وقول الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله اذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله منهم من كلم الله وقوله ولم ما جاء عيسى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. اذا هذه المجموعة من الايات الكريمات ساقها المؤلف رحمه الله لذكر هذه الصفة الجليلة التي التي اتصف الله تعالى بها وهي صفة الكلام فالله عز وجل يتكلم كلاما يليق به سبحانه وبحمده لم يزل متكلما سبحانه وبحمده كما قال جل وعلا ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمد من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله سبحانه وبحمده انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وما من رسول الا اوحى الله تعالى اليه والوحي اليه انما لاجل ان ما والوحي اليه يقتضي انه جل وعلا ذو كلام اي انه يتصف بالكلام سبحانه وبحمده ولهذا كان الايمان بهذه الصفة صفة الكلام لله عز وجل يرتبط بالايمان بالرسل فان الرسل اخبرت عن كلام الله عز وجل وما اوحاه الله تعالى اليهم. فمن انكر صفة الكلام كان ذلك مفضيا الى نقص ايمانه بالرسل والذين كذبوا الرسل منهم من كذب الرسل لانكار رب العالمين كما جرى من فرعون. ومنهم من كذب الرسل لانه كذبهم في ان الله كلمهم كما قال جل في علاها وعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم. وكما قال سبحانه اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وقال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء فجميع هذه الايات تدور على تقرير هذا المعنى. وهو ان الله متصف بالكلام سبحانه وبحمده وكلامه يليق جل في علاه وهو من الصفات الذاتية الثابتة له بالكتاب والسنة والاجماع والعقل