ميراث السماوات والارض والله بما تعملون قدير سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول عذاب الحريق ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما كان الله ليدر المؤمنين على ما انتم عليه حتى الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء وامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم شيقاقون ما بخلوا به يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ما كان الله من نظر المؤمنين على ما عليه حتى يميز الخبيث من الطيب الايات اذا كان في حكمة الله ان يترك المؤمنين على ما انتم عليه من اختلاط وعدم التمييز حتى يميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق والصادق من الكاذب. ولم يكن في حكمة ايضا ان يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه من عباده. فاقتضت حكمته الباهرة ان عباده ويسرهم بلاده بلاده يتميز الخبيث من الطيب من انواع الابتدائي والامتحان ارسل الله رسله وامر بطاعته والانقياد لهم والايمان بهم ووعدهم على الايمان والتقوى الاجر العظيم انقسم الناس بحسب اتباع من رسل قسمين مطيعين وعافين ومؤمنين ومنافقين ومسلمين وكافرين يرتب على ذلك الثواب والعقاب وليظهر عدله وفضله وحكمته لخلقه ثم يقول سبحانه ولا يحسبن الذين يدخلن بما اتاهم الله من فضله وخيرا لهم الايات اي يمنعون ما عندهم مما اتاهم الله من فضله من المال والجاه والعلم وغير ذلك مما منحهم الله وامرهم ببذل ما لا يضرهم منه لعباده. فبخلوا بذلك وامسكوه. وظنوا به على عباد الله. وظنوا انه انهم بل هو شر لهم في دينهم ودنياهم وعاجلهم واجلهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. اي يجعلوا ما بخلوا به في اعناقهم يعذبون به كما ورد في الحديث الصحيح ان البخيل يمثل له ماله يوم القيامة شجاعا اقرع له زبيدتان يأخذ بمهزمتيه يقول انا مالك انا كنزك. وترى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداق ذلك هذه الاية. فهؤلاء ان بخلهم نافعهم مجز عليهم. فانقلب عليهم الامر وصار من اعظم ضارهم وسبب عقابهم. ولله ميراث السماوات والارض. اي وتعالى مالك الملك وترد جميع الاملاك الى مالكها وينقلب العباد من الدنيا ما معهم درهم ولا دينار ولا غير ذلك من قال تعالى انا انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون وتأمل كيف ذكر السبب الابتدائي والسبب الغائي ان يوجب كل واحد منهما الا يبخل العبد بما اعطاه الله ان الذي عنده وفي يده فضل من الله. ونعمة ليس ملكا للعبد بل ولا فضل الله عليه واحسانه. لم يصل اليه منه شيء فمنعه ذلك منع من فضل الله واحسانه. ولان احسانه موجب للاحسان الى عبيده. كما قال تعالى واحسنوا كما احسن الله اليك ومن تحق انما بيده وفظل من الله من يمنع الفضل الذي لا يضره بل ينفعه في قلبه وماله وزيادة ايمانه ثم ذكر ثانيا ان هذا الذي بيد العباد كله يرجع الى الله ويرثه تعالى وهو خير الوارثين. فلا معنى للبخل بشيء هو زائل عنك انتقلوا الى غيرك. ثم ذكر ثالثا السبب الجزائي فقال والله بما تعملون خبير. فاذا كان خبيرا باعمالكم دنيا يستلزم ذلك الجزاء الحسن على الخيرات والعقوبات على الشر. لم يتخلف من في قلبه مثقال ذرة من ايمان عن الانفاق الذي يجزى به الثواب. ولا يرضى بامساك الذي به العقاب انه تعالى عن قول هؤلاء المتمردين الذين قالوا اقبح المقالة واشنعها واثنجها فاخبر انه سمع قد سمع ما قالوا انه سيكتبه ويحفظه مع افعالهم الشنيعة وهو قتلهم الانبياء الناصحين. وانه سيعاقبهم على ذلك اشد العقوبة. وانه يقال لهم بدل قولهم ان الله فقير ونحن اغنياء. ذوقوا عذاب الحريق ان يحرق النافذ من البدن الى الافئدة. وان عذابهم ظلما من الله لهم فانه ليس بظلام للعبيد. فانه منزه عن ذلك وانما ذلك بما قدمت ايديهم من المخاذي والقبائل التي اوجبت استحقاقهم العذاب وحرمانهم الثواب قد ذكر المفسرون ان هذه الاية نزلت في قوم من اليهود تكلموا بذلك وذكروا منهم في الحاصل عازورا من رؤساء علماء اليهود في وانه لما سمع قول الله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ واقرض الله واقضوا الله قرضا حسنا. قال على التكبر والتجرؤ هذه المقالة قبحه الله فذكرها الله عنهم واخبر انه ليس ببدع من شرائعهم بل قد سبق ما هو نظير ذلك؟ وهو قتل من الانبياء بغير حق. هذا القيد يراد به انهم تجرأوا على قتلهم مع علمهم بشناعتهم لا جهلا وضلالا بل تمردا وعنادا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته