الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل القرآن الذين يتلونه ليلا ونهارا ويعملون باحكامه ويعرفون معاني الفاظه. وبعد فهذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في قراءة مقدمة ابن عطية رحمه الله تعالى لكتابه المحرر وجيز في تفسير كلام العزيز. وتقدم معنا في درسنا الاول مقدمة لهذا التفسير تعلقوا بمنهجه في كتابة هذا التفسير. وذكرنا ان من مقاصد مقدمات تفاسير قرآن ذكر ما يتعلق فضائل كتاب الله عز وجل واهمية تفسير القرآن وهذا هو الذي جعل المؤلف يعقد هذا الباب في ايراد ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابة وعن نبهاء العلماء وفضائل الائمة في فظل القرآن المجيد وسورة الاعتصام به اي كيف يتمسك به. واورد في اول هذا الباب حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقد رواه الترمذي وجماعة وفي اسناده راو يقال له الحارث ابن عبد الله الاعور قد تكلم فيه بعض اهل العلم وظعفوا روايته. وقد قال عنه شيخ الاسلام ابن تيمية في تعارض العقلي والنقل بان له طرقا في هذا اللفظ قال انه ستكون فتن المراد بالفتن الامور المدلهمة التي لا يعرف مقبلها من مدبرها. ولا يميز فيها بين حقي والباطل. وقوله كقطع الليل المظلم. اي ان هذه الفتن ستكون مغلقة مغلقة الفهم على كثير من الناس. حتى انها بمثابة اجزاء الليل المظلم وذلك ان بعض الليالي يكون القمر فيها منيرا وبعضها يكون القمر فيها مظلما قد ذهب ضوئه فهذه الفتن كانت كقطع الليل المظلم والصحابة رضوان الله عليهم حرصوا على معرفة طريق النجاة الذي يقيهم الله به من شر هذه الفتن. فقالوا فما النجاة منها يا رسول الله؟ وما اعظمها هذا السؤال كيف النجاة من الفتن؟ وقد ورد في النصوص ذكر بعض الاساليب و اه واه الطرائد للنجاة من الفتن. فمن ذلك الاعتصام بالله عز وجل كقوله كما قال تعالى ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. وكان من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم بالله من الفتن. عائدا بالله من الفتن. وهكذا من طرائق الوقاية من اثار الفتن السيئة التمسك بغرز العلماء والسير على ما يوجهون به كما في قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه بين جنبيه الا انه لا يوحى اليه. فان القرآن كلام رب العزة والجلال. قال وحدث انس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من قرأ اية انه من قرأ مائة اية الذين يستنبطونه منهم. ومن فضل الله على علماء الامة انهم ان الله يعرفهم حين اقبالها وان الناس لا يعرفون حقيقتها الا حين ادبارها. فقالوا فمن منها يا رسول الله اي من هذه الفتن. قال كتاب الله تعالى الذي هو القرآن العظيم. ثم ترى شيئا من خصائصه فقال فيه نبأ من قبلكم. اي ذكروا احوال الامم السابقة التي كانوا قبلكم كيف اتبعوا انبيائهم فانجاهم الله؟ وكيف ظل طوائف منهم ولم يسيروا على طرائف انبيائهم فكان هذا من اسباب هلاكهم ونزول العقوبات فيهم في الدنيا. ثم قال وخبر ما بعدكم اي ان فيه تقرير السنن الكونية التي اجراها الله عز وجل في الكون مما تعرفون به اخبار الامم التي تأتي بعدكم. كما في قوله تعالى وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا فنأخذ منه ان الظلمة يهلكهم الله. وكما في قوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا فنأخذ منه ان اهل الايمان ينصرهم الله وكما في قوله ان تنصروا الله ينصركم فيه دلالة على شيء من احوال الامم الاتية انهم متى نصروا الله وتمسكوا بشرعه الله وهكذا في قوله تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان فيه معرفة سنة كونية في الكون ان من احسن في عبادة الله واحسن الى عباد الله فان الله فان الله يحسن وفي قوله وحكم ما بينكم اي ان هذا القرآن يفصل الله عز وجل به اه المختلفين والمتنازعين فان الله جل وعلا قد جعل هذا الكتاب حاكما لما يكون بين الناس من النزاعات والاختلافات فمن تمسك بالله عز وجل هداه الله فكان عارفا لحكم الله كما في الاية ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم وكما قال تعالى قل اغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. وقوله وهو الفصل ليس بالهزل. اي انه يفصل بالحق بينما يكون من الناس وليس في فيه هزل ومخالفة لحال الجد. ثم قال من تركه تجبرا اي تكبرا من ترك كتاب الله تكبرا قصمه الله اي انزل به العقوبة التي تستأصله ولا تبكي من حاله شيئا. قال ومن ابتغى الهدى في غيره اظله الله. فان الهداية تكون في هذا الكتاب كما في قوله تعالى عن الكتاب يهدي به الله من اتبع رظوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور ثم قال ويهديهم الى صراط مستقيم. ثم قال جل وعلا وهو حبل الله المتين اي المستمسك الذي من تمسك به وصل الى الله جل وعلا والى رضاه كما في قوله جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا. ونوره المبين اي الطريق الذي اي النور الهدى الذي يوضح الله به الطريق اليه. والذكر الحكيم والصراط المستقيم. اي الطريق الوسط الموصل الى رضا الله بلا جهد ولا كلفة. ثم قال هو الذي لا تزيغ به الاهوال والاهواء هي الرغبات التي يرغبها الناس. فاذا كانت رغباتهم منطلقة من كتاب الله فلا عندهم زيغ وضلالة بخلاف ما اذا كانت الاهواء في غير كتاب الله فانه يكون عندهم الضلالة قوله ولا تتشعب معه الاراء اي لا تختلف معه الاقوال مما يدل على ان الحق في احد الاقوال فقط قال ولا يشبع منه العلماء لان فيه من المعاني الجديدة فكلما قرؤوه وجدوا فيه معان اذا لم يكونوا يعرفونها قبل ذلك. قال ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الاتقياء. اي لا يحسون معه بالملل والكلل. وانما يستلذونه في كل مرة يقرأونه فيها قال من علم علمه سبق اي من كان عنده علم هذا الكتاب سبق به غيره من الناس وقال ومن عمل به اجر اي من كان هذا الكتاب هو قائده في العمل وفي في طاعة الله عز وجل فان الله جل وعلا فان الله جل وعلا يعطيه الاجر والثواب قال ومن حكم به عدل اي من قضى به بين الناس فانه سيكون عادلا موصلا للحقوق لاصحابها قال ومن اعتصم به اي تمسك به هدي الى صراط مستقيم. وقال انس في تفسير قوله تعالى فقد استمسك بالعروة الوثقى قال المراد بالعروة الوثقى القرآن. ثم اورد المؤلف حديثا اخر فيه لفظ من اراد علم الاولين والاخرين فليثور القرآن يثور ايه يحركه ليثور ما فيه من العلم ويتحرك ويرتفع. يقال ثار الغبار بمعنى انه حرك ارتفع وهذا الخبر قد ورد في ورد باسانيد بعضها موقوف آآ على الصحابي وليس مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم اورد المؤلف حديثا ثالثا بلفظ اتلوا هذا القرآن وقد ورد بمعنى من حديث ابن مسعود في السنن من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة عشر بعشر امثالها. قال اتلوا هذا القرآن فان الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات اما اني لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الالف حرف فهذا احد حروف واللام حرف والميم حرف ومن المعلوم ان ومن المعلوم ان الحرف الواحد من كل كلمة يدخل في هذا اللفظ. قوله قال وروي عنه ويعني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في اخر خطبة خطبها وهو مريض. هكذا ذكر المؤلف ولا اعرف ان هذا آآ قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ولكن ورد في آآ الحديث الذي رواه الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني تارك فيكم ثقلين اي امرين ثقيلين وقال انه لن تعمى ابصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل دامكم اي لن تنتقل من طريق الحق الى الباطل. ولن تقصر او تقصر ايديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه اي صلة بينكم وبين رب العزة والجلال. فاعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهه. المراد بالمحكم ما لا يحتمل الا معنى واحدا. يكون هو المراد لله جل وعلا كما في قوله تعالى قل هو الله احد. واما المتشابه فانه يحتمل معنيين احدهما مراد لله جل وعلا والاخر ليس مرادا له. فاهل الايمان يردون المتشابه الى المحكم فيفهمونه وغيرهم يضلون بسبب هذا المتشابه. ومن امثلة ذلك في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فقوله انا نحن المراد بها تعظيم رب العزة والجلال. قد يأتي من يأتي من النصارى ومن غيرهم فيفهم ان المراد بهذا اللفظ التثليث فيقال له هذا متشابه نرده الى المحكم والمحكم فيه قل هو والله احد انما الهكم اله واحد. ونحو ذلك من النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد المؤلف لفظا منقولا عن الامام جعفر ابن محمد الصادق رحمه الله تعالى قيل له لم صار؟ اي ما السبب الذي جعل الشعر والخطب يمل ما اعيد اعيد منها اي اذا قيلت مرة اخرى ملها الناس. بينما نجد ان القرآن لا يمل مع كثرة قراءته فبعض الناس يقرأه المرار العديد ولا يمل منه. فقال الامام جعفر رحمه الله لان القرآن حجة على اهل الدهر الثاني. اي على كل زمان. ولذا علق الله به القلوب. وجعل ففيه من المعاني التي يكتشفها قارئها كلما اعاد قراءته للقرآن ما لا يجده في قراءته الاولى. فقال كما انه حجة على اهل الدهر الاول. فكل طائفة تتلقاه غظا اي شيئا جديدا كانه اول مرة يتلى. ولان كل امرئ في نفسه اعاده وفكر فيه اي من الاسباب التي جعلت الناس لا يملون من القرآن في انه متى قرأ الانسان القرآن مرة اخرى واعاده وفكر فيه وجد فيه معاني جديدة لم يكن يعرفها فيما سبق وتلقى من القرآن في كل مرة علوما غظة وليس هذا كله في الشعر والخطب فان لا تجد هذا في الشعر والخطب. وقيل لمحمد بن سعيد ما هذا الترديد للقصص للقصص في القرآن اي مما السبب الذي جعل قصص الانبياء عليهم السلام تتكرر مرة بعد مرة قصة ادم وابليس وردت في سورة البقرة ووردت في سورة الاعراف ووردت في سورة الحجر ووردت في سورة الاسراء ووردت في سورة الكهف ووردت في سورة صاد فلماذا تكررت هذه القصة وهي قصة واحدة؟ قيل له بان سور القرآن كل سورة من منها لمعنى ولغاية فيؤتى من قصص القرآن في كل سورة بما يحقق ذلك تقصد وتلك الغاية. ثم قال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار اي في التفكر والتأمل في المعاني التي اشتملت عليها هذه السور. ثم اورد المؤلف حديثا فيه من قرأ القرآن فرأى ان اوتي افضل اي احسن مما اوتي يعني من هذا القرآن فقد استصغر ما عظم الله فان القرآن عظيم هو كلام رب العزة والجلال. والصواب في هذا اللفظ انه من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موقوف عليه وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم واورد بعده لفظ ما من شفيع افضل عند الله من القرآن. لا نبي ولا ملك. وهذا ورد مرسلا. لكن جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. وقال صلى الله عليه وسلم القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة بعده افضل عبادة امتي القرآن. وهذا اللفظ لم اجده عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد من كلام عبد الله ابن عمرو ابن العاص انه قال من قرأ القرآن فقد ادرجت كتب من القانطين القانتون هم الذين فرغوا انفسهم لطاعة الله بالقيام والقراءة ومن قرأ مائتي اية لم يكتب من الغافلين. ومن قرأ ثلاث مئة اية لم القرآن اي لم يقل له القرآن بانك قد اهملتني وهجرتني وهذا اه اللفظ لن يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل في اسناده مفاوز دون تمنع من ان يبلغ درجة الصحة. قال وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اشراف امتي حملة القرآن وقد ورد بيان ان حملة القرآن وحفظة القرآن هم اهل العلم كما في قوله تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب. ثم اورد من حديث او من كلام عمر رضي الله عنه انه قرأ هذه الاية في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا اي انهم يرثونه بعد من نزل فيهم القرآن ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا اي اخترنا من عبادنا اي ممن يقوم بعبودية الله سبحانه وتعالى. الى اخر الاية فانها قد جعلت المؤمنين على ثلاثة اصناف. السابق والمقتصد والظالم لنفسه وتلاحظون ان هذه الاصناف قد جعلت جميعا من هذه الامة وقد جعلت ممن ورث الكتاب من ما يرد قول من يقول بان بان من يقدم على الكبائر يخرج من ملة الاسلام. ثم اورد لفظ الا ان اصفر البيوت بيت صفر اي خلا من بيت من كتاب الله. هذا مأخوذ من الصفر وهو الصواب انه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه. قال وروى انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال القرآن شافع يعني يشفع لاصحابه مشفع اي يقبل الله شفاعته وماحل مصدق اي انه شاهد على من اعرض عنه وهجره فيكون ذلك من اسباب نزول العقوبة به تخلو يديه تخلو يداه من الحسنات من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله عز وجل لوجهه في النار. قال واحق من شفع له القرآن اهله وحملته واولى من قال به من عدل عنه وضيعه. اي من مال عن هذا الكتاب ولم اعمل به ولم يتلوه. واورد لفظ ان الذي يتعاهد القرآن ويشتد عليه له اجران والذي يقرأ القرآن وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو شاق عليه له اجران. والذي يقرأ القرآن وهو وماهر به مع الكرام السفرة البررة. ثم اورد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال مل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة اي جلسوا لم يكن بينهم حديث وتوقف حديثهم وقد نسبه المؤلف الى ابن مسعود واكثر اهل العلم ينسبه الى آآ سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه فقالوا يا رسول الله حدثنا اي اشغل مجلسنا بما يعود علينا بالنفع والخير. فانزل الله تعالى الله نزل احسن الحديث. كتابا متشابها يصدق بعظه بعظا مثاني اي تثنى وتكرر احكامه ومعانيه وقصصه تعر منه جلود الذين يخشون ربهم. الخشية الخوف مع العلم. فمن كان يخشى الله فانه سيتأذى بالقرآن ويقشعر منه جلده. نعم. ثم يلين بعد ذلك. قال ثم من لو ملة اخرى فقالوا يا رسول الله قص علينا يريدون ان يشغلوا مجالسهم فانزل الله عز وجل نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن. قال وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افظلكم من تعلم القرآن وعلمه. وهذا الحديث اصله عند البخاري بلفظ خيركم من تعلم القرآن ومعناهما واحد. من تعلم القرآن اي علم الفاظه وعلم ما فيه من المعاني والاحكام. فدراسة العلوم الشرعية من فقه اه عقائد هي من تعلم القرآن وعلم اي درسه وبين آآ طريقة تلاوته وما فيه من الاحكام والعلوم لغيره. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان كل مؤدب اي كل شخص وضع مأدبة مأدبة اي وليمة. يحب ان يؤتى ادبه اي يفضل ويرغب ان يأتيه الناس فيأكلون من تلك المأدبة. وان ادب الله القرآن. فالله جل وعلا على يحب ان تؤتى مأدبته. ومر اعرابي على عبد الله ابن مسعود وعنده قوم يقرأون القرآن. فقال ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود رضي الله عنه يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان العلماء ما ورثة الانبياء؟ وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. انما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بنصيب وافر. ثم ذكر خبرا من اخبار بني اسرائيل فقال ومرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقالت طوبى لبطن حملك ولثديين رضعتهما. فقال عيسى طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه. واورد عن محمد ابن كعب القرظي في تفسير قوله تعالى ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان المنادي هو القرآن وقال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ان المراد به الاسلام والقرآن. ففظل الله ورحمته الاسلام والقرآن. واورد عن ابن مسعود انه سئل ما السبب الذي يجعلك لا تكثر من نوافل الصيام وانك لتقل الصوم. فقال ابن مسعود ان الصوم يمنعني عن قراءة القرآن. وقراءة القرآن احب الي من الصوم فان القرآن يزيد الله به الايمان بما فيه من الايات والحكم والمعاني ويتعلم الانسان به العلم. ولذا كان اكثر الفقهاء على ان من افضل الاعمال التطوعية التي يتقرب بها لله عز وجل طلب العلم واورد بعده ان قوما من الانصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر يا رسول الله ثابت ابن قيس ثابت ابن قيس احد الصحابة وكان مشهورا برفعه لصوته قال لم قالوا لم تزل داره البارحة تزهر فيها وحولها امثال المصابيح اي فيها انارة كثيرة انها اه مصابيح الظوء. قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم فلعله قرأ سورة البقرة فسئل ثابت ابن قيس؟ فقال نعم. قرأت سورة البقرة. وهذا الحديث مرسل ولم يتصل اسناده. قال وفي هذا المعنى حديث صحيح عن اسيد ابن حظير انه كان يقرأ في اظنه في سورة الاسراء فكان يسمع فكانت فرسه تتحرك وتوقف عن يرى فسأل عن سأل النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بان الملائكة تنزل لتظله بحسن صوته بالقراءة. ثم ذكر عن علي الاثرم قال كنت اتكلم في الكساء اي اقدح فيه واعيبه واقع فيه. فرأيته في المنام وعليه ثياب بيظ ووجهه كالقمر فقلت يا ابا الحسن ما فعل الله بك؟ اي ما مصيرك؟ وما المآل الذي وصلت اليه؟ فقال الكسائي غفر لي بالقرآن والمنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي ولا يجوز ان نبني عليها حكما وانما قد قد تكون من دواعي عمل الانسان بعمل قد ثبت في الكتاب او السنة. ثم اورد عن عقبة ابن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم عهد اليه اي وصى فقال عليكم بالقرآن اي تمسكوا به واكثروا من تلاوته. ولم يجده بهذا اللفظ. ثم اورد من كلام عبدالله بن عمرو بن العاص ان من اشراط الساعة اي من العلامات الدالة على قرب قيام الساعة ان يبسط القول اي ان يكون الكلام كثيرا عند الناس. ويخزن الفعل اي يقلل من آآ الاعمال ويرفع الاشرار اي تعلى منزلتهم. ويوضع الاخيار اي لا يلتفت اليهم ولا اجعل لهم مكانة ومنزلة وان تقرأ المثناة اي الكلام الذي يتكلم به الناس من كتب او نحو على رؤوس الناس لا تغير. اي لا ينبه على ما فيها من الخطأ والمخالفة للصواب فقيل له وما المثناة التي تقرأ على على رؤوس الناس لا تغير. فقال ما استكتب من غير كتاب الله اي ما الفه الناس بمؤلفاتهم. قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم انت ذكرت ان آآ المثناة غير الكتاب. اذا السنة هل هي من المثناة او لا فقال ما اخذتموه اي الاحاديث التي نقلتموها عن الرواة الثقات الذين تأمنونهم على انفسهم ودينهم فهذا خذوه واعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه ابناءكم اي عرفوهم كيفية تلاوته وفهموهم كيف يفهمونه. فانكم عنه يعني عن القرآن تسأل يوم القيامة وبه تجزون ان يكونوا ثوابكم على وفق ارتباطكم بكتاب الله جل وعلا وكفى به واعظا لمن عقل. فالقرآن به العظة كما قال جل وعلا لانذركم به ومن ان ينذركم بهذا القرآن. وقال رجل لابي الدرداء ان اخوانا لنا من اهل وهي مدينة بالعراق يقرؤونك السلام اي يوصلون اليك وطلبوا منا ان نوصلهم سلامهم ويأمرونك ان يرغبون منك ان توصيهم ان توصيهم اي تذكر لهم شيئا ينتفعون به في امور دنياهم واخرتهم. فقال فقال ابو الدرداء اقرئهم السلام اي اوصل لهم سلامي ومرهم اي اطلب منهم فليعطوا القرآن خزائنهم الخزائن هي ما يوضع على الانف. سواء من الذهب او من الحبال التي تمسك كانوا يضعون على الدواب لجاما على انفها يمسكها من اجل ان لا تفرط والا تجري جريا سريعا فيتحكمون في مشيها. فامرهم ان يجعلوا خزامهم القرآن بحيث يكون ممسكا لهم بلا يتصرفون ولا يفعلون الا من كتاب الله جل وعلا قال فانه يعني القرآن يحملهم على القصد. اي على الوصول الى هدف الهدف والمقصد في الطريق السهل والسهولة ويجنبهم الجور اي الميل عن الطريق والحزونة اي الطريق الصعب. فهنا تمثيل بليغ لي التمسك بالكتاب. يقول من تمسك بالقرآن فهو بمثابة من سار على الطريق السهل والطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه. ومن ترك القرآن فانه والقرآن يجنبهم الجور. اي الطريق المائل ويجنبهم الحزونة اي الصعوبة في الطريق التي يسلكونها ثم قال وقال رجل لعبدالله بن مسعود اوصيني اي اعطني موعظة ووصية انتفع بها. فقال ابن مسعود اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك اي اجعل سمعك يلتفت اليها ويسمعها فانه يعني فان المذكور بعد هذا اللفظ خير يأمر الله به واي يلزم به او شر ينهى عنه او ينهى عنه. قال وروى ابو هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن احسن الناس قراءة اي افضلهم في القراءة او صوتا بالقراءة. فقال هو الذي اذا سمعته رأيته يخشى الله رأيته يخشى الله. هذا اللفظ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما رواه اه كيسان اليماني اه مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو تابعي فهذا من المراسيل. وقد تقدم في ذكر قوله تعالى واذا تليت عليهم اياته انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت ايماياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. ثم اورد المؤلف حديث اقرأوا قرآن اي اكثروا من قراءته. قبل ان يجيء اي يأتي قوم يقيمونه كما يقام القدح اي اي يحسنون قراءته كما يقام القدح اي السهام التي يرمى بها. ويضيعون مع انيه اي لا يتفكرون فيه وفيما اشتمل عليه من الاحكام والمعاني. يتعجلون اجره اي يطلبون عليه اجرا دنيويا يعطون عليه مكافأة ونحو ذلك. ولا يتأجلون اي ليس من مقاصدهم في تلاوة القرآن ان يكون لهم الاجر الاخروي. ولذلك على الانسان ان ينوي بقراءته لكتاب الله الحصول على اجر الاخرة وتصحيح عمله ليرظي ربه سبحانه وتعالى. قال ويروى روى ان اهل اليمن لما قدموا ايام ابي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون لسماعهم الايات البليغة التي تحرك القلوب وتذكرهم بالله وتخوفهم من اليم عقابه وتذكرهم بالهلاك الذي كان على الامم السابقة مما لا يؤمن معه ان ينزل بنا مثل ما نزل بهم فقال ابو بكر رضي الله عنه هكذا كنا يعني كنا اذا استمعنا القرآن بكينا وتأثرنا ثم قست القلوب وقسوة القلب تجعل القلب لا يتأثر ولا يتحرك بما يتلى عليه ولا تأمل ويتفكر في معاني كتاب الله عز وجل. قال وروي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ ان ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع اي لا يستطيع احد ان يدفعه قال فانة اي اي انه تلفظ بالانين حتى انه صحته بذلك ومرض حتى عيد اي جاءه من يعوده ويزوره لمرظه لمدة عشرين يوما. قال وقال الحسن بن ابي الحسن البصري انكم اتخذتم القرآن مراحل اي كان حظكم من قراءة القرآن مجرد القراءة تجعلون حزبا تقرأونه بدون ان تتفكروا فيه ولا ان تعملوا به انكم اتخذتم القرآن مراحل. وجعل يعني مواطن لاسفاركم وجعلتم القرآن جملا تركبونه فتقطعون به المراحل فهو بمثال بمثابة الجمل انما يراد به تمظية الوقت. وان من كان قبلكم رأوه تاء الى اي كأنه خطاب موجه من الله عز وجل لهم. اذا خاطبك احد فانك تتأمل تفكر في معاني كلامه لانه يخاطبك. وبالتالي يتحرك قلبك بسبب ذلك. بخلاف ما اذا قرأت كلاما لا لست مقصودا به فانك حينئذ تمره مجرد الامرار. قال من كان قبلكم رأوه رسائل اليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل يتفكرون في المعاني التي اشتملت عليها وينفذونها بالنهار اي يعملون بها. وقد قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك تدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقال اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول انزل عليكم القرآن لتعملوا به فاخذتم درسه عملا. ان احدهم ليتلو القرآن من فاتحته الى ما يسقط منه حرفا يعني في القراءة. ولكنه لا يعمل به. فيكون قد اسقط العمل به قال القاضي ابو محمد وهو المؤلف بن عطية رحمه الله قال قال الله تعالى ولقد يسرنا القرآن ذكري فهل من مدكر؟ فتذكروا القرآن سهل ميسر. ومع ذلك قال انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فكيف هو سهل ثم هو ثقيل؟ فيقال في ذلك هو سهل ان تتذكر ما فيه وان تعلم معانيه لكنه لكن هذه المعاني معاني عظيمة كبيرة فهو يوصل لك الكبير العظيم على جهة سهلة يسيرة. ولذا قال قال الله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من المدكر وقال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. اي علم معانيه. والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل. فكأنه رأى ان هذه الامور هي الثقيلة. معرفة المعاني والقيام بالقرآن وحقوقه. ورأى ان المراد بالسهل هو قراءة القراءة مجردة. قال فمال الناس الى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم. والصواب كما تقدم انه ميسر اي انه سهل التلاوة سهل التدبر والتفكر سهل العمل. وفي نفس الوقت فيه معاني العظيمة الثقيلة فهو سهل على المكلف عظيم المعاني في نفسه. وقيل ليوسف بن اسباط باي شيء تدعو اذا ختمت القرآن اي ما هي ادعيتك عند ختم القرآن؟ فقال استغفر الله منك تلاوتي لانني مقصر في هذه التلاوة حيث انني لم اعمل به تمام العمل ولما تدبرت تمام التدبر فقال استغفر الله من تلاوتي لاني مقصر فيها. لاني اذا ختمته ثم وتذكرت ما فيه من الاعمال انني لم اعمل بشيء منها خشيت المقتأ اي الغظب من رب العزة والجلال. خفت من الله ان يغضب علي بسبب انني لم اعمل بما فيه. فاعدل اي اتوجه وانحرفوا الى الاستغفار والتسبيح لعل الله عز وجل ان يغفر لي ذلك. قال وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء اي ان هذا الرجل اراد ان يتعلم كيفية تلاوة القرآن وكيفية اقامة حروف القرآن. ترى رجل القرآن على بعض العلماء. قال فلما ختم اي اتممته واكملت قراءة القرآن كاملا. وعرفت كيفية تلاوته. اردت الرجوع الى اوله اي اردت ان اقرأه مرة اخرى على ذلك العالم. فقال لي اتخذت القرآن القراءة علي عملا اتخذت القراءة علي عملا اي جعلت عملك المجرد هو اعادة تلاوة القرآن علي اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك. اي اعمل به وقم به في آآ ليلك وانظر ماذا يفهمك منه اي تأمل ما الذي يمكنك الله عز وجل من فهمه فاعمل به. ولا شك ان القرآن وهو كلام الله عز وجل فيه فظل عظيم. ولذلك جاءت النصوص بالتنويه به وبيان ان الهدى فيه. قال تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وقال وفي ايات كثيرة ولذلك على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا بعدد من الاعمال المتعلقة بكتاب الله عز وجل. منها تعلم قراءة القرآن وكيفية قراءته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه وهكذا ايضا عليك بالاكثار من قراءة القرآن قال تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن وقال ورتل القرآن ترتيلا وهكذا عليك ان تكثر من استماع القرآن. قال تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. وهكذا تقرب الى الله عز وجل بتعليم الخلق كتاب الله وتفهيمهم لمعانيه. وعليك ايضا ان تتقرب الى الله بفهم هذا القرآن واستنباط الاحكام منه متى كنت من المؤهلين لذلك وعلى الانسان ان يتقرب لله جل وعلا بدعوة الخلق الى هذا القرآن ليجعل القرآن منتشرا في الامة يحرص افرادها على كتاب الله عز وجل تلاوة وقراءة الله اكبر الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله واشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين. كما اسأله جل وعلا ان يربطنا بكتابه العظيم. وان يجعلنا ممن اكثر وان يجعلنا ممن اقام حروفه ومعانيه. كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا ممن عمل بهذا الكتاب واكثر من استماعه. وسله سبحانه وتعالى ان يجعل جميع رادي هذه الامة مرتبطا بكتابه العظيم واسأله جل وعلا لولاة امور المسلمين ان يكونوا من اهل القرآن وان يعملوا به وان يحكموه هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سؤال قوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر كيف نجمعه؟ نجمع بينه وبين قول الله عز وجل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا بارك الله فيك ملايا التي ترغب في الاستماع للقرآن واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون الظالم لنفسه هل يخلد في نار جهنم لماذا ما الدليل وهي ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه جعل الظالم لنفسه من الذين ورثوا الكتاب. بارك الله فيك يقول كيف كان القرآن هداية؟ ومع ذلك لم يهتدي به الخوارج الذين يكثرون من قراءته الجواب اقتصروا على لفظه ولم يتأملوا في احكامه ومعانيه وهذا يدلك على اهمية مراجعة اهل العلم فانهم يعرفون من طرائق فهم الكتاب ما لا يعرفه غيره ولذلك كان الخوارج في كل زمان يطعنون في اهل العلم مناقضين لمقصود الشارع فان قصد الشارع ان ترفع مكانة اهل العلم كما في قوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين تلاوة العلم درجات وان يرجع اليهم وان يسألوا كما في قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وان يكونوا سببا من اسباب حذر الانسان من سوء العاقبة كما في قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفقوا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ولذلك بين الله عز وجل انهم من اسباب النجاة في كثير من المواطن. انظر الى قارون عندما قال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن فكان هذا من اسباب وقاية الله لهم من نزول العقاب الدنيوي والاخروي بهم يسأل يقول في القراءة هل المعول عليه ما في القلب؟ او ما يكون على اللسان. ما في القلب هذا لا فيقال له قراءة يقال له تدبر وتفكر في المعاني ويؤجر الانسان عليه لكنه لا يسمى قراءة ولا يصدق عليه حديث اقرأوا القرآن وانما القراءة تكون بوجود اللفظ اي الصوت والحرف يسأل عن معنى حديث انزل القرآن على سبعة احرف لعلنا ان شاء الله ان نتكلم فيه في الغد باذن الله عز وجل ونجعل له مبحثا مستقل لا تبعا لطريقة المؤلف في ذلك. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا يا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين