فمن الاهمية بمكان ايها الاخوة ان يبحث الانسان عما يكرم به وجهه ويسعى لذلك باذلا جهده ووسعه مما ذكر الله عز وجل عن وجوه اناس بسبب اعمالهم فقال انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. تأملوا معي اعتدوا ظلموا فعاقبهم الله عز وجل بماء كالمهل يشوي الوجوه. بئس الشراب وساءت مرتفقا وقال عز وجل عنهم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار اننا اذا تتبعنا الايات التي فيها ذكر سواد الوجه وذكر تغيره يوم المعاد ندرك كيف نجنب وجوهنا هذا الوصف السيء فنكرم وجوهنا ولهذا اقول اكرم وجهك يا عبد الله قبل ان لا ينفع الندم وقبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون كيف ذلك ولنتأمل هذه الاسباب العظيمة اولها نكرم وجوهنا بالتوحيد فما اعظم ان يكرم الانسان وجهه بالتوحيد يقول عز وجل فضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فالاكرام فاكرام الوجه يبدأ منها هنا من التوحيد ولهذا ايها الاخوة من اراد ان يكرم وجهه فعليه بالتوحيد فان الله جل وعلا يكرمه بالتسديد اذا اقمنا له سبحانه وتعالى وجوهنا على الطريقة الحنيفية السمحاء اكرم وجوهنا بابعادها عن الشرك والسفه والجهالة والعماء والطريقة الظلماء كما قال عز وجل وان اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين. ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين فمتى ما اكرمنا الوجه بان جعلناه منقادا للواحد الاحد الا وخرجنا من قباحة الشرك قال تعالى عن ابراهيم عليه السلام اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وحينئذ فلا يستوي وجه منقاد للواحد الاحد ووجه مشرك بين شركاء متشاكسون نعم اذا اكرمنا وجوهنا بالتوحيد سلمنا مما اخبر الله تعالى من اوصاف الكافرين حين النزع حتى الذين تتوفاهم الملائكة الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم كيف يكون حال وجوههم الارواح تنزع كيف يكون حال وجوههم؟ قال عز وجل ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون فالانسان لا يمكن ان يتخلص من هذا الحال الا بالتوحيد للكبير المتعال جل في علاه