واول من يستفتح باب الجنة محمد. واول من يدخل الجنة من الامم امته. يقول المؤلف رحمه الله واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم اول من يستفتح اي اول من يطلب فتح باب الجنة بعد ان يقضي ما كان من احوال يوم القيامة واهوالها وينجو اهل الايمان من النار بالورود عليها كما قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها يأتي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في طلب فتح باب الجنة وذلك ان الجنة لها ابواب. وقد جاء ذكر ابواب الجنة في القرآن في سورة الزمر وكذلك جاء في السنة في غير ما حديث. وابواب الجنة ثمانية هذه الابواب يدخل منها اهل الجنة نسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن يدعى من تلك الابواب كلها. والناس متفاوتون في دخول الجنة من هذه الابواب. فمنهم من يدخل من باب الصلاة ومنهم من يدخل من باب الصيام ومنهم من يدخل من باب الصدقة. ومنهم من يدخل من باب الجهاد فهي ابواب واذا اخلص العبد وحقق التوحيد على وجه الكمال دعي من تلك الابواب كلها. تفتح له ابواب الجنة ثمانية يدخل من ايها شاء فاول من يستفتح باب الجنة من اهلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قال انا اول شفيع في الجنة. اول شفيع في الجنة. يعني اول من يشفع في دخول الجنة واول ذلك ما جاء في حديث انس انه قال صلى الله عليه وسلم اتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح يعني اطلب ان يفتح لي. فيقول الخازن وهو رضوان من الملائكة من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك. والامر هو الله عز وجل بك امرت يعني الله امرني الا لاحد قبل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا من المقام المحمود الذي بوأ الله تعالى رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه في ذلك اليوم المشهود يظهر به فظله ويتبين به عظيم مكانته عند ربه ان الجنة لا تدخل الا باستفتاحه فيستفتح صلى الله عليه وسلم فيدخل الجنة نسأل الله ان يتبعنا اثاره وان يجمعنا به وان يجعلنا ممن يدخل معه ويرافقه فيها وهذه الامة هي اول امة تدخل الجنة ولذلك قال المؤلف واول من يدخل الجنة من الامم امته دل على ذلك احاديث عديدة منها ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتي اليه الناس يطلبون منه الشفاعة لفصل القضاء بعد ان يذهبوا الى ساداتي البشر من المرسلين واولي العزم من الرسل يأتون اولا ادم ابا البشر فيعتذر ويحيلهم الى نوح ثم يأتون الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم. ثم يعتذر ويحيلهم الى موسى. ثم يأتون موسى فيعتذر ويحيلهم الى عيسى ثم يأتون عيسى عليه السلام فيعتذر ويحيلهم الى النبي صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها فيتقدم صلى الله عليه وسلم للشفاعة عند ربه على ما على نحو ما سيأتي ان شاء الله تعالى فاول ما يقال له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع يقول صلى الله عليه وسلم امتي امتي فهو صلى الله عليه وسلم يستفتح الجنة ويدخلها واول من يدخلها امته صلى الله عليه وسلم. فهم الاخرون في الاولون يوم القيامة. واوليتهم يوم القيامة بفضل الله وربك يخلق ما يشاء ويختار. ما كان لهم الخير سبحان الله وتعالى عما يشركون. وقد جاء في فضل هذه الامة ما رواه احمد وغيره من حديث باز بن حكيم عن ابيه عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتم يخاطب هذه الامة اولها واخرها والخطاب لمقدمها وهم سادات الدنيا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. انتم توفون سبعين امة. توفون اي سبعين امة من الامم التي مرت من ادم عليه السلام الى اخر الدنيا انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله عز وجل فنحمد الله على فضله ونسأله المزيد من عطاءه وهذه جاء ذكرها في القرآن في قول الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهذه الخيرية ليست للعلو على الخلق ولا للتكبر عليهم ولا لتنقص الخلق بل هي بيان ما خص الله به هذه الامة انها خير الامم خيريتها ليست لاشكال من فيها ولا لصورهم ولا لاجسامهم وانما لاعمالهم. ولذلك لما ربنا جل في علاه لما ذكر ربنا جل في علاه خيرية الامة ذكر موجب الخيرية سبب الخيرية. فقال تعالى كنتم خير اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. فلم يجعل ذلك لاجل انتسابهم للامة مع مخالفتهم لما جاء به سيد الورى بل الخيرية سببها وموجبها هو التزام الشريعة وهذه الخيرية ثابتة لكل من انتسب لمحمد بن عبدالله ايمانا به وتصديقا لما جاء به اقرارا بما اوحاه الله تعالى اليه. قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فهؤلاء كلهم الظالم لنفسه والمقتصد وهو من قام بالواجب وانتهى عن المحرم والسابق بالخيرات وهو من قام بالواجب وانتهى عن المحرم وسارع بالوان الطعام كل هؤلاء من المصطفين الذين الذين يدخلون في قول الله تعالى ثم اصطفيتم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فحري بالمؤمن ان يفرح بهذا الفضل من الله وان يكون موجبا لمزيد عبودية لله عز وجل قيام بشرعه