ومن اثار الذنوب والمعاصي الخطيرة القبيحة الوخيمة انها تذهب بركة العمر وتقصره. ان انها تذهب وبركة العمر وتجعله قصيرا. وهذا لا بد منه. فان العبد لن تزول قدم قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن عن هذه اللحظات التي قطعها. وعن هذه الاوقات التي بما عمرها بما عمر بما عمره فيها. فان كان قد عمرها بالطاعة فاهلا وسهلا وان لم يكن قد عمرها بالطاعة فان عمره في الحقيقة قد ذهب ضياعا وهباء منثورا ولذلك يقول السلف رحمهم الله يا ابن ادم ليس لك من ايامك وعمرك الا ما اطعت الله فيه. لان العبد يقطع عمره في ثلاثة اشياء لا رابيع لها. اما طاعة واما معصية واما يقطعه في مباح لا طاعة. لا طاعة ولا معصية ولا يكتب له في ميزانه ما عمره بالطاعة. فانظر الى اوقات الطاعة في يومك اهي اكثر من ايام مباحات اي اهي اكثر من اوقات مباحاتك اهي اكثر من ايام او اهي اكثر من اوقات معصيتك؟ الجواب ان بعض الناس والعياذ بالله قد يجلس على المعصية ساعات تلو ساعات ولا يستطيع ان يسجل في يومه من الطاعة الا بضع دقائق. فهل هذا فعلا استغل عمره؟ هل هذا فعلا استفاد من هذه وتلك الامانة التي امنه الله جل وعلا عليها؟ الجواب لا. فما السبب في ضياع بركة العمر؟ انما هي الذنوب والمعاصي ولذلك ان من الناس من ينتج انتاج من عمره الف سنة في سنوات قليلة في سنوات قليلة ينتج انتاجا عظيما في ثنيات قليلة يبارك الله في حياته ويبارك الله في اوقاته. ويبارك الله في اعماله. ويبارك الله في امواله. حتى يستجمع في هذا العمر اليسير من من الخيرات والثواب والفضائل والاجور ما لا يستجمعه من لو عمر عمرا نوح مئة سنة الا الف سنة الا خمسين عاما. فاذا ليست القضية قضية طول الاعمار. فرب رجل قد عمر ثمانين سنة او مئة سنة او اقل او اكثر ولكن لم يحسب له في ميزانه الا انه عمر سنتين فقط. لماذا؟ لان حقيقة عمرك هو الوقت الذي تستفرغه في عفوا تستغله في طاعة الله. واما المعاصي فانها تمحق بركة عمرك وتجعله قصيرا. والعياذ بالله فاذا يجب على العبد ان يعلم انه لا حياة لقلبه. ولا حقيقة لعمره الا في الاوقات التي اقبل قلبه فيها على الله. وتنعم بحب وتنعم بالانس بذكره وايثار مرضاته جل وعلا نسأل الله ان يجعلني واياكم منهم