اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن رسول حتى يأتينا بقربان تأكله الناس وبالذي فان كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا البينات والزبر والكتاب المنير الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وانفسكم ولتسمعون الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا كثيرا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه الذين قالوا ان الله عهدين من الا نؤمن رسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار. الايات تعالى عن حال هؤلاء الكريم ان الله عهد الينا اي تقدم الينا واوصى الا نؤمن برسول حتى يأتينا قربان تأكله النار. فجمعوا بالكذب على الله وحصر اية الرسل بما قالوا من هذا الافك المبين. وانهم لم يؤمنوا برسول لم يأتوا بقربان تأكله النار فهم في ذلك مطيعون ربهم ملتزمون عهده وقد وقد علم وقد علم ان ان وكل رسول يعطيه الله يؤيده من الايات والبراهين بما على مثله امن البشر. ولم يقصرها على ما قالوه ومع هذا فقد قالوا اذ كان لم يلتزموه وباطلا لم يعملوا به. ولهذا امر الله رسوله ان يقول لهم قل قد جاءكم مثل الدالات على صدقهم وبالذي قلتم يا نتا كل قربان تأكله النار فلم قتلتموه من كنتم اي في دعواكم الايمان برسوله يأتيكم بقربان تأكله النار. وقد تبين بهذا كذبهم وعنادهم وتناقضهم. ثم يا رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ان كذبوك فقد كذب رسل من قبلك. اي هذه اية الظالمين ودأبهم الكفر بالله وتكذيب رسل الله وتكذيبه رسل الله عن تخير بما اتوا به او عدم تبين حجة بل قد جاءوا بالبينات العقلية والبراهين النقلية والزبر اي الكتب المذكورة المنزهة والسماء التي لا يمكن ان يأتي بها الرسل. والكتاب المنير للاحكام الشرعية وبيان العقلية ايضا لاخبار الصادقة. اذا كان هذا عادتهم في عدم الايمان بالرسل الذي لهذا وصفهم فلا يحزنك امرهم ولا يهمك شأنهم. ثم قال تعالى كل نفس ذائقة الموت الاية هذه الاية الكريمة التوحيد في الدنيا بفنائها وعدم بقائها وانها متاع غرور تسكن بزخرفها وتخدع بغرورها وتغر بمحاكمها انه منتقلة المنتقل عنها الى دار القرار التي توفى فيها النفوس ما عملت في هذه الدار من خير وشر. فمن زحزح اي اخرج دخل الجنة فقد فاز العظيم بالنجاة من العذاب الاليم. والوصول الى جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر الاية ان من لم يزحز عن النار يدخل ويدخل الجنة فانه لم يهز بل قد شقي الشقاء الابدي وابتلي بالعذاب وفي هذه الاية اشارة لطيفة الى نعيم البرزخ وعذابه وان العاملين يبدون فيه ببعض الجزاء مما عملوه ويقدم لهم مما افلفوه. يفهم هذا من قوله انما توفون اجوركم يوم القيامة اي توفية الاعمال التامة انما يكون يوم القيامة وان ما دون ذلك سيكون في البرزخ بل قد يكون قبل ذلك في الدنيا كقوله وليذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب اكبر تعالى ويخاطب المؤمنين انهم سيبتلون في اموالهم من النفقات الواجبة والمستحبة والتعريض لاجل اتلافها في سبيل وفي انفسهم من التكليف باعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس كالجهاد في سبيل الله والتعرض فيه القتل والاسر والجراح وكالامراض التي تصيبه في نفسه او في من يحب وتسمعن من الذين اوتوا كتابا من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا. من الطعن فيكم وفي دينكم وكتابكم ورسولكم. وفي اخباره لعباده يؤمن بذلك عدة فوائد. منها ان حكمته تعالى تقتضي ذلك يتميز المؤمن الصادق بغيره. ومنها انه الا يقدر عليهم الامور لما يريده به من الخير ليعلي درجاتهم ويكفر من سيئاتهم وان يزداد بذلك ايمانهم وان يتم به فانه اذا اخبرهم بذلك فوقع كما اخبر قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. منها ان ننصرهم بذلك لتتوطن نفوسهم على وقوع ذلك والصبر عليه اذا وقع. لانهم قد استعدوا لوقوعه يهون عليهم حمله وتخف عليهم مؤونته ويلجأون الى الصبر والتقوى ولهذا قال فان تصبروا فاتقوا اي ان تصبروا على ما لا يكن في اموالكم وانفسكم من الابتلاء والامتحان وعلى اذية الظالمين. وتتقوا الله في ذلك الصبر بان تنوي به وجه والتقرب اليه ولن تتعدوا في صدركم الحد الشرعي والصبر في موضع لا يحل لكم فيه احتمال بل وظيفتكم في الانتقام من اعداء فان ذلك لعزم امور اي من الامور التي يعزم عليها وينافس فيها ولا يوفق لها الا اهل العزائم والهمم العالية قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذي حظ عظيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى على اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته