نعم احسن الله اليك وقوله تعالى ان جهنم كانت مرصادا اي مرصدة معدة للطاغين وهم المردة العصاة المخالفون للرسل مآب اي مرجعا ومنقلبا ومصيرا ونزولا. نعم ان جهنم كانت مرصادا. قال اي مرصدة مرصدة معدة مرصادا. المرصاد جهنم كانت مرصادا. اعاذنا الله واياكم منها المرصاد هو المكان الذي يرصد فيه الشيء يعني مرصاد مكان يرصد فيه العدو يرصد فيه الصيد مثلا يرصد فيه الشيء يعني المراصد مثلا التي تكون مثلا للنجوم والافلاك فكل ما يرصد فيه الشيء يقال له مرصاد ان جهنم كانت مرصادا بعضهم يقول يرصدون به يعني معد لهم معد لهم ان خزنة النار يرصدون الكفار فيها يرصدون هؤلاء الكفار كما يقوله المبرد وغيره وبعضهم يقول كانت مرصادا يعني مكانا لحبسهم كما يقوله مقاتل وبعضهم يقول طريقا وممرا طريقا وممرا يعني باي اعتبار النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الجسر يضرب على متن جهنم فيمر الناس فيه ارسالا فيتفاوت سيرهم وعليه كلاليب تخطف الناس فبعض السلف يقولون كانت مرصاد ممرا تتخطف هؤلاء الكافرين فيتهاوون بها فهي بطريقهم ممرا لهم وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضية هؤلاء خزنة النار يترقبون هؤلاء الكفار وبعضهم يقول هذا باعتبار او بمعنى ان نفس النار تتطلع اليهم وتترصد تترصد لهم تنتظر من يأتي وتقول هل من مزيد؟ هل من مزيد كما يتطلع الرصد والراصد لمن يمر به ابن جرير رحمه الله يقول معنى مرصاد اي ذات ارتقاب ترقب من يجتازها وترصدهم الحاصل من هذا كله ايها الاحبة هذه الاقوال متقاربة ان جهنم كانت مرصادا. هي معدة لهم وهي مخلوقة موجودة وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم ورأى بعض من يعذبون بها. رأى عمرو بن لحي الخزاعي الذي غير دين ابراهيم صلى الله عليه وسلم اول من سيب السائبة رآه يعذب يجر قصبه في النار يجر امعاءه ورأى فيها المرأة التي حبست الهرة هذه النار هي معدة لهؤلاء الان موجودة وتنتظر هؤلاء الكافرين وقد رصدت وهيأت لهم ان جهنم كانت مرصادا وهي لهم بالرصد حيث يمر الناس عليها وعليها كلاليب على الصراط كلاليب فيتهاوى بها من كتب الله عز وجل له دخولها وكذلك ايضا هؤلاء الخزنة خزنة النار هم ايضا يترقبون ويرصدون من يساق الى النار ومن هو بداخلها كل هذا متقارب في جهنم مرصاد لهؤلاء الكافرين اعدت للكافرين ومعنى اعدت الاعداد يدل على تهيئة الشيء بعناية قل اعددت لك كذا اعددت لك متكئا اعددت لك طعاما اعددت لك مجلسا اعددت لك مقالة يعني بعناية فالنار اعدت لهم بعناية وهيأت جاهزة اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا. وثبوراه واثبوراه ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا للطاغين الذين جاوزوا الحد كفروا بالله عز وجل كذبوا رسله حاربوا اولياءه كل ما جاوز الحد فهو موصوف بالطغيان للطاغين مآبا والمآب هو المرجع يعني انها مرجعهم ومصيرهم لكنها مسألة وقت مع انهم في هذه الحياة الدنيا وان ظن الظان انهم منعمون يتمتعون الا ان لهم حظا من هذه من هذا العذاب فهو يمزق نفوسهم يعيشون في بؤس اذا كان الواحد من اهل الايمان ايها الاخوان اذا غفل عن ذكر الله بعد الغفلة يجد اثر ذلك في نفسه فكيف بالذين لا يعرفون الله اصلا ولا يذكرونه ولا يعبدونه ولا يصلون ولا يتطهرون هؤلاء لا شك انهم في عذاب في الدنيا قبل عذاب الاخرة هذا بالاضافة الى انهم يعذبون باموالهم واولادهم وبهذا النعيم الذي يتقلبون فيه. وبقدر ما يكون لهم من النعيم يكون لهم من العذاب. كما هو مشاهد انظر الى اتعس اهل الارض هم اكثر اهل الارض رفاهية اكثر حالات الانتحار في اكثر البلاد رفاهية. لماذا؟ كفى بك داء ان ترى الموت شافيا وحسب المنايا ان يكن امانيا فهؤلاء بلغ بهم الشقاء مبلغه حتى ضاقت بهم نفوسهم وضاقت بهم الارض بما رحبت فلم يجدوا ملاذا الا الموت او في شقاء في الدنيا وعذاب في البرزخ وهم في عذاب ايضا في الاخرة