرة او ما ما يتنخل لي في المناظرة اي ما الي وما اخذه من علم التفسير. فهو عني بعلم التفسير. وهكذا عني بترتيب معاني كلام رب العزة والجلال. ما هي مقاصد المؤلف فيه وما هو منهجه قال قصدت ان يكون جامعا اي تفسيرا يجمع كل ما كل ما يحتاج اليه الناظر في كلام رب بالعزة والجلال وجيزا اي قليل اللفظ محررا اي اقتصر فيه على ما انفعوا قارئه ثم ذكر من منهجه انه لا يذكر من القصص الا ما لا تنفك الاية الا به. فلا يذكر من القصص الا ما لا يمكن ان يفهم كتاب الله وان يعرف معاني اياته الا بذلك. وهكذا كان من منهجه رحمه الله انه يثبت اقوال العلماء في المعاني منسوبة اليهم تأدبا معهم وابقاء لذكرهم وامانة في التعامل معهم على ما تلقى السلف الصالح رظوان الله عليهم كتاب الله تعالى من مقاصده العربية السليمة اي انني فسرت القرآن بمقتضى او بطريقة السلف وبي معاني لغة العرب التي نزل القرآن بها. وهذه الطريقة سالمة من الحاد اهل القول بالرموز واللغز. الالحاد المراد به الخروج عن جادة السبيل. يقال الحد في الطريق بمعنى انه خرج عن السلوك المعتاد الى سلوك مشين. من الحاد اهل القول بالرموز واللغز هناك من يقول بان ايات القرآن فيها اشارات ودقائق والغاز اذ لا يفهمها الا اناس معينون. ولا تفهم من طريقة لغة العرب. ويسمونه التفسير الاشاعي فذكر المؤلف ان هذه الطريقة غير مرظية عنده وانه لم يسر عليها في تفسير في القرآن وهكذا من الحاد اهل القول بعلم الباطن. فان هناك اناسا قالوا بان القرآن لا يفهم بظاهره وانما له معان باطنة فيحرفون معاني القرآن بناء عليها. والطوائف في ذلك كثيرة. منهم من يقتصر على بعض الالفاظ ومنهم من يقول جميع القرآن من هذا السبيل حتى ان بعضهم قال المراد بقوله واقيموا الصلاة ذكرى ائمتهم. وقال المراد بقوله تعالى كتب عليكم الصيام اي حفظ اسرار مذهبكم او ائمتكم. فهذا لا يدل عليه ظاهر القرآن بل ظاهر القرآن على خلافه وتفسير الصحابة بل تفسير النبي صلى الله عليه وسلم على تافه. قال فمن وقع لاحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ الى شيء من اغراض الملحدين نبهت عليه. يقول بان الاخذ بالطرائق المخالفة السابقة قد انطلى على بعض من يفسر كلام الله وبالتالي فسروا به ايات من القرآن وفي الغالب انه عن غير قصد منهم. قال المؤلف انا عنيت بان اقوم بالرد على هؤلاء والتنبيه عليهم. ولذا قال فمتى وقع لاحد من العلماء المفسرين الذين حسن الظن بهؤلاء الباطنية ونحوهم لفظ اي كلمة وينحو اي يذهب بها الى شيء من اغراض اولئك نبهت عليه اي عرفت القارئ به وكذلك ممنهجه انه قال وسردت التفسير اي اتيت به متعاقبا في هذا تليق بحسب رتبة الفاظ الاية اي اتي بها لفظا لفظا وبالتالي اتي في كل اللفظ بما اشتمله بما اشتمل عليه ذلك اللفظ من الاحكام والنحو واللغة والمعاني والقراءات وبالتالي ذكر غالب ما يتعلق بهذه الايات. ولم يغرق المؤلف في التفسير الفقهي وذكر الفقهاء قال وقصدت اي عمدت الى تتبع الالفاظ اي تفسير الالفاظ واحدا واحدا. حتى لا يقع طفر كما في كتب في كثير من كتب التفسير اي انتقال من موطن الى موطن بدون بيان معاني الموطن الاول ثم قارن المؤلف بين تفسيره وتفسير غيره ممن اشتهر في زمانه فقال ورأيت ان تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر. اي انه يشتت النظر في فهم معاني كلام رب العزة والجلال. مشعب للفكر. وذلك انه يتنقل من واد الى واد ومن لفظ الى لفظ بعيد عنه وحينئذ قال بانه لن يسير على الطريقة التي سار عليها هذا المفسر قال في منهجه في التفسير قصدت اي عمدت وتعمدت ايراد جميع القراءات لان القراءات من القرآن وهي تفسره وتوضح وبعضها يوضح معاني بعضها الاخر سواء كانت القراءات المتواترة المستعملة او القراءات الشاذة وهي التي انفرد بذكرها احد الصحابة والقراءات الشاذة هذه سمعها الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التفسير للقرآن في اثناء قراءته للقرآن فظن ذلك الصحابي انها من القرآن فنقلها على انها من قال واعتمدت اي جعلت المنهج الذي اسير عليه واعتمد تبيين المعاني اي توضيح الدلالات والمعاني التي اشتمل عليها القرآن وجميع محتملات الالفاظ اي ما يمكن كل يمكن ان يكون لفظ القرآن دالا عليه. كل ذلك اي ما سبق من المنهج بحسب تهدي اي قدرتي ومقدرتي في البحث. وما انتهى اليه علمي. وهذا اعتراف بي القصور في العلم كذلك من منهج المؤلف ما ذكره بقوله على غاية من الايجاز والايجاز اختيار اللفظ القليل الدال على المعاني الكثيرة. وحذف فظول القول اي زاد عن المقاصد والاهداف التي قصدتها في تفسير كلام الله جل وعلا ثم ختم هذه المقدمة بدعاء رب العزة والجلال. فقال وانا اسأل الله جلت قدرته ان يجعل ذلك كله لوجهه. طلب من ربه ان يجعل عمله خالصا لوجه الله. وذلك كان القلب يتقلب فيحتاج الى تثبيت من الله جل وعلا. ولذا كان من اكثر دعاء النبي الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك كما سأل الله عز وجل ان يبارك فيه. اي ان يجعل فيه المنفعة الكثيرة بحيث يستفيد منها الخلق الكثير. ولذا قال وينفع به اي بما ورد فيه من العلوم اعلم الناس ويعملون ثم اعترف بالعجز مرة اخرى فقال وانا وان كنت من المقصرين. اي الذين لم يكملوا عملهم ولم يتموه. فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيرا من علم التفسير الذي يحتاج الناس اليه وحملت خواطري فيه على التعب الخطير. اي انني بذلت فيه الشيء الكثير حتى انني جعلت خواطري في هذا الكتاب وفي تأمل معانيه. وعمرت به زمني. اي انني اشتغلت بهذا التفسير وحده وجعلته هو الشيء الوحيد الذي اشتغل به في زماني. واستفرغت فيه من اي ان جميع العطايا التي وهبني الله اياها جعلتها خادمة لغرظي في كلام رب العزة والجلال. ثم قال اذ كتاب الله تعالى وهو القرآن العظيم لا يتفسر اي لا يمكن فهم معانيه الا بتصريف جميع العلوم فيه. فنحتاج الى معرفة بقية العلوم التي يفهم بها كلام رب العزة والجلال. قال وجعلته اي جعلت هذا التفسير ثمرة وجودي اي الغاية التي اسعى ان تكون هدفا لي في الحياة مجهودي اي ان هذا التفسير جعلته الامر الذي انتقيه واحسن الامور التي اختارها في مجهوداته اي في فليستصوب للمرء اجتهاده. اي انه اذا كان هناك اجتهادات فصوبوني فيها وعرفوني بالصواب فيها. وليعذر في تقصيره وخطأه. اي ما وقع مني من التخصيص التقصير وعدم وفاء المعاني او وقع مني من الخطأ بحيث خالفت الصواب والحق فانه ينبغي بكم ان تعذروه فيه. قال وحسبنا الله اي يكفينا رب العزة والجلال فلا نحتاج معه لغيره. وكفى بالله هاديا وكفى بالله نصيرا. ونعم الوكيل اي انه الذي يتوكل عليه سبحانه وتعالى ويعتمد عليه في جميع الامور ومنها تفسير هذا الكتاب ثم قال ولنقدم بين يدي القول في التفسير اشياء قدمها اكثر قدم اكثرها المفسرون اي ان هناك مقدمة تفسيرية يضعها اكثر اهل التفسير في مقدمات تفسيرهم واشياء اي ساقدم باشياء وكلمات وفنون وعلوم ينبغي ان تكون راسخ اي باقية ثابتة في حفظ الناظر في هذا العلم بحيث يعود اليها في فهم اه كلمات التفسير وتكون باقية في ذهنه مجتمعة حاضرة عند قراءته لايات التفسير فهذه هي المقدمة الاولى التي اوردها المؤلف رحمه الله تعالى و عقد بعدها بابا في فضل القرآن العظيم. ولعلنا نرجئ البحث فيه ليوم اخر بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهدى في المهتدين كما نسأله جل وعلا ان ينشر الامن في بلاد المسلمين وان ينشر العلم وان يكثر من العلماء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ما هي اغراض مقدمات تفسير القرآن ما هي اغراظ مقدمات تفسير القرآن. نعم يحتوي على خمسة امور اولها فضل القرآن واهمية تفسيره ثانيها قواعد التفسير ثالثها التعريف بالمصطلحات رابعها مصادر التفسير خامسها تاريخ كتابة المصحف وتفسير القرآن. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ايهما اولى في العلوم الشرعية ان يتخصص الانسان في علم او ان يكون متفننا حاويا لكل العلوم حسب رأي ابن عطية رحمه الله ارفعوا الصوت يتفنن حتى يعرف مبادئ العلوم واصولها ثم يتخصص ليتقن علمه الذي يتخصص فيه. بارك الله فيك اذكر خمسا من منهجي ابن عطية في تفسير القرآن فليس المقدمة منهج ابن عطية المنهج تحرير الاقوال وينسبها لاصحابها. جيد يرد على من فسر القرآن بالاشارة واللغز يذكر القراءات متواترها وشاذها يفسر جميع الايات مرتبة الفاظها ما جاب الا اربعة يستحق الجائزة ولا ما يستحق عشان زميلكم العسل الله يبارك فيكم الله يبارك فيكم الله يبارك فيكم والله يرزقكم العلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة اسأل الله جل وعلا ان يكون معكم مؤيدا وهاديا ونصيرا هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. موعدنا بعد المغرب ان شاء الله تعالى