مما نذكره في هذا المقام ان هذا الارتباط ما بين العقيدة والشريعة والتلازم فيما بينهما له اثاره على المؤمنين بانفسهم وفي تعاملهم مع من حولهم وكذلك له اثاره على مجتمع اهل الاسلام وامة اهل الاسلام ودولة اهل الاسلام فان الله جل وعلا امر عباده اذا مكنهم في الارض ان يعبدوه والا يشركوا به شيئا وان يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وان يقيموا الصلاة وان يؤتوا الزكاة في الشق الاول دلت عليه اية سورة النور يعبدونني لا يشركون بي شيئا والشق الثاني بالامر والنهي واقامة الصلاة وايتاء الزكاة دل عليه قوله تعالى في سورة الحج الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة او عمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فعبادة الله وحده لا شريك له هي الاصلاح والصلاح فنشر العقيدة الصالحة في الناس في امة الاسلام نشر للصلاح والاصلاح ونشر ضد ذلك من الخرافة والشرك او البدع ووسائل الشرك ووسائل البدع هذا افساد في الارض بعد اصلاحها كما قال سبحانه وتعالى في سورة الاعراف ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها قال اهل التفسير الافساد في الارض بعد اصلاحها بالشرك بعد ان اصلحها الله بالتوحيد ببعثة اما ده عليه الصلاة والسلام. فاذا صلحت الارض وازانت وتزينت واصبحت جميلة فانما ذلك بالتوحيد انما ذلك بهدم كل مظهر من مظاهر الشرك والوثنية وكل مظهر من مظاهر وسائل الشرك الذي يدعو الى تعظيم غير الله جل وعلا بما لا يجوز تعظيم ذلك الغير به. ووسائل الشرك محرمة لان الوسائل لها احكام المقاصد. فاذا اثر الارتباط ما بين العقيدة والشريعة يظهر لك في مجتمع اهل الاسلام ففي عهده عليه الصلاة والسلام ظهر ذلك ايما ظهور. صلاح في الاعتقاد وصلاح ايظا في الامر والنهي وتحكيم الشرع اقامة حدود الله جل وعلا والاخذ على يد السفيه والعذر على يد الظالم وهذا الارتباط لا بد منه ولا يجوز ان يظن ظال انه يكتفي ب عقيدة دون تطبيق لشرائع الاسلام او يقول نطبق الحدود ولا نقيم توحيد الله جل وعلا. وكلتا المسألتين دعوة ادعاها طائفة من الناس. فانه يجب على اهل الاسلام في مجتمعهم وفي دولتهم ان يقيموا توحيد الله جل وعلا وان يتبرأوا من الشرك قولا وفعلا ان يحكموا شرع الله باقامة الامر والنهي واقامة الحدود وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وحفظ العقل الى اخر حفظ الضروريات وهذا تلازم لابد منه. فاجتماعهما اصلاح والاخلال بهما افساد وكلما ازداد اهل الاسلام تمسكا بالعقيدة والشريعة في انفسهم وفي مجتمعهم زاد صلاحهم في انفسهم وفي مجتمعاتهم