اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولاد واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها اصب اصابت حرف قوم ظلموا انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دون خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الان امن من الغيض قل موتوا بغيضكم ان الله عليم بذات الصدور تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا محيط واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم اذهب طائفتان منكم ان تفشل والله ولي وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذ تقولوا للمؤمنين ان ان يمدكم ربكم بثلاث الاف منزلين ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم يقطع طرفا من الذين كفروا او بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا فاولادهم من الله شيئا. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. بين تعالى ان الكفار والذين كفروا بايات الله وكذبوا انه لا ينقذهم من عذاب الله منقذ. ولا ينفعه النافع ولا يشفع لهم عند الله شافع. وان اموالهم واولادهم التي كانوا الشدائد والمكاره لا لا تفيدهم شيئا. وان نفقاتهم التي انفقوها في الدنيا لنصر باطلهم ستضمحل وان مثلها كمثل حرف اصابته ريح شديدة فيها صر اي برد شديد او نار محرقة فأهلكت ذلك الحرف وذلك بظلمهم فلم يغرهم الله ويعاقبهم بغير ذنب وانما ظلموا انفسهم وهذه كقوله تعالى ان الذين كفروا ينفقون اموالهم يصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا. الايات. هذا تحليل من الله بعباده كفار واتخاذهم بطانة او خصيصة واصدقاء. يسرون اليهم ويفضون لهم باسرار المؤمنين. فوضح لعباده المؤمنين الامور الموجبة للبراءة منهم. البراءة من اتخاذ بطانة بانهم لا يألونكم خبالا. اي هم حريصون غير مقصرين في ايصال قد بدأت البغضاء من كلامهم وفلتات السنتهم وما تخفي صدورهم من البغضاء والعداوة اكبر مما ظهر لكم من اقوالهم وافعالهم ان كانت لكم فهوم وعقول فقد وضح الله لكم امرهم وايضا فمن يدمن محبتهم واتخاذ الاولياء والبطالة فقد تعلمون من الانحراف العظيم في الدين وفي مقابلة احسانكم. فانتم مستقيمون على ادنى الرسل. تؤمنون بكل رسول ارسله الله وبكل كتاب انزله الله وهم يكفرون باجل الكتب واشرف الرسل وانتم تبذلون لهم من الشفقة والمحبة ما لا يكافئونكم على اقل القليل منه وكيف تحبونهم وهم لا يحبونكم؟ وهم يداهنونكم وينافقونكم. فاذا لقوكم قالوا امنا واذا خلونا مع بني جنسهم عضوا عليكم الانامي من من شدة الغيظ والبغض لكم ما يريدكم. قال تعالى قل موتوا بغيظكم. اي سترون من عز الاسلام وذل الكفر ما يسوء ما يسوء وتموتون بغيظكم ولم تدركوا شفاء ذلك بما تقصدون. ان الله عليم بذات الصدور. فلذلك بين لعباده المؤمنين ما تنطوي عليه صدور اعداء الدين والكفار والمنافقين ان تمسسكم حسنة عز ونصر وعافية وخير فسؤهم. وان تصبكم سيئة من ادانة العدو او حصول بعض المصائب الدنيوية يفرح بها. وهذا وصف العدو وهذا وصف العدو الشديدة عداوته. لما بينت على شدة عداوتهم وشرح ما هم عليه من الصفات الخبيثة. امر عباده المؤمنين بالصبر ولزوم التقوى. وانهم اذا قاموا بذلك فلن فلن يضرهم كيد اعدائهم شيء ان الله محيط به وباعمالهم وبمكائدهم التي يكيدونكم فيها. وقد وعدكم عند قيام التقوى انهم لا يضرونكم شيئا فلا تشكوا في حصول ذلك وان غديت باهلك تبويت وان غديت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد القتال الى اخر قصة وذلك يوم الحج حين خرج صلى الله عليه عليه وسلم مسلمين. حين وصل المشركون بجمعه الى قريب احد فنزلهم صلى الله عليه وسلم منازلهم. ورتبهم في مقاعدهم ونظمهم تنظيما عجيبا. يدل على كمال رأيه وبراعة كاملة في فنون السياسة والحرب. كما كان كاملا في كل المقامات والله سميع عليم. لا يخفى عليه شيء من اموركم. اذ همت طائفة منكم ان تفشل. وهم بني سلمة وبنو حارثة. لكن اللهم البارد يطفي ورعايته وتوفيقه وعلى الله فليتوكل المؤمنون فانهم اذا توكلوا عليه كفاه الله واعانهم وعصمهم من في دينهم ودنياهم. وفي هذه الاية ونحوها وجوب التوكل وانه على حسب ايمان العبد يكون توكله. والتوكل هو العبد على ربه في حصول منافعه ودفع مضاره. فلما ذكر حالهم في احد وما جرى عليهم من مصيبة ادخل فيها تذكيرهم بنصره ونعمتي عليهم يوم بدر ليكونوا شاكرين ربهم ويخفف هذا هذا. فقال اذ نصركم الله البدري وانتم اذلة في وعددكم فكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر في قلة ظهر ورثاثة سلاح واعدائهم يناهزون الالف في كمال العدة والسلاح فاتقوا الله لعلكم تشكرون. الذي انعم عليكم بنصره. اذ تقولوا مبشرا للمؤمنين مثبتا لجنانهم. الم يكفيكم ان يمدكم بثلاثة الاف من الملائكة المنزلين بلاء تصبر وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا اي من حملة هذه بهذا الوجه يريدكم لكل خمسة الاف من ملائكة المسومين اي معلمين على مدى الشجعان اختلف الناس هل كان هذا امداد حصل فيه من ملائكة مباشرة للقتال؟ كما قال بعضهم او ان ذلك تثبيت من الله لعباده. والقاء الرعب يقول للمشركين كما قاله كثير المفسرين ويدل عليه قوله وما جعله الله الا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به ومن الا من عند الله العزيز الحكيم. وفي هذا ان الاسباب لا يعتمد عليها العبد بل يعتمد على الله. من اسبابه توفرها فيها طمأنينة قلوب وثبات وثبات كل على الخير ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبسهم فلينقل فينقلبوا خائبين لا يعدو ان يكون قطعا لطرف من الكفار او ينقلب بغيرهم لم ينالوا خيرا كما ارجعهم يوم الخندق بعدما كانوا قد اتوا على حرب قادم ارجعهم الله بغيظهم خائبين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته