اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحد وما تفعلوا من خير يعلمه الله. وتزودوا فان واتقوني يا اولي الالباب ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاقه ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن ان الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج الايات تعالى ان الحج واقع في اشهر معلومات عند المخاطبين مشهورات بحيث لا تحتاج الى تخصيص كما احتاج الصيام الى تعيين شهره وكما بين تعالى اوقات الصلوات الخمس. واما الحج فقد كان في من ملة ابراهيم التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة المراد يشمل المعلومات عند الجمهور شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. فهي التي يقع فيها الاحرام بالحج غالبا من فرض فيهن الحج ان يحرم به لان الشروع فيه يصيرهم فرضا ولو كانت لا استدل بهذه الاية الشافعي ومن تابعه على انه لا يجوز احرام بالحج قبل اشهره قلت لو قيل فيها دلالة لقول الجمهور لصفة الاحرام بالحج قبل اشهره لكان قريبا ان قول فمن فرض فيهن الحج دليل على ان الفرض قد يقع في الاشهر المذكورة وقد لا يقع فيها والا لم يقيده. فقوله فلا رفث ولا فسق سوق ولا جدال في الحج اي يجب ان تعظموا الاحرام بالحج وخصوصا الواقع في اشهره. وتصونوه عن كل ما يفسده او ينقصه. من رفث فهو مقدمات الفعلية والقولية خصوصا عند النساء بحضرتهن. والفسوق وهو جميع المعاصي منها محظورات الاحرام. والجدال وهو والمنازعة والمخاصمة لكونها تثير الشر وتوقع العداوة والمقصود من حج الذل والانكسار لله والتقرب اليه بما كان من القربات والتنزهم عن مقارفة السيئات فانه بذلك يكون مبرورا والمبرور ليس له جزاء الا الجنة. وهذه الاشياء وان كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فانه يتغلظ المنع عنها في الحج واعلم انه لا يتم التقرب الى الله بترك المعاصي حتى يفعل الاوامر. ولهذا قال وما تفعلوا من خير يعلمه الله. اتى بمن؟ للتنصيص على العموم فكل خير وقربة وعبادة داخل في ذلك. اي فان الله به عليم. وهذا يتضمن غاة الحث على افعال الخير خصوصا في تلك كالبقاع الشريفة الحرمات المنيفة. فانه ينبغي تدارك ما امكن تداركه فيها. من صلاة وصيام وصدقة وطواف واحسان قولي ثم امر تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك فان التزود فيه استغناء عن المخلوقين والكف عن اموالهم سؤالا والاكثار منه نفع واعانة للمسافرين. وزيادة قربة لرب العالمين. وهذا الزاد الذي المراد منه اقامة البنية. بلغة ومتاع. واما الحقيقي مستمر نفعه لصاحبه في دنياه واخراه فهو زاد التقوى الذي هو زاد الى دار القرار وهو الموصل لاكمل لذة كل نعيم دائما ابدا. من ترك هذا الزاد فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر. وممنوع من الوصول الى دار المتقين. فهذا مدح للتقوى ثم امر بهؤلاء الالباب فقال واتقوني يا اولي الالباب. ايا اهل العقول الرزينة اتقوا ربكم اي تقواه اعظم ما تؤمر به العقول. وتركها دليل على الجهل وفساد الرأي فلما امر تعالى بالتقوى اخبر تعالى ان ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره ليس فيه حرج اذا لم يشغل عما يجب اذا كان هو الحج. وكان الكسب حلالا منسوبا الى فضل الله. لا منسوب الى حدق العبد والوقوف مع السبب ونسيان المسبب. فان هذا هو خرجوا بعينه وفي قولي فاذا افظتم من عرفات فاذكروا الله عند مشيها حرام دلالة على امور احدها الوقوف بعرفة وانه كان معروفا انه ركن من اركان الحج فالافاضة من عرفات لا تكون الا بعد الوقوف الثاني امر بذكر الله عند مشي حرام. وهو المزدلفة. وذلك ايضا معروف يكون ليلة النحر بائتا بها وبعد صلاة الفجر يقف يقف في المزدلفة داعيا حتى يسرى جدة. فيدخل في ذكر الله عنده ايقاع الفرائض والنوافل فيه. الثالث ان الوقوف بمزدلفة متأخر عن الوقوف بعرفة كما تدل عليه الفاء والترتيب. الرابع والخامس ان عرفات المزدلفة كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها او يظهرها. السادس ان مزدلفة في الحرم كما قيده بالحرام. السابع ان عرفة في الحل كما هو مفهوم التقييم لمزدلفة واذكروه كما هداكم ان كنتم من قبله لمن الضالين. اذكروا الله تعالى كما من عليكم بالهداية بعد الضلال. وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون. فهذه من اكبر النعم التي يجب شكرها. ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان. ثم افيضوا من حيث افاض الناس ثم افيضوا من مزدلفة من حيث افاض الناس من لدن ابراهيم عليه السلام الى الان. المقصود من هذه افاضة كان معروفا عندهم وهو رمي الجمار وذبح الهدايا والطواف والسعي والمبيت بمنى. ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك ولما كانت هذه فاضية يقصد بها ما ذكر ومذكورات اخر المناسك امر تعالى عند الفراغ منها باستغفار واكثار من استغفار للخلل الواقع من عبد في اداء عبادته وتقصيره فيها. فذكر الله شكر الله على انعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة وهكذا ينبغي للعبد كل ما فرغ من عبادة ان يستغفر الله عن التقصير ويشكره على التوفيق. لا كمن يرى انه قد اكمل عباده ومن بها على ربه وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة. فهذا حقيق بالمقت ورد الفعل. كما ان الاول حقيق بالقبول والتوفيق لاعمال اخرى ثم اخبر تعالى عن محور الخلق وان الجميع يسألونه مطالبهم. ويستدفعونه ما يضرهم ولكن مقاصدهم تختلف. فمنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا ان يسألهم الدنيا ما هو من شهوات وليس له في الاخرة من نصيب. لرغبته عنها وقصر همته على الدنيا ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين ويفتقر اليه في مهمات دينه ودنياه. وكل من هؤلاء وهؤلاء لهم نصيب من كسبهم وعملهم وسيجابهم تعالى على حسب اعمالهم مهمات ونيات جزاء دائرا بين العدل والفضل. يحمد عليه اكمل حمد واتمه. وفي هذه الاية دليل على ان الله يجيب دعوة كل كل داعي كل داع مسلما او كافرا او فاسقا. ولكن ليست اجابته اجابته دعاء من دعاه. دليل على محبته له وقربه منه. الا في مطالب الاخرة ومهمات الدين والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد من رزق هادي واسع حلال صالحة واد تقر به العين وراحة وعلم نافع وعمل صالح ونحو ذلك. من المطالب المحبوبة والمباحة. وحسنة الاخرة هي السلامة من عقوبات في القبر والموقف والنار وحسن رضا الله والفوز بالنعيم المقيم والقرب من الرب الرحيم. فصار هذا الدعاء اجمع دعاء واكمله واولاه بالايثار. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به والحث عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته