ولم يصدر من عنه عيب فلله الحمد على احسانه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اذ تصعدون ولا تلهون على احد والرسول يدعوكم فيه والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون انزل عليكم من بعد الغم امنة يغشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون لله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم ولقد عفا الله عنهم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول كن في اخراكم الايات يذكرهم تعالى حالهم في وقت انهزامهم عن القتال. ويعاتبهم على ذلك فقال اذ تصعدون. اي تجدون في الهرب ولا تلون على احد اي لا يلوي احد منكم على احد ولا ينظر اليه بل ليس لكم هم الا الفرار والنجاة من القتال والحال انه ليس عليكم خطر كبير. اذ لستم اخر الناس مما يلي الاعداء فيباشر الهيجاء بل الرسول يدعوكم في اخراكم مما يلي القوم يقول الي عباد الله فلم تلتفتوا اليه ولا عرجتم عليه فالفرار نفسه موجب للون ودعوة الرسول الموجبة تقديمه على النفس اعظم لو ما بتخلفكم عنها. فاثابكم اي جزاكم على فعلكم غما بغم من يتبعه غم. غم بفوات النصر وفوات الغنيمة وغم بانهزامكم وغم انساكم كل غم. وهو سماعكم ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل ولكن الله بلطفه وحسن نظره لعباده جعل اجتماع هذه الامور لعباده المؤمنين خيرا لهم فقال لكي لا لا تحزنوا على ما فاتكم من النصر والظفر. ولا ما اصابكم من الهزيمة والقتل والجراح. اذا تحققتم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل هانت عليكم تلك المصيبات واغتبطتم بوجوده المسلي عن كل مصيبة ومحنة فلله ما في ضمن البلايا والمحن من الاصرار والحكم وكل هذا صادر عن علمه وكمال خبرته باعمالكم وظواهركم وبواطنكم ولهذا قال والله خبير بما تعملون يحتمل ان معنى قوله لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم يعني انه قدر ذلك الغم والمصيبة عليكم لكي نفوسكم وتمرنوا على الصبر وعلى المصيبات ويخف عليكم تحمل المشقات ثم انزل عليكم من بعد الغم الذي اصابكم امنة النعاس يغشى طائفة منكم ولا شك ان هذا رحمة بهم واحسان وتثبيت لقلوبهم وزيادة طمأنينة لان الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من خوف اذا زال الخوف عن القلب امكن ان يأتيه النعاس وهذه الطائفة التي انعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم الا اقامة لله ورضى الله ورسوله ومصلحة اخوانه المسلمين. ولم اؤمن طائفة اخرى الذين قد اهمتهم انفسهم فليس لهم هم في غيرها لنفاقهم او ضعف ايمانهم. فلهذا لم يصبهم من النعاس ما اصاب غيرهم. يقولون هل لنا من امر من شيء؟ وهذا استفهام انكاري. اي ما لنا من امر اي النصر والظهور شيء فاساءوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه. وظنوا ان الله لا يتم امر رسوله. وان هذه الهزيمة هي الفصيلة والقاضية على دين الله. قال الله في جوابهم قل ان الامر كله لله. الامر يشمل الامر القدري والامر الشرعي فجميع الاشياء بقضاء الله وقدره وعاقبتها النصر والظهر لاوليائه واهل طاعته وان جرى عليهم ما جرى يخفون يعني المنافقين في ما لا يبدون لك ثم بين الامر الذي يخفونه فقال يقولون لو كان لنا من امر شيء اي لو كان لنا في هذه الواقعة ومشورة ما قتلناها هنا. وهذا انكار منهم وتكذيب بقدر الله. وتسفيهم منهم لرأي رسول الله. ورأي اصحابه وتزكية منهم لانفسهم فرد الله عليهم بقوله قل لو كنتم في بيوتكم التي هي ابعد شيء عن مضان القتل لبرز لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم الاسباب وان عظمت انما تنفع اذا لم يعارضها القدر والقضاء. فاذا عارضها القدر لم تنفع شيئا. بل لا بد ان يمضي الله ما كتب في اللوح من الموت والحياة. وليبتلي الله ما في صدوركم ان يختبر ما فيها من نفاق وايمان. وضعف وضعف ايمان وليمحص ما في قلوبكم من وساوس الشيطان وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة. والله عليم بذات الصدور. اي بما فيها وما اكنت. فاقتضى علمه وحكمته ان قدر من اسباب يظهر مخبئات الصدور وسرائر الامور ثم يقول سبحانه ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الايات يخبر تعالى عن حال الذين انهزموا يوم احد. وما الذي اوجب لهم الفرار؟ وانه من تسوي للشيطان وانه تسلط عليهم ببعض ذنوبهم. فهم الذين ادخلوه على انفسهم ومكنوه بما فعلوا من المعاصي. لانها مركبه ومدخله. فلو اعتصموا بطاعة ربهم لما كان له عليهم من سلطان قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ثم اخبر انه عفا عنهم بعدما فعلوا ما يجب المؤاخذة والا فلو اخذهم لست ان الله غفور للمذنبين الخطائين. لما يوفقهم له من التوبة واستغفار والمصائب المكفرة. حليم لا يعادل من عصاه بل يستأني بهم ويدعو الى الانابة اليه والاقبال عليه ثم ان تاب واناب قبل منه وصيره كانه لم يجزمه