اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس فنون ما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين. انما يأمركم لا تعلمون. واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل ها انا او لو كان لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء ثم بكرة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا الايات هذا خطاب للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم امتن عليهم بان امرهم بان يأكلوا من جميع ما في الارض من حبوب وثمار وفواكه وحيوانات حالة كونها حلالا. اي محللا لكم تناوله ليس بغصب ولا سرقة ولا محصنا بمعاملة محرمة او على وجه محرم او معينا على محرم طيبا اليس بخبيث كالميتة والدم ولحم الخنزير والخبائث كلها؟ ففي هذه الاية دليل على ان اصل في الاعيان الاباحة اكلا وانتفاعا وان المحرم نوعان اما محرم لذاته فهو الخبيث الذي هو ضد الطيب واما محرم لما عرض له وهو المحرم لتعلق حق الله وحق عباده به وهو ضد الحلال. وفيه دليل على ان الاكل بقدر ما بقدر ما يقيم البنية واجب. يأثم تارك لظاهر الامر. ولما امرهم باتباع ما امرهم به اذ هو عين صلاحهم نهاهم عن اتباع خطوات الشيطان اي طرقه التي يأمر بها وهي جميع المعاصي من كفر وفسوق وظلم ويدخل في ذلك تحريم السوائب والحام ونحو ذلك يدخل في تناول تناول المأكولات المحرمة انه لكم عدو مبين. اي ظاهر العداوة فلا يريدوا بامركم الا غشكم. وان تكونوا من اصحاب السعير. فلم يكتفي ربنا بنهيه باتباع خطواته حتى اخبرنا وهو اصدق القائلين بعداوته الداعية للحذر منه ثم لم يكتفي بذلك حتى اخبرنا بتفصيل ما يأمر به وانه اقبح الاشياء واعظمها مرصدة. فقال انما يأمركم بالسوء اي الشر الذي يسوء صاحبه فيدخل في ذلك جميع المعاصي فيكون قوله والفحشاء من باب عطف الخاص على العام لان الفحشاء من المعاصي ما تناهى قبحه كالزنا وشرب الخمر والقتل والقذف والبخل ونحو ذلك مما يستفحشه من له عقل وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ويدخل في ذلك القول على الله بلا علم في شرعه وقدره. فمن وصف الله بغير ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله او نفى عنه ما كون لنفسه او اثبته او اثبت له ما نفاه عن نفسه فقد قال على الله بلا علم ومن زعم ان لله ندا واوثانا تقرب من من الله. فقد قال على الله تعالى بلا علم من قال ان الله حل كذا او حرم كذا او امر بكذا او نهى عن كذا بغير بصيرة. فقد قال على الله بلا علم. ومن قال الله خلق الصنف من المخلوقات للعلة الفلانية بلا برهان له بذلك. فقد قال على الله بلا علم ومن اعظم القول على الله بلا علم ان اولا المتأول كلامه او كلام رسوله على معالم اصطلح عليها طائفة من طوائف الضلال. ثم يقول ان الله ارادها القول على الله بلا علم من اكبر المحرمات واشملها واكبر طرق الشيطان التي يدعو اليها. فهذه طرق الشيطان التي يدعو اليها هو وجنوده. ويبذلون مكرهم وخداعهم على اغواء الخلق بما يقدرون عليه واما الله تعالى فانه يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي فلينظر العبد نفسه مع اي الداعيين وفي من اي الحزبين اتتبعوا داعي الله الذي يريد لك الخير والسعادة الدنيوية والاخروية الذي كل الفلاح بطاعته. وكل الفوز في خدمته وجميع الارباح في معاملة المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة. الذي لا يأمر لا بالخير ولا ينهى الا عن الشر. ام تتبع داعي الشيطان الذي هو عدو للانسان الذي هو عدو الانسان الذي يريد لك الشر ويسعى بجهده على اهلاكك في الدنيا والاخرة الذي كل الشر في طاعته وكل خسران في ولايته. والذي لا يأمر الا بشر ولا ينهى الا عن خير المقبرة تعالى عن حال المشركين اذا امروا باتباع ما انزل الله على رسوله مما تقدم وصفه رغبوا عن ذلك وقالوا بل نتبع ما عليه اباءنا اكتفوا بتقليد الاباء وزهدوا في الايمان بالانبياء. ومع هذا فاباؤهم اجهل الناس واشدهم ضلالا وهذه شبهة لرد الحق واهية فهذا يدل على اعراضهم عن الحق ورغبتهم عنه وعدم انصافهم فلو هدوا لرشدهم وحسن قصدهم لكان الحق هو القصد. ومن جاء الحق قصده فوازن بينه وبين له الحق قطعا واتبعه ان كان منصفا ثم قال تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت بالرسل ردهم لذلك بالتقليد وعلم من ذلك انهم غير قابلين للحق ولا مستجيبين له بل كان معلوما لكل احد انهم لم لم يزولوا عن عنادهم. اخبر تعالى ان مثلهم عند دعاء الداعي له من الايمان كمثل البهائم التي لها راعيها وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها وهم يسمعون مجرد الصوت الذي تقوم به عليهم الحجة ولكنهم لا يفقهونه فقها ينفعهم. فلهذا كانوا صما لا يسمعون الحق مع فهم وقبول عميا لا ينظرون نظر اعتبار بكما فلا ينطقون بما فيه خير لهم والسبب ذلك كله انه ليس لهم عقل صحيح بل هم اسفه السفهاء واجهل الجهلاء هل يستجيب العاقل ان من دعي للرشاد عن الفساد ونهي عن اقتحام العذاب وامر بما فيه صلاح وفلاح وفوزه فعصى الناصح وتولى على من ربه واقتحم النار على بصيرة واتبع الباطل ونبذ الحق ان هذا ليس له نسكة من من عقل وانه لو اتصف بالمكر وخديعة والدها فانه من اسفه السفهاء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته