نحبه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. في الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يقول سبحانه سل بني اسرائيل كم اتيناهم من اية بينة يدل على تدل على الحق وعلى صدق الرسل. فتيقنوها واعرفوها فلم يقوموا بسكر هذه النعمة التي تقتضي القيام بها. بل كفروا بها فان قلت ما اثبت ما اثبته لا يقتضي تشبيها. قال لك اهل السنة اثبات لما نفيته لا يقتضي تشبيها. فان قلت لا لا اعقل من الذي نفيته الا التشبيه. قال كالنفاة ونحن لا نعقل من الذي اثبته الا فما اجبت به النفاة اجابك به اهل السنة لما نفيته. والحاصل ان من نفى شيئا مما دل كتابه السنة عن اثباته فهو متناقض لا يثبت له دليل شرعي ولا عقلي. بل قد خالف المعقول والمنقول والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمامات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله في وقضي الامر سلبني اسرائيل كم اتيناهم من اية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما ان الله شديد العقاب زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والملائكة الاية وهذا فيه وعي فيه من الوعيد الشديد والتهديد ما تنخلع له القلوب. حيث يقول تعالى هل ينتظر الساعون في فساد في ارضه والمتبعون لخطوات لخطوات الشيطان النابذون لامر الله الا يوم الجزاء بالاعمال الذي قد حشي من الاهوال والشدائد والفظائع ما يقلقل قلوب الظالمين ويحيق به الجزاء السيء على المفسدين. وذلك ان الله تعالى يطوي السماوات والارض انتظروا الكواكب وتكور الشمس والقمر. وتنزل الملائكة الكرام فتحيط بالخلائق وينزل الباري تبارك وتعالى في ظلل من الغمام يفصل بين عباده بالقضاء العدل. فتوضع الموازين وتنشر الدواوين فتبيض وجوه اهل السعادة. وتسود وجوه للشقاوة ويتميز الخير من اهل الشر. وكل يجازى بعمله. فهنالك يعض الظالم على يديه اذا علم حقيقة ما هو عليه. وهذه الاية وما اشبه دليل مذهب السنة والجماعة الصفات اختيارية في استواء والنزول والمجيء. ونحو ذلك من الصفات التي اخبر بها تعالى عن نفسه. اخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يثبتونها لمعانيها على وجه يليق بجلال الله وعظمته. من غير تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل. خلافا للمعطلة على اختلاف انواعهم من الجهمية والمعتزلة والاشعرية ونحوهم ممن ينفي هذه الصفات ويتأول لاجلها الايات بتأويلات ما انزل الله بها من سلطان. فالحقيقة والقدر في بيان الله وبيان رسوله. وزعوا بان كلامهم هو الذي تحصل به الهداية في هذا الباب. فهؤلاء فهؤلاء ليس معهم دليل النقل بل ولا دليل بعقلي اما النقلي فقد اعترفوا ان النصوص الواردة في الكتاب والسنة ظاهرها بل صريحها دال على مذهب اهل السنة والجماعة وانها تحتاج دلالة على مذهبهم باطل وان تخرج عن ظاهرها وان زاد فيها وينقص وهذا كما ترى لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. واما العقل فليس في العقل ما يدل على نفي هذه الصفات بل العقل دل على ان الفاعل اكمل من الذين لا يقدر على الفعل. وان فعله تعالى المتعلق بنفسه والمتعلقة المتعلقة بخلقه هو كمال. فان زعموا ان اثبات يدل على التشبيه بخلقه. قيل لهم الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات. فكما ان لله تعالى ذات لا تشبهها الذوات فلله صفات لا تشبهها الصفات والصفات تبع لذاته وصفات خلقه تبع لذوات ليس في اثباتها ما يقتضي التشبيه بوجه ويقال ايضا فيما اثبت بعض الصفات ونفى بعضا او اثبت الاسماء دون الصفات اما ان تثبت الجميع كما اثبته الله نفسه واثبته رسوله واما ان تنفي الجميع وتكون منكرا لرب العالمين. واما اثباتك بعد ذلك ونجدك لبعضه فهذا تناقض. فرق بينما اثبته وبينما نفيته ولن تجد الى الفرق سبيلا نعمة الله كفرا. فلهذا استحقوا ان ينزل ان ينزل الله انزل الله عليهم عقابه. ويحرمهم من ثوابه. وسمى الله تعالى كفر النعمة لها بان من انعم الله عليه نعمة دينية او دنيوية فلم يشكرها ولم يقم بواجبها اضمحلت عنه وذهبت وتبدلت بالكفر والمعاصي فصار الكفر بدل النعمة. واما من شكر الله تعالى فقام بحقها فانها تثبت وتستمر فيزيده الله منها. ثم يقول تعالى ان الذين كفروا بالله وباياته ورسله ولم ينقادوا شرعه انهم زينت لهم الحياة الدنيا فزينت في اعينهم وقلوبهم فرضوا بها واطمئنوا اليها وصارت اهواءهم وارادتهم واعمالهم كلها لها. فاقبلوا عليها وعلى تحصيلها وعظموها وعظموا من شاركهم في صنيعهم. واحتقروا المؤمنون واستهزأوا بهم وقالوا اهؤلاء من الله عليهم من بين وهذا من ضعف عقولهم ونظرهم القاصر فان الدنيا دار ابتلاء وامتحان وسيحصل الشقاء فيها لاهل الايمان والكفران. بل المؤمن في الدنيا وانا له مكروه فانه يصبر ويحتسب. فيخفف الله عنه بايمانه وصبره ما لا يكون لغيره. انما الشأن كل الشأن والتفضيل الحقيقي في الدار الباقية. فلهذا قال تعالى والذين اتقوا وهم يوم القيامة فيكون المتقون في اعلى الدرجات. متمتعين بانواع النعيم والسرور والبهجة والحبور. والكفار تحتهم في اسفل الدركات معذبين بانواع العذاب والشقاء السرمدي الذي لا منتهى له. ففي هذه الاية تسلية للمؤمنين ونعي على الكافرين. ولما كانت الدنيوية والاخروية لا تحصل الا بتقدير الله ولن تنال الا بمشيئة الله قال تعالى الله يرزق من يشاء بغير حساب فالرزق دنيوي يحصل للمؤمن والكافر واما رزق القلوب هي العلم والايمان ومحبة الله وخشيته ورجائه ونحو ذلك فلا يعطيها الا من