من المنافع التي ينبغي ان نشهدها في الحج ان الحج ميدان يأتي فيه المسلمون من كل مكان ويأتي فيه علماء من اماكن كثيرة. ويأتي فيه دعاة من بلاد كثيرة. ويجتمعون. فاذا تعرف العلماء على العلماء والدعاة على الدعاة كان في هذا سبيلا اجتماع الامة على كلمة سواء وعلى نصرة للدين وللعقيدة والمنهج الصحيح لما؟ لان تلاقح الافكار يكون بالالتقاء. وقد يكون الداعية في بلد له ظروفه لا يسمع في عمله الرأي الاخر لكن لو سمع لو سمع الرأي الاخر لكان عنده تصحيح لمنهجه وتصحيح لطريقته مثلا بعض الدعاة قد لا يهتم اصلا بمسائل البراءة من المشركين او لا يهتم اصلا دعوة الناس الى التوحيد. تراه مثلا يرى قبة على قبر فلا يتغير قلبه. ولكن اذا رأى صورة في مجلة عارية تغير قلبه وقام وقع مع ان هذه معصية وكبيرة من الكبائر ولكن تلك وسيلة الى الشرك اعظم واعظم. وهذا من الخلل الذي في النفوس ان يكون في القلب عدم غيرة على حرمات الله العظمى عدم غيرة على التوحيد عدم غيرة على السنة والا يتحرك القلب اذا رؤي عبادة غير الله او اذا رؤية وسائل الشرك او اذا رؤية البدع. لكن يتغيظ اذا رأى فسادا في الاخلاق او فسادا في الاقتصاد او نحو هذا خلل في منهج لانه ربي على ان يغار على الاخلاق وان لا يغار على التوحيد وهذا لا شك انه اذا قامت الامة على ذلك فانه خلل في التربية عظيم. فكيف تفقه الامة ان يكون تصحيح الوضع بتصحيح القاعدة متى تفقه ذلك؟ وان يكون تصحيح القاعدة بتصحيح قلوبها بتصحيح قلب الناس يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو القلب المخلص لله جل وعلا. والاخلاص يتبعه السلامة من الشبهات والسلامة من الشهوات. متى يربى الناس على ذلك لا شك ان الحج ميدان لان تكون هناك تبادل في الافكار تبادل في الاراء في ان نجعل في مستقبلنا الدعوة في منهج هو منهج السلف الصالح. واننا في هذا الزمن بحاجة اشد ما نكون الى الدعوة على المتفق عليه. الى اجمعي عليه الى ما تتفق عليه الاطراف جميعا. واننا اذا اجتمعنا على ذلك وسرنا بالناس على هذا زمن طويلا فان انتشار الصحوة وانتشار الدعوة سيكون اكثر واكثر. وانما تعبت الامة في ان كل طائفة تتعصب الى فرع من الفروع المرء بتركه وتترك الاصل الاصول الذي جاءت الانبياء والمرسلون بتحقيقه والدعوة اليه. لا شك ان هذا كل واحد منا بحاجة الى ان يعتقده والى ان ادعو اليه واهل هذه البلاد كما يقول فالقائل عليهم الشرح يعني عليهم التبعة الكبيرة في ان يؤصلوا هذا في الناس. ان لم تنطلق دعوة التوحيد واجتماع الجماعات اجتماع الفئات والطوائف على كلمة واحدة وعلى التقاء على مجمع عليه. وهو منهج السلف الصالح والدعوة الى التوحيد والعقيدة. نستمر على ذلك سنين طويلة ان لم نجتمع تجتمع الصحوة ويجتمع الدعاة في البلاد على ذلك فسنظل نكرر انفسنا واذا لم يقم اهل هذه البلاد بهذه المهمة فان غيرهم لن يقوم والحساب عليهم اشد. لانهم قد رضعوا هذه العقيدة مع لبان امهاتهم. وقد درسوها وهم لم ينبت لهم ريش. قد درسوها في الابتدائي ودرسوها في المتوسط. وسمعوها ليل نهار. وسمعوها في الدروس. فمتى ينطلقون بها؟ متى يحددون دون للناس ان هذا الاصل هو الذي يجب ان يجتمع عليه الناس وان يدعى اليه. نعم يحتاج الداعية في ذلك الى ان يجعل الحج موسما ان يكون التقاء الجميع على العقيدة الواحدة على التقوى على الصلاح الذي قال الله جل وعلا فيه ان هذه امتكم امة واحدة. يعني الامة في هذا يعني الدين دين واحد وليس بدين متعدد. وهذا الدين الواحد الذي يجب ان نجتمع عليه هو ما اجمعت عليه الامة. اما ما صار فيه اختلاف فهذا يؤجل تؤجل مناقشته ويؤجل البحث فيه الى مرحلة اخرى من مراحل الدعوة الى دين الله. اما ان نكرر انفسنا وان يكون كما صار في حج مضى ومضى ومضى وان يسمع في محاضرات وان يسمع في ندوات الكلام على امور فرعية وتؤصل وتنمى هذا لا شك انه ليس مطلوبا الا لمن تحقق فيه الاصل فينتقل بعد تحقيق العصر فيه الى الاهم الثاني ثم الاهم الثالث وهكذا. اما ان يأتي بالنسبة لعموم المسلمين وان تترك اصول الديانة واصول العقيدة وعن يترك الدعاة غرس الملة وغرس العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص في النفوس هذا لا شك انه تظييع لا هم المهمات التي ارشد اليها بل امر بها نبينا عليه الصلاة والسلام معاذا حين قال انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله جل جلاله كما هو رواية البخاري في كتاب التوحيد. فاذا هذا قاعدة عظيمة من القواعد