المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم اي ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم الى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح بالحكمة. اي كل احد على حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده. ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالاهم فالاهم وبالاقرب الى الاذهان وبما يكون قبوله اتم وبالرفق واللين. فان انقاد بالحكمة والا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة. وهو الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب. اما بما تشتمل عليه الاوامر من المصالح وتعدادها. والنواهي من المضار وتعدادها. واما بذكر اكرام من قام بدين الله واهانة من لم يقم به. واما بذكر ما اعد الله للطائعين من الثواب العاجل والاجل. وما اعد للعاصين من العقاب العاجل والاجل فان كان المدعو يرى ان ما هو عليه حق او كان داعية الى الباطل. فيجادل بالتي هي احسن. وهي الطرق التي تكون ادعى لاستجابته بعقلا ونقلا ومن ذلك الاحتجاج عليه بالادلة التي كان يعتقدها فانه اقرب الى حصول المقصود. والا تؤدي المجادلة الى خصام او مشاة تذهب بمقصودها ولا تحصل الفائدة منها. بل يكون القصد منها هداية الخلق الى الحق. لا المغالبة ونحوها. وقوله ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله. علم السبب الذي اداه الى الضلال. وعلم اعماله المترتبة على ضلالته. وسيجازيه عليها وهو اعلم بالمهتدين. علم انهم يصلحون للهداية فهداهم. ثم من عليهم فاجتباهم. وان عاقبتم فعاقبتم ولئن صبرتم لهو خير يقول تعالى مبيحا للعدل ونادبا للفضل والاحسان. وان عاقبتم من اساء اليكم بالقول فعل فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. من غير زيادة منكم على ما اجراه معكم. ولئن صبرتم عن المعاقبة وعفوتم عن جرمهم لهو خير للصابرين من الاستيفاء. وما عند الله خير لكم واحسن عاقبة. كما قال الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله ثم امر رسوله بالصبر على دعوة الخلق الى الله والاستعانة بالله على ذلك وعدم الاتكال على النفس. فقال واصبر وما صبرك الا الله ولا تحزن عليهم واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكفي ضيق مما يمكرون. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واصبر وما صبرك الا بالله هو الذي يعينك عليه ثبتك ولا تحزن عليهم اذا دعوتهم فلم تر منهم قبولا لدعوتك. فان الحزن لا يجدي عليك شيئا. ولا تكن في ضيق اي شدة حرج مما يمكرون فان مكرهم عائد اليهم وانت من المتقين المحسنين. والله مع المتقين المحسنين بعونه وتوفيقه تسديده وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي واحسنوا في عبادة الله بان عبدوا الله كأنهم يرونه. فان لم يكونوا يرونه فانه يراهم والاحسان الى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه. نسأل الله ان يجعلنا من المتقين المحسنين