فابليت او تصدقت فامضيت. وما سوى ذلك فانما هو لورثتك. ليس لك للناس ان ننتقل الى السبب الاخر وهو الاغترار بالدنيا وزينتها وزخرفتها والله جل وعلا يقول اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. خمسة انواع ومن تأمل فيها وجد ان اهل الدنيا لا يخرجون في دنياهم عن هذه الاحوال الخمسة فلا تكن من هؤلاء كما قال علي رضي الله عنه ان للدنيا بنو ان للدنيا بنين وللاخرة بنين. فكونوا من اب ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا كيف يغتر العاقل بالدنيا الفانية وحالها دار المرور. حالها ممر ممر ونحن نرى رأي العين ما وجدنا احدا فيها قد استقر فكيف يحصل منا ان نغتر سبحان الله العظيم لا ملك طاغية كفرعون بقي فيها. ولا صاحب ملك ومال وجاه ودراهم ودنانير ومن بقي فيها وخلد ولا نبي مرسل خلد هذه الدنيا فانية. كل من عليها فان كيف الانسان يغتر بالدنيا والنبي صلى الله عليه واله وسلم شبهها بميتة بكيس اصك الميت قال من يشتريها منكم بدرهم قالوا يا رسول الله لو كان حيا لاشتراه احد منا طيب الان ميتة الدنيا لو تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الله الكافر منها شربة ماء ينبغي علينا ان نتذكر هذا الشيء والله يجعلنا لا نغتر بالدنيا ولذلك الله جل وعلا يلقي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب لكن الاخرة لا يعطيها الله تبارك وتعالى الا ولمن يحب تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض. وهذه مسألة قلبية ولا فسادا وهذه مسألة عملية. فمن اراد الاخرة فعليه باصلاح قلبه واصلاح قالبه عليه باصلاح باطنه واصلاح ظاهره والنبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق سيد الكونين سيد الدنيا والاخرة. صلوات ربي وسلامه عليه. مات في هذه الدنيا ولم يذق نعماها. ولا تلذذ بزخرفتها. بل دخل عليه عمر في يوم فرآه عليه الصلاة والسلام وهو دائم في بيته. الجزيرة كلها تحت نايم في بيته على حصير له قد اسود من طول ما لبس اثر على جنبه الشريف لانه عليه الصلاة والسلام ما كان يملك ثيابا فاخرة فيقول عمر فنظرت الى دار النبي صلى الله عليه وسلم اجد شيئا والى حال النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله هؤلاء اين اهل الفرس والروم وهم على كفرهم يعيشون في هذه الدنيا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم قال ايه يا ابن الخطاب؟ افي شك انت والله ان الدنيا لهم وان الاخرة لنا لذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة وكان مشايخنا دائما يذكرون لنا ان قصة رجل من الزهال العباد الفقراء المساكين المعوزين مر من امام قصر اميرا من الامراء الدنيا فراغ فامر به فجيء به امر ان يغسل وينظف ويعطى احسن الملابس ويطعم ويؤكل ويؤكل ويشرب فسألوا به كل انواع التنعيم فلما اصبح جيء به قال له الامير كيف اصبحت؟ قال يا اصلح الله الامير ليلة مضت قال انت شاكر للنعم خذوه عذبوه واسجنوه ولا تطعموه ولا تسقوه حتى يصبح. فاخذوا وفعلوا به كما امر فلما اصبح امر فجيء به فسأله قال كيف اصبحت؟ قال اصلح الله الامير ليلة مضت قال اما انك مجنون كيف تقل ليلة مضت وليلة مضت قال الاولى ان كنت انعمت لوجه الله فلك اجر عند الله اما انا فليلة من ليالي الدنيا مضت. ان كنت شكرت الله فاني على خير وان كنت كفرت النعمة فان الله يعاقبني واما الليلة الاخرى فانا ابتليت بك فان صبرت كان لي اجر وان جزئت كان لي وزر وانت وما نويت اللي قدمنا كلها ليالي تمضي. ليالي تمضي. اعمارنا ليست هي الماظية هي الباقية الانسان ينبغي عليه ان يتأمل وليتفكر ان خيرة الخلق من نوح عليه السلام الى ابراهيم الذي ما تلذذ بوطنه هجر وبشعيب وصالح وشعيب ولوط وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله كلهم ماذا اخذوا من الدنيا؟ ما الذي التذوا به من الدنيا لا شيء ولهذا ينبغي علينا ان نحذر الدنيا. اعظم اعادو اعظم عدو للانسان الدنيا اي نعم نحن لا ننكر المكاسب الطيبة لكن ليست التي تشغلك وتفترك. نحن لا ننكر نعم المال الصالح للرجل الصالح. ولكن ليس المال الذي يصبح هجيراك وتصبح انت عبدا للدينار والدرهم فقد ذم النبي صلى الله عليه واله وسلم عبد الدينار والدرهم. ادع الله ليل نهار ان يجعلك ممن يكون الدنيا او المال في يده لا في قلبه ينفق منه اناء الليل واطراف النهار اما المال في الخزائن فما هو لك كما قال صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست