فمن اعظم اثار الذنوب والمعاصي اهلاك الامم. فانك لو تدبرت احوال الامم السالفة من امة نوح الى هذه الامة فانك تجد ان اعظم الاسباب التي ان اول الاسباب التي اغلق الله جل وعلا بسبب هذه الامم انما هي ارتكابهم للذنوب والمعاصي. برهان ذلك قول الله جل وعلا فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا منهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا وانفسهم يظلمون ويقول الله جل وعلا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل والايات في هذا المعنى كثيرة جدا. فالذي اهلك قوم نوح هو الشرك. وكذلك الله جل وعلا اهلك به قوم قوم قوم هود وقوم صالح وقوم لوط وسائر الامم انما اهلكهم الله جل وعلا بسبب ارتكابهم للذنوب والمعاصي وان اهلاك الامم ينقسم الى قسمين. اهلاك استئصال واهلاك استنزاف. اما اهلاك الاستئصال ان يرسل الله جل وعلا رجسا من العذاب يهلك الامة كلها فلا يبقى لها عين ولا اثر. كما كما اغلب الله جل وعلا امة نوح بالطوفان فلم يبق من امتي نوح الا من امن فقط. وكما اهلك الله جل وعلا امة هود ريح الصرصرة العاتية التي تنزعهم وتلقيهم في اطراف الارض كأنهم اعجاز نخل خاوية. فبعد هذه الريح استأصل الله جل وعلا شيء اسمه عاد. وكما اهلك الله جل وعلا امة صالح بالصيحة التي قطعت نياط قلوبهم فلم يبق منهم عين تطرف ولا لسان يتكلم بسبب الذنوب والمعاصي. وكما اهلك الله جل وعلا امة امة لوط اذ ارسل الله جل وعلا عليهم اذ ارسل الله جل وعلا عليهم الملائكة فاجتثت قراهم على اجنحتها ثم قلبتها على رؤوسهم فلم يبق من امة لوط احد. وهكذا سائر الامم الهلاك الذي انزله الله جل وعلا على الامم انما هو هلاك الاستئصال نعوذ بالله من ذلك. ولكن ببركة دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم عصم الله امته من من عذاب الاستئصال ولكن يبقى عذاب الاستنزاف. يبتلون في اموالهم ويبتلون في انفسهم ويبتلون بانتصار عدوهم عليهم ويبتلون في اعراضهم ويبتلون بسائر الابتلاءات. ولكن لا يبتلون بابتلاء يستأصل الامة ويجتث اطرافها من من البلاد ابدا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم واني دعوت ربي بثلاث فاعطاني اثنتين ومنعني واحدة. دعوت تربي الا يهلك امتي بسنة بعامة فاعطانيها. واهلاك السنة العامة يعني ان ينزل عذاب من السماء يستأصل الامة عن بكرة ابيها فلا لا يبقى الا نبيها ومن امن معه فقط. فاذا السبب الاعظم من الاسباب التي اهلكت بها الامم انما هم الظنون انما هي الذنوب والمعاصي