اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ولله ما في السماوات وما في الارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاف واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ليس لك من امر شيء ان يتوب عليهم او يعذبهم فانه ظالمون لما اصيب صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعية وشج في رأسه جعل يقول كيف يفلح قوم يشجع وجه نبيهم وكسروا راعيته. فانزل الله تعالى بهذه الاية وبين ان الامر كله لله. وان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من امر شيء. لانه عبد من لله والجميع تحت عبودية ربهم مدبرون ولا مدبرون وهؤلاء ان دعوت عليهم يا ايها الرسول او استبعدت فلاحهم وهدايتهم ان شاء الله تاب عليهم ووفقهم للدخول في الاسلام. وقد فعل فان اكثر اولئك هداهم الله فاسلموا. وان شاء الله عذبهم فانهم ظالمون يستحقون لعقوبات الله وعذابه يقول تعالى انه متصرف في العالم العلوي والسفلي وانه يتوب على من يشاء فيغفر له ويخذل من يشاء فيعذبه. والله غفور رحيم من صفته اللازمة كمال المغفرة والرحمة. ووجود مقتضياتهما في الخلق والامر. يغفر للتائبين ويرحم من قال لاسباب موجبة للرحمة قال تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ثم يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة هالاية. تقدم في مقدمة هذا التفسير ان العبد ينبغي له مراعاة الاوامر والنواهي في نفسي وفي غيره ان الله تعالى اذا امره بامر وجب عليه اولا ان يعرف ان ان يعرف حده وما هو يتمكن ذلك من كتابه. اذا عرف ذلك اجتهد واستعان بالله على امتثاله. في نفسه وفي غيره بحسب قدرته وامكانه. وكذلك عن امر عرف حده ما يدخل فيه وما لا يدخل. ثم اجتهد واستعان بربه بتركه وان هذا ينبغي مراعاة في جميع الاوامر الناهية والنواهي. وهذه الايات الكريمات قد اشتملت على اوامر وخصال من خصال الخير امر الله بها وحث على فعلها واخبر عن رداء اهلها وعلى نواهي حتى على تركها. ولعل الحكمة والله اعلم في ادخالها بايات اثناء انه تقدم ان الله تعالى وعد عباده انه اذا صمموا واتقوا نصرهم على اعدائهم وخذل الاعداء عنهم كما في قوله تعالى وان تصبروا فاتقوا يضركم كيدهم شيئا ثم قال وان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا ويمددكم ربكم الايات وكأن النفوس اشتاقت الى معرفة خصال التقوى التي يحصل بها النصر والفلاح والسعادة. فذكر الله في هذه الايات اهم خصال التقوى التي اذا قام العبد بها فقيامه بغيرها من باب اولى واحرى يدل على ما قلنا ان الله ذكر في التقوى فيها بايات ثلاث مرات مرة مطلقة وهي قوله اعد في المتقين. مرتين مقيدتين فقالوا واتقوا الله واتقوا النار. فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كل ما في القرآن من قوله يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او اتركوا كذا يدل على ان الايمان هو السبب الداعي والموج بامتثال ذلك الامر واجتناب ذلك النهي. لان الايمان هو التصديق الكامل بما يجب التصديق به المستلزم لاعمال الجوارح فنهاهم عن اكل الربا اضعافا مضاعفة وذلك وما اعتاده من اهل الجاهلية ومن لا يبالي بالاوامر الشرعية لانه اذا حل الدين على المعسر ولم يحصل منه شيء قالوا له اما ان تقضي ما عليك من الدين واما ان تجد في المدة وتزيد ما في فيضطر الفقير غريمه ويلتزم ذلك اغتناما لراحته الحاضرة فينزل بذلك ما في ذمة اضعافا مضاعفة من غير ففي قوي اضعافا مضاعفة تنديد على شدة شناعته بكثرة وتنبيه لحكمة تحريمه. وان تحريم الربا حكمته وان الله منع منه بما فيه من الظلم. وذلك ان الله وجب انظار المعسر وبقاء ما في ذمة من زيادة. الزاموا بما فوق ذلك ظلم متضاعف يتعين على المؤمن المتقي تركه وعدم قربانه لان تركه من موجبات التقوى والفلاح متوقف على التقوى هذا قال واتقوا الله لعلكم تفلحون. واتقوا النار التي اعدت للكافرين بترك ما يجب دخولها من الكفر والمعاصي اختلاف درجاتها. فان المعاصي كلها خصوصا المعاصي الكبار تجر الى الكفر بل هي من خصال الكفر الذي اعد الله النار لاهله وترك المعاصي ينجي من النار. وبقي من سخط ويقي من سخط الجبار. وافعال الخير والطاعة توجد رضا الرحمن. ودخول الجنان الرحمة ولهذا قال واطيعوا الله والرسول بفعل الاوامر وامتثالها واجتناب النواهي لعلكم ترحمون. فطاعة الله رسوله من اسباب حسن الرحمة كما قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة الايات وصلى الله سلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته