نبدأ الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والديه وللحاضرين. قال الامام رحمه الله تعالى باب في الالفاظ الذي التي يقتضي الايجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى قال اعلم ان القصد ان القصد في لا يجازي العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير الى ان يقول خاطب الله بهذه الاية المؤمنين وشر الله بالذكر الرجل المؤمن من ال فرعون وحكى الله تعالى عن ام موسى انها قالت قصيه ووقف الله ذرية ادم على ربوية بقوله الست بربكم ونحو هذا من اسناد افعال الله من من اسناد افعال الى الله تعالى يأتي اسنادها بتوقيف من الشرع. وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها ابو المعالي في الارشاد. وذكر بعض الاصوليين انه لا يجوز ان يقال حكى الله ولا اما جرى مجراه؟ قال القاضي ابو محمد رحمه الله وعلى هذا تقرير وهذا على تقرير هذه الصفة له. وثبوتها مستعملة كسائر اوصافه تبارك وتعالى. واما اذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الاية او اللفظ. فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وانا اتحفظ منه على هذا في هذا التعليق جهدي. لكني قدمت هذا الباب لما عسى ان اقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك. وقد استعملت العرب اشياء في ذكر الله تعالى تحمل على ما جاز كلامها فمن ذلك قول عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم فاغفر فداء لك ما اقتفينا. وقول ام سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت ابي سلمة وابدال الله لها منه رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا والدراية انما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يسير ذلك. قال ابو علي واحتج بعض اهل النظر على هذا الاطلاق بقول الشاعر اللهم لا ادري وانت الداري. قال ابو علي وهذا لا ثبت فيه لانه يجوز ان يكون من غلط الاعراب قال القاضي ابو محمد رحمه الله وكذلك اقول ان الطريقة كلها عربية لا يثبت للنظر المنخول شيء شيء منها المنخول شيء منها. وقد انشد بعض البغداديين اللهم ان كنت الذي بعهدي ولم يغيرك الامور بعدي وقد قال العجاج فارتاح ربي واراد رحمتي وقال اخر قد يصبح الله امام الساري. وقال الاخر يا فقعسي لما اكلته لم؟ لو خافك الله عليه حرمه. وقال اوس ابني لبينا لا احبكم. وجد الاله بكم كما اجد وقال الاخر وان الله ذاق عقول تيم فلما رأى خفتها قلاها. ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ عرق عرق الله وجهك في النار. يقول هذا للرامي الذي رماه وقال خذها وانا ابن العرقة. وفي به الامثلة كفاية فيما نحواه. اذ النظير لذلك كثير موجود. واذ واذ وان خرج شيء من هذا على حذف على حذف حرج احسن الله اليكم واذا خرج شيء من هذا على حذف مضاف فذلك متوجه في استعمال في الاستعمال الذي قصدنا الاعتذار عنه والله المستعان. قال باب في تفسير اسماء القرآن وذكر السورة والاية. وهو وهو القرآن وهو الكتاب وهو فرقان وهو الذكر فالقرآن مصدر من قولك قرأ الرجل اذا تلى. يقرأ قرآنا وقراءة. وحكى ابو زيد الانصاري وقرأ وقال قتادة القرآن معناه التأليف. قرأ رجل اذا اذا جمع والف قولا. وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى ان علينا جمعه وقرآنه اي تأليفه. وهذا نحو قول الشاعر ذراعي بكرة ادماء بكر هجان اللون لم تقرأ جانينا اي لم تجمع في بطنها ولدا فهو افره لها. والقول الاول اقوى. اي القرون مصدر من قرأ اذا تلى. ومنه قول ابن ثابت يرث عثمان بن عفان رضي الله عنه ضحوا باشمت عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا. اي قراءة. واما الكتاب فهو مصدر مصدر من كتب اذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنها قول الشاعر واكتبها باسيار هاي يجمعها واما الفرقان فهو مصدر لانه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا ما الذكر فسمي به لانه ذكر به الناس اخرتهم والههم وما كانوا في غفلة عنه عنه. فهو ذكر لهم وقيل سمي بذلك. لان فيه ذكر الامم الماضية. والانبياء وقيل سمي بذلك لانه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به. واما السورة فان كلها ومن جاوروها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون صورة بغير الهمز وتميم كلها وغيرهم ايضا يهمزون فيقولون سؤرا. فاما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء. والقطعة منه التي هي وسؤر من اسأر اذ ابقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الاعشى وهو ميمون ابن قيس فبانت وقد اسفرت وقد اسأرت في الفؤاد صدعا على نأيها مستطيرا. اي ابقت فيه واما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم الا انها سهلتهم زمزتها. ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء اي القطعة القطعة منه. لان كل لان كل بناء فانما يبنى قطعة بعد قطعة. وكل قطعة منها صورة وجمع سورة سور القرآن وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها قال ابو عبيدة انما اختلفا في هذا فكان سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن. ويقال ايضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك صورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان ابن المنذر المتر ان الله اعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب. فكأن الرتبة بنت حتى واما الاية فهي العلامة في كلام العرب ومنها قول الاسير الموصي اليهم الى قومه باللغز بايات ما اكلتم معكم حيسة فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الاتي بها. وعلى عجز المتحدي بها سميت اية هذا قول بعضهم وقيل سميت اية لما كانت جملة وجماعة وجماعة كلام. كما تقول العرب جئنا باياتنا اي بجماعاتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بينما قبلها وما بعدها سميت اية ووزن اية عند سيبويه فعله بفتح العين ايايا تحركت الياء الاولى وما قبلها مفتوح فجاءت اية. وقال الكسائي اصل اية ايية على وزن فاعلة حذفت الاولى مخافة ان يلتزم فيها من الادغام. ما لزم في دابة. وقال مكي في تعليل هذا الوجه. سكنت الاولى ادغمت فجاءت اية اية على وزن دابته دابة ثم سهلت الياء المثقلة. وقيل اصلها اياه على وزن فعلة اية على وزني فعلى بسكون العين ابدلت الياء الساكنة الفا استثقالا للتضعيف. قاله الفراء وحكاه ابو علي عن سيبويه في ترجمة في ترجمة وكأي من نبي. وقال بعض الكوفيين اصلها ايه على وزن فاعلة بكسر العين ابدلت الاولى الفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها الحمد لله رب العالمين. نحمده ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله اصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو المجلس السادس من مجالسنا في قراءة مقدمة ابن عطية لكتاب المحرر الوجيز وهي وهو اخر المجال في ذلك باذن الله جل وعلا. وقد عقد المؤلف في اخر هذه المقدمة ابوابا اما الباب الاول فهو في تعبير واستعمال يتكلم به اهل التفسير ينسبونه الى الله جل وعلا. ومن المعلوم ان ما ينسب الى الله فالاصل فيه انه توقيف فلا نثبت لله الا ما اثبته لنفسه. ولا ننفي عنه الا ما نفاه عن نفسه واما ما سكت عنه فاننا نسكت عنه. وهذه القاعدة المقررة تشمل كل ما ينسب الى الله فانما ينسب الى الله جل وعلا على اربعة انواع. النوع الاول الاسماء التي تسمى رب العزة والجلال بها من مثل الرحمن والرحيم والعزيز ونحوها من الاسماء. والثاني مما ينسب الى الله جل وعلا الصفات فينسب الى الله عدد من الصفات والاصل في الصفات انها اما ان تكون بالذات واما ان تكون غير مرتبطة بالذات. فما لم يرتبط بالذات فهو على نوعين. النوع الاول مما يضاف الى الله من الاوصاف الامور المعنوية. فهي وهذه تثبت على انها صفة لله عز وجل. والنوع الثاني الامور الحسية فهذه لا اتثبتوا صفة لله جل وعلا؟ ومن امثلة هذا رحمة الله وبيت الله. فرحمة وصف معنوي فيكون من صفات الله وبيت الله امر حسي فلا يكون من صفات الله عز وجل والامر الثالث مما ينسب الى الله الافعال. فان الفعل نثبته ولله عز وجل من مثل خلق الله هذا خلق ونثبت والنوع الرابع الاخبار الاسماء نأخذ منها صفات واسماء ونأخذ منها صفات وافعال واخبار والصفات نأخذ منها افعالا واخبارا. ولا نأخذ منها اسماء. والافعال نأخذ منها الاخبار ولا نأخذ منها الاسماء ولا الصفات. والاخبار لا نأخذ منها لا اسماء ولا صفات ولا افعال. ومن امثال الاخبار في قوله تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله. فان في هذه الاية اخبر وبان الله شيء ولكن لا يجوز ان نأخذ من ذلك فعلا ولا صفة ولا اسما. الاشكال الذي اورده له المؤلف هنا ان هناك حاجة لتفسير حاجة في تفسير كلام الله عز وجل الى ان ننسب اليه شيئا من الافعال لم يرد في النصوص وصف الله او نسبته الى الله جل وعلا. ويذكر ان المفسرين قد تجاوزوا فعلوا ذلك وجرى على السنتهم وعلى اقلامهم. فقال المؤلف اعلم ان القصد الى ايجاز العبارة اي الى تقليل الكلام اي ان قصد المؤلفين وهدفهم في تقليل قد يسوق المتكلم في التفسير اي المفسر لكلام الله عز وجل ان يقول خاطب الله بهذا الاية المؤمنين خاطب هذه اللفظة فعل فنسب الفعل الى الله جل وعلا قد يقول مرة وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من ال فرعون. فقال شرف ومرة يقول قل حكى الله وهذا اللفظ لم يأتي اثباته ولا نفيه. حكى الله تعالى عن ام كأنها قالت قصي ووقف الله كلمة وقف هذا فعل. لم يأت في النصوص اثباته. وقف الله ذرية ادم على ربوبيته. بقوله الست بربكم؟ ونحو ذلك من اسناد افعال الى الله تعالى لم يأت اسنادها بتوقيف من الشرع وما ينسب الى الله من الافعال على اربعة انواع. النوع الاول ما ورد اثباته في النصوص في الكتاب والسنة فهذا نثبته ولا اشكال فيه. والنوع الثاني ما نأخذ من الاسماء او نأخذه من الصفات والصواب ان ما كان كذلك يجوز ان ننسب الى الله جل وعلا. والثالث ما ورد نفيه او نفي ما يكون بمعناه. فهذا لا يجوز ان نثبته لله جل وعلا. ويبقى عندنا ما يكون له مماثل من الافعال التي نسبها الله عز وجل الى نفسه. فهذه هي التي لتبقى محل البحث فيها. قال المؤلف وقد استعمل هذه الطريقة بنسبة هذه افعال الى الله عز وجل المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها ابو المعالي جويني عبد الملك بن يوسف الارشاد. وذكر بعض الاصوليين انه الاصوليون هنا يراد بهم علماء المعتقد انه لا يجوز ان يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه. قال القاضي ابو محمد وهذا على تقرير هذه الصفة له. وتقدم معنا ان هناك فرقا بين صفات والافعال. وهذا على تقرير هذه الصفة له. وثبوتها مستعملة كسائر اوصافها تبارك وتعالى. واما اذا استعمل ذلك في سياق الكلام. فالمراد منه حكت الاية وتقدم معنا ان الصواب ان الاية هي كلام الله. وكلام الله لا يحكي ولا يقال حكى اللفظ ولا الاية وانما ينسب الى الله. والذي ينبغي ويحسن ان تلتزم الالفاظ الواردة في الكتاب والسنة من مثل لفظة قال الله كما قال تعالى قال الله لا تتخذوا الهين اثنين و قال المؤلف فذلك اي كلمة حكت الاية استعمال عربي شائع. وعلي بما شاء الناس قال وانا اتحفظ من هذا اللفظ في هذا التعليق اي التفسير واحاول ان اجتنبه ما استطعت اذلك جهدي؟ لكني قدمت هذا الباب في مقدمة التفسير لانه قد يقع مني نادرا ومن ثم يكون بمثابة الاعتذار والتنبيه على ذلك الخطأ قبل وقوعه. ثم اشار الى ان العرب قد تستعمل اشياء في ذكر الله لا تحمل على حقيقتها وانما تحمل الو على المجاز ومثل لذلك بقول الشاعر فاغفر قال لك ما اقتفينا. والاصل في المغفرة ان تكون لله واراد هنا العفو والتجاوز عما وقعوا فيه قبل ذلك. ومثل هذا في قول ام سلمة فعزم الله لي فعزم الله لي. يقول كان لفظة عزم هذا فعل فنسبته الى الله جل وعلا. وفي الحديث في موت ام ابي سلمة. وابدال الله لها منه رسول الله. لما مات ابو سلمة ابدلها الله خيرا منه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك قولهم الله يدري كذا. فان هذا اللفظ يدري لم يأتي في النصوص وهو فعل وقد اثبتوه في كلامهم منسوبا الى الله جل وعلا على ومن المعلوم ان الدراية انما تكون معرفة الشيء بعد جهله. قال انما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك والله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من امور خلقه. وقال ابو علي واحتج بعض اهل النظر على هذا الاطلاق بقول تاعر لا هم لا ادري وانت الداري. فاثبتوا فعل درى لله عز وجل. بل قداسة صفة واسما. وقال ابو علي وهذا لا ثبت فيه اي لا يجوز ان نستند الى هذا بيت الشعري لان الذي قاله شعر من العرب من اعرابهم ولا يجوز ان نستند على قول اعرابي في اثبات صفة او اسم او فعل لله جل وعلا. قال القاضي ابو محمد يعني ابن عطية رحمه الله اه وكذلك اقول ان الطريقة كلها عربية. لا يثبت للنظر المنخول شيء منها ها فان هذا يقول استعمال عربي. اذا كان كذلك كانه لم يرى فيه شيء من البأس وقد انشد بعض البغداديين لا هم معناها اللهم ان كنت الذي عهدي اي ان كنت لا لا زلت باقيا على العهد الذي بيني وبينك ولم تغيرك الامور بعدي. فان اداة في اصل اطلاقه ممنوع منه في الشرع. فالله جل وعلا قد كان على اكمل الامور واتمه ومن ذلك وفاؤه والوفاء بالعهد ولا يغيره شيء من مثل ذلك. وهكذا قول العجاج فارتاح ربي واراد رحمتي. ارتاح اي تخلص من من ذنبي ومعصيتي. وليس المراد به الراحة التي تقابل التعب والجهد. فالله جل وعلا ما يمسه من لغوب ومثله قول الشاعر وقد يصبح الله امام الساري. وكلمة يصبح نسبها الى الله جل وعلا. والمراد بها انه سبحانه يقع او يكون امامه وقال الاخر يا فقعسي لما اكلته لم؟ لو خافك الله عليه حرمه فالله جل وعلا لا يخاف احدا من الخلق لكنه نسب هذا الفعل اليه اي والمراد به ان الله عز وجل لو اراد نجاة هذا الحيوان منك لجعله محرما عليك مثله في قول الشاعر وجد الاله بكم كما اجد. فالوجد هنا نوع من انواع المحبة يثبت نسبتها لله جل وعلا. ومثله في قول الشاعر وان الله ذاق عقول تيم ذوق انما يكون لي ابني ادم. فلما رأى خفتها قلاها اي انكرها وابعدها. قال ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول ابن سعد ابن معاذ لما شارك في غزوة الاحزاب وكان هناك جزء من كتفه ظاهرا. فجاءه سهم من رجل اطلقه وقال خذها وانا ابن العرقة فقال سعد رضي الله عنه عرق الله او عرق الله وجهك في نار فكلمة عرق يقول المؤلف في انها لم تأتي منسوبة الى الله جل وعلا والمراد جعل الله وجهك يتعرق ويخرج منه العرق. وآآ قال المؤلف في هذه الامثلة كفاية. وان خرج وان خرج شيء من هذا على حذف مضاف قد كما قلنا فيه عرق الله وجهك تخريجها ان المراد جعل الله وجهك يخرج منه العرق في النار. فهذا متوجه في الاستعمال. وثم ذكر بعد ذلك المؤلف بابا في سير بعض الالفاظ التي يكثر تردادها عند الاصوليين. وكما تقدم معنا ان ما يقدمه المفسرون في اوائل كتبهم التفسيرية يكون على انواع ادي ده فمن ذلك انهم يظمنون المقدمات اهمية القرآن واهمية تفسيره يضمنونه ثانيا قواعد التفسير. ويضمنونه مصادر التفسير التي ينبغي الرجوع اليها ويضمنونه امورا تاريخية من تاريخ كتابة المصحف وتاريخ تفسيره ونحو ذلك ومن الامور التي تشتملها هذه المقدمات التعريف بشيء من المصطلحات التي يكثر ودورانها في هذا العلم. وهذا الباب الاخير مما يخدم هذا الهدف فاورد قال باب في تفسير اسماء القرآن وذكر السورة والاية فهذه الالفاظ يكثر تردادها عند اهل العلم فاحتاج الى التعريف بها. وقد ذكر المؤلف من اسماء القرآن كلمة القرآن وكلمة الكتاب وكلمة الفرقان وكلمة الذكر. فمن امثلة ذلك قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فعرف المؤلف هذه الكلمة فقال بان اصل هذه الكلمة القرآن ومصدرها في لغة العرب من فعلي قرأ فهو مأخوذ من القراءة والمراد قرأ التلاوة والنطق بالحروف في المكتوبة يقال قرأ قرآنا وقرأ قراءة وقرأ قرءا و معنى والاصل معنى القراءة ان تكون بمعنى جمع الحروف وضم بعضها الى الاخر يقال قرأ الرجل اذا جمع والف قولا وبهذا فسر قول الله تعالى ان علينا جمعه وقرآنه. بان المراد به تأليفه بضم كلماته الى ما تناسبها من الكلمات و نقل من قول الشاعر ذراعي بكرة ادما بكر هجان اللون لم تقرأ جنينا. فقوله لم تقرأ اي لم يجتمع اليها الجنين في بطنها فهو افره لها يعني انه اذا كانت الناقة لم اسبق لها ولادة تكون اعلى درجة من الناقة التي سبق لها الولادة. و يقول بان القول الاول بتفسير القرآن بان المراد به التلاوة افضل من تفسير القرآن بان المراد به التأليف. ومثل لذلك بقول الشاعر ضحوا في قتل عثمان ضحوا اي ان هؤلاء المخالفين لاوامر الله الخارجين على ولاة امورهم قتلوا عثمان فسماه تضحية. ضحوا باشمط يعني قتلوا عثمان وسماه اشمطا لاشمط لان الاشمط هو الذي اختلط في عنده الشعر شعر البياظ بشعر بشعر السواد عنوان السجود به اي علامة السجود موجودة في جبهته لكثرة ما يسجد رحمه الله يقطع الليل اي يمضي في الليل ويستغل الليل ويستعمله في التسبيح وقراءة القرآن. والمراد بالتسبيح التنزيه. وقرآن اي قراءة لكتاب لله عز وجل. فهذا ما يتعلق بالاسم الاول اسم القرآن. ومن اسمائه الكتاب كما في قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. وكلمة مأخوذة من الفعل كتب. والمراد به وضع الحروف على على اما يكتب عليه وسميت كتابة لان كتب في اللغة بمعنى جمع. فانه لما جمعت الحروف في الرسم سميت بهذا الاسم كتابة. ومنه قيل لجماعة الجيش كتيبة لان يجتمعون. قال ومنه قول الشاعر واكتبها باسياري الى سير جمع سير وهو الحبل الذي يربط به. فقال اكتبها اي اجمع افرادها وحبل يجمعها ويجعلها ويجعل بعظها عند بعظها الاخر. واما الاسم فهو اسم الفرقان. كما في قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والفرقان مصدر الفعل فرق. فرق تشديد اي ميز الاشياء بعضها عن بعض. وسمي القرآن فرقانا لانه يفرق بين الحق والباطل. ويفرق بين المؤمن والكافر. ويقال فرق فرقانا وفرقا وتفريقا واما الاسم الخامس فاسم الذكر. وقد جاء اسم الذكر في عدد من الايات في كتاب الله الوصف هذا القرآن بانه هذا الذكر. فسمي القرآن بهذا الاسم اما لانه يذكر بالاخرة ويجعلهم يستعدون لها. واما لانه يذكرهم ويعيد امر علمهم بالاءهم وخالقهم. فيصرفون العبادة له وما كان او يذكرهم بما غفلوا عنه من حقائق الامور. فهو ذكر لهم. وقد قيل بان القرآن سمي بهذا اسمع الذكر لانه اشتمل على سير الانبياء السابقين والامم الماضية. وكيف انزل الله عز وجل العقوبات بمن عصى وانزل الخيرات بمن اطاع. وقيل في سبب بتسمية القرآن بالذكر لانه لان الذكر من معانيه الشرف وعلو المنزلة وهذا القرآن ذكر لمحمد صلى الله عليه وسلم ولقومه. كما في قوله تعالى وان لذكر لك ولقومك. وكما في قول الله جل وعلا لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم. قيل شرفكم وعزكم وعلو منزلتكم وسائر العلماء به اي ان الله عز وجل يجعل للعلماء بكتاب الله الشرف والمنزلة رفيعة ثم انطلق المؤلفين لتفسير لفظين اشتهرا ذكرهما وترديدهما في تفسير اولهما لفظة السورة. فان العرب تستقول سورة بغير همز وهذا هو لغة اهل الحجاز من قريش وهذيل وسعد ابن بكر وكنانة. وبينما تقول قبيلة تميم سؤرة سؤرة في ذلك شيء من الروايات. قال فاما من همز وحينئذ يكون هناك فرق بين كلمة سورة وسؤرة في التفسير والمعنى فاما من همز في قول السؤرة فان السؤرة في لغة العرب بقية الشيء. ولذا يقال سؤر الهرة طاهر وسؤر الكلب يغسل سبعا يغسل الاناء منه سبعا. فاما من همس فهي عنده كالبقية من الشيء. والقطعة منه التي هي سور وسورة من اسأر اذا ابقى. ومنه سؤر الشراب. قال الاعشى فبان وقد اسأرت في الفؤاد صدعا على نأيها مستطيرا. فبانت اي فارقتني ولم اعد اراها واشاهدها وقد اسأرت اي ابقت في الفؤاد اي في القلب صدعا اي شقا بسبب اه تعلق قلبه بها على نأيها اي على بعدها مستطيرا اي ان هذا الصدع صدع كبير جدا فقوله وقد اسأرت اي ابقت فيه. واما من لا يهمز وهم اهل الحجاز فيقولون سورة فمنهم من يراها من المعنى المتقدم وهو الابقاء. الا انها سهلت همزتها وهناك من يقول بان المراد بالسورة الحدود. لان كل سورة من سور القرآن لها حدود لا تتداخل مع السورة الاخرى قال ومنهم من يراها مشبهة بسؤر البناء اي القطعة منه. ولان ان كل بناء انما يبنى قطعة بعد قطعة. فكل قطعة يقال لها سورة البناء. و لكن المؤلف لم يرتضي هذا فانه قال ان هناك فرقا بين سورة سور البناء وسور وللقرآن فسور القرآن يقال سور بل اذا جمعت بضم السين وفتح الواو بينما سورة البناء يقال فيها السور تسكين الواو ابفتحها ونقل عن ابي عبيدة قال انما اختلفنا في هذا فكان سور القرآن هي قطعة بعد حتى كمل منها القرآن فكأنه يرى ان المصدر فيهما واحد ويقال ايظا يعني ان لفظة السورة والسور يستخدم باطلاق اخر. في الرتبة الرفيعة من المجد والملك فانه يقال سورة الملك سورة سؤرة سورة الملك اي ابهته ومكانته ومنه قول النابغة الذبيان للنعمان ابن المنذر المتر ان الله اعطاك سورة اي عزا ومجدا وشرفا ورفعة ترى كل ملك او كل ملك دون نهى يتذبذبي فكأن الرتبة انبتت حتى كملت. قال واما مصطلح الاخر من مصطلحات من المصطلحات التي تدور كثيرا على السنة المفسرين فهو مصطلح الاية. والاية يراد بها في لغة العرب العلامة. يقال اية كذا اي علامته واية كما في قول الله عز وجل اية ملكه ان يأتيكم والتابوت اي علامة ذلك. ومنه قول الاسير الموصي الى قومه باللغز اياتي ما اكلت معكم حيسا. فهو يريد هذا رجل مأسور. اراد ان يبلغ الى قومه يذكرهم باشياء تمكنهم من عدوهم. ولكن الذي سينقل هذه الرسالة واحد من العدو او من اتباعهم. وبالتالي احتاج الى ان يوجد في كلامه شيئا معنى لا ينتبه له العدو يفهمه قومه واصدقاؤه فيكون ذلك من اسباب انتصارهم على هذا العدو فقال باية ما اكلت معكم حيسا. فهو يذكرهم بانه واحد منهم ويذكرهم بالحديث الذي جرى عندما وضعوا اه الحيس والحيث نوع من انواع الطعام فقوله بآية اي بعلامة ما اكلت معكم حيسا قال فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الاتي بها. كما تقدم ان ان الله اعجز العرب ان يأتوا بمثل اية من القرآن. اذا الاية الواحدة فيها علامة على الاعجاب وعلى صدق الله عز وجل. ولذا سميت بهذا اللفظ اية لانها علامة على ذلك. وهي اية وعلامة على عجز بها. فان العرب تحداهم الله ان يأتوا باية مثل ايات القرآن. ولذا سميت اية. فاذا وهذا احد الاقوال في سبب تسمية الاية بهذا الاسم. بينما هناك طائفة يقولون سميت ايات القرآن بهذا الاسم اية لان لما كانت الجملة وفيها مجموع كلام فيها مجموع كلام والعرب تطلق على المجموع اية. كما تقول العرب جئنا بايتنا اي بجماعتنا. وهناك قول ثالث بان الاية فيها علامة على الفصل بين الجملة وغيرها من الجمل. فنهاية الاية فيها علامة على التفريق بين اه الجملة الوارد في الاية التي قبلها والاية التي وردت بعدها. وهذا لا يخرج من تفسير من قال بان معنى اية العلامة فهم يقولون لما كانت الاية علامة للفصل بينما قبلها وما بعدها سميت بهذا الاسم اية وبقي بحث اخير في كلمة اية اية هذه على اي شيء وزنت؟ ما وزنها؟ ما وزنها؟ فهناك من يقول بان وزنها على صيغة فعله بفتح الفاء والعين اصلها اية اي اي بيائيين فلما تحركت الياء الاولى وكان ما قبلها من الهمزة مفتوحا فجاءت هذه اللفظة اية المد هنا مكون من شيئين على هذا القول الهمزة والياء التي اضخمت معها والقول الثاني ان اصل كلمة اية هو اية بكسر الياء على وزني فاعله. ولكن هنا حذفت الاية الاولى وقيل اية ولم يقل اية لان حذفت الاية الياء الاولى لخشية ان يلتزم ما فيها من الادغام كما في لفظة دابة فان اصلها الفعل دببة. فلما اوتي منها باسم الفاعل قيل داب لان الباء هناك تعتبر عن باءين. والقول مكي في تعليل هذا سكنت الياء الاولى وادغمت فجاءت اية على دابة ثم بعد ذلك سهلت الياء فاصبحت حذفت منها الشدة لعدم اشتباهها بغيرها. والقول الاخر يقول بان اصل كلمة اية انها كانت على وزر زني فعله ايا بسكون العين والياء فيها ابدلت الياء الساكنة الفا استثقالا للتضعيف. وبالتالي ادغمت الالفان فقيل اية هذا قول الفرا وحكاه ابو علي عن سيبويه في ترجمة وكأي من نبي وقال بعض الكوفيين قولا اخر. فيقال بان اصلها اية على وزن فعله بكسر العين ولكن الياء الاولى ابدلت الفا. اذ كيف تجتمع يا اني واحداهما مكسورة والاخرى مفتوحة فابدلت الياء الاولى الفا لوجود او لثقل الكسر عليها. ولكون ما قبلها كان مفتوحا هذا بحث آآ متعمق في اصل كلمة اية والمقصود ان لفظة يراد بها في لغة العرب العلامة. بارك الله فيكم ووفقكم الله لخيري الدنيا والاخرة وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين ونذكر هنا بان المؤلف رحمه الله قال عددا من المباحث القرآنية المتعلقة بتفسير كلام رب العزة والجلال وانما اشار الى اهمها وفقكم الله لكل خير. وجعلكم الله ممن يكتسب العلوم النافعة والاخلاق الطيبة طيبة والاعمال الصالحة كما سله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن له قلب سليم ينتفع بماله وولده يوم المعاد. واسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا وان يوفقهم للعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما اسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين في كل مكان وان يجعلهم من الهداة المهتدين من اسباب الخير والهدى والصلاح والتقوى. رضي الله عنكم. رضي الله عنكم. رضي الله عنكم اسأل الله ان يحبكم وان يرفع درجاتكم وان يعلي منازلكم وان يجعلكم موفقين في كل امور اموركم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين الله اليكم