ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء. من طريقة اهل السنة والجماعة اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء. وهذا من تحقيق معنى الجماعة. ان يجتمع مع ولاة الامر فيما يكون من الشعائر الظاهرة التي لا بد ان يكون فيها امام ولا تتم الا بالائمة فيجتمعون معهم الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا فلا يشترط ان يكونوا اتقياء واولياء. فالصحابة رضي الله تعالى عنهم صلوا خلف ائمة عرف عنهم الجور كالحجاج ولم يتركوا الاجتماع لاجل ما يكون من تقصير الائمة وقد نبه الى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في اهم الامور وهو الصلاة اذ اخبر انه ستكون امراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فقال له ابو ذر فما اصنع يا رسول الله فقال صل الصلاة لوقتها فاذا شهدت معهم الصلاة فصلي معهم وهذا لتحقيق معنى الاجتماع والبعد عن الفرقة والاختلاف وهذا لا يعني الا يبين الخطأ او الا ينبه الى الغلط. انما يعني الا يسعى الانسان في خلاف وشقاق يفضي الى تفرق الامة وذهاب سلطانها وقوتها واجتماعها فان الانسان يغلب المصلحة في الاجتماع على ما يكون من مصالح في مفردات الاعمال ويوازن بين مفسدة الفرقة مقارنة بمفسدة ما يمكن ان يكون من القصور الذي قد يكون عند بعض الولاة ولهذا كان طريقه طريق اهل السنة والجماعة جليا واضحا في الاجتماع على ولاة الامر فيما يكون من الاعمال العامة كالحج والجهاد والجمع والجماعات ونحو ذلك وينبغي ان يعلم ان من طريق اهل السنة والجماعة وهو من النصيحة التي تجب لولاة الامر ان يدعى لهم بالتسديد والتوفيق والصلاح فان صلاحهم صلاح للامة وتوفيقهم وتسديدهم مما يعود على الامة بخير عظيم ولهذا تواطأت كلمات الائمة على هذا المعنى وكان من دلائل السنة وعلامات اهلها الدعاء لولاة الامر بالصلاح والتوفيق والتسديد وقد نصوا في ذلك وقد نصوا على ذلك في عقائدهم