واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان الى اذا هذا النوع الثاني من انواع الشفاعة وهي شفاعته لاهل الجنة في دخولها. يشفع صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة لانه يرى انه اشد اهل النار عذابا وهو اهونهم واخفهم عذابا. واشد اهل النار يعني من هم فيها مخلدون واما اهل الايمان فمنهم من هو دون ذلك من العذاب لان المؤمنين الذين يدخلون النار في ان يدخلوها اذ ان اهل الجنة اذا خلصوا من النار الامم جميعا بما فيهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم حبسوا على قنطرة قبل دخول الجنة حتى يخلصا لبعضهم من بعض ما يكون من حقوق. ثم اذا ارادوا دخول الجنة يأتون الى ادم ثم على ثم الى نوح وهلم جر على نحو ما تقدم حتى يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتقدم يطلب فتح باب الجنة وهذا ما تقدم قبل قليل في حديث انس اتي باب الجنة فاستفتح فيقول من فيقول خازن من؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد لاحد قبلك فيفتح له فيدخل وتدخل امته ثم ثم يدخل الله تعالى بقية الامم بعد ذلك فكان النبي صلى الله وسلم اول شفيع في الجنة كما جاء في حديث انس حيث قال انا اول شفيع في الجنة يعني في دخولها وهي شفاعته للخلق جميعا لجميع اهل الجنة ان يدخلوها باستفتاحه صلى الله عليه وسلم. وهذه شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي عامة لاهل الايمان. الشفاعة الاولى الشفاعة العامة للناس جميعا هي الشفاعة التي تكون للخلق مسلمهم وكافرهم في ان يأتي الله لفصل القضاء. اما الشفاعة الثانية فهي خاصة باهل من النبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين كل هؤلاء يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة في في ابتداء الدخول وهذا معنى قوله انا اول شفيع في ومعنى الحديث الاخر الذي فيه استفتاح باب الجنة هذه شفاعتان خاصتان بالنبي صلى الله عليه وسلم ثمة هناك شفاعة ثالثة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي شفاعته في عمه ابي طالب ان يخفف الله تعالى عنه العذاب. هذه الشفاعة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف عن ابي طالب ما كان من العذاب الذي يستحقه لعدم ايمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم. فابو طالب احب النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه بقلبه لكنه لم لم يؤمن بلسانه ولم يقر للنبي صلى الله عليه وسلم بما دعاه اليه من توحيد الله عز وجل. ففيما جاء في صحيح الامام مسلم ان ابا طالب لما حضرته الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله فدعاه الى ان يقول لا اله الا الله فتكلم ابو جهل وعبدالله ابن ابي امية فقال لابي طالب وهو في السياق يعني في حال الاعتذار اترغب عن ملة عبد المطلب فعاد النبي صلى الله عليه وسلم على عمه يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله فعاد عليه فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فكان اخر ما قال ابو طالب هو على ملة عبد المطلب نعوذ بالله من الخذلان. فلم يؤمن الا ان النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه الما شديدا ان فاته ايمان عمه فانزل الله تعالى عليه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وقال صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما الم انه عنك وهذا يدل على انه لا يملك الشفاعة ابتداء ولا يملك الشفاعة دون اذن الله عز وجل بل بامره واذنه لذلك قال لاستغفرن لك اي اطلب لك المغفرة الا ان ينهى عنك فجاء النهي في قوله تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه ابي طالب لان الله نهاه اذ ان الله تعالى لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فقد منع الله المغفرة عن المشركين. ان الله لا يغفر ان يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الا ان العباس سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله عمك ابو طالب كان يغضب لك ويحوطك ما نفعته يعني باي شيء نفعته ومقابل ما كان من حمايته ومناصرته لك مع كونه لم يؤمن بك. فقال صلى الله عليه وسلم ويعني ابا طالب في ضحظاح من نار الضحظاح هو الماء الذي يبلغ الكعبين الماء الذي يبلغ الكعبين. لكن هذا الظحظاح ليس من ماء انما هو من نار ولذلك قال هو في ضحظاح من يعني في نار تبلغ كعبين يغلي منهما دماغه ولولا انا يعني لولا ما اكرمني الله به من الشفاعة له في تخفيف العذاب لكان في الدرك الاسفل من النار الا ان هذا التخفيف لا يستفيد منه ابو طالب فيما يرى من نفسه لانه يرى انه اشد اهل النار على مراتب ودخولهم مؤقت بقدر ما يكون من تخليصهم من ذنوبهم وتطييبهم حتى يدخلوا الجنة. فالجنة دار الطيبين طبتم فادخلوها خالدين. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من الطيبين