اصحاب الايمان والدين من الضرورية والمعتزلة. وبين المرجئة والجاهمية. يقول رحمه الله في ما ذكر من اوجه وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق الضلال والانحراف قال وفي باب اسماء الايمان والدين بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة وهم صنو الخوارج وبين المرجئة والجهمية فهم في باب الاسماء اسماء الدين والايمان على عدل ووسط كيف ذلك؟ اهل السنة والجماعة يثبتون اسم الاسلام لكل مسلم ووصف الايمان لكل مؤمن ولو كان عاصيا لكنهم لا يثبتون له كمال الاسلام ولا كمال الايمان بل هو مؤمن بايمانه عاص كبيرته. فيثبتون له اسم الايمان على وجه الاجمال لكنهم لا يثبتون له الايمان المطلق الكامل لان الايمان المطلق الكامل يقتضي طاعة الرحمن ومجانبة العصيان. فمن وقع في معصية نقص من ايمانه بقدر عصيانه. من وقع في معصية نقص من ايماني بقدر عصيانه لكنه لا يخرج عن دائرة الاسلام ولا عن وصف الايمان واما دليل نقص الايمان بالعصيان فما في الصحيحين. من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزي الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا ينتهب نهبة ذات شرف يلفت الناس اليه انظارهم وهو مؤمن فنفى عنه الايمان لكن هذا النفي ليس نفيا للايمان بالكلية بل هو نفي للايمان الواجب التام الكامل والا فهو من اهل الايمان ولذلك لو صلى على الزاني والسارق وغيره ويدفن في مقابر المسلمين هذا ما من الله تعالى به على اهل السنة وجمع من الوسطية في اثبات الايمان فيقال مؤمن فاسق ومسلم فاسق ولا ينفع عنه بفسقه الايمان و الاسلام بخلاف طريقين من الناس المرجئة الجهمية الذين قالوا صاحب الكبير الزاني والسارق والقاتل هؤلاء مؤمنون كامل الايمان ايمانهم كايمان الملائكة والانبياء والرسل فاثبتوا لهم ايمانا كاملا وهذا ينافي ما دلت عليه النصوص. والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قالوا من يا رسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه فنفى عنه الايمان والمنفي هو الايمان المطلق الكامل التام وهؤلاء يقولون انه تام الايمان كامل اليقين يقابلهم الوعيدية من الخوارج والمعتزلة وهم الذين يقولون انه يخرج عن مسمى الايمان فلا يوصف بالايمان ولا بالاسلام من وقع في كبيرة من الكبائر وعظيمة من عظائم الاثم فيقولون انه ليس بمؤمن ويختلفون باسمه ويتفقون في حكمه فالخوارج يسمونه كافرا مرتدا بكبيرته والمعتزلة يقولون هو في منزلة بين المنزلتين بين الايمان والكفر لكنهم يتفقون في حكمه في الاخرة حيث انهم يجعلونه من اهل النار بسبب ما اقترفه من الكبائر فيخرجونه عن دائرة الاسلام اهل السنة والجماعة سلمه الله من هذه الانحرافات فكانوا وسطا بين هذه الفرق الضالة فيقولون هو مؤمن بايمانه عاص لكبيرة فاسق بكبيرته فينفون عنه الايمان المطلق لكن لا ينفون عنه مطلق الايمان ينفون عنه الايمان المطلق يعني الكامل لكن لا ينفون عنه الايمان بالكلية اللي هو مطلق الامام بل يثبتون له مطلق الايمان ان كان ينتفي عنه الايمان المطلق كما سيأتي بيانه وتفصيله. فاهل السنة والجماعة نحمد الله ان جعلهم وسطا بين الضلالات وهذه الفرق فهم الصراط المستقيم وهم الدين القويم الذي كان عليه سيد المرسلين ومن تبعه من صحابته الكرام تابعهم وتابعهم باحسان من اهل القرون المفضلة