فأسباب ظهور الغلو متعددة. فمن الاسباب عدم فهم القرآن على طريقة الصحابة رضوان الله عليهم واخذنا هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج وهو وصخ عام لكل اهل البدع قال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يعني انه لا يجاوز كونهم يتلفظون به واخر الاحرف خروجا من الحنجرة فاذا هو لا يدخل الى القلوب على وجهه الصحيح ولو دخل الى القلوب فانما يدخل على فهمهم الذي اخطأوا فيه وضلوا فيه وهذا لا يعني ان القرآن دخل الى القلوب لان القرآن اذا دخل الى القلب على حقيقته فانه يهدي ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فحقيقة هذا السبب ان اولئك لم يتدبروا القرآن التدبر الصحيح على فهم الصحابة رضوان الله عليهم. بل كما ظهر في الخوارج ان الصحابة قالوا لهم معنى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون كذا فابوا قالوا لهم معنى ان الحكم الا لله كذا فابوا فاذا ما اخذوا بفهم الصحابة في ذلك فاتوا من جهة عدم تدبرهم للقرآن. والله جل وعلا امر عباده ان يتدبروا القرآن. فقال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ يعني ان من لم يتدبر القرآن التدبر الصحيح فان على قلبه قفلا. شاء ام ابى. حجزه عن تدبر القرآن التدبر الصحيح. وجعلنا على قلوبهم اكنا ان يفقهوك. فهذا هو السبب الاول ترك تدبر القرآن التدبر الصحيح. والاخذ بما يعن للذهن والفهم فهمت؟ من غير تأهيل لان يكون مفسرا او مستوعبا لمعاني القرآن فيترك التدبر الصحيح ويأخذ بما يعن لذهنه مع عدم تأهله لذلك فلا يسأل اهله العلم عما اشكل عليه. فاذا ترك فهم القرآن الفهم الصحيح هذا من اسباب ظهور الغلو في هذه الامة والله جل وعلا ابتلى الامة بذلك