والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرد منهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدواه ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف مخططا ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة. قوله رحمه الله والصراط منصوب على متن جهنم اي قائم على ظهرها وجهنم اسم نداري العذاب التي اعد الله تعالى فيها للكافرين والمنافقين والعصاة ما اعد من عذاب يعذبون به وهم في ذلك على قسمين كفار واهل نفاق لا خروج لهم من النار بل هم فيها مخلدون وعصاة يدخلونها ثم ينجيهم الله تعالى اما بالشفاعة واما برحمته وفضله واما بعد تخليصهم مما يكون من سيء اعمالهم. فالجنة طيبة لا يدخلها الا طيب الجسر الصراط مضروب على متن جهنم على ظهرها يمر منه الناس الى الجنة ينتقلون بذلك من عرصات القيامة وارض المحشر الى المستقر فان كانوا من اهل النار سقطوا فيها وان كان وان كانوا من اهل الجنة مروا على الصراط وهم في مرورهم على مراتب ودرجات. على حسب اعمالهم هذا الورود هو المذكور في قوله تعالى وان منكم الا واردها كان على كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين في هاجثيا الصراط لا لا يأتيه الا اهل الاسلام. كل من يأتي الصراط فهو من اهل الايمان. اما اهل الكفر فانهم لا يأتون الصراط بل يلقون جهنم القاء اذ ينادي مناد من كان يعبد شيئا فليتبعه من كان يعبد شيئا فليتبعه. فيصور للذين يتبعون يعبدون الاصنام الاصنام فتتقدمهم فيلقون فيها الى النار حتى من كان يعبد الشمس يتبع الشمس فيلقى في النار ومن كان يعبد القمر يتبع القمر في النار ولا يبقى في ارض المحشر الا اهل الايمان ومعهم المنافقون ثم يكون ما يكون من الاحداث والوقائع التي جاءت بها السنة ثم بعد ذلك يعبر الناس الصراط اما المنافقون فيبقون في ظلمة ويدخلون النار واما اهل الايمان على اختلاف مراتبهم ودرجاتهم فهم يعبرون الصراط من كان منهم محسنا ومن كان منهم مقتصدا ومن كان منهم ظالم ظالم لنفسه هذه مراتب الناس الذين يعبرون الصراط هم اهل الايمان والاسلام فقط فقوله رحمه الله يمر الناس اي من اهل الاسلام والايمان الذين امنوا بالله ورسوله عليه اي على الصراط على قدر اعمالهم وهذا الناس فيه متفاوتون فمنهم من يمر كلمح البصر وهذا اسرع ما يكون ومنهم من يمر كالبرق وهذا يشبه الاول في السرعة ومنهم من يمر كالريح الشديدة ومنهم من يمر كالفرس الجواد السريع ومنهم من يمر كركاب الابل اي كمن ارتحل ابلا ومنهم من يعدو عدوا يركض اسرع ما يكون من ركض ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. اعوذ بالله ومنهم من يخطفه خطأ ومنهم من يخطف خطفا انت اي تخطفه الكلاليب الموضوعة على الصراط وتفاوت الناس في هذا على قدر اعمالهم. كما قال الله تعالى والسابقون السابقون فمن سبق الى الطاعة والاحسان في الدنيا سبق الى الجنة في الاخرة. ومن تأخر تأخر وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي سعيد باصحابه تأخرا عن الصفوف الاول او تأخرا في المجيء الى الصلاة فقال لا يزال اقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى يوم القيامة. ان يؤخرهم عن دخول الجنة فالسباق تي جواز الصراط والوصول الى رحمة الله عز وجل بدخول الجنة انما هو بالاعمال الصالحة ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا التفاوت في مرور الناس على الصراط يوم القيامة والصراط جاء في وصفه حديثان حديث وصفه بانه ادق من الشعر واحد من السيف وهذا وصل جاء باسناد فيه مقال وقد جاء في وصفه عند الامام مسلم من حديث ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل له ما الجسر يعني الصراط الذي يمر الناس عليه قيل له ما الجسر؟ قال دحض مزلة فيه خطاطيف دحظ المزلة وفي رواية مدحضة المزلة والدحر والمذلة متقاربان في المعنى وهو الموضع الذي تزل فيه الاقدام ولا تستقر والغالب ان يكون متسعا وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم هذا الوصف ولا يتنافى مع الاول فهو دحظ مزلة في بعض اماكنه مواضعه وقد يكون بالنظر الى بعض من يمر عليه. فما جاء من تفاوت الوصف للصراط انما هو باختلاف احوال الناس في عبوره ومطايا الناس في ذلك اليوم هي اعمالهم وهذا المرور ليس دخولا هو ورود اما من تخطفه الكلاليب فيلقى في النار فهذا هو الذي يدخلها بسيء عمله واما من يتأخر فهذا قد يناله من العناء في مروري على الصراط ما ينال بسبب تأخره في العمل الصالح فاذا عبر الناس هذا المضيق العظيم الذي يسكت فيه الناس الا الرسل ليس لهم قول الا اللهم سلم سلم يدعون الله بالسلامة اول اممهم اذا عبروا ذلك وصلوا الى قنطرة تكون بين النار والجنة