هذا العدد قد كان الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح يصلون جماعات بامام من يصلي لكل جماعة امام وهناك جماعات متعددة مما يدل على كثرة حفظة القرآن ويدل على ذلك ان المعارك التي وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مات في فيها من حفظة القرآن العدد الكثير حتى قيل بانهم بلغوا سبعين في يوم اليمامة عشان بيخلص المسافة الحمد الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال ابن عطية فالاندلسي رحمه الله تعالى باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره. كان القرآن في مدة النبي صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال. وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريدة وضرر. وفي لحاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة اشار عمر بن الخطاب على ابي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة ان يموت يا خلق رأتك ابين وزيد وابن مسعود. فيذهب فيذهب. فندب الى ذلك زيد ابن الحارث فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه. وروي ان في هذا الجمع سقطت الاية في اخر براءة. حتى وجدها عند خزيمة ابن ثابت وحكى الطبري وانها انما سقطت له في الجمع الاخير. والاول اصح. وهو الذي حكى البخاري الا انه قال فيه مع ابي خزيمة الانصاري رضي الله عنه وقال ان في الجمع الثاني فقد زيد اية من سورة الاحزاب من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوجدها مع خزيمة بن ثابت وبقيت الصحف عند ابي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده. ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الافاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف يبين وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الاحرف التي انزل انزل القرآن عليها فلما قدم حذيفة من غزوة ارمينية حسب ما قد ذكرنا انتدب عثمان لجمع المصحف وامر زيد بن ثابت بجمعه وقرنه بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام وعبدالله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما وقال الطبري فيما روى انه قرن زيد ابانا ابن سعيد ابن العاص وحده وهذا ضعيف وقال الطبري وارضاه ان المصحف الذي كانت التي كانت عند حفصة جعلت امام من في هذا الجمع الاخير وروي ان عثمان رضي الله عنه قال لهم اذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش. فاختلفوا في التابوت في ابوه والتابوت فقرأه زيد بن ثابت بالهاء والقريشيون بالتاء فاثبته بالتاء وكتبت وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان ونسخ ونسخ ونسخ ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها الى الافاق وامر بها وامر بما سواها من المصاحف ان تحرق وتخرق وتروى الحاء غير منقوتة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن. وراوية الحاء غير منقوصة غير منقوتة ورواية الحاء غير منقوطة قال القاضي ابو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم منه ومن تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر ان ترتيب الايات في السور ووضع البسملة في الاوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في اول براءة تركت بلا بسملة وهو احد ما قيل في براءة. وكذلك مستقصى وذلك مستقصى في موضعه موفى ان شاء الله تعالى. وظاهر الاثار ان ان السبع الطوال الطول والحوام والمفصل كان مرتبا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم. وكان في السور ما لم يرتل وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب. واما شكل المصحف ونقطه فروي ان عبدالملك بن مروان امر به وعمله. فتجرد ذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وامره وهو الى وامر وهو والي العراق الحسن ويحيى ابن يعمر بذلك والا فاثر ذلك كتابا في القراءات. جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط. ومشى الناس على ذلك زمنا طويلا الى ان الف ابن مجاهد كتابه في القراءات. واسند الزبيدي في الطبقات الى المبرد ان اول ما نقطة النصح ان اول من نقط المصحف ابو الاسود الدولي وذلك ايضا ان ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر يعمر وذكر ابو الفرج ان زياد بن ابي سفيان امر ابا الاسود بنقط المصحف وذكر الجاحظ في كتاب الامصار ان نصر بن عاصم اول من نقط صاحف وكان يقال له نصر الحروف. واما وضع الاعشار فيه فمر به فمر بي في بضع في بعض التواريخ ان مأمون العباسي امر بذلك وقيل ان الحجاج فعل ذلك. وذكر ابو عمرو الداني عن قتادة انه قال بدأوا بنطق بدوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالانكار قال رحمه الله باب في ذكر الالفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق. اختلف الناس في هذه المسألة. فقال ابو عبيدة غيره ان في كتاب الله تعالى من كل لغة. وذهب الطبري وغيره الى ان القرآن ليس فيه لفظة الا وهي عربية صريحة وان الامثلة والحروف التي تنسب الى سائر اللغات انما اتفق فيها وتواردت اللغتان. فتكملت فتكلمت بها عظيمة في اصحاب مسيلمة قتل مسيلمة وقتل كثير من اصحابه. وفي المقابل قتل كثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثير منهم كانوا من القراء الذين يحفظون القرآن العرب والفرس او الحبشة بلفظ واحد. وذلك مثل قوله تعالى ان ناشئة الليل. قال ابن عباس نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنها قوله ومنه قوله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته. قال ابو موسى الاشعري كفلان ضعفان من الاجر بلسان الحبش وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في القصورة انه الاسد بلغة الحبشة الى غير هذا من الامثلة. قال القاضي ابو محمد رحمه الله والذي قوله ان القاعدة والعقيدة هي ان القرآن نزل بلسان عربي مبين. فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا افهمها الا من لسان اخر. فاما هذه الالفاظ وما جرى مجراها فانه كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض ومخالطة لسائر الالسنة بتجارات وبرحلتي قريش كسفر مسافر بن عمرو بن ابي عمرو بن امية بن عبد شمس الى الشام وكسفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكسفر عمرو بن العاص رضي الله عنه عمارة ابن الوليد الى ارض الحبشة وكسفر الاعشى الى الحيرة صحبته لنصاراها مع وكونه حجة في اللغة. فعلقت العرب العرب بهذا كله الفاظا اعجمية. غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت الى تخفيف ثقل العجمة. واستعملتها في اشعارها ومحاوراتها. حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقعها وقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فان جهلها عربي فما كأثم. احسن الله اليك فان فان احسن الله اليكم فان فان جهلها عربي ما فك جهله الصريح الصريح ما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس رضي الله عنه انهما معنى فاطر الى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الالفاظ انها في الاصل اعجمية لكن لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب اليه الطبري من ان اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل احداهما اصل والاخرى فرع في الاكثر. لانا لا ندفع ايضا جواز الاتفاق قليل قليلا شاذا. قال رحمه الله نبذة مما قال العلماء في اعجاز القرآن. اختلف الناس في اعجاز بما هو؟ فقال قوم ان التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات. وان العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق. وفيه وقع عجزها قال قوم ان التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الانباء الصادقة والغيوب المسرودة وهذان القولان انما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه. واما من هو في ظلمة في ظلمة كفره. فانما يتحدى يتبين له بينه وبين نفسه عجزه عنه وان البشر لا يأتي بمثله ويتحقق مجيئه من قبل المتحدي. فكفار عربي لم يمكنهم قط ان ينكروا ان رصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل محمد صلى الله عليه وسلم. فاذا تحديت بمثل ذلك عجزت فيه علم كل فصيح ظرورة ان هذا نبي يأتي بما ليس في قدرة البشر الاتيان به. الا ان يخص الله تعالى من يشاء من عباده وهذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه. وان التحدي انما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة مات من حفظة القرآن في يوم اليمامة سبعون قارئا حافظا للقرآن. وقد كان اظافي زمن النبي صلى الله عليه وسلم في بعظ المعارك ارسل النبي صلى الله عليه وسلم اعدادا وفيرة من فاضي ووجهي ووجه اعجازه ان الله تعالى قد احاط بكل شيء بكل شيء علما. واحاط بالكلام كله علما. فاذا ترتبت اللفظة من قرآن علم باحاطته اي لفظة تصلح ان ان تلي الاولى. وتبين المعنى بعد المعنى. وتبين المعنى بعد المعنى. ثم كذلك من اول القرآن الى اخره. والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول. ومعلوم ضرورة ان بشرا لم لم يكن قطا قط فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة. وبهذا النظر يبطل قول من قال ان العرب كان في قدرته ان تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه. والصحيح ان الاتيان بمثله هذا القرآن لم يكن قط في قدرة واحد من المخلوقين ويظهر الى ذلك قصور البشر في ان الفصيح منهم يصنع خطبة او قصيدة. يستفرغ فيها جهده لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لاخر نظيره نظيره. فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل. وكتاب الله تعالى لو لو نزعت منه لفظة. ثم ادير لسان العرب في ان يوجد احسن منها لم يوجد. ونحن ونحن ونحن تبين لنا البراعة في اكثره. ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام. الا ترى ميز الجارية في وميز الفرسدقي نفس جرير في نفسي ذي الرمة ذي الرمة ونظر الاعرابي في ونظر الاعرابي في قوله عز فحكم فقط الى كثير من الامثلة اكتفيت بالاشارة اليها اختصارا. فصور قيام الحجة بالقرآن على العرب انه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم وقال فاتوا بسورة من مثله. قال كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا اتي بمثله؟ فلما تأمل وتدبره ميز منه ما ميز الوليد ابن المغيرة حين قال والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون. وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه ان لا يقدر بشر على مثله. وصح عنده انه من عند الله فمنهم من امن واذعن ومنهم من حسدك بجهل وغيره ففر الى القتال ورضي بسفك الدماء عجزا عن المعجز عن المعارضة حتى اظهر الله تعالى دينه ودخل جميعهم فيه ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الارض قليل من العرب يعني الكفر. وقامت الحجة على العالم بالعرب. اذ كانوا ارباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالاطباء وفي معجزة موسى بالسحرة. فان الله تعالى انما جعل معجزات الانبياء في الوجه الشهير ابرع ما يكون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذي اراد اظهاره. فكان السحر في مدة عيسى قد انتهى الى غايته وكان الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه تفظل علينا بانزال كتابه فكان منهج حياة نسعد به ونفوز دنيا واخرة اه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه على اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا هو المجلس الخامس من مجالسنا في قراءة مقدمة الفقيه بن عطية الاندلسي صاحب تفسير المحرر الوجيز رحمه الله تعالى وكنا فيما سبق ذكرنا معنى الحروف السبعة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم انزل القرآن على سبعة احرف ونبتدأ في درسنا هذا في شيء يتعلق بتاريخ المصحف. وقد ذكرنا ان المقدمات التي توضع للتفاسير تشتمل على عدد من المعاني. منها فضل القرآن واهمية التفسير ومنها منهج ومنها قواعد التفسير ومصادر التفسير والتعريف المصطلحات وتاريخ كتابة المصحف وتاريخ تفسير القرآن. ولعلنا الان ان نتحدث عن الجزء الاخير المتعلق النواحي التاريخية في هذا الموضوع ولذا قال المؤلف باب او باب ذكر جمع القرآن وشكله جمع القرآن اي وضعه في مصحف واحد وشكله اي وضع الحركات اليه ونقطة اي نقطة الحروف وتحزيبه اي وضعه على احزاب واقسام وتعشيره هو مماثل للتحزيب وان كان التحزيب يكون بالاجزاء والاحزاب والتعشير يكون بوضع الاثمان الاربع قال المؤلف كان القرآن في مدة النبي صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن عدد كثير من الصحابة. وما ورد من الاخبار انه لم يحفظه الا اربعة او خمسة هذا المراد به ان المتكلم يقصد قبيلته. لم يحفظ لم يحفظ القرآن من قبيلته الا حفظة القرآن يعلمون الناس العلم والقرآن وبعضهم تعرض للقتل كما في حادثة بئر معونة. قال وقد كتب الناس منه يعني هناك من يحفظ القرآن وهناك من يكتب كتب الناس من الايات القرآنية وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ كتابا يكتبون الوحي فكانت كتابتهم ليست مجتمعة في مصحف واحد بل متفرقة بعضهم كتبا في صحف وهي ما يكتب فيه من اه الجلود جلود الكاغد التي كانوا يعتادون كتابة فيها للرسائل ونحوها. وبعضهم كان يكتب الاية في الجريد وهو فرع النخلة الذي يأتي منه العسب. فكانوا يكتبون الايات القرآنية في مثل ذلك بعضهم يكتبه في الظرر والظرر نوع من انواع الحجارة. كانوا يجعلونه على شكل حاد اذا لم يجدوا سكينا ذبحوا به بهائمهم. وفي اللي خاف واللي خاف ايضا نوع من انواع الحجارة كن مستوية يتمكنون من الجلوس عليها. ويكتبون ايضا في الخزف وهو الطين الذي نشف بعد ويبس بعد تعرضه لحرارة النار قال وغير ذلك اي وكانوا يكتبون الايات القرآنية في غير ذلك. فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة يوم اليمامة هو معركة المعركة التي قتل فيها مسيلمة الكذاب. وقد قام معه جماعات كثيرة من قومه وممن يتعصبون له وآآ تحرزوا في حصن اليمامة ارسل او ففتح الحصن بواسطة بعض الصحابة فحصلت مقتلة انا كاملا. فلما مات هذا العدد الوفير من حفظة كتاب الله اشار امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصحابي الجليل الخليفة الراشد ابي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن اي بوضع مصحف واحد يشتمل على جميع ايات القرآن. بحيث تكون آآ تكون مرجعا ومصدرا يرجعون اليه عند الاختلاف. يؤمن بذلك من وقوع شيء من النقص من كتاب الله عز وجل. والمعنى في هذا انه خشي ان يموت اشياخ القراءة وبالتالي يموت معهم هذا الكتاب وقد يوجد فيه شيء من النقص والزيادة الاذى والتحريف. ومن امثلة الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن ابي ابن كعب وزيد ابن حارثة وزيد ابن ثابت وابن مسعود فخشي اذا مات هؤلاء ومن يماثلهم ان القرآن فاتفق رأي ابي بكر مع عمر في ذلك وكان في اول الامر مترددا يقول كيف اعمل امرا لم يعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم خشي ان يكون فعله نوعا من انواع الابتداع آآ بين له عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان هذا يتوافق مع النصوص العامة التي جاءت في الشريعة بحفظ القرآن. ومن حفظه تقييده وكتابته. واستدل له ايضا بان النبي صلى الله الله عليه وسلم اتخذ جماعة من الصحابة كتابا يكتبون الوحي فندبا اي كلفا بذلك زيد بن ثابت الانصاري رحمه الله تعالى ورضي عنه يجمع القرآن وكان زيد من حفظة القرآن. لكنه لم يكتفي بحفظه في قراءة القرآن فاشترط فيه شرطان في كل اية يكتبها ان يوجد ان يوجد ذلك محفوظا عند الصحابة وان يجد اصلا مكتوبا من زمن النبوة يعتمد عليه اذا لم يجد احد هذين الامرين فانه لا يكتبه. فجمع كتاب الله عز وجل المؤلف يقول بانه جمعه غير مرتب السور وهذا يختلف مع ما يقرره علماء القرآن بان بان جمع زيد ابن ثابت كان مرتبا على حسب هذا الترتيب. ويرون ان هذا الترتيب هو من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي ان شاء الله زيادة بيان له. وبعد تعبه شديد من زيد رضي الله عنه. وذلك انه اشترط هذين الشرطين الغليظين الذين احتاجان منه الى عمل كثير. قال وروي ان في هذا الجمع سقطت الاية من اخر براء لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فان قل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. اي انهم كانوا يحفظونها لكن انهم لم يجدوها مكتوبة عند احد من الصحابة. ولذلك تحرزوا وتحرجوا كيف يكتبونها وهم لم يجدوها مكتوبة مع انها كانت محفوظة لهم في صدورهم حتى زيد ابن ثابت عند خزيمة ابن ثابت وفي بعض الروايات قال عند ابي خزيمة وحكى فحينئذ لما وجدها مكتوبة عند خزيمة توافقت مع شرطه فيما يكتبه ومن ايات كتاب الله عز وجل. وحكى الطبري انها انما سقطت له في الجمع الاخير الذي حصل في زمن عثمان كما سيأتي ولكن هذه الرواية ليست صحيحة وانما الرواية الاولى ان انما كان في الجمعة الاولى التي حصلت في عهد ابي بكر رضي الله عنه. ولذا قال المؤلف الاول اصح اي الرواية التي فيها ان ذلك كان في الجمعة الاولى عند او على عهد بابي بكر رضي الله عنه وهو الذي حكى البخاري في صحيحه الا انه قال فيه مع ابي خزيمة الانصاري لم يقل خزيمة ابن ثابت وقال مع ابي خزيمة وبعضهم تكلم انما في لفظة ابي وقال بان الصواب مع خزيمة وقال ان في الجمع فقد زيدنا اية من سورة الاحزاب من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. اي لم يجدها مكتوبة انها كانت مكتوبة في المصحف الاول الا انه في الجمعة الثانية ايضا اشترط ان يستند في كل لفظة في القرآن الى كتابة وحفظ لا يكفي احدهما عن الاخر. فوجدها مع خزيمة ابن ثابت لما كتب زيد رضي الله عنه الصحف ابقاها عند الخليفة ابي بكر الصديق رظي الله عنه ثم لما مات ابو بكر اخذها عمر ابن الخطاب الخليفة بعده وولاية ابي بكر استمرت سنتين ولاية عمر اكثر من عشر سنوات ثم لما مات عمر رضي الله عنه انتقل المصحف عند حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان ثم بعد ذلك اصبح هناك مصاحف اخرى كل واحد من الصحابة يكتب مصحفا وبعض هذه المصاحف يكتب فيها الصحابي روايته وبعض التفاسير التي اخذها من النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت هذه المصاحف في الافاق المصاحف التي كتبها بعض الصحابة ومن ذلك مصحف ابن مسعود وغيره من الصحابة كذلك مصحف ابي وما كتب عن الصحابة الذين كانوا بالشام وغير ذلك. لكن هذه المصاحف فيها نوع اختلاف بسبب ان هؤلاء الصحابة قد ادخلوا الفاظا على جهة التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم تفسير فظنوها من القرآن. وحينئذ كان هناك اختلاف في المصاحف حسب السبعة وكان ايضا هناك اختلافات بحسب القراءات والحروف تبعها التي انزل القرآن عليها. فلما ذهب حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه الى غزوة ارميني وجد ان ان الصحابة والتابعين الذين شاركوا في تلك الغزوة عندهم مصاحف. وهذه مصاحف فيها شيء من الاختلاف فقدم حذيفة الى عثمان رضي الله عنه وذكر له ذلك فان جذب عثمان لجمع المصحف وحرص عثمان ان يكتب وان ينسخ من المصحف الاول صحفة توزع على الامصار ليكتب الناس هذه المصاحف فتتفق كلمتهم. وامر زيد ابن ثابت بجمعه فانه هو الذي جمعه اول مرة. وفي الحقيقة هو ليس بجمع في المرة انما هو نسخ نسخ اخرى من المصحف الاول للمصاحف الفروع التي يرسل الى الامصار. وان كان قد اراد ان يتوثق من خلال ان يتأكد من مطابقة ما كتبه في المصحف الاول مع ما يوجد في حفظ الصحابة ويوجد في الكتابات التي كانوا يكتبونها في اه اللي خاف والجريد والخزف ونحو ذلك طلب من عدد من الصحابة ان يساعدوا زيد ابن ثابت في ذلك. وكان ممن طلب منهم رضي الله عنه ان يكتبوا المصحف مع زيد ابن ثابت سعيد ابن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث ابن بني هشام وعبدالله بن الزبير. وهؤلاء من قريش. وهناك عدد من الصحابة من قريش ومن غير قريش من الانصار وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما. وقال الطبري فيما روى انه قرن بزيد ابن ثابت ابان ابن سعيد ابن العاص وحده الاولون ذكروا انه ابن العاص والده اخوه عمرو ابن العاص. وهذا الطبري جعله جعل الابن هو الذي قرن ابي زيد ابان ابن سعيد ابن العاص وهذه الرواية ليست باسناد الرواية الاخرى. وبالتالي قيل بان هذا فيه نظر وبعضها ولذلك ضعفه المؤلف وبعض اهل العلم قال بانه قد اشترك وابوه سعيد وكلاهما من اهل العلم والفضل. وقال الطبري ايضا ان الصحف التي كانت عند حفصة جعلت اماما اي اصلا ينقلون منه هذه المصاحف التي كتبوها في الجمع الاخير. ورؤي ان عثمان رضي الله عنه قال لهؤلاء الصحابة الذين يكتبون المصحف الذي فعل ذلك. وقال قتادة بدوا فنقطوا ثم خمسوا. نقطوا اي وضعوا النقاط على الحروف ثم خمسوا اي وضعوا التشكيل والحركات ثم شاروه اي وضعوا التعاشير والاحزاب. وهذا كالانكار يعني يقول ينبغي ان لا اذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش لان القرآن نزل بلغة قريش فان النبي صلى الله عليه وسلم منهم ولذلك وهذا في الفاظ تتشابه في الكتابة ولكنها تختلف في طريقة النطق. ومن امثلة ذلك اختلافهم في قوله جل وعلا قال اية ملكه ان ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال مساوى ال هارون تحمله الملائكة. فان كلمة التابوت يراد بها الصندوق. يراد بها الصن وكان بعضهم يقرأها التابوه بالهاء وبعضهم يقرأها بالتاء المنطق قوطة المفتوحة. فكان زيد ابن ثابت وهو من الانصار يقرأها بالهاء. والقرشيون يقرؤونها بالتاء وكلاهما تدل على نفس المعنى. ولكن الكلام في الرغبة في توحيد القراءة اثبتوا هنا التاء لانها لغة قريش. وكتب المصحف على ما هو عليه اي في بهذه كتابه الموجودة اليوم والباقية الى قيام الساعة. غابر الدهر ولذلك فقط كلمة الفقهاء في جميع الازمنة على المنع من تعديل طريقة الرسم اسم العثماني واوجب ان يكون القرآن بهذا الرسم. لان لا يفتح مجال للاختلاف والتضاد والتنازع في هذا الباب. ولان هذا الرسم هو الذي اجمع عليه الصحابة رظوان الله عليهم. ولذا بقيت كذلك. وان كان بعضها ليس متوافقا مع رسم المشهور عند الناس. ولذلك لا يصح ان نغير هذا الرسم وان نكتبه بالرسم الاملائي المتعارف عليه. وبهذا ظهرت قرارات وفتاوى العلماء واللجان الفقهية في عصرنا الحاضر. ونسخ عثمان رضي الله عنه من هذا الاصل الذي كتب نسخا متعددة بعدد الامصار الموجودة في ووجه بهذه النسخ الى الافاق. وامر بما سواها من المصاحف التي اذ الناس والتي كتبوها من مصاحف الصحابة المتقدمين امر ان تحرق اي ان توضع في النار حتى تحترق. او تخرق اي تمزق وتقطع حتى لا يبقى منها شيء و قال مرة بعضهم رواها بالحاء تحرق وبعضهم رواها بالخاء تخرق. ثم تدفن وبعضهم قال بانه جمع بين الامرين خرقها ثم حرقها ثم دفنها وبالتالي يقول بان الرواية بالجمع بين المعنيين ويبقى هنا مسألة متعلقة بترتيب المصحف. هل هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم او فنقل المؤلف عن الباقلاني بان ترتيب السور من فعل زيد ابن ثابت ومن معه وليس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه يقول بانه قد تأيد هذا باجماع الصحابة فمن بعدهم. ولذلك فان هذا الترتيب آآ سور القرآن مجمع عليه بين الصحابة. ومن ثم منعوا من اه تغييره لانه من مواضع الاجماع القول الذي اشتهر عند اهل العلم ان هذا الترتيب هو من زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وانه من قبله صلى الله عليه وسلم ولا شك ان ترتيب الايات داخل السورة هو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فانه اذا نزلت اية قال اجعلوها في سورة كذا عند ذكر كذا. فيأمرهم بترتيب الايات في قل السور فهذا محل اتفاق ان هذا الترتيب بين الايات ترتيب بالوحي له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الاختلاف في الترتيب بين السور. والباقي كما ترون يرى ان الترتيب كان من فعل الصحابة لكن وقع عليه الاجماع فوجب اعتماده وحرمت مخالفته. وغير الباقلاني يرى ان هذا الترتيب كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي كان يحفظ القرآن ويقرأه. والصحابة في عهد النبوة يحفظ كثير منهم القرآن. ويقرأونه مرتبا. وهذا الترتيب ترتيب واحد وحينئذ هذا يدل على ان الترتيب بين السور كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على هذا ان جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان القرآن حتى دارسه في السنة الاخيرة القرآن مرتين هذه المدارسة لابد ان تكون مرتبة حتى يتمكن من انهاء هذه المدارسة. ولا نعلم من الترتيب الا هذا الترتيب الذي بين ايدينا. ولذا فان الاظهر والارجح ان ترتيب سور القرآن كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وانه كان بوحي من الله جل وعلا. وذكر الباقلاني ان ترتيب الايات في السور ووضع البسملة في اوائل السور هو من النبي صلى الله عليه وسلم. والبسملة اية من القرآن. لكنها ليست من من السور وانما اوتي بها للفصل بين سور القرآن. ويدلك على ان هذا الامر مظبوط من قول عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم في سور القرآن لم لم يسقطوا البسملة الا في سورة التوبة سورة براءة. لانهم هكذا نقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ولما لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك اي وضع البسملة في اول سورة التوبة براءة تركت سورة براءة بلا بسملة وهذا احد ما قيل في براءة. ثم قال المؤلف بان ظاهر الاثار الواردة عن الصحابة في زمن النبوة بل ظاهر الاحاديث النبوية ان السبع الطوال وهي السبع الاوائل في سور القرآن من البقرة وال عمران والنساء المائدة والانعام والاعراف وهذه السور منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالسبع الطوال معروفة في عهد النبوة. ومرتبة بهذا ترتيب وهكذا الحواميم التي تبدأ بحا ميم كانت معروفة وكانوا يقولون بان يقرأ في صلاة كذا بالحواميم. وهكذا المفصل. والمفصل السور والقصار من سور القرآن. والجمهور على انها تبتدأ من سورة قاف. فهذا فصل كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه اني لاعرف السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها من سور المفصل ولكن المؤلف يرى ان غير هذه السور يوجد فيها ما لم يقع ترتيبه من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القول قول خاطئ وليس بصحيح على ما ترجح قبل ذلك قال واما انتقل للبحث في الحركات التي توضع على الكلمات. والنقط التي توضع على الحروف. فان الكلمة يتغير معناها ولفظها تغير حركاتها ونقطها. ولذلك كانوا في الزمان الاول يحفظون القرآن فاذا قرأوا هذه المصاحف عرفوا قراءتها وعرفوا طريقة نطقها ثقة ما فيها من الحروف المنقوطة وغير المنقوطة بمجرد قراءتها لحفظهم للقرآن لكنهم بعد ان ذهب القرن الاول احتاج الناس الى وضع هذه الحركات والنقاط من اجل ان يكون مميزا لهم في الحروف فيتمكنون من االفرق بينها؟ من الذي قام بشكل المصحف ونقطه؟ هل هما مشروع واحد او انهما عملان متغايران. بدأ بالتشكيل ثم وبعد ذلك التنقيط. قال المؤلف روي ان عبد الملك ابن مروان امر ذلك وعمله. فتجرد لذلك اي انه قام بهذا العمل الحجاج بمدينة واسط وجد فيه اي اخذه بحزم وعزم وزاد تحزيبه اي وضع آآ وظع آآ الاحزاب وتقاسيم الاجزاء فيه قال وامر يعني الحجاج وهو والي العراق الحسن البصري ويحيى ابن يعمر ذلك والف اثر ذلك يعني يحيى ابن يعمر كتابا في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط وما خالفه. ومشى الناس على ذلك اي على هذه نقاط على الحركات زمنا طويلا. واقتصروا في القراءات على ما ذكره ابن يعمر ثمان ابن مجاهد كتب كتابا في القراءات فاعتمد الناس كتابة ابني مجاهد. قال وهناك من يقول بان المبرد وهو من ماء الزمان الثاني ان قال بان اول من نقط المصحف هو ابو الاسود الدؤلي وابو الاسود كان في زمن امير المؤمنين علي رضي الله عنه. وذكر ايضا ان ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى ابن يعمر. فيمكن ان يكون النقط قد جاء على مرتين مرة في في عهد ابي الاسود ومرة في فعل يحيى والحسن. وذكر ابو الفرج ان الذي امر ابا الاسود الدؤلي بنقط المصحف هو زياد بن ابي سفيان. وهناك من قال بان فعل حسن هو في التشكيل وفعل ابي الاسود هو في النقط. وذكر الجاحظ وهو ليس ممن يعتمد عليه في هذا الباب ان نصر بن عاصم هو اول من نقط المصاحف. وذكر الجاحظ انه لذلك كان يقال له نصر الحروف. واما وضع التعاشير في القرآن فهذا كأنهم كانوا في الزمان الاول يرغبون ان يختموا القرآن اما في شهر رمضان او في جميع الشهور. ولذلك رغبوا ان يجعلوه ثلاثين جزءا ان يجعلوه ثلاثين جزءا. ثم قسموا كل جزء الى حزبين وقسموا كل حزب الى اربعة اعشار اربعة اعشار فيكون في كل جزء ثمانية اعشار وذلك ان كثيرا من اهل الزمان الاول كانوا يصلون في الليل ثماني ركعات. فكانوا يضعون لكل ركعة عشرا. ليختموا القرآن في شهرهم. ويلاحظ في هذه الاعشار انه يركز فيها على الايات ابيهات بحيث يوضع العشر عند الاية التي يوجد لها ما يشابهها مع وجود فرق يسير فيها من اجل ان ينتبه قارئ القرآن وحافظ القرآن للفروق هذه الايات يقول المؤلف مر بان المأمون هو الذي امر بوظع هذه الاعشاب. وقيل بان الحجاج هو اجعل في المصحف شيء من خارجه. وان لا تدخل فيه الاجتهادات التي ليست من القرآن ثم عقد المؤلف بابا في الالفاظ في مسألة هل يوجد في القرآن الفاظ اعجمية ليست من لغة العرب او لا يوجد ذلك فقال باب في ذكر الالفاظ اي الكلمات التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق فهل في القرآن شيء من الكلمات غير العربية او لا؟ وذلك انه من ان القرآن عربي. كما دلت على ذلك النصوص في مثل قوله تعالى انا انزلناه عربيا لكننا نجد في القرآن الفاظا يتكلم بها غير العرب مثل لفظة البساتين ومثل لفظة اه ناشئة التي يتكلم بها اهل الحبشة فقال المؤلف اختلفت مواقف العلماء من ذلك. فطائفة قالت هي مشتركة بين اللغتين وهذا نجده في بعض الالفاظ التي تشترك فيها عدد من اللغات مثلا لفظة السكر نجد ان عددا من اللغات تنطق السكر بهذا اللفظ او قريبا منه فيقول اصحاب هذا القول بان هذه الالفاظ العجمية العرب يتكلمون بها يتكلمون بها فهي من هذا الجنس الكلمات المشتركة بين اهل لغتين. وهناك من قال بان هذه الحروف هي حروف موجودة او كلمات من لغات اخرى في الاصل ان اهل العربية نقلوها الى لغتهم. وتحدثوا بها واصبحت لفظا شائعا عندهم فهي عربية لان العرب تكلموا بها. وبعضهم قال هي عربية لان العرب لما نقلوا وضعوها على اوزان كلامهم. ولم يبقوها على الوزن الاعجمي لتلك الكلمات. قال المؤلف فقال ابو عبيدة وغيره ان في كتاب الله تعالى من كل لغة اي كلمات من جميع اللغات. وحينئذ هذا احد الاقوال في المسألة ان القرآن فيه الفاظ عجمية لكنه عربي لان الكلام يحكم عليه بجملته لا بشيء بفرد من افراده هناك قول اخر يقول بان القرآن ليس فيه اي لفظ الا اذا كان ابيا صريحا. واما هذه الكلمات المنسوبة الى اللغات الاخرى فهي من اللغات فهي من الكلمات المشتركة التي تكلم بها العرب وتكلم بها غيرهم فهو من توارد اللغة على الكلمة الواحدة. فتكلمت بها العرب والفرس او العرب والحبشة بلفظ واحد لذلك بقوله تعالى ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا. فناشئة هي في الاصل كلمة من كلمات الحبشة لذا قال ابن عباس ناشئة بلغة العجم اي القيام من والقيام في الليل بعد نوم سابق. هكذا قال ابن عباس بان اللغة بان الكلمة من لغة الحب باشا ولذلك امثلة كثيرة مثلا في قوله يؤتكم كفلين من رحمته. قال ابو موسى هذه الكلمة حبشية وفي قوله فرت من قسورة ان المراد بالقسورة قال ابن عباس هي الاسد بلغة الحبشة وتوسط المؤلف في هذا فقال بان هذه الكلمات وان كانت في الاصل من لغات اخرى غير اللغة العربية لكنها دخلت في لغة العرب واصبح العرب يتكلمون بها وجعلوا وعلى اوزان لغتهم. فاصبحت جزءا من هذه اللغة. فقال ان القاعدة هي ان القرآن نزل بلسان عربي مبين كما دلت عليه النصوص. فليس في القرآن كلمة ولا لفظة لا يفهمها العرب وتخرج عن كلام العرب فلا تفهمها الا بالترجمة. واما هذه الفاظ فانها دخلت في كلام العرب واصبحوا يتكلمون بها وان كانت في الاصل من غير لغتهم فان العرب كانوا يخالطون الامم الاخرى واهل اللغات وهذه المخالطة تجعل هناك تداخل في استعمال بعض الالفاظ. ومثل لذلك بعدد من اثر عنه انه كان ينتقل الى آآ بلدان اخرى فيها من يتكلم لغات اخرى غير العربية. فصحبة هؤلاء لاهل هذه البلدان جعلتهم يتكلمون معهم بشيء من لغاتهم. فعلقت هذه اللفظات بلغة العرب. واصبحت جزء جزءا من كلام العرب ويدل على هذا ان العرب وزنوا هذه الالفاظ باوزانهم ينقصون حرفا ومرة يغيرون ترتيب الحروف. ومرة يغيرون حركات الكلمة وذلك ان اللغة العجمية فيها ثقل بالنسبة للسان الاعرابي واللسان العربي من اخف الالسن نطقا. ولذلك خففوا في هذه الكلمات. واستعملوا هذه الكلمات في كلامهم وفي اشعارهم وفي محاوراتهم ومجادلاتهم حتى اصبحت جزءا من اللغة جرت مجرى اللفظ العربي الصريح. وعلى ووقع بها البيان فان من تكلم بها فهم انه وعرف العرب معاني كلامه. وعلى هذا الحد يعني ان القرآن نزل بلغة العرب يعني بما يستعمله العرب من الالفاظ سواء كان اللفظ في اصله عربيا او كان على غير ذلك. فلو قدر انه جاءنا احد العرب وقال عندنا في القرآن كلمة اعجمية انا لا اعرفها ولا اميز ما المراد بها. قيل له بان جهل بعظ العرب لمعنى كلمة لا يعني انها ليست عربية ولذلك نجد ان عددا من الكلمات العربية يجهلها العربي من الكلمات التي كلمت بها القبائل آآ الاخرى ومن امثلة هذا ما ورد عن ابي بكر وعمر في الاب وفي غيره وما ورد عن ابن عباس في كلمة فاطر الى غير ذلك فهي كلمات عربية ومع ذلك لم يفهمها هؤلاء لانهم لم على لسانهم وان كانت معروفة عند القبائل الاخرى وحينئذ هذه الالفاظ هي في الاصل اعجمية. لكن العرب استعملتها وادخلتها على لسانها وجعلتها على موازين كلامها فعربتها. فاصبحت عربية من هذا الوجه. وبهذا تجتمع الاقوال التي وردت في هذه المسألة. واما القول بان هذه الكلمات مما اتفقت فيه اللغتان فهذا فيه بعد وذلك ان انه يبعد ان تشترك اللغتان في كلمة واحدة ولابد ان تكون الكلمة تنطلق من من اهل لغة فينقلها اهل اللغة الاخرى. اما ان يتفق اهل اللغتين على النطق بالكلمة الواحدة في المعنى الواحد فهذا بعيد. هكذا استبعده المؤلف. ولكن لو نظرنا الى عدد من اللغات المشتركة في الاصل. فان لغة ادم واحدة ولغة نوح واحدة. ثم بعد ذلك تفرعت اللغات من اللغة الام. ايا كانت هذه اللغة الام. فتفرعها من اللغة الام قد يجعل بينها الفاظا مشتركة تنطق في كل آآ لغة. وآآ المؤلف قال يمكن وجود هذا الاتفاق بين اللغات لكنه قليل نادر بل شاذ والاصل والاكثر ان تكون الكلمة قد وجدت في لغة ثمان اللغة الاخرى نقلوها الى لغتهم ثم تكلم المؤلف بعد ذلك عن اعجاز القرآن القرآن معجز والعرب عجزت ان تأتي بمثل هذا القرآن ولاعجاز القرآن اوجه متعددة منها الوجه المتعلق بالبلاغة والفصاحة التي اعجزت العرب ان يأتوا بمثله وهكذا ايضا الاعجاز في المعاني. ولعلنا ان نتكلم عن الجزء من الاعجاز موافقة للمؤلف فقال المؤلف اختلف الناس في اعجاز القرآن بما هو؟ لماذا كان القرآن معجزة؟ فان الله تعالى تحدى الخلق ان يأتوا بمثل هذا القرآن. قل لئن اجتمعت الجن والانس على لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ايش؟ لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم بعض ظهيرا. وتحداهم ان يأتوا بسورة من امثال سور القرآن وتحداهم ان يأتوا بعشر سور من سور القرآن. فهذا فعجزوا دليل عظيم على صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حيث انه مع وجود التحدي ومع وجود الرغبة لديهم في تكذيب هذا النبي. ومع محاولاتهم صد الناس عن الاستجابة له لم يستطع احد منهم ان يأتي بمثل هذا القرآن. فقال قوم من الاشاعرة بان التحدي ليس بالفاظ القرآن التي بين ايدينا. وانما هو بالمعاني القديمة. لانهم يرون ان الكلام هو المعاني النفسية. ولا يرون ان الكلام هو الاصوات والحروف. وهذا المذهب بنوه على بيت شعر ورد عن الاخطلان قال ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا. ولكن كثيرا من اللغة يشكك في نسبة هذا البيت للاخطل. ثم ان هذا البيت انما قاله شاعر نصراني فكيف يستدل به على امر عقدي من عقائد اهل الاسلام و هم قد ظلوا في معنى كلمة الله التي القاها الى مريم. فاذا كانوا ظلوا في كلمة فكيف يجعلون مستندا في تفسير الكلام. والصواب ان الكلام هو الاصوات والحروف الملفوظة. ويدل على ذلك نصوص عديدة من الكتاب ومن السنة ومن اشعار العرب ومن اتفاق الفقهاء واتفاق اهل اللغة. واورد نماذج من الادلة في هذا الباب قال الله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله جعل الكلام هو المسموع وهو الالفاظ والحروف. واما المعاني النفسية فانها ليست مسموعة فلا تكونوا كلاما ويدل عليه ايضا ما ورد في قصة مريم عليها السلام حينما نذرت للرحمن صوما. فقالت لن اكلم اليوم انسيا. ومع ذلك اشارت الى عيسى فهي نذرت الا تتكلم. ثم اشارت والاشارة فيها معنى نفسي. فدل هذا اعلى ان المعاني النفسية ليست من الكلام. ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال ان الله تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل به او تكلم ففرق بين حديث النفس الذي هو المعاني وبين الكلام. ويدل على ذلك اجماع الفقهاء فانهم اجمعوا على ان من اضمر في نفسه معاني اه كان قد حلف الا يتكلم انه لا يعد حانثا في يمينه فهو نفى الكلام ووجد عنده معان نفسية فلم تسمى كلاما. واما اجماع اهل اللغة فانهم يقسمون ام باقسام الاصوات والحروف؟ ولذا قال ابن مالك كلامنا لفظ مفيد ولم يقل معي عن النفسية الادلة في هذا كثيرة متعددة والمراد سوق نماذج منها. وحينئذ هؤلاء الذين قالوا ان التحدي وقع بالمعاني النفسية قالوا هذا من تكليف العرب بما لا يطيقونه وهذا ايضا غير مقبول. اذ كيف يتحداهم بما بما يعلمون انهم لا يقدرون عليه. وهذا ايضا ناشئ من اه قال فيه يعني في هذا المعنى الذي هو ايجاد معاني مماثلة اصل المعنى في القرآن هو الذي عجزت عنه العرب. وهذا كلام خاطب بل العرب عجزت عن ان يأتوا بمثل هذه والكلمات التي وصلت الينا. فالمقصود ان اساس هذا المذهب مبني على اصول باطلة طيلة مخالفة لطريقة الشرع وللغة العرب. وقال قوم بان التحدي للناس ان يأتوا بمثل هذا القرآن او بعشر سور منه او بسورة وقع بما نقل ليناه من كتاب الله تعالى. بعضهم قال بان الاعجاز الذي عجزوا عنه والاعجاز التاريخي فان القرآن قد جاء باخبار سابقة وباخبار لاحقة. فهؤلاء القوم لن يتمكنوا ان يصلوا الى هذه الاخبار. ولذا قالوا بان الاعجاز كان في الانباء الصادقة من انباء من سبق والغيوب المسرودة من الاخبار التي لم يطلع عليها الناس. وهذا القول قد رده المؤلف ايضا. فقال وهذان القولان انما يرى العجز فيه انما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد في نفسه. وبالتالي لا ممكن ان يكون التحدي على هذا المنوال لان التحدي في اصله موجه لغير المسلمين وليس موجه موجها للمسلمين. وبالتالي فان العجز في هذين لا يمكن ان يجعل عليهما ولذلك فان كفار العرب لم لم يتمكنوا من ان ينكروا البلاغة وعلو المنزلة في هذا القرآن من جهة ترتيبه ونظمه وفصاحته. وهذه الفصاحة قد قرأها عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم. فاذا تحدي العرب ان يأتوا وبمثل هذا الكلام الذي يقرون بفصاحته وبحسن ترتيبه وسمكه كانت المعجزة في هذا الباب. وحينئذ يعلم كل فصيح بان الذي اتى بهذا الكلام العظيم الذي يعجز عن الاتيان بمثله نبي من عند الله عز وجل يجب ان يصدق لان بشر مهما اختلفت قدراتهم يعجزون ان يأتوا بمثل هذا القرآن. و يدلك على هذا اذا تأملت ايات القرآن وجدت ان الحرف والكلمة تستخدم فيما يناسبها من السياق. فالسياق الذي يحتاج الى لفظ قوي بليغ وكلفظ قوي يؤتى فيه بمثل ذلك. اللفظ الذي لا يحتاج لذلك يؤتى فيه بلفظ فيه ليونة، فلفظة الهلاك وكم قصمنا هذه الفاظ قوية، اتت في المعنى الذي يماثلها بينما لفظ النجاة ولفظ آآ الهداية هذه الفاظ سهلة يسيرة على اللسان اوتيت فيما يناسبها. بل اننا نجد ان الاية الواحدة تنتقل من طريقة في النطق الى طريقة اخرى بحسب المعاني التي تراد. وانظر لذلك مثلا قوله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. هذه الفاظ الرقيقة. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فهذه الالفاظ التي في اخر الاية ناسبت المقام وفي جزالتها وقوة لفظها واستعمالها للحروف التي فيها قوة ليونة. وهكذا ايضا نجد ان المعنى الذي يساق له الكلام مع الالفاظ التي سيق آآ سيقت ما في ذلك السرد. ولهذا قال فان التحدي انما وقع بنظم القرآن وصحة المعاني التي اشتمل عليها وتوالي وتتابع ضعف صاحة الفاظه ثم ذكر الوجه في اعجاز القرآن فقال بان الله تعالى قد احاط بكل شيء ان علماه وعرف وعلم جميع المعاني في الالفاظ. واحاط بالكلام كله علما فاذا ترتبت اللفظة من القرآن علم سبحانه بإحاطته اي لفظة تصلح ان استخدم في ذلك السياق. وما هي اللفظة المناسبة لان تكون متوالية مع الله التي قبلها بحيث يبين بعض الكلام معنى بعضه الاخر ثم انك اذا قرأت القرآن من اوله الى اخره وجدت الاتساقا في الكلمات وفي لا تجد كلمة متنابية او سياقا اه ركيكا ومن المعلوم ان ان البشر وان البشر عندهم نسيان وعندهم ذهول وعندهم لمعاني بعض الالفاظ فان كلامهم لن يبلغ درجة فصاحة القرآن وذلك ان الشخص العربي لا يحيط بجميع الكلمات ولا تكون كل الكلمات حاضرة في ذهنه عندما يريد ان يتكلم بخلاف رب العزة والجلال فهو قد احاط بالكلمات واحاط بمعانيها سبحانه وتعالى. ولذا كان ينتقي من الالفاظ ما مع المعاني التي سيق الكلام من اجلها. فبهذا جاء نظم القرآن على الوجوه في الغاية القصوى من الفصاحة. واشار المؤلف بعد ذلك الى قول اخر في هذا الباب وهو ان بعض المعتزلة قال بان العرب كانوا قادرين على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ولكن الله صرفهم عن ذلك ولم يجعل ذلك من اهتمامهم ومن شغلهم. فقال بان العرب كان في قدرتها ان تأتي بمثل القرآن. لكن لكنهم صرفوا عن هذا وشغلوا عنه. فلذلك لم يأتوا بمثل هذا القرآن. وهذا الكلام كلام باطل وذلك ان العرب ان العرب لما جاءهم القرآن اهتالوا منه نفوسهم وتأثروا منه كثيرا. ولذلك فان الصحيح ان عجز العرب عن اتيان بالقرآن لما فيه من الخصائص من جهة البلاغة والفصاحة ونحوها وليس من جهة ان العرب صرفوا عن ذلك. فلم يكن قط في قدرة قدم من المخلوقين ان يأتي بمثل هذا القرآن لا قبل نزوله ولا في اثناء نزوله ولا بعد نزوله ويدلك على اننا اذا يدلك على ذلك اننا اذا قارنا ايات القرآن بما اثر عن العرب حتى قبل نزول القرآن لا نجد وجه مشابهة بين هذين الكلامين ويدلك على هذا ان الواحد من العرب قبل الاسلام كان يتكلم بالقصيدة ثم يجلس سنة كاملة ينقح فيها ويعيد النظر فيها ويتأملها ومما يدلك على ان انهم كانوا يحتاجون الى شيء من اه شيء من استحضار الالفاظ التي تغيب عن اذهانهم اثناء الكلام الذي تكلموا به. ويدل على هذا ان الفصيح من العرب ربما وظع خطبة او قصيدة وقد استفرغ فيها جهده وقلب فيها رهوف ثم بعد ذلك تجده تجده يعدل فيها وينقح فيها وقد يعطيها لغيره فنجده يقدم له نصائح في كيفية ترتيب ذلك الكلام. ثم اننا من ينتقد ذلك الشعر وتلك الخطبة لا زال وتبقى هل نظر ومحل انتقاد وترجيح مما يدلك على ان العرب لم يكونوا ممن يتمكن من الاتيان بمثل لغة العرب وبمثل كتاب الله عز وجل وكتاب الله لو نزعت منه لفظة لو اخذت لفظة فاردت ان تبدلها بلفظة اخرى لم تصل الى درجة البلاغة والفصاحة من الكلمة التي كانت موجودة فيه وهكذا لو اخذت اية من القرآن واخذت احد المعاجم الكبرى في لغة العرب اردت ان تختار كلمة من ذلك المعجم لتكون في ذلك السياق. لم تجد سنة من الكلمة التي نزل بها الوحي. وهذا مما يدلك على البراعة في كتاب الله جل وعلا وفي مرات نعرف وجه البلاغة والفصاحة ويتبين لنا المعنى والسبب في ذلك وفي مرات نغفل عنه نحكم بان هذا اللفظ احسن الالفاظ واجودها ها ولكن لا ندري ما سببه يخفى علينا وجه فصاحة ذلك اللفظ لماذا لاننا عندنا من القصور في فهم اللغة وفي فهم القرآن وبما لم يوجد آآ كثير منه عند العرب الاوائل. فلا شك ان رتبتنا في فهم اللغة العربية اقل من رتبة اولئك. وهكذا نحن اقل منهم في تذوق اللفظ العربي. وفي معرفة معانيه وفي جودتي قريحة وفي التمييز بين انواع الكلام لما استخدم الفعل ولم يستخدم الاسم ماذا جعل السياق جملة؟ ولم جعل الحال آآ مفردا ولم يجعله جملة. هذا اصلا كثير من الناس لا يتأملونه عند قراءة القرآن. لماذا؟ لان العربية عندهم ظعيفة اشار المؤلف الى ان كثيرا من الاشعار والقصائد يوجد من يقترح بعضا احسن من الالفاظ التي تكلم بها الشاعر والخطيب. واذا ميزت ذلك وجدت ان ما اقترحوه في محله بخلاف ايات القرآن. واشار المؤلف الى قصة تروى في قوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله فقرأها القارئ والله غفور رحيم. فكان هناك اعرابي فقال بان قراءة فانتقد على القارئ قراءته فعاد القارئ فقرأها والله عزيز حكيم فوافق الاعرابي مع انه لم يكن ممن يقرأ القرآن. وقال عز فحكم فقطع اما لو غفر ورحم لما قطع. الى كثير من الامثلة التي تتوافق مع هذا وذكر المؤلف ان صور قيام الحجة بالقرآن على العرب انه لما جاء محمد الله عليه وسلم بقوله فاتوا بسورة من مثله. قال كل فصيح انا سآتي بسورة مثل هذا القرآن فكان هذا من اسباب تأملهم وتفكرهم في القرآن وقيام الحجة عليه فهي كان الواحد منهم يقول ما الذي يعجزني ان اتي بالقرآن؟ فلما تأمله وتدبر ما فيه من المعاني وتفكر فيه من وتفكر فيما فيه من الفصاحة والجزالة حينئذ توقف ولم يسر على ما قصده من الرغبة في الاتيان بمثل هذا القرآن ولذا ورد عن المغيرة اه عن الوليد ابن المغيرة اه والد خالد ابن الوليد انه قال والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة ولا بالجنون ووصفه بان اعلاه مغدق ووصفه باوصاف كثيرة وانه لن يأتي بمثله كاهن ولا ساحر ولا شاعر وحينئذ كل من استمع للقرآن من اصحاب الفصاحة والبلاغة يميز انه من عند الله عز وجل وانه يعجز البشر ان يأتوا بمثل هذا القرآن. وحينئذ يكون هذا دليلا من الادلة على ان هذا الكتاب من عند الله عز وجل. وهذا هو الذي جعل كثيرا منهم يؤمن ويذعن لما في كتاب الله عز وجل. ومن ابى انما ابى تقليدا لغيره. او حسدا منه للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه او تكبرا كيف يكون متبوعا كيف يكون تابعا غيره هو المتبوع. فهذه الاسباب ونحوها من الاسباب هي التي صرفتهم عن ان يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك كانوا ينتقلون الى ميادين اخرى. ومنها التعذيب للمسلمين ليتركوا دينهم. ومنها ميدان اه القتال اه كما ورد عن قريش ولذا لما عجزوا عن المعارضة رضوا بسفك الدماء حتى اظهر الله عز وجل هذا الدين ودخل جميعهم في دين الاسلام. ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الارض قبيلة من العرب قد توافقت على الكفر بما جاء به هذا النبي وحينئذ كانت الحجة قائمة على العالم اجمع باستجابة العرب لهذا لهذا النبي ولهذا الكتاب فهم اهل الفصاحة والبلاغة ومع ذلك عجزوا عنه قال المؤلف والمعنى في هذا ان كل نبي يعطيه الله عز وجل من المعجزة ما وافقوا مع ما يبرع به ويتميز به اهل ذلك الزمان. ففي وقت موسى كان اشهر ما تميز الناس به السحر. ولذا اوتي موسى شيئا يماثل السحر يبطل ما لدى السحرة. وفي عصر عيسى اشتهر الناس بالطب وبرعوا فيه. فاتى الله عز وجل عيسى من جنس ما لديهم. مما يوصل الى نتائجهم وافضل ويعجزون عنه وهكذا الفصاحة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. والناظر في القرآن يجد ان فيه اوجها من اوجه الاعجاز غير ما ذكرها المؤلف. فمن ذلك هذا القرآن من التناقض والتضاد. فانه ما تكلم متكلم الا وجد في شيء من التعارض والتناقض. ولذا قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند لغير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ومن اوجه ومن اوجه الاعجاز ايضا هذا الكتاب فان هذا الكتاب مع مرور الزمان لم يتغير ولم يتمكن احد من تغييره. بخلاف الكتب السابقة التي نزلت على الانبياء المتقدمين. فانها غيرت وبدلت ووجدت نسخ مختلفة يزعم ان كل واحد منها هو الكتاب الذي نزل على ذلك النبي. فبين صلى الله عليه وسلم وبين عيسى عليه السلام قرابة الست مئة سنة ومع ذلك ان كتاب عيسى الانجيل وجد فيه التحريف والتبديل واختلفت نسخه ولم تتوافق بل فيها من التضاد والتعارض الشيء الكثير. ومن ما يدلك على ان هذا الكتاب حق وصدق. ومما يدل عليه ان الله عز وجل اخبر بوقائع في ذلك الزمان. منها ما يتعلق بالمشركين الذين يخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم. فمثلا نزلت الاية تبت يدا ابي لهب وتب. فيها حكم على لهب بانه من اهل النار. كان من الاعجاز ان الاية تخبر ان ابا لهب سيبقى اكافرا معارضا للدين حتى يموت. لم يأت ابو لهب فيقول اسلمت ليبين تناقض القرآني وعدم صدقه. وانما مات على كفره. وهكذا في مثل قوله جل وعلا الف لام ميم قلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين هذه الاية اخبرت بان الروم سيتمكنون من الانتصار على فرصة في بضع سنين. فما هي الا سنوات فكان الامر كذلك. ولا نزال نجد ان في في اخبار القرآن ما يقع بعد السنين الطويلة حتى في زماننا الحاضر. ومن امثلة ذلك في قوله تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة. ويخلق ما لا تعلمون يعني من المراكب التي تركبونها وتتزينون فيها مما لم يحدث الا في هذه التي جاءت فيها السيارات والطائرات والقطارات ونحوها. وهكذا في قوله تعالى واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون. وجعلنا لهم من مثله ما يركبون فهذه الاية تتحدث عن ذريتهم بانهم وجد عندهم السفن العظيمة والفلك المشحون و ان عند هؤلاء الذين نزل عليهم القرآن شيء يماثله لكنه ليس فلكا مشحونا ايضا فيما يتعلق بخصائص الكون وما فيه من الايات من امور لم يستطع الناس كشفه فهاء الا في عصرنا الحاضر بعد ان وجدت المكبرات التي تمكن الانسان من من رؤية الاشياء الصغيرة البعيدة. وهكذا ايضا فيما اخبر الله عز وجل عنه من راحل خلق الانسان التي كانت امورا خفية في تلك الاعصر والازمان ولم يعرف الله في زماننا الحاضر. فهذه انواع من انواع اوجه الاعجاز القرآني التي جعل الله عز وجل بها القرآن اية قاطعة وحجة باقية على جميع الامم الى قيام الساعة. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلكم الله من الهداة المهتدين كما نسأله جل وعلا ان يجعل الامة تعمل بكتابه وتسير على هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لكل خير. واجعلهم من باب الهدى والتقى والصلاح والسعادة. اللهم يا حي يا قيوم وفق ولاة امر هذه في البلاد لما تحب وترضى واجعل اعمالهم على البر والتقوى هذا والله اعلم. وصلى الله الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم والدين