اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ولما الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب يسألونك ماذا ينفقون كل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين اليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فان الله به عليم بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه كان الناس امة واحدة الايات اي كان الناس مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء ليس لهم نور ولا ايمان. رحمهم الله تعالى بارسال رسلهم مبشرين من اطاع الله بثمرات الطاعات من الرزق والقوة في البدن والقلب والحياة الطيبة واعلى ذلك الفوز برظان الله والجنة ومنذرين من عصى الله بثمرات المعصية من رزق من حرمان الرزق والضعف والاهانة والحياة الضيقة. واشد ذلك سخط الله والنار. وانزل معهم الكتاب بالحق وهو الاخبارات الصادقة والاوامر العادلة وكل ما اشتمت عليه الكتب الالهية فهو حق يفصل بين مختلفين في الاصول والفروع وهذا هو الواجب عند الاختلاف والتنازع. ان يرد الاختلاف والتنازع الى الله والى رسوله. ولولا ان في كتاب الله في كتاب وسنة رسوله النزاع لما امر بالرد اليهما. ولما ذكر نعمته العظيمة انزال الكتب على اهل الكتاب. وكان هذا يقتضي اتفاقهم عليها واجتماعهم اخبرت تعالى انهم بغى بعضهم على بعض. وحصل النزاع والخصام وكثرة اختلاف واختلفوا في الكتاب الذي ينبغي ان يكونوا اولى الناس بالاجتماع عليه وذلك من بعد ما علموه وتيقنوه بالايات البينات والادلة القاطعات وضلوا بذلك ضلالا بعيدا وهدى الله الذين امنوا من هذه الامة بما اختلفوا فيه من الحق فكل ما اختلف فيه اهل الكتاب واخطأوا فيه الحق والصواب هدى الله للحق فيه هذه الامة باذنه تعالى وتيسيره لهم ورحمته. الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فعم الخلق تعالى بالدعوة الى الصراط المستقيم. عدلا منه تعالى واقامة حجة على الخلق لئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. وهدي بفضله ورحمته واعانة لطفه. من شاء من عباده فهذا فظله واحسانه. وذاك عدل وحكمته تبارك وتعالى. ثم يخبر تعالى انه لابد ان يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة كما فعل من قبلهم فهي سنة الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل. ان من قام بدينه وشرعه لا بد ان يبتليه. فان ان صبر على امر الله ولم يبالي بالمكاره الواقعة في سبيله فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها ومن السيادة الاتا التها من جعل فتنة الناس كعذاب الله لان صدته المكاره عما هو بصدده وثنته المحن عن مقصده. فهو الكاذب في دعوى الايمان فانه ليس الايمان بالتحلي والتمني مجرد الدعاوى حتى تصدقه الاعمال او تكذبه قد جرى على الامم الاقدمين ما ذكر الله عنهم مستهم البأساء والضراء اي الفقر والامراض في ابدانهم وزلزلوا بانواع المخاوف من التهديد بالقتل والنفي واخذ الاموال وقتل احبه وانواع المضار حتى وصت بهم الحال وال بهم الزلزال الى ان استبطأوا نصر الله مع يقينهم به. ولكن لشدة الامر صديقي يقول الرسول يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ فلما كان الفرج عند الشدة وكلما ضاق الامر اتسع قال تعالى الا ان نصر الله قريب. فهكذا كل من قام بالحق فانه يمتحن. فكلما اشتدت عليه وصعبت اذا صابر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة ومشقات راحات واعقبه ذلك انتصار على الاعداء وشفاء ما في قلبه من الداء وهذه الاية نظير قوله تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. قوله تعالى الف لام احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين عند الامتحان يكرم المرء ويهان ثم يقول ثم يقول سبحانه يسألونك ماذا ينفقون؟ اي يسألونك عن النفقة وهذا يعم السؤال عن المنفق والمنفق عليه فاشابه فاجابهم عنها فقال قل ما انفقتم من خير اي مال قليل او كثير فاولى الناس به واحق بالتقديم اعظمهم حقا عليك وهم الوالدان الواجب برهما والمحرم عقوقهما من اعظم برهما النفقة عليهما من اعظم العقوق ترك الانفاق عليهما ولهذا كانت النفقة عليهما واجبة واجبة على الوالد الموسر من بعد والدين الاقربون على اختلاف طبقاتهم الاقرب فالاقرب على حسب القرب والحاجة. فالانفاق عليه صدقة وصلة واليتامى وهم الصغار الذين لا مكاسب لهم فهم في مظنة الحاجة بعدم قيام مصالح انفسهم وفقد الكاسب فوصى الله بهم العباد رحمة منه بهم ولطفا. والمساكين هم اهل الحاجات وارباب الظروات الذين اسكنتهم الحاجة فينفق عليهم لدفع حاجاتهم واغنائهم. وابن السبيل اي الغريب المنقطع به في المنقطع به في غير بلده. فيعان على سفر النفقة التي توصل الى مقصده. ولما خص الله تعالى هؤلاء اصناف شدة الحاجة عمم تعالى فقال وما تفعلوا من خير من صدقة على هؤلاء وغيرهم بنوا من جميع انواع الطاعات والقربات لانها تدخل في اسم الخير. فان الله به عليم. فيجازيكم عليه ويحفظه لكم. كل على بحسب نيته واخلاصه كثرة نفقته وقلتها شدة الحاجة اليها وعظم وقعها ونفعها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته