عن علم فيأمر بعلم وينهى بعلم وليس بما يشتهي ويحب الثاني ان يكون رفيقا في امره وفي نهيه فما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه. الثالث الصبر لابد فصل ثم ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة يقول رحمه الله ثم مع ثم هم مع هذه الاصول يعني ما تقدم من عقائد تتعلق بالايمان بالله كتبه وبرسله وملائكته اليوم الاخر والقدر خيره وشره وما يلحق ويلحق بذلك من مسائل الاعتقاد هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف والمعروف هو كل ما امر الله تعالى به ورسوله امر اجابة وامر استحباب وينهون عن المنكر والمنكر هو كل ما نهى الله عنه ورسوله نهي تحريم او تنزيل هذا المعروف وذاك المنكر فالامر بالمعروف هو امر بما امر الله به ورسوله امر ايجاب كالصلاة مثلا او امر استحباب كالنوافل والتطوعات وينهون عن كل لمنكر نهى الله تعالى عنه ورسوله ناهية تحريم كالخمر والربا او نهي كراهة كالشرب واقفا مثلا. هذا كله مما يجري عليه عمل اهل السنة والجماعة. يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر لكنهم في امر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسيرون في ذلك على وفق اهوائهم وما يحبون وما يشتهون. بل هم في ذلك ما توجبه الشريعة يعني ما تقتضيه الشريعة ما تأمر به الشريعة فليس الامر والنهي على وفق ما تشتهي وتحب انما الامر والنهي على وفق ما امر الله به ورسوله ولهذا بين المؤلف رحمه الله ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على ثلاثة اصول لا يمكن ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق ما توجبه الشريعة الا اذا توافرت هذه الاصول الثلاثة. الاول ان يكون له من صبر والصبر يكون اثناء الامر والنهي ويكون بعده فيصبر لامتثال امر الله بالامر والنهي ويصبر بعد ذلك على ما يصيبه كما قال الله تعالى فيما قصه من وصية لقمان لابنه وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك. فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا لابد في غالب الاحوال ان يصيبه من ذلك ما يصيبه مما يكره ولهذا لا بد في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان يكون على هذه الصورة فما كان من الامر والنهي عن العلم فانه خارج عن ما امر الله تعالى به ورسوله. واذا كان لا رفق فيه فهو خارج عن عن الشرع. وعن ما امر الله به ورسوله واذا لم يكن معه صبر كان خارجا عما امر الله تعالى به ورسوله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاجه الانسان مع نفسه فيأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويحتاجه مع زوجه ولده واهله وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. يا ايها الذين يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نار وقودها الناس والحجارة فيحتاج الانسان مع نفسه ومع اهله ومع من يحيط به ويحتاجها في سائر احواله مرة رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وبهذا يتبين ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على مراتب ودرجات منوطة بالاستطاعة فاتقوا الله ما استطعتم