ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها وعلى الله عز وجل. هذا الكلام الجامع في بيان ما يجب ان تملأ به قلوب الناس تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اخصر الكلام وانفعه لا سيما في زمن كثر فيه الوقيعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وروج ذلك من من ملئ قلبه غلا على الاسلام واهله. فينبغي ان ينظر الانسان في سيرة الصحابة بعلم وبصيرة وان يقرأ ما جاء عنهم بعدل وعلم. وان يتأمل ما كان لهم من الفضائل وما كان لهم من المنزلة العالية المكانة الرفيعة التي بلغوا بها ان رضي الله عنهم ورضوا عنه. هذي منزلة في غاية السمو من بلغها فقد جاوز القنطرة من بلغها يجب ان تصان الالسن عن الوقيعة فيه رظي الله تعالى عنهم وارضاهم. يقول عبد الله بن مسعود من كان مستنا فليستن بمن قد مات يعني من كان مهتديا متبعا مقتديا فليقتدي بمن قد مات من اهل العلم. فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة فقد يقول اليوم قولا يخالفه غدا وقد يكون اليوم على هدى وغدا على ضلال اللهم انا نعوذ بك من الحور بعد هذا الكون نعوذ بك من الضلال بعد الهدى اللهم ثبتنا بالقول الثابت حتى نلقاك يا ذا الجلال والاكرام. توفنا مسلمين والحقنا الصالحين واغفر لنا الزلل والخطأ يا رب العالمين الحي لا تؤمن عليه فتنة. اللهم انا نعوذ بك من الفتن. يقول رضي الله تعالى عنه اولئك اصحاب محمد كانوا والله يحلف رضي الله تعالى عنه يقسم كانوا افضل هذه الامة وابرها قلوبا وبر القلوب دليل على سلامة المقاصد وصحة النيات. واعمق واعمقها علما. فكانوا ذوي فكانوا رضي الله قال عنهم ذوي علم وبصيرة وفقه وحسن نظر. هم اعلم الناس بمعاني كلام الله ومقاصد الله صلى الله عليه وسلم هم اعمقها يقول واعمقها علوما واقلها تكلفا فليس عندهم تشدد ولا عندهم غلو ولا عندهم طلبة ولا عندهم طلب لما لم يكلفوا بعلمه قوم اختارهم قوم اختارهم الله لصحبة نبيه واقامة دينه فاعرفوا فضلهم واتبعوهم في اثارهم وتمسكوا بما من اخلاقهم ودينهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم. رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. نعم هؤلاء اصحاب النبي الله عليه وعلى اله وسلم لا كان ولا يكون مثلهم رظي الله تعالى عنهم وارضاهم وانظر الى هذه اللفتة المهمة والمعنى الجليل الذي يبرز مكانة الصحابة كل خير فيه المسلمون الى يوم القيامة في دينهم ودنياهم في الايمان والاسلام والقرآن والعلم والطاعة والاحسان والعبادات بل حتى وفي الاخرة في دخول الجنة والنجاة من النار وفي الظهور على اعداء الدين وعلو الكلمة انما هو ببركة ما فعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهم الذين ناصروا رسول الله هم الذين عاضدوه هم الذين نافعوا عنه هم الذين حملوا الرسالة بعده حتى بلغوا بها اقصى ما يستطيعون شرقا وغربا ففتح الله بهم القلوب والبلدان فتح الله تعالى ببركة جهادهم وتعليمهم قلوب العباد وفتح البلاد حتى ظهر الاسلام في زوايا في ربوع الارض كلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله زوى الي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان ملك امتي سيبلغ ما يلي منها هذا اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتعلق الموقف مما اه وقع بين الصحابة وهو اجمال مفيد في بيان ما يجب في حق الصحابة يجب محبتهم. وموالاتهم عدم وصيانة وسلامة الالسنة في حقهم وعدم سبهم والنيل منهم ويجب موالاة ال البيت واما فيما يتعلق فيما يتعلق بما وقع بينهم من خلاف فيجب الامساك عنه والنظر في سيرهم التي تحمل القلوب على محبتهم واجلالهم رظي الله تعالى عنهم