ثم اخبر عن ذلك بان المتقين لله. القائمين بعبوديته لهم خير من هذه اللذات هم اصناف الخيرات والنعيم المقيم مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقودوا النار بدأ بال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم اية في فئتين التقت فئة تقاتل في سبيل تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثل والله يؤيد بنصره من يشاء زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب قل اؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله الله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين اسحار بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. واولئك هم وقود النار. الايات لما ذكر يوم القيامة ذكر ان جميع من كفر بالله فكذب رسل الله لابد ان يدخلوا النار ويصلوها وان اموالهم واولادهم لن تغني عنهم شيئا من عذاب الله وانه سيجري عليهم في الدنيا من والعقوبات ما جرى على فرعون وسائر الامم المكذبة بايات الله اخذهم الله بذنوبهم وعجلهم العقوبات الدنيوية متصلة بالعقوبات الاخروية والله شديد العقاب فاياكم ان تستهونوا بعقابه فيهون عليكم الاقامة على الكفر والتكذيب ثم يقول سبحانه قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد وهذا خبر بشرى المؤمنين وتخويف للكافرين انهم لابد ان يغلبوا في هذه الدنيا. وقد وقع كما اخبر الله فغلبوا غلبة لم يكن لها قتيل ولا نظير. وجعل الله تعالى ما وقع في بدر من اياته الدالة على صدق رسوله. وانه على الحق واعداؤه على الباطل. حيث حيث التقت فئة فئة المؤمنين لا يبلغون الا ثلاث مئة بظعة عشر رجلا مع قلة عددهم وفئة الكافرين يناهزون الالف مع استعدادهم التام بالسلاح وغيره ايد الله فايد الله المؤمنين بنصره. فهزموهم باذن الله. ففي هذا عبرة لاهل البصائر لولا ان هذا هو الحق الذي اذا قابل الباطل ازهقهم واضمحل الباطل لكان بحسب الاسباب الحسية الامر بالعكس ثم يقول سبحانه زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين الايات الله تعالى في هاتين الايتين عن حالة الناس في ايثار الدنيا على الاخرة. وبين التفاوت العظيم والفرق الجسيم بين الدارين ترى ان الناس زيت لهم هذه الامور فرمقوها بالابصار واستحلوها بالقلوب وعكفت على لذاتها النفوس. كل طائفة من الناس تميل الى نوع من هذه الانواع جعلوها هي اكبر همهم ومبلغ علمهم وهي مع هذا متاع قليل منقظ في مدة يسيرة فهذا متاع الحياة الدنيا والله عنده حسنة ولهم رضوان الله الذي هو اكبر من كل شيء. ولهم الازواج المطهرة من كل افة ونقص. جميلات الاخلاق كاملات الخلائق. لان النفي وتطهيرها عن افات مستلزم لوصفها بالكمالات الله بصير بالعباد. فيسر كل منهم لما خلق له. اما اهل السعادة فييسرهم للعمل لتلك الدار الباقية يأخذون من هذه الحياة من هذه الحياة الدنيا ما يعينهم على عبادة الله وطاعته اما اهل الشقاوة اعراب يقيضهم لعملها الشقاوة. ويرضون بالحياة الدنيا ويطمئنون بها. ويتخذونها قرارا الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار. الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين اي هؤلاء الراسخون في العلم. اهل العلم والايمان يتوسلون الى ربهم بايمانهم بمغفرة ذنوبهم ووقايتهم عذاب النار. وهذا من الوسائل التي يحبها الله ان يتوسل العبد الى ربه بما من به عليه من الايمان والاعمال الصالحة الى تكميل نعم الله عليه في حصول الثواب الكامل واندفاع العقاب باجمل الصفات بالصبر الذي هو حبس النفوس على ما يحبه الله. طلبا لمرضاته. يصبرون على طاعة الله. يصبرون عن معاصيه. يصبرون على داره المؤلمة وبالصدق بالاقوال والاحوال وهو استواء الظاهر والباطن وصدق العزيمة على سلوك الصراط المستقيم وبالقنوت الذي ودوام الطاعة مع مصاحبة الخشوع والخضوع. وبالنفقات بسبل الخيرات. وعلى الفقراء واهل الحاجات. والاستغفار خصوصا وقت الاسحار فانهم مدوا الصلاة الى وقت السحر. فجلسوا يستغفرون الله تعالى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته