انه سئل عن قوله تعالى وفاكهة وابى ما الاب؟ فقال اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا قلت في كتاب الله ما لا علم لي به. وهكذا ورد عن ابن وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما لا ينفع ويرفعنا علمتنا نعيما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الله تعالى باب القضاء في فضل تفسير القرآن وكلامه على ولغته والنظر في اعراضه وتقاريره ورواه ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي يعلم القرآن افضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم عربيته فالتمسوها في الشعر. وقال ايضا صلى الله عليه وسلم اعرضوا القرآن والتمسوا فان الله يحب ان يعرض. قال العاص قال القاضي ابو محمد رحمه الله. اعراب القرآن وسنة الشريعة لان بذلك تقوم التي هي تفسير قوله عز وجل وان يؤتى الفتنة فقد اوتي خيرا كثيرا. قال الحكمة الفهم. وقال قتادة الحكمة القرآن والفقه فيه. وقال غيره الحكمة تفسير القرآن وذكر علي ابن ابي طالب رضي الله عنه جابر ابن عبدالله رضي الله عنه فوصفه بالعلم وقال له رجل جعلت فداك تصف كابرا بالعلم وانت انت قال انه كان يعرف تفسير قول الله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن رادك الى معاده وقال الشعبي رحل مسروق الى البصرة في تفسير اية فقيل له ان الذي يفسرها رجل الى الشام ان الذي يفسرها رحل الى الشام فتجهز ورحل اليه حتى علم تفسيرها. وقال اياس بن عن معاوية مثل الذي يقرأ مثل الذين يقرأون القرآن ولا يعرفون تفسيره كمهر قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلى وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما فيها بالكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب. وقال ابن عباس رضي الله عنهما الذي يقرأ ولا يفسر كالاعرابي الذي لا الذي يهز الشعر. وقال مجاهد قال المجاهد رحمه الله احب الخلق الى الله اعلمهم بما اعلمهم بما انزل. وقال الحسن والله ما انزل الله اية الا احب ان يعلم في من الا احب ان يعلم فيمن انزلت. وما يعني بها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى القرآن وجوها كثيرة. وقال الحسن اهلكتهم العجمة. يقرأ احدهم الاية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها وكان ابن عباس رضي الله عنهما يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث. وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما من شيء الا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجال يعجز ولكن رأي الرجل يعجز عنه قال رحمه الله باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين. وروي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من من كتاب الله الا ايا بعدد. علمه اياهن جبريل. قال ابو محمد رحمه الله وما معنى ومعنى هذا الحديث؟ في مغيبات القرآن والقرآن وتفسير مجمله ونحوهما مما لا السبيل اليه الا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم ما لم يعلم الله به. كوقت قيام الساعة ونحن او ايه؟ ومنها ما ما يستقرأ من الفاظه كعدد النفخات في السور في السور في الصور وكرتبة خلق السماوات والارض. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من تكلم في القرآن برأيه فاصابه فقد اخطأ وقال القاضي ابو محمد رحمه الله تعالى ومعنى هذا ان يسأل الرجل عن الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون دون نظر فيما قال العلماء. واقتضته قوانين العلوم كالنحو والاصول. وليس يدخل في هذا الحديث ان يفسر اللغة اللغويون لغته والنحاة نحوه. والفقهاء معانيه. ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فان القائل في هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه. وكان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون يرى القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لانفسهم مع ادراكهم وتقدمهم. وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم ابقوا على المسلمين في دارك رضي الله عنهم. وما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه. ويتلوه عبدالله وابن عباس رضي الله عنهما وهو تجرد للامر وكلمه وتتبعه وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد ابن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك اكثر من المحفوظ عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما اخذت من تفسير القرآن فعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وكان علي علي ابي ابن ابي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الاخذ عنه. وكان عبدالله بن مسعود يقول نعمة ترجمان القرآن عبد الله نعمة ترجمان القرآن عبد الله بن عباس. وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وحسبك بهذه الدعوة. وقال عنه علي ابن ابي طالب ابن عباس كانما انظروا الى الغيب في ستر رقيق. ويتلوه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت وعبدالله ابن عمرو ابن العاص. وكل ما اخذ عن الصحابة فحسن متقدم ومن المبرزين في التابعين والحسن بن ابي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة وقرأ قرأ مجاهد على ابن عباس رضي الله عنهما قراءة تفهم ووقوف عند كل اية ويتلوهم عكرمة والظحاك ابن مزاحم. وان كان لم يلقى ابن يا ابن يلقى ابن عباس رضي الله عنهما وانما اخذ عن عن ابن جبير اما السدي رحمه الله فكان عامل الشعبي يطعن عليه. وعلى ابي صالح لانه كان يراهما مقصرين في النظر. ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول عن خلف والف الناس فيه كعبد الرزاق والفضل والمفظل وعلي ابن ابي طلحة والبخاري وغيرهم ثمان محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس اشتات التفسير وقرب البعيد كشف في الاسناد ومن المبرزين في المتأخرين ابو اسحاق الزجاج وابو علي الفارسي فان كلاهما منخول. واما واما ابو بكر النقا وابو جعفر النحاس فكثير ما استدرك الناس عليهما. وعلى سننهما وعلى سننهما مكي بن ابي طالب وابو العباس المهدوي المهدوي متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله وجوههم فمين نحمده جل وعلا ونسأله ان يمن علينا بفهم كتابه والعمل به وتعليمه والدعوة اليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالسنا في قراءة مقدمة تفسير المحرر الوجيز للعلامة ابن عطية الاندلسي رحمه الله تعالى وتقدم معنا مباحث تتعلق فظل كتاب الله جل وعلا وفضل قراءته. وكيفية عمل السلف مع هذا الكتاب ونأخذ في هذا اليوم باذن الله عز وجل اه فصلين احدهما في فظل تفسير القرآن. والثاني في شيء من احكام التفسير والكلام عن اشهر المفسرين قال المؤلف رحمه الله باب في فضل تفسير القرآن القرآن كلام رب العزة والجلال. والناس يحتاجون الى معرفة معاني هذا الكتاب فكم من لفظة تخفى على الناس معانيها ولو عرفوا معنى من معاني الاية فقد يخفى عليهم معان اخر وكم من انسان ظن ان الكتاب يدل على معنى فاذا به يدل على معنى اخر. وكم من اية ظن بقاؤها على عمومها وقد جاء ما يخصصها او ظن بقاؤها على اطلاقها فجاء ما والمتأمل في احوال كثير من الناس يجد انهم انما وقعوا في الظلال والخطأ بسبب تنزيلهم ايات الكتاب على خلاف مراد الله عز وجل. بل كم من دم سفك واموال سلبت واعراض انتهكت وحقوق اخذت بسبب تنزيل كتاب الله اياته على غير مراد الله جل وعلا. ومن امثلة هذا اننا نجد ان اصحاب العقائد المنحرفة سواء من الوعيدية او المرجية يستدلون بايات من الكتاب على عقائدهم ويكونون لم ينزلوها على مراد الله جل وعلا منها. وحينئذ يقعون في خطأ كثير ومن امثلة ذلك الاية التي تلوناها في درسنا السابق في قوله تعالى اثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. حيث قال بعظ المرجية هذا فيه دليل على ان اهل الايمان يتساوون في درجاتهم وان العبد لا يظره مع الايمان ذنب وانه وان ايمان الواحد منهم كايمان جبريل وميكائيل وابي بكر وعمر وهذا خطأ فان الله جل وعلا لم يجعلهم على مرتبة واحدة بل فرق بين الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات. مما يدل على انهم ليسوا على درجة واحدة. وهكذا نجد ان الوعيدية استدلوا بالنصوص الواردة في قتال المشركين والكفار فنزلوها على العصاة من المؤمنين وحكموا بكفرهم بناء على فهم خاطئ لهم في بعض ايات القرآن ورد في في التغليظ على بعظ الكبائر كما في قوله تعالى بعد ان اورد ايات الربا والله لا يحب كل كفار اثيم. ونحو ذلك واهل الايمان والتوحيد والسنة جمعوا بين النصوص والفوا بعضها مع بعضها الاخر وحينئذ عرفوا مراد الله جل وعلا بهذه الايات. فنزلوها على وفق شرع رب العزة والجلال. واما الكلام على لغة القرآن فالقرآن نزل بلغة العرب. اللغة الفصيحة اكثر القرآن على لغة قريش. وان كان قد يرد في بعض مواطنه شيء من لغات العرب الاخرى التي درجت عند غيرهم من قبائل العرب. قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقال عن القرآن بلسان عربي وهكذا من اراد ان يفهم القرآن فلا بد ان يكون محيطا بلغة العرب. بحيث اعرف معاني الالفاظ ويعرف النحو ليميز بين الفاعل والمفعول يميز بينما وهو من صلب الكلام وما هو وما يتعلق به الحكم الذي ورد في القرآني وكذلك لابد ان يعرف صيغ العموم وصيغ الاطلاق ويعرف كيفية تخصيص العمومات وهكذا يعرف انواع المنطوق وانواع المفهوم لينزل الله على مراده سبحانه وتعالى. واورد المؤلف في هذا الفصل عددا من الاخبار المرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم وان كان اهل الحديث لا يثبتونها الى ولا يثبتونها ولا يرون صحة تناديها للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يسقلها اسنادا. ولكن لها شواهد ولها ما يدل على صحة معناها وان لم يصح اسنادها ومن ذلك ما ذكره عن ابن عباس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي علم القرآن افضل. فان القرآن مشتمل على علوم متعددة. ففيه من علوم اخبار من مضى وفيه ايضا الاحكام الفقهية وفيه القصص والمواعظ وفيه اخبار ما سياتي واخبار يوم المعاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عربيته اي معرفة معانيه من خلال لغة العرب قال فالتمسوها في الشعر اي تعلموا معاني الالفاظ على مقتضى لغة العرب من خلال ما تكلموا به في احاديثهم ومن ذلك ما تكلموا به في الشعر. ولذلك نجد ان كثيرا من المفسرين وقال الياس بن معاوية ويلاحظ في هذا ايضا انه قد حرص على ان يأخذ العلم من اهله ولم يأخذ التفسير من اي احد وانما اخذه من الثقة الذي يعلم بانه ممن حمل دين يشيرون الى المعاني اللغوية للالفاظ القرآنية بذكر بعض الشواهد الشعرية التي تدل على مقصود والمعنى المراد من ذلك اللفظ. وقال ايضا اعربوا القرآن اي اي تكلموا به وانطقوا به واقرؤوه على وفق لغة العرب وكذلك قد يراد به تفهموا معانيه بمعرفة الدلالات اللغوية للالفاظ. قال والتمسوا وغرائبه فان القرآن قد اقتضت حكمة الله جل وعلا ان يجعل فيه الفاظا تكون غريبة على ان على بعض الناس وان لم يخفى معاني اي لفظ من الفاظ القرآن على جميع الناس ولذلك رغب فيه ان يلتمس معاني غريب القرآن. قال فان الله يحب ان يعرب اي ان تعرف معانيه بمعرفة لغة العرب. وفي هذا دلالة على ان الله عز وجل يحب وان المحبة من افعاله سبحانه وتعالى. والمحبة قد تكون للافعال قد تكون اه الاشخاص كما في قوله تعالى يحبهم ويحبونه. وكما قال تعالى والله يحب المتقين ويحب المحسنين ونحو ذلك من ايات القرآن ثم قال القاضي رحمه الله اعراب القرآن اصل في الشريعة. والمراد بذلك ارجاعه الى معانيه اللغوية والنطق به على مقتضى طريقة العرب في نطق الفاظها فان هذا اصل في الشريعة لان القرآن كما تقدم نزل بلغة العرب. قال لان بذلك اي باعراب القرآن معانيه وتعرف احكامه التي هي الشرع وهي دين الله جل وعلا ثم اورد عن ابي العالية وهو من مشاهير المفسرين من التابعين ومن علماء الشريعة في ذلك الزمان تفسير قوله تعالى ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. قال المراد بالحكمة الفهم في القرآن الحكمة في اصل لغة العرب يراد بها انزال الامور منازلها. ووضع الاشياء فيما يناسبها ومن ذلك ما يتعلق بفهم دلالات الفاظ القرآن فان من الحكمة ان تجعل لفظ القرآني دالا على المعاني التي جاءت بها او قصدت في الشريعة قال تعالى والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. يؤتي الحكمة من يشاء من عباده ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وقال قتادة بن دعامة وهو من كبار يا التابعين وقد توفي في سنة مئة وخمسين قال الحكمة هي القرآن والفقه فيه وقال غيره الحكمة تفسير القرآن. ولهذا ورد ورد تسمية سنة الرسول الله عليه وسلم باسم الحكمة كما في قوله تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله حكمة فان المراد بلفظ الحكمة هنا السنة. وذلك لان السنة تفسر القرآن المراد بالفاظه كما قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ثم نقل المؤلف عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه ذكر الصحابي الجليل جابر بن عبدالله بن حرام الانصاري. فاثنى علي رضي الله عنه عليه ووصفه بالعلم فقال له فقال رجل لعلي رضي الله عنه جعلت فداك. اي جعلني الله عز وجل كل سوء يحتمل وصوله اليك. تصف جابرا بالعلم وانت انت اي ان مكانة الصحابي الجليل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عالية في العلم. ولذلك ولاه النبي صلى الله عليه وسلم القضاء في عهده مع انه لم مع انه لم يبلغ السن اه لم يبلغوا السن الذي يكون في مجاراة كبار الصحابة و فكانه قال له تصف جابرا بالعلم وانت انت اي ومنزلتك في العلم ما قد علمنا فقال علي رضي الله عنه انه كان يعرف تفسير قول الله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن قال لرادك الى معاد. اي كأنه يقول بانني عرفت معنى هذه الاية منه مع معنى هذه الاية على كثير من الناس. قال ان الذي فرظ عليك القرآن اي اوجب عليك القرآن وانزلت اليك وجعله حتما في حقك لا رادك الى معاد. قيل بان المراد يردك الى مكة بعد ان اخرجت منها وقيل بان المراد به يردك الى يوم القيامة اليوم الذي تعاد فيه الارواح الى الابدان ان وقال الشعبي عامر بن شراحيل وهو من علماء التابعين. قال رحل مسروق مسروق ابن الاجدع ايضا من علماء التابعين وكان من تلاميذ عبدالله ابن مسعود قال رحل مسروق الى البصرة كان مسروق يسكن في الكوفة فرحل الى البصرة من اجل ان يعرف معنى اية في تفسير اية قيل له اي قيل لمسروق في البصرة لما وصل الى البصرة ان الذي يفسرها اي ان الذي اعلموا تفسير هذه الاية رحل الى الشام. فتجهز مسروق ورحل الى ذلك الرجل حتى علم تفسير هذه الاية فانظر الى مقدار ومنزلة تفسير كتاب رب العزة والجلال عند سلف الامة رحمهم الله تعالى سير كتاب الله جل وعلا وقال اياس بن معاوية وهو من التابعين او تابعي التابعين وقد اشتهر القضاء والذكاء. قال مثل الذين يقرأون القرآن ولا يعرفون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب. ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب. هذا تمثيل من اجل تقريب هذه المسألة الى الحان وتعريف بفظل تفسير كلام رب العزة والجلال. فقال مثل الذين يقرؤون قرآن اي يعرفون حروفه ويتمكنون من تلاوته لكنهم لا يعرفون تفسيره ولا يدرون ما المقصود من الفاظه كمثل قوم جاءهم كتاب اي رسالة من ملكهم ليلى فهذا الخطاب والكتاب موجه الى هؤلاء القوم وهم في الليل وليس عندهم مصباح يتمكنون من رؤية هذا الكتاب فقد يكون المراد به تخويفهم او المراد بهم انزال عقوبة بهم او جاءهم من جاءه يشي بهم ويتكلم فيهم ويقدح فيهم فتداخلتهم روعة اي انهم خافوا وارتاعوا بسبب هذا الكتاب فقد يكونوا سببا عقوبة تنزل بهم من ذلك الملك لا يدرون ما في الكتاب ويمكن ان يكون فيه عقوبة شديدة او فيه تكاليف عسيرة وهكذا مثل من يقرأ القرآن ولا يعرف المعاني التي اشتمل عليها هذا القرآن قال ومثل الذي يعرف تفسير القرآن كمثل رجل جاءهم اي اتى الى اصحاب هذه القرية بمصباح. فتمكنوا من ما في الكتاب وعرفوا ما فيه فحينئذ ترتاح قلوبهم وتهدأ نفوسهم لانهم قد علموا ما في الكتاب الذي ارسله اليهم ملكهم. وقال ابن عباس الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ومن علماء الامة في ذلك العصر قال الذي يقرأ يعني القرآن ويتمكن من تلاوته ولا يفسر اي لا يعرف المعنى المقصود من الايات القرآنية كالاعرابي الذي يهز الشعر اي انه يقرأه بدون ان في المعاني التي اشتملت عليها الابيات الشعرية وقال مجاهد احب الخلق الى الله اي ان اكثر الناس يحبهم الله بما انزل فان العلماء لهم منزلة رفيعة وقد رفع الله مكانتهم ومنزلتهم واساس علم هو كتاب رب العزة والجلال وكتاب الله جل وعلا لا يكون له المنزلة لا يكون للانسان منزلة الا معرفته ومعرفة ما اشتمل عليه المعاني وقال الحسن البصري هو من علماء التابعين توفي في سنة مائة وعشرة قال والله هذا قسم ما انزل الله اية الا احب ان يعلم او احب ان يعلم في من انزلت وما بها قل والله يقسم ما انزل الله اية اي من ايات القرآن الا وهو سبحانه وتعالى يحب بو ان يعلم الناس تلك الاية فيمن انزلت ما هو سبب نزولها وما يعنى وما يعني بها اي ما هي المعاني والمقاصد التي قصدها رب العزة والجلال بتلك الاية ثم نقل مرفوعا لا يفقه الرجل اي لا يفهم حكم الشريعة ولا يعرف مقاصدها وما كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها اي حتى يرى ذلك الرجل الفقيه ان للقرآن وجوها كثيرة ايات القرآن تأتي في مرات ويقصد بها معاني متعددة. وهذا من بلاغة القرآن فان القرآن قد يأتي باللفظ الواحد وتشتمل اياته على وجوه كلها مقصودة شارع ومن امثلة ذلك في قوله تعالى والله سميع عليم فالمراد بهذه الاية في قوله سميع انه يدرك المسموعات والاصوات. ويراد بها ايضا انه كما في قوله تعالى والله يسمع حاوركما والمراد بها ايضا انه يجيب دعوات الداعين. كما قال تعالى واصفا نفسه لسميع الدعاء ويراد بها ايضا انه يحفظ اولياءه المؤمنين كما في قوله تعالى انني معكما اسمعوا واراء وهكذا في قوله والله عليم حكيم. فالعليم يراد به انه علم بما مضى اه ويعلم ما سيأتي ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟ فهذه الانواع الثلاثة من العلم كلها ثابتة لرب العزة والجلال. وهكذا في قوله حكيم فانه يشتمل على الحكمة بوظع الامور فيما يناسبها. ويشتمل على معنى الحكم. والقوة فالله جل وعلا على لا راد لحكمه سبحانه وتعالى. وهكذا قد تشتمل الاية على معان متظادة وكل منها مقصود لله جل وعلا كما في قوله تعالى الا ان يعفون او يعفو الذي بيده عقدة النكاح. فقد قال بعضهم بان المراد به الزوج وقال اخرون الولي وحملها بعضهم على المعنيين. ومثله في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فانها تشتمل على معنيين اولهما اصحاب الولاية من الامراء وثانيهما اصحاب الفقه والاجتهاد من العلماء. بل قد تكون الاية تجتمع على معنيين متقابلين. كما في قوله تعالى وترغبون ان تنكحوا هن تشتمل على معنيين ترغبون في ان تنكحوهن وترغبون عن ان تنكحوهن كما فسرت عائشة رضي الله عنها الاية بذلك فقالت نزلت الاية في الرجل يكون عنده اليتيمة يرغب فيها لمالها وجمالها فيتزوجها ولا يقسطها في مهرها ونزلت في الرجل يكون عنده يتيمة لا يرغب فيها لجمال ولا مال فيزوجه من غير كفئها. ففسرت الاية بالمعنيين المتقابلين وهكذا نجد هذا في ايات كثيرة من كتاب الله عز وجل. لفظ واحد يشتمل على ان متعددة ومن ذلك الفاظ العموم. فاللفظ العام يشمل جميع وقال الحسن ابن الحسن ابن ابي الحسن البصري اهلكتهم العجمة اي ان السبب الذي جعل الناس يهلكون وتنزل بهم المصائب انهم ابتعدوا وعن معاني القرآن بسبب انهم حرصوا على تعلم اللغات والتكلم بها. وتركوا لغة العربية التي يفهم بها القرآن. فقال اهلكتهم العجمة يقرأ احدهم الاية فيعيى بوجوهها اي لا يعرف المعاني التي اشتملت عليها هذه الاية حتى يفتري على الله فيها اي يكذب على الله في تفسير معناها فوجد عنده امران اولهما الجهل بمعاني كتاب الله لكونه لم بلغة العرب والثاني والجريمة الاخرى ان يفسر كلام الله بغير مراد الله لان انه لم يفهم لغة العرب التي نزل بها القرآن. وبالتالي فسر اللفظ بغير مدلوله قال وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث فكانت هذه مجالس من سبقنا يبتدئونها بالعلم. فاولا يقرأون القرآن ثم بعد ذلك يقرأون شيئا من التفسير ويفسرون هذه الايات التي قرأت ثم بعد ذلك يسوقون عددا من الاحاديث النبوية الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولذلك ينبغي بالناس ان اشغلوا مجالسهم بقراءة ايات القرآن وبتفسير هذه الايات قال وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما من شيء الا وعلمه في القرآن. آآ كما قال تعالى عن الكتاب تبيان ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. فهذا القرآن قد اشتمل على جميع الاحكام الشرعية التي يحتاج اليها الناس. وهكذا قد اشتمل على الاصول التي تفهم بها العلوم قال ولكن رأي الرجل يعجز عنه. اي ان مجرد ما لديك من معرفة ورائي لا تمكنك من تفسير كلام رب العزة والجلال. ولا تمكنك من استخراج جميع العلوم من هذا القرآن ثم ذكر المؤلف بابا اخر فقال باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه المفسرين كما تقدم معنا ان تفسير القرآن امر مهم جدا. وفهمه يزيد ايمان الانسان ويمكنه من العمل باحكامه ويجعله يقارن بين الايات القرآنية الواردة في موضوع واحد. ومن هنا تميز اهل العلم بكونهم يشتغلون بتفسير القرآن تدارسا له وتدريسا. ولهذا بز ابن عباس اقرانه فان عمر رضي الله عنه كان له مجلس خاص بعلماء شريعة فكان ابن عباس يحظر معهم وهو لم يبلغ العشرين من عمره ان بعض الصحابة من هؤلاء العلماء تكلموا في ابن عباس وقالوا لنا ابناء مثل ابن عباس. فلما لم يحضر ابناءنا مع انه قد احضر ابن عباس فاراد عمر رضي الله عنه ان يظهر لهم فضل ابن عباس رضي الله عنهم ويبين لهم ما السبب الذي جعله يطلب منه ان يحظر في اجلسه فسأل من في المجلس عن تفسير قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فبعضهم فبعضهم قال اهذا اخبار بالفتح وامر بالتسبيح مما هو ظاهر لفظ ولم يلتفتوا الى المعاني التي من اجلها نزلت هذه الايات فلما سكتوا سأل عمر رضي الله عنه ابن عباس عن هذه الايات فقال هو اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره الله ببلوغه اياه. فقال عمر رضي الله عنه والله ما اعلم ومن هذه الايات الا كما ذكرت. فانظر كيف جعل المعيار في تفضيل هذا الصحابي كونه قد علم ايات القرآن وعرف المراد بتفسيرها. وهذا شاهده من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم ابن قد دعا ابن عباس فقال اللهم علمه التأويل. والتأويل يراد به تفسير الكلام المراد منه ثم فدل هذا على فضيلة التفسير وفضيلة المفسرين وعظم اجرهم ورفعة مكانتهم وانه ينبغي بالانسان ان يستشير في اموره من كان عالما تفسير كتاب الله سبحانه وتعالى لا فان هذا القرآن هو رأس الحكمة وهو اعلى درجات العلم وهو الذي يستنبط منه ما معيارا لحياة الانسان يقوده الى ما فيه خيره وصلاح احواله دنيا واخرة قال المؤلف باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن اي ما هو المنهج في هذا؟ وما هي الطريقة في تفسير هذا الكتاب؟ وكيف يفسر هذا وكذلك ذكر شيئا من احكام جرأة غير المختصين في تفسير القرآن عليه. ثم ذكر اه شيئا من مراتب المفسرين اي درجاتهم ثم ذكر عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كلام الله الا ايا بعدد علمهن اياه جبريل ففي هذا دلالة على انه لا يحسن بالانسان ان يفسر القرآن وهو غير عالم بطرائق تفسير القرآن او غير عالم بالمعاني المقصود من ذلك اللفظ. وكان الصحابة يعنون بتفسير القرآن ويبذلون فيه الاوقات الكثيرة كما ورد عن ابي عبدالرحمن السلمي رحمه الله انه قال كان من يقرؤنا من الصحابة رضوان الله عليهم اذا تعلموا عشر ايات لم يتجاوزوهن حتى يعلموا ما فيهن من العمل والعمل. وورد عن ابن ابن عمر رضي الله عنهما انه ظل السنين عديدة يتدارس في سورة البقرة من اجل ان يعرف الفاظها ويحفظها ومن اجل ان علم معانيها وما اشتملت عليه من الاحكام الاصل في تفسير كلام رب العزة والجلال ان يفسر بايات القرآن. فان القرآن يصدق وبعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا. ولذلك قيل في قوله تعالى كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا اي ان بعضه يفسر ويفصل بعضه الاخر وفي قوله تعالى كتابا متشابها مثاني اي يصدق بعضه بعضا ويثنى فيه مرة بعد اخرى وهكذا مما يعلم به تفسير كلام الله عز وجل معرفة الاحاديث النبوية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن. ومثال تفسير القرآن بالقرآن في قوله تعالى ان الله يأمر ان تذبحوا بقرة فانها فسرت بالايات التي بعدها بانها لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك. وبانها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. وبانها لا دلول تثير الارض ولا مسلمة ولا مسلمة تسقي الحرث لا شية فيها. فحينئذ هذه الاية فسرت الاية الاخرى ووظحت المراد منها واما امثلة تفسير القرآن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فكما في قوله جل وعلا واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي. الا ان القوة الرمي. فهذا تفسير لهذه الايات ونماذج تفسير الكتاب للكتاب وتفسير السنة للكتاب كثيرة متعددة. وهكذا مما يفسر به الكتاب ان يفسر باجماع الصحابة او من بعدهم. وقد قيل في قوله تعالى اذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا ان الصحابة اجمعوا على ان المراد بها القراءة في الصلاة. وهكذا من طرائق تفسير القرآن ان يفسر بقول الواحد من الصحابة الذي لم يوجد له مخالف منهم وتفاسير الصحابة في ذلك كثيرة متعددة ومن ما يفسر به القرآن اللغة العربية. فان القرآن نزل بلغة العرب كما تقدم و اورد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفسر من كتاب الله الا ايا بعدد اي ايات قليلة من اجل ان تفهم عنه وتبقى معانيها في صدور من يستمع اليه. وكان يقتصر على ما علمه اياه جبريل من تفسير ايات القرآن. فاذا كان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا شأنه في القرآن ان يتوقف في معاني عدد من الايات فلا يفسرها لا يذكر الحكم فيها حتى ينزل اليه الوحي فيعرفه بمعاني ايات الله. وانظر مثلا بقول الله جل وعلا لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير للظرر والمجاهدون في سبيل الله. فان كلمة غير اول الظرر لم تنزل اول ما نزل الاية فجاء ابن ام مكتوم فقال يا رسول الله ان الله يقول لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهد دون في سبيل الله فانتظر صلى الله عليه وسلم ولم يبادر له بتفسير الاية حتى نزل في هذه الاية غير اولي الظرر ومن امثلة ويلاحظ هنا ان الرجل مع فظله ومكانته قد يخفى عليه شيء من معاني كلام رب العزة والجلال. ومن امثلة هذا ما ورد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه عباس انه قال ما عرفت معنى قوله تعالى الحمدلله الذي فطر السماوات والارض الا بعد ان استمعت الى اعرابيين في بئر فقال احدهما للاخر ابي هو فطرها اي ابتدأ حفرها قبل غيره وابتدى انشاء هذه البئر هذا لا يغظ من مكانة كتاب الله جل وعلا بل يكون من الاسباب الداعية لان يطلب الانسان معاني ايات قرآنية وان يبذل الجهد فيها. ان يبذل الجهد فيها. قال ما كان رسول الله من كتاب الله لايا بعدد علمهن اياهن جبريل قال القاضي ابو محمد ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحوهما ما في القرآن ما في القرآن مما يحتاج الى التفسير على انواع قسم استأثر الله عز وجل بعلمه فلا يعلمه احد من الخلق. ومن امثلة ذلك كيفية الصفات فان اصل الصفة معلوم بلغة العرب ولكن ما هي الكيفية التي تكون عليها صفات بالعزة والجلال هذا يجهله الناس. والنوع الثاني من انواع ما في كتاب الله جل وعلا ما يعلمه العلماء. وما يعرفه العلماء. والثالث ما يعرفه العرب من لغتهم. والرابع ما يعرفه عموم الناس. فقال ابو محمد معنى هذا الحديث في مغيبات القرآن اي في المعاني التي غيبها الله عز وجل عن الناس فلم يجعلها ظاهرة في كتاب الله عز وجل. وهكذا ايضا تفسير مجمل والمراد بالمجمل ما لا يتضح المراد منه قال مما لا سبيل اليه الا بتوقيف من الله تعالى. فان بعض الايات لا يمكن ان نعرفها الا بوحي من عند رب العزة والجلال قال ومن جملة مغيباته اي علومه التي غيبها الله عن الناس ما لم يعلم الله به ومثل لذلك بوقت قيام الساعة ونحوه فان الله قد استأثر بذلك كما في قوله ان الساعة اتية كما في قوله تعالى ان الساعة لاتي اكاد اخفيها ومنها ما يستقرأ من الفاظه اي ما يمكن ان يعرف المراد منه والمعنى المقصود به من استقراء الالفاظ بتتبع الايات التي وردت في ذلك. ومن امثلة هذا عدد نفخات في الصور فانه قد ذكر في ايات متعددة ونفخ في الصور فتبين لنا ان بعض هذه الايات عند موت الناس والان نفخة الاخرى تكون عند بعثهم من قبورهم هكذا ايضا فيما يتعلق بالاحكام الفقهية قد يكون الحكم مقسما على من محال حدده فلا يمكن ان يعرف المراد منه الا باستقراء هذه الايات والالفاظ الواردة في ذلك وكرتبة خلق السماوات والارض. اي ايهما خلق اولا فان الايات التي وردت في ذلك لابد من استقرائها. من اجل معرفة هذا المعنى ثم اراد المؤلف ان يحذر من تفسير القرآن لمن لا يعرف طريقة تفسير فان تفسير القرآن ليس بامر اعتباطي وانما يبنى على قواعد ووصول واضحة ويبنى على معاني الالفاظ المعاني العربية للالفاظ آآ الواردة في النصوص. ولذلك من لم يعرف قواعد الاستنباط اه كالفاظ العموم وكطرائق وانواع المنطوق والمفهوم فهذا لا يجوز له ان يفسر لانه ليس اهلا لذلك ومثله من لا يعرف معاني الالفاظ العربية لا يجوز له ان يفسر القرآن وهؤلاء انما يفسرون باراء مجردة. والقرآن لا يجوز تفسيره الا باصول يستند اليها. ولذا ورد من تكلم في القرآن برأيه اي من فسر القرآن برأي مجرد بدون ان يكون تندا الى اصل من اصول التفسير فحين اذ يعد مخطئا لانه قد تكلم على الله بلا علم ولو وافق قوله المعنى الذي اراده الله عز وجل. لانه قد تجاوز الحد المشروع في حقه فانه يعد مخطئا لانه سلك طريقا وهو غير مؤهل لذلك الطريق قال القاضي ابو محمد ومعنى هذا؟ يعني هذا الحديث ان يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه اي يقفز ويعلو السور سور القرآن وسور فهم معاني القرآن برأي مجرد من رأس لا يستند فيه الى اصل من الاصول المتقدمة. وبدون ان ينظر في اقوال العلماء في تفسير تلك الاية وفيما يكون على وفق قواعد الفهم استنباطا مما اقتضته قوانين العلوم من علوم النحو واصول والاصول وحينئذ قد يفسر الانسان بما يختص به لكن لا يتجاوز موطن اختصاصه. ولهذا ليس قال المؤلف لا يدخل في هذا الحديث من النهي عن الكلام في تفسير القرآن بالرأي ان يفسر لغويون الفاظ القرآن بلغة العرب وان يفسر النحات ما فيهم من النحو فانهم قد على اصول مقررة عندهم. وهكذا ليس مما ورد في الحديث تفسير الفقهاء لمعاني كتاب بالعزة والجلال. وانما هؤلاء يعملون بالقواعد الواردة عندهم في تفسير ايات الكتاب يكونون حينئذ لم يقولوا برأي مجرد وانما قالوا باجتهاد مبني على قوانين العلم والنظر وبالتالي لا يكون هذا ممن قال في القرآن برأي مجرد قال المؤلف وكان جلة او جلة من السلف كسعيد ابن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن اي يهولون امره ويشددون فيه ويتوقفون عنه وراعاه فلا يفسرونه تورعا اي خوفا من ان يدخلوا فيما ليس لهم. واحتياطا لانفسهم مع كونهم من العلماء الذين عندهم علم عظيم وقد ادركوا وتقدموا وكان جلة من السلف عددهم يفسرونه. اذا عندنا منهجان منهم من اجتنب تفسير القرآن من اجل الا يلحقه من المأثم بينما اكثر آآ السلف يفسرون القرآن وهم ابقوا على المسلمين في ذلك اي لا زال تفسيرهم باقيا عند المسلمين في هذا الباب ثم اورد المؤلف شيئا من طبقات المفسرين طبقات المفسرين فالطبقة الاولى طبقة الصحابة رضوان الله عليهم فانه قد اثر تفسير ايات عديدة من كتاب رب العزة والجلال. فقال فاما صدر مفسرين اي مقدمهم والمؤيد فيهم فعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقد ورد عنه رضي الله عنه انه خطب في الناس فقال فقال لم يختصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من العلم دون الناس لا فهما يؤتاه الرجل في القرآن ويتلوه عبدالله بن عباس فانه قد كان ترجمان القرآن واشتهر بتفسير كتاب رب العزة والجلال وابن عباس تأخر زمانه ولذلك اثر عنه في التفسير شيء ثم ابن عباس اشتغل بالعلم وتدريسه. ولم يشتغل بغيره بخلاف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فقد اشتغل بالامور العامة في امر ولايته. ولذا قال وهو يعني ان ابن عباس تجرد للامر اي لم يشتغل بشيء اخر انما اشتغل بالعلم وبتفسير كتابي وكمله اي كمل التفسير وتتبعه واي بحث عن معاني الايات القرآنية في لغة العرب وفي الالفاظ التي تكلموا بها افراد الناس. قال وتبعه العلماء عليه يعني ان من بعد ابن عباس قد سار على طريقته فكان هذا من اسباب كثرة نقل التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن امثلة العلماء الذين تبعوا ابن عباس ونقلوا كثيرا من تفسيره مجاهد ابن جبر وسعيد بن جبير وغيرهما فهؤلاء من علماء التابعين حرصوا على نقل تفسير ابن عباس. قال والمحفوظ عنه يعني عن ابن عباس في ذلك يعني في تفسير القرآن اكثر من المحفوظ عن علي رضي الله عنه. لما تقدم تأخر عهد ابن عباس وعدم اشتغاله بغير العلم وقال ابن عباس ما اخذت من تفسير القرآن فعن علي رضي الله عنه. وكان علي ابن ابي طالب طالب يثني على تفسير ابن عباس كيف لا وهو صحابي جليل ويحض على الاخذ عنه اي يرغب في ان يؤخذ التفسير منه انا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول نعمة ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ترجمان الذي يوضح معانيه المقصود به قال وابن عباس هو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين ان الله علمه المعاني الدقيقة في دين الله عز وجل. قال وحسبك بهذه الدعوة يكفيك هذه الدعوة فانها اذا استجيبت كفت باذن الله عز وجل ومما ورد في فضل ابن عباس ما اثنى به ابن عب اه ما اثنى به علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. حيث قال ان ابن عباس كانما ينظر الى الغيب من ستر دقيق ثم اورد المؤلف طبقات التفسير من غائر هؤلاء المشهورين. فقال ويتلوه يعني يتلوه عليا وابن عباس عبدالله بن مسعود الهذلي وهو ممن اكثر صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فنقل عنه تفسيرا كثيرا ابي ابن كعب وزيد بن ثابت فهؤلاء من كتاب الوحي وعبدالله بن عمرو بن العاص فانه قد كان يكتب الوحي في كتب بجواره شيئا من تفسير ايات القرآن. وكل ما اخذ عن الصحابة فحسن ومتقدم اي كل اي ان كل ما اثره الناس ونقلوه عن الصحابة في باب تفسير القرآن فاننا نقبله ونعرف حسنه ومن المبرزين اي الظاهرين في التابعين الحسن ابن ابي الحسن وهو المتوفى سنة مائة وعشرة ومجاهد بن جابر وسعيد بن جبير وعلقمة وهكذا ورد بعدهم فضائل في طبقات التفسير. فقال قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل اية وهذا يدلك على فضل ابن عباس وحرص اهل الزمان الاول على الاستفادة من علمه قال ويتلوهم اي يتلو هذه الدرجة والطبقة عكرمة. والظحاك بن مزاحم. وان كان لم يلقى ابن عباس رضي الله عنهم لانه قال وانما اخذ عن ابن جبير فابن جبير سعيد ابن جبير هو الذي نقل الى عكرمة هذا تفسير وعكرمة هو مولى ابن عباس وعاش مع ابن عباس وحضر كثيرا مع من معه. ولهذا فان عكرمة يظهر انه قد اخذ شيئا كثيرا من ابن عباس في تفسير كلام رب العزة والجلال قالوا واما السدي والمراد به السدي الكبير رحمه الله. فكان عامر الشعب يطعن عليه ان فيه وفيه روايته. وعلى ابي صالح والسبب في هذا انه كان يراهما اي ان الشافعي يرى ابن اه اذ كان يراهما ان يرى ان السدي وعلي ابن ابي صالح مقصرين في النظر. وبالتالي يثبتون معالي قبل ان ان يتموا النظر فيها قال المؤلف ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف اي انتدبوا الى فهم القرآن والمعرفة المعاني التي اشتمل عليها. فحمل تفسير كتاب الله عدول كل عدول كل خلف اي افضل من جاء في كل زمان هم الذين يشتغلون بتفسير القرآن ثم بعد ذلك وبعد التناقل الشفوي لتفسير القرآن وجدت المؤلفات والا لطال الاسناد فيها. ومن امثلة ذلك ما كتبه عبد الرزاق في هذا الباب عبدالرزاق بن همام الصنعاني وهكذا ما كتبه المفظل الظبي وهكذا ما كتبه علي ابن ابي طلحة والامام البخاري محمد ابن اسماعيل فانه قد جمع شيئا كثيرا من اثارهم وهؤلاء وتفاسير هؤلاء تفاسير جيدة. ولكن لم تستوعب الايات القرآنية من جهة وهكذا ايظا اعتمدوا على قدرة القارئ على فهم ما يريدونه قال والف الناس فيك عبدالرزاق والمفظل وعلي بن ابي طالب والبخاري وغيرهم. ويلاحظ ايضا ان ما كتبه هؤلاء في التفسير ليس امرا مستقلا ليس شيئا مستقلا وانما كتبوه تبعا لما يكتبونه من املاءات قال المؤلف ثمان محمد بن جرير الطبري امام المفسرين رضي الله عنه ورحمه جمع على الناس اشتات التفسير كانت اشتات التفسير وتفاسير الصحابة متفرقة بين هؤلاء فجمع ابن جرير على الناس اشتات التفسير اي ما تفرق من التفسير وقرب البعيد. وشفى في الاسناد اي اعني ابن جرير بذكر اسانيد اقوال الصحابة والتابعين ومن المبرزين اي الظاهرين من المتأخرين ابو اسحاق الزجاجي او الزجاج وهو وان كان من علماء النحو الا انه اثر عنه شيء في تفسير القرآن. وكذلك ابو علي الفارسي وهذا ايضا من علماء اللغة من علماء اللغة وقد عنوا بتفسير الكتاب قال واما ابو بكر النقاش وابو جعفر النحاس فهؤلاء تآخر زمانهم الفوا كتابين في التفسير لكن المؤلف لا يرتضي ما ورد في هذين الكتابين لانه قد فاتهم شيء كثير من التفسير مما جعل بعض الناس يستدرك الامر عليهما وهكذا قال فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما اي على الطريقة التي تماثل طريقة هؤلاء الصحابة سار مكي بن ابي طالب وابو العباس المهدوي والفا في ذلك تأليف التفسير. متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور. لانه لا يخلو بين ان يكون مصيبا فيكون له اجران وبين ان يكون مخطئا فيكون له اجر واحد ولذا قال وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونظر وجوههم وبهذا نعرف شيئا من الاسباب التي اوجدت جرأة على تفسير اه على التفسير تقدم معنا انه انما يؤخذ العلم من اهله. ولا يجوز ان يستند في علم شرعي لا من ليس من اهل ذلك الفن. وبالتالي نكون قد انهينا ما يتعلق هذين المبحثين في تفسير كلام رب العزة والجلال ولعلنا ان نترك انزال على سبعة احرف في يوم اخر. بارك الله فيكم جميعا. ووفقكم الله لخيري الدنيا والاخرة. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين