الثاني عشر ايها الاخوة نكرم وجوهنا بالانقياد التام وهو حقيقة الاستسلام وهو ان نبعد عن نفوسنا رغباتها شهواتها فلا يكون في قلوبنا ما هو لانفسنا. فيصبح حبنا لله بغضنا لله. عطاؤنا لله. منعنا لله فاذا كان هذا حال العبد في انه انقاد الى ربه فاكرم وجهه بالانقياد لله عز وجل فوالله لا يغلبه اهل العناد مهما اظهر العبد المخالف لك من الشبهات والقول باللفظ او المدان فان الله يكرمك. يقول عز وجل ومن خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لان لا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوا واخشوني وليتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون فمن انقاد لله عز وجل ولم يلتفت الى شبهات المشبهين ولم يلتفت الى ما يلقيه اهل الزيغ والضلال وتمسك بالكتاب والسنة يكرمه الله سبحانه وتعالى بالنصر بالحجة والبرهان وبالنصر في الدنيا كما قال عز وجل انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد