بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا هذا شرح صحيح الامام البخاري. الجامع مسند الصحيح والمختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسنن وايامه شرح العبد الفقير الى ربه الكريم ماهر ابن ياسين بن فحل. غفر الله له ولوالديه. ومن صلح من ابائه وذرياته ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وابدأ شرحي هذا برجاء الله ان يلهمنا كل خير. قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فاسأل الله ان يجعلنا من الراشدين. وان يعمنا برحمته. قال تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون فكن سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم من بعده واصبح فانه غفور رحيم مقصود الامام البخاري رحمه الله تعالى بقوله في اسم الكتاب الجامع انه يجمع الاحكام والفضائل والاخبار عن الامور الماظية والاتي والاداب والرقائق والتفسير. فجريمة الجامع بمعنى انه يجمع جميع كتب العلم وبقوله المسند ان مقصوده الاصلي تخريج الاحاديث المتصل اسنادها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير وان ما وقع في الكتاب من غير ذلك. فانما وقع تبع وعرض لا اصل له مقصودا وبقوله الصحيح الاحتراز عن ادخال الضعيف في كتابه. وبقوله المختصر انه جعله مختصرا لا مقصودا. والله اعلى واعلم وقد ان الشروع في شرح الكتاب تصنيف الامام البخاري محمد ابن اسماعيل المتوفى سنة ست وخمسين ومائتين قال البخاري وانا ارويه بالسند المتصل للامام البخاري قال البخاري بسم الله الرحمن الرحيم كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعدك هذا الكتاب الاول من كتب الصحيح البالغة سبع وتسعون كتابا وقل كتاب من كتب الصحيح الا وهو يشمل ابوابا. فكل كتب صحيح البالغة سبع وتسعون كتابا. تشمل ابوابا متعددة والباب يسمى كما هنا باب كيف كان بدء الوحي واحيانا لا يسمى يؤتى بباب هكذا من غير تسمية. اذا كانت الفصل من الباب السابق وستأتينا لهذا نماذج عديدة وعموم ارجوكم تندرج تحت ثمانية كتب هذه الكتب البالغة سبع وتسعون كتابا تندرج تحت ثمانية كتب رئيسة هذه الكتب الثمانية هي التي يتضمنها الكتاب الذي يطلق عليه اسم الجامع. وهذه الكتب هي اولا العقائد وفي صحيح الامام البخاري فيه ثلاث بلغت ابوابها ست عشرة ومئة باب تضمن احدى وسبعين ومائتي حديث. تضمن هذا كتاب العقائد تضمن احدى وسبعين ومائتي حديث ثانيا الاحكام واشتمل على واحد وسبعين كتابا بلغت ابوابها سبع وسبعون واربعمئة باء تضمن اثنتين وسبعين تضم اثنتين وستين واربعة الاف حديثا ثانيا الاداب على ثمانية كتب بلغت ابوابها اربع وسبعون واربع مئة بابا تظمن الاداب ستا وعشرين وثمان مئة حديثا رابعا الرقائق وهي الزهد واشتمل على كتابين بلغت ابوابها اثنان وعشرون ومئة باب. تضمنت تسعين ومائتي حديث خامسا التاريخ والسير واشتمل على اربعة كتب بلغت ابوابها ست وستون ومئة باب تضمن احدى وثلاثين وثمانمئة حديث. سادسا التفسير واشتمل على كتاب واحد بلغت ابوابه سبع وسبعون وثلاث مئة باب تضمن اربع احاديث وخمس مئة سابعا الفتن واشتمل على كتاب واحد بلغت ابوابه ثمان وعشرون بابا تضمن تسعا وثمانين حديثا ثامنا المناقب والمثالب والشمل على سبعة كتب بلغت ابوابها احدى وسبعون ومئة باب تضمن تسعين وخمسمائة حديث وهذه الاحصائية قد اندفعت بك قد دفعتها من الاستاذ الدكتور خلزون الاحدث جزاه الله خيرا في الكتاب الذي الفه عن صحيح الامام البخاري اذا الامام البخاري ابتدأ كتابه الصحيح بهذا الباب. قد ابتلى البخاري هذه جميعها ببسم الله الرحمن الرحيم. كل كتاب من كتب الصحيح ابتدأه الامام البخاري بقوله بسم الله الرحمن الرحيم. اذا بداية الكتاب صحيح الامام البخاري ابتدأ بقوله بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم وذكر بسم الله الرحمن الرحيم عند بداياته كما في رواية ابي ذر الهروي وصنع الامام البخاري في كتابها في الابتداء ابتداء الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم. ابتداء من كتاب العزيز. فانه مبدوء بالبسملة عند سورة الفاتحة وايضا صنع هذا الشيء عملا بقوله تعالى في اول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق وعملا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مراسلاته. كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في الحديث السابع من هذا الكتاب. وكما سيأتينا في الحديث الحادي والثلاثين بعد السبع مئة والفين في صلح الحديبية حديد الفين وسبعمائة واحدى وثلاثين سيأتينا ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فاعترضت سهيل بن عمرو في حينها الحديث سيأتينا باذن الله تعالى اذا فعل الامام البخاري هذا الفعل اقتداء بالكتاب العزيز واخذا باول امر نزل على النبي صلى الله الله عليه وسلم بقوله اقرأ باسم ربك الذي خلق وعملا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه ومراسلاته وعلى هذا فقد استقر عمل الائمة المصنفين على افتتاح كتب العلم بالمس بالبسملة وكذا الرسائل والبصايا والعقول الناس يبدأونها بالبسملة والبسملة تستحب التسمية في كل موضع يكون العمل مشروعا او مباحا. كما ورد في قوله تعالى فكلوا منه مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين فيؤخذ بالعموم وكان يؤخذ من قوله تعالى وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومساها. ان ربي لغفور رحيم وكذا عموم قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. فكل عمل يبدأه المؤمن يبدأه بسم الله. متبركا خاضعا لربه وخالقه الذي خلقه من عدم وامده للنعم وسيأتينا ان شاء الله تعالى في صحيح الامام البخاري برقم ثمان وثلاثين وثلاثة الاف. اغلق بابك واذكر اسم الله. واطفئ واذكر اسم الله وخمر اناءك واذكر اسم الله واوكي سقاءك. صح. وسيأتينا في صحيح الامام البخاري لرقم ثمان وثلاثين ومئة. لو ان احدكم اذا اراد ان يأتي اهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فانه ان يقدر بينهما ولد في ذلك لن يضره شيطان ابدا ومن هذا تدرك اخي الكريم السر اللطيف في حاجة العبد الى ذكره لربه. كما قال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال. ولا تكن من الغافلين ومن فوائد التسمية مع حصول البركة. تذكير بالله تعالى. هذه التسمية فيها تذكير بالله تعالى في فعل ما ما يفعله العبد لاجل ان يتذكر العبد ربه ثم يستذكر حكم هذا العمل عند الله وحق الله فيه. فان كان خيرا ان وان كان شرا انتهى عنه الامام البخاري في صحيحه بدأه بالتسمية ولم يبدأه بالحندلة والعلماء لهم في ذلك مناهج كالامام مسلم في صحيحه وصحيح الامام مسلم منزلته معروفة بدأ كتابه بالبسملة ثم قال الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. وصلى الله على محمد محمد خاتم النبيين وعلى جميع الانبياء والمرسلين. اما بعد ثم ساق قوله فانه يرحمك الله بتوفيق خالقك ذكرت انك الى اخر كلامك الامام الشافعي هو من خيار المؤلفين ومن زينة المبدعين. بدأ كتابه العظيم امتثالا. في قوله الحمدلله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والحمد لله الذي لا يؤذى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بادائها. نعمة حادثة يجب عليه شكره بها ولا يبلغ الواصفون منها عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقهم احمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله واستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة الا به. ويستهديه بهداه الذي لا يظن من انعم به عليه واستغفره لما ازلفت واخرت. استغفار من يقر بعبوديته. ويعلم انه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه الا ربك واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. وان محمدا عبده ورسوله. بعثه والناس صنفان ثم ساقبه اذا ثمة من؟ يبدأ كسوفه بالحندلة وبعضهم يقتصر على جسده كثير من اهل الحديث لم يبدأوا كتبهم بالمقدمات وكانهم اثروا ان لا يقدموا كلامهم على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكل الوجه وعدم المقدمة هو صنيع الامام مالك بالموفق وعبد الرزاق في المصنف والامام احمد بن حنبل في المسند وغيره وما دمنا تكلمنا عن ذكر حمد الله تعالى لحاجة هذه الكلمة العظيمة كلمة الحمد لله رب العالمين نقول من عادة اهل العلم رحمهم الله اذا ارادوا التأليف او التصنيف او ارادوا الخطابة او تصدروا بحمد الله جل وعلا ولهم في ذلك دليل من الكتاب والسنة اما دليل الكتاب فان الله تبارك وتعالى استفتح كتابه المبين بقوله الحمد لله رب العالمين فاستفتح افضل الكتب واشرفها واجلها على الاطلاق وهو القرآن لقوله الحمد لله رب العالمين قال بعض العلماء في هذا دليل على انه يشرع استفتاح العلم بحمد الله جل وعلا واما دليل السنة فان النبي صلى الله عليه وسلم استفتح خططه بقوله ان الحمد لله وثبتت الاحاديث عنه عليه الصلاة والسلام في مواعظه المشهورة وكلماته المعينة التي وقعت في المناسبات بما يكفيه الرواة عنه بقوله لقولهم فحمد الله عليه ثم قال واجمع العلماء رحمهم الله على مشروعية استفتاح الكتب ونحوها بحمد الله جل وعلا والمناسبة في ذلك ان الله جل وعلا هو المستحق للثناء وما كان العبد ليعلم او يتعلم او يؤلف لولا ان الله علمه وما كان ليفهم لولا ان الله فهمه فيستفتح بحمد الله الذي شرفه وكرمه كما قال تعالى علم الانسان ما لم يعلم وقال كما ان النبي صلى الله عليه وسلم استفز الخطب بالحمد فيشرح استفتاح الكتب بالحمد لان الخطبة والكتابة كل منهما هدفه واحد. وهو الدلالة والدعوة الى الله فكما ان المراد من من خطبه عليه الصلاة والسلام توجيه الناس ودلالتهم على الخير. كذلك هو المراد منه كافة الكتب وتأليف المؤلفات فلهذا كله شرع في كتب العلم ورسائل العلم والخطب والندوات ونحوها مما فيه تعليم وتوجيه. ان افتح بحمد الله لما فيه من تعظيم الله جل وعلا ولما فيه من الاعتراف بالجميل والثناء على الله العظيم الكريم وهذه المقدمة كسيرة في الحكمة من الحمل قد استفدتها من شرح الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في شرحه على اجسام دار المستقنع. وهذا مهم جدا. انصح اخواني طلبة العلم ان يكثروا من الاستماع لهم وانا بحمد الله في كل يوم استمع الى درس من دروسهم فهو نافع جدا جزاه الله خير الجزاء. اذا قول الامام البخاري في كتابه باب الباب هو المنفذ والفرجة بين الشيئين يتوصل به او بها الى الاخر من داخل الى خارج. والعكس ما هو حقيقة في الاجسام كباب الدار ومجاز في المعاني كما هنا باب كيف كان بدء الوحي اما اصطلاحا فالباب اسم لطائفة من مسائل العلم مشتركة في الفن مشتملة على فصول غالبا عند مصنفيه الفقهاء عند الفقهاء يسرعون في الابواب كثيرة. قال العلماء سميت مباحث العلم ابوابا ان الانسان يتوصل يتوسل من خارج وهو الجهل بها الى داخل وهو العلم بما فيها. فمن قرأ شيء يا من ابواب العلم فقد ادرك العلم الذي فيها كمن دخل البيت فانه يدرك ما فيها ويرتفق بمنافعها الامام البخاري حينما ساق هذا الباب استشهد بالاية في قوله انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده اي اوحينا اليك يا محمد بتبليغ الرسالة كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعدي من عادة الامام البخاري يرحمه الله تعالى ان يستشهد في الابواب وعند صياغة الاحاديث بما من قرآن او تفسير. ليربط طالب الحديث بكتاب الله كي لا ينشغل عنه. فبعض طلاب العلم بعض طلاب الحديث يتقدم في الحج. ويتأخر عن القرآن. ومعلوم ان القرآن اصل الدين. ومنبع الطريق استقم وان الحديث علم من العلوم الخادمة لكتاب الله العزيز ثم ان لبس البخاري لهذه الاية فيه شهر اولا الاشارة الى ان الوحي سنة الله في انبيائه. وان الوحي المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شبيه بالوحي الى بقية الانبياء. في انه وحي رسالة لا وحي الهام وان النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ هذا الوحي وان امته امة الاجابة مأمورة بتبليغه قال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم. واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. اذا واجب كل مسلم ان يقوم بتبليغ رسالات الله تعالى. ثانيا الشهر البخاري في هذا ان كتابه جامع لوحي السنة المتلقى عن خير البرية على وجه سيظهر حسن عمله فيه من قصده. وانما لكل امرئ ما نوى اذا كتابه هذا هو ينبوع للشريعة شارخ لكتاب الله تعالى مبين لهم وثالثا وان كنت قد ذكرتها في اول ان الامام البخاري اشار الى سنة من السنن الالهية. وتلكم السنة الايحاء الى انبياء الله ورسوله. وانها سنة قديمة. وفي هذا ملحظ مهم حتى يأتي طالب العلم يبحث عن الالهية خذ على سبيل المثال سورة الرعد تدعو الى الايمان عن طريق النظر الى الكون فالامام البخاري المحا الى السنن الالهية حتى يتوصل طالب العلم بالسنن الالهية. معنى الاية التي الامام البخاري ان الله اوحى الى محمد صلى الله عليه وسلم كما اوحى الى سائر الانبياء. وحي رسالة وحي لاجل التبليغ بهذا الدين. كما قال تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. وان لم تفعل فما بلغت رسالته. والله يعصمك من الناس وفي الاية التي ساقها الامام البخاري في الصحيح في قوله كما الكاهن التشبيه. وما مصدرية محلها الجر بالكاف وتخصيص نوح بالذكر مع ان ادم اول الانبياء المرسلين ارسل الى بنيه وشرع لهم عن الله رائح لان نوح نبي مرسل عذب قومهم فخصص تهديدا لامة الدعوة قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ستبلغهم الدعوة في ان من لم يجب داعي الله فقد استوجب على نفسه العذاب وفي الاية الكريمة تخصيصا بعد ذكر نوح لابراهيم الى داوود تشريفا لهم قيل ان الامام البخاري جمع وحي السنة في هذا الكتاب. وقد صدر كتابهم ببذي الوحي. اشارة الى ان الكتاب قد جمع وحي السنة فالوحي احيانا وحي متلو ووحي غير مسلوق ولما كان الوفد لبيان احكام الشريعة وما يلزم العبد من حقوق الله في كل حادثة كل حادثة في الكون فان لله فيها فحقه على طالب العلم ان يتعلم وعلى كل مسلم ان يعرف حق الله تعالى في كل مسألة من المسائل لما كان وحدة بيان احكام الشريعة وما يلزم العبد من حقوق الله من كل حادثة صدرها بحديث انما الاعمال بالنيات. والعمل يحتاج الى العلم والعلم لا يعتبر الا بعد الايمان. لذا عطل البخاري كتابه بدء الوحي بكتاب الايمان. ثم عقبه بكتاب العلم ثم عقبه بكتاب الطهارة وهلم جرا وهذا من حسن صنيع الامام البخاري. فالامام البخاري اجاد في ترتيب كتابه وترتيب ابوابه ايما اجازة ثمان الباب مع الحديث الاول اشار فيه البخاري الى ملحظ مهم لاجل تذكير طلبة العلم وهو ان الله سبحانه وتعالى سائل كل طالب علم وان كل معلم اراد بعلمه وجه الله ونفع عباده فانه يجازيه على نيته قد بدأ البخاري الكتاب ببدء الوحي وثمة من الف من الكتب لاخراج هذا الامام مالك بدأ كتابه بوقوف الصلاة ومنهم من بدأ كتابه بالايمان ومنهم من بدأ بالوضوء ومنهم من بدأ بالطهارة من بدأ بالاستنجاء وللكل وجه لكن البخاري اختار بدء الوحي اشارة الى ان السنة وحي من عند الله تعالى يستلزم هذا عمل والعمل يحتاج الى اخلاص والاخلاص ولابد للعلم من للعمل من علم ولابد ايضا بالايمان حتى يحسب هذا العمل فاجاد وافاده الترتيب ومعنى قول البخاري كيف كان بدء الوحي اي كيف كانت فداؤه وكيف كان طهورهم خلاصة شرح هذه المقدمة اليسيرة مما ذكره البخاري لما كان صحيح البخاري جامعا وهي السنة صدره بكتاب الوحي لانه شامل ما يحتاجه الناس وكان الوحي لبيان الاحكام الشرعية كان الوحي لبيان الاحكام الشرعية صدره بحديث الاعمال بالنيات بمناسبة الاية لان الله اوحى الى جميع الانبياء باخلاص كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. والاخلاص النية وكذلك من مهازل الاختيار للامام البخاري في هذا الباب فقد قال العلماء لما كان اجتابه معقودا على اخبار النبي صلى الله عليه وسلم صدره بكتاب بدء الوحي. لانه يذكر فيه ولا شئنا في الثالث والوحيد لذا فان مراد البخاري من قوله كيف كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم معناه ان هذا الوحي المتلوه القرآن المعجز المنزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الموعى في القلوب المتعبدة بتلاوته المكتوبة من الدفتين المنقولة الينا بالتواتر المتحدى باقصر سورة النمل. والوحي ايضا والوحي غير المكلوب وهو الحديث كيف كان بدرك. ومن اين جاءك؟ وما تأليفه؟ ومن اي جهة وقع عندنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا