وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوه بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي رضي الله عنه وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور ولاهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة خلافا. وذلك انهم يؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من ما لاهلهم يقول رحمه الله وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة كما ذكر في قصة بيعة الصحابة رضي الله تعالى عنهم عثمان وهي قصة في غاية الوضوح والجلا في الالتئام والاجتماع وانها كانت بيعة رظا. فان عمر رظي الله تعالى عنه لما طعن طعنه ابو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي الفجر اغمي عليه ثم افاق رضي الله تعالى عنه وهو في بيته راجعه الصحابة في الاستخلاف فاستخلف ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جعل الامر بينهم. وهم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. وهم بقية العشرة المبشرين بالجنة ممن كان حيا مضى ابو بكر وعمر هو المستخلف وابو عبيدة كان قد مات رضي الله تعالى ان في الشام وبقي سبعا هم عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن ابي وقاص والسابع سعيد بن زيد لم يدخل سعيد ابن زيد في الستة لانه من قراباته. فاخرجه وجعله في في الستة دون سعيد ابن زيد مع انه من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنهم اجمعين فلما صار الامر الى الستة تنازل ثلاثة لثلاثة تنازل الزبير لعلي وتنازل طلحة لعثمان وتنازل سعد بن ابي وقاص لعبد الرحمن ابن عوف فقال عبدالرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه يخرج اثنان ويبقى واحد فسكت عثمان وعلي فقال اخرج وكان خروجه رضي الله تعالى عنه على ان يقوم بتنصيب احدهما بعد مشاورة اهل الاسلام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وامراء الانصار فكان قد اخذ العهد والميثاق عليهما ان يقبلا بما ينتهي اليه بعد مشاورة من يشاور من اهل الاسلام من بقية اباء واهل المدينة وامراء الانصار الذين كانوا قد عادوا مع عمر رضي الله تعالى عنه من الحج في ذلك العام فشاور من شاور ومظى في ذلك ثلاثة ايام ثم كان ما كان من اجتماعه بعثمان وعلي عند المنبر وكان عثمان اسن من علي رضي الله تعالى عنهما اكبر سنا فبدأ به. فاخذ منه العهد والميثاق ان اذا ولاه ليعدلن وان ولى عليا ليسمعن وليطيعن فاعطاه العهد ثم توجه الى علي وقال له نفس المقالة ان وليتك لتعدلن وان وليت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم قال بعد ذلك بعد ان اخذ العهد عليهما قال اني رأيت الناس لا يعدلون بعثمان يعني ارتضوا عثمان ان يكون خليفة بعد عمر فبايعه عبد فبايعه اول من بايعه علي رضي الله تعالى عنه. ثم بايعه عبد الرحمن بن عوف ثم بايعه سائر الناس في بيعة رظا ووئام والتئام واجتماع وهي من اكثر البيعات اجتماعا في خلافة في الخلفاء الراشدين فابو بكر رضي الله تعالى عنه حصل نوع من التأخر من بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجتمعوا عليه رضي الله تعالى عنه وعمر استخلفه ابو بكر وعثمان بايعه المهاجرون والانصار وسائر اهل الاسلام بيعة رضا واجتماع والتئام واختيار واما علي فتفرق الناس رضي الله تعالى عنه فبايعه بعضهم وامتنع عن بيعته كثير ممن لم يبايعه من اهل الشام ووقعت الفتنة بعد ذلك فلهذا كانت من مقالة اهل السنة والجماعة في الخلافة ظاهرة جلية ان ان الاحق بالخلافة بعد ابي لكن هو عمر عثمان رضي الله تعالى عنه ثم علي رضي الله تعالى عن الجميع وقد اقر بذلك علي نفسه رضي الله تعالى عنه فكان اول من بايع عثمان بيعة رضا واختيار لا اكراه ولا رغبة ولا رهبة. لا اكراه ولا رغبة ولا رهبة بل كانت عن رضا فجمع الله تعالى اهل الاسلام اما ما يتعلق بالمفاضلة فقد ذكر المؤلف الخلاف في المفاضلة بين عثمان وعلي والذي استقر عليه قول اهل السنة والجماعة ان الصحابة الخلفاء الراشدين في الفضل كترتيبهم في الخلافة هذا الذي اجتمعت عليه كلمتهم رضي الله تعالى عن الجميع والتفظيل لا يستلزم التنقص والتفظيل لا يستلزم عدم المحبة والموالاة فنحن نحب جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الخلفاء الراشدين ولكن لهم من المنازل ينبغي ان ان يعلم وان يعرف كما ان المفاضلة بين النبيين لم تكن سببا لتنقص من كان مفضولا فكذلك التفاضل بين غيرهم لا يستلزم تنقص من كان مفضولا رضي الله تعالى عنهم اجمعين. هذا ما يتعلق بعقد اهل السنة والجماعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. سلامة القلوب سلامة الالسن الامتناع عن السب والقذف والذنب. الاقرار بالفظائل العامة لهم جميعا. والاقرار بالفظائل الخاصة الثابتة لهم الله تعالى عنهم