او لا ما نفعوك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لم يكتبه الله عليك يمضي ما ارادوا لم يضروك ما شاء كان جل في علاه وما لم يشأ لم يكن لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه جل في علاه. وعلى هذا اتفق المسلمون وعليه اجماع الرسل من اولهم الى اخرهم فلا ريب في هذا ولا نقاش اما المرتبة الثانية من هذه الدرجة فهي اليقين واعتقاد ان الله خلق كل شيء فما من شيء الا هو خلق الله كما قال كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر فمذهب اهل السنة والجماعة ان الله تعالى واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان ما يا الله كانهما لم يشأ لم يكن. وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسوله ونهاه وهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن الذين امنوا امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. اذا عندنا ايها الاخوة الايمان بالقدر يتضمن مرتبتين تقدم ذكرهما المرتبة الاولى علم الله السابق للحوادث والمرتبة الثانية ان الله تعالى كتب ذلك فما من شيء الا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكتب في الذكر كل شيء والايمان بذلك واجب ولم ينكر هذا النوع او هذه المراتب من مراتب القدر الا غلاة القدرية. الذين رد قولهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الائمة انهم خارجون عن الدين لانكارهم علم الله عز وجل الذي دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة واجتمعت عليه جميع الرسالات والنبوات اما المرتبتان الثانيتان وهما ضمن الدرجة الثانية التي ذكرها المؤلف رحمه الله فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فمشيئة الله نافذة ما شئت كانا وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا وذاك اعنت وذا لم تعد وله في ذلك غاية الحكمة سبحانه سبحانه وبحمده هو اعلم بمن اتقى جل في علاه فالخلق كلهم تحت مشيئته لا يخرج ما يشاؤونه عما شاء ولهم المشيئة ولا تقل كيف ذلك سيأتي بيانه بعد قليل فمشيئته نافذة ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وما لم يشأ لم يكن فاهل السنة متفقون على اثبات القدر وان الله على كل شيء قدير. وان ما شاء الله كان توجب وجوده وما لم يجأ لم يكن فامتنع وجوده فما شاء الله كان وان لم يشأه الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وصيته لعبدالله بن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك ايش؟ يمضي ما ارادوه خالق كل شيء وربه ومليكه وقد دخل في ذلك جميع الاعيان القادمة القائمة بانفسها فليس شيء من الخلق الا هو خلقه جل في علاه وكذلك صفاتهم دل على ذلك الكتاب والسنة واجمع عليه علماء الامة وما يجب التنبه له والعناية به انه لا يلزم من هذا ان كل ما يشاؤه فهو محبوب له ليس من لازم المشيئة المحبة فشاء الله تعالى امورا لا يحبها جل في علاه ولا يرضاها. لكنها من مقتضيات حكمته وقدرته جل في علاه فينبغي الا يجعل المؤمن تلازما بينما شاءه وبينما يحبه فليس ثمة تلاسؤ بين المشيئة والمحبة فقد يشاء ما لا يحب وقد لا وقد يشاء الا يقع ما يحب جل في علاه فالمؤمن ايمانه بمشيئة الله وهو محبوب له والكافر كفره بمشيئة الله وهو مكروه لله عز وجل فقال تعالى ان كما قال تعالى ولا يرضى لعباده الكفر وكما قال جل وعلا في تحبيب الايمان لعباده قال جل وعلا وحبب اليكم وحبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. فمنا من ان يقع في قلب العبد حب الايمان وكراهة الفسوق والكفر والعصيان اولئك هم الراشدون هؤلاء هم المصطفون الذين اصطفاهم الله عز وجل وتفضل عليهم بان جعلهم من المصطفين الاخيار فالله تعالى يوفق من يشاء برحمته وفضله ويخذل من يشاء بحكمته وعدله كما الجميع متقلب بين فظله وعدله سبحانه وبحمده قال الامام الشافعي رحمه الله خلقت العباد لما قد علمت ما الذي علمه؟ الذي علمه هو عبادته جل في علاه وما يكون من عباده ففي العلم يجني الفتاوى المسن كلنا نجري في علم الله الصغير والكبير والبر والفاجر على اختلاف احوال الناس فمنهم شقي ومنهم سعيد. هذه احوال الخلق ومنهم قبيح ومنهم حسن. على ذا مننت اي تفظلت بالهداية والتوفيق الى الطاعة والاحسان. وهذا خذلت اي خليت بينه وبين نفسه وما يشتهيه فخذل ووقع في الازياء وذاك اعنت على الطاعة والبر واذا لم تعن والعباد في قضاء الله وقدره يتقلبون بين عدله وفضله. بين عدله وفضله ليس في حكم الله القدري ظلم لاحد من العباد وما ربك بظلام للعبيد ان الله لا يظلم الناس شيئا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا عبادي اني حرمت اني حرمت والظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فما يجريه الله تعالى من الاقضية والاقدار هو بحكمته جل في علاه له في ذلك الحكمة البالغة والعلم التام كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما فمشيئته مقرونة بعلمه وحكمته سبحانه وبحمده