قال رحمه الله فصل وشروط وجوب الصوم اربعة اشياء. الاسلام والبلوغ والعقل والقدرة عليه. شرط وجوب الصوم اي ما دم لثبوت الوجوب يعني يشترط لثبوت الوجوب اربعة شروط فهذا شرط للوجوب ولذلك جاء بعد ذلك فقال وشروط صحته بشرط الوجوب يختلف عن شرط الصحة شرط الوجوب يعني ما يلزم توفره من الاوصاف لثبوت وجوب الصيام قول اربعة اشياء هذا كما هو معلوم في كثير مما يذكره الفقهاء من العدد انه على وجه الاستقراء وهذه الاربعة اشياء هي الاسلام والبلوغ والعقل وهذه في الحقيقة شرط للوجوب وشرط للصحة فهي مشتركة بين الوجوب والصحة وانما ميزها بالوجوب لانه لا يجب الا بها وقد يصح بدونها والمقصود بدونها يعني بدون بدون بعضها بدون البلوغ فيصح الصوم من الصغير لكن لا يجب الصوم الا الا بتوفر هذه الشروط وهي شروط في كل العبادات والذي تميز به الصوم القدرة والحقيقة ان القدرة ليس شرطا مميزا للصوم عن غيره. اذ ان القدرة شرط في جميع العبادات قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وانما خص المؤلف القدرة الذكر مع انها شرط في كل العبادات لان القدرة فيه على مراتب فان كان قادرا على الصوم فهو واجب فان لم يقدر فيجب عليه بدل ولذلك ذكر شرط الاستطاعة على نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فذكر البدل فان لم تستطع فعلى جنب فهذه شروط جرى فيها من التدرج في بيان ما يجب على حسب مراتب القدرة فقوله رحمه الله والقدرة عليه هذا شرط في كل العبادات والدليل فاتقوا الله ما استطعتم واما في الصوم فقول الله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فان الله تعالى لما ذكر فرض الصوم ذكر القدرة فيه في قوله وعلى الذين يطيقونه اي على الذين يستطيعونه ولكنهم يختارون عدم الصيام فدية وهذا بالنظر الى ما كان عليه الامر اولا في فرض الصيام وانه ليس لازما بل كان الصوم فرضا على وجه التخيير من شاء صام ومن شاء افطر وفدى لكن هذا نسخ بقول الله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه نسخ التخييم وثبت اللزوم فقوله رحمه الله والقدرة عليه اي القدرة على الصيام