هذا من فضلي والشرف وعلو المكانة ما لا يقادر قدره ثم يقول تعالى ان الدين عند الله اي الدين الذي لا دين له سواه ولا مقبول غيره هو الاسلام وهو الانقياد لله وحده ظاهرا وباطنا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بعد بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب فإن فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين اوتوا الكتاب اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاء والله بصير بالعباد ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب امين اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله يحكم بينهم ثم يتولى ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه توفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة العلم قائم بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم هذه اجل الشهادات الصادرة من الملك العظيم. ومن الملائكة واهل العلم على اجل مشهود عليه وهو توحيد الله والقيام بقسط وذلك يتضمن الشهادة على جميع الشرع وجميع احكام الجزاء ان الشرع والدين اصله وقاعدته توحيد الله وافراده بالعبودية والاعتراف بانفراده بصفات العظمة والكبرياء والمجد والعز والقدرة والجلال ونعوت الجود والبر والرحمة والاحسان والجمال وبكماله المطلق الذي لا يحصي احد من الخلق ان يحيطوا بشيء منه او يبلغوه او يصل من الثناء عليه والعبادات الشرعية والمعاملات وتوابعها والامر والنهي كله عدل وقسط لا ظلم فيه ولا جور في وجه من الوجوه. بل هو في غاية الحكمة احكام والجزاء على الاعمال الصالحة والسيئة كله قسط وعدل قل اي شيء اكبر الشهادة قل الله. فتوحيد الله ودينه وجزاؤه. قد ثبت ثبوتا لا ريب فيه. وهو اعظم الحقائق واوضحها. قد اقام الله على ذلك ابراهيم وادلة ما لا يمكن احصاؤه وعده. وفي هذه الاية فضيلة العلم والعلماء لان الله خصهم بالذكر من دون البشر. وقرن شهادتهم وشهادة ملائكته وجعل شهادتهم من اكبر الادلة والبراهين على توحيده ودينه وجزائه انه يجب على المكلفين قبول هذه الشهادة العادية الصادقة. وفي ضمن ذلك تعديلهم وان الخلق تبع لهم. وانهم هم الائمة المتبوعون. وفي بما شرعه على السنة رسله قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فمن دان بغير فمن دان بغير دين اسلام فهو لم يرد لله حقيقة لانه لم يسلك الطريق الذي شرعه على السنة رسله. ثم اخبر تعالى ان اهل الكتاب يعلمون ذلك انما اختلفوا فانحرفوا عنه عنادا وبغيا. الا فقد جاءهم العلم المقتضي لعدم اختلاف. الموجب للزوم الدين الحقيقي. ثم لما جاءهم محمد الله عليه وسلم عرفوه حق المعرفة ولكن الحسد والبغي والكفر بايات الله هي التي صدتهم عن اتباع الحق من يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب. اي فلينتظروا ذلك فانه ات وسيجزيهم الله بما كانوا يعملون ثم لما بين ان الدين الحقيقي عنده اسلام وكان اهل الكتاب قد شافه النبي صلى الله عليه وسلم بالمجادلة وقامت عليهم الحجة فعاندوها امره الله تعالى قال عند ذلك ان يقول ويعلن انه اسلم وجهه اي ظاهره باطنه لله وان من اتبعه ذلك قد وافقه على هذا الادعاء الخالص. وان يقول للناس كلهم يا اهل الكتاب والاميين اي الذين ليس لهم كتاب من العرب وغيرهم. ان اسلمتم انتم على الطريق المستقيم والهدى والحق ان توليتم فحسابكم على الله وانا ليس علي الا البلاغ. فقد ابلغتكم ما اقمت عليكم الحجة ثم يقول سبحانه ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق الايات اي الذين جمعوا بين هذه الشروط الكفر بايات الله وتكذيب رسل الله. والجنايات العظيمة على اعظم الخلق حقا على الخلق وهم الرسل وائمة الهدى الذين يأمرون الناس بالقسط الذي اتفقت عليه الاديان الذي اتفقت عليه الاديان والعقول. فهؤلاء قد حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. فاستحقوا العذاب الاليم وليس لهم ناصر من عذاب ولا منقذ من عقوبته. ثم يقول سبحانه الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب الايات هيا لا تنظر وتعجب من هؤلاء الذين اوتوا نصيبا من الكتاب ويدعون الى كتاب الله الذي يصدق ما انزله على رسله ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون عن اتباع الحق فكأنه قيل اي داع دعاهم الى هذا الاعراب وهم احق باتباع واعرفهم بحقيقة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فذكر لذلك سببين امنهم وشهادتهم الباطلة لانفسهم بالنجاة. وان النار لا تمس الا لا تمسهم الا اياما معدودة. حددوها بحسب اهوائهم الفاسدة. كان تدبير كنت راجع اليهم حيث قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هدا ونصارى. من المعلوم ان هذه اماني باطلة شرعا وعقلا الثاني انهم لما كذبوا بايات الله وافتروا عليه زينهم الشيطان سوء عملهم واغتروا بذلك وتراءى لهم انه الحق عقوبة لهم على اعراض مع الحق فهؤلاء كيف يكون حالهم؟ اذا جمعهم الله يوم القيامة ووفى العاملين ما عملوا وجرى عدل الله في عباده. فهنالك لا تسأل عما يصلون اليه من عقاب وما يفوته من الخير والثواب. وذلك مما كسبت ايديهم وما ربك بظلام للعبيد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته