اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وللمطلقات متاع بالمعروف لعلكم تعقلون. الم تر الى الذين خرجوا من دين وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم. من ذا الذي يقرض الله حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة الله يقبض ويبسط واليه ترجعون بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين لما بين في الاية السابقة امتاع المفارقة بالموت ذكر هنا ان كل مطلقة فلها على زوجها ان يمتعها ويعطيها ما يناسب حاله وحالها وانه حق انما يقوم به المتقون وهو من خصال التقوى الواجبة والمستحبة ان كانت المرأة لم يسمى لها صداق وطلقها قبل الدخول فتقدم انه يجب عليه بحسب يساره ويساره. وان كان سمن لها فمتاعها نصف مسمى ان كانت مدخولا بها صارت المتعة مستحبة في قول جمهور العلماء ومن العلماء من اوجب ذلك استدلالا بقوله حقا على المتقين والاصل في الحق انه واجب خصوصا وقد اضافوا الى المتقين واصل التقوى واجبة. فلما بين تعالى هذه الاحكام الجليلة بين الزوجين اثنى على احكامه وعلى بيانه لها وتوضيحه وموافقتها للعقول السليمة. وان القصد من بيانه لعباده ان يعقلوا عنهما فيعقلونها حفظا وفهما وعملا بها. فان ذلك من تمام عقلها ثم يقول سبحانه الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله ولذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون هيا لم تسمع بهذه القصة العجيبة. الجارية الجارية على من قبلكم من بني اسرائيل. حيث حل الوباء بديارهم. فخرجوا بهذه الكثرة فرارا من الموت ولم ينجهم الفرار ولا اغنى عنهم من وقوع ما كانوا يحذرون تعاملهم بنقيض مقصودهم واماتهم الله عن اخرهم ثم تفضل عليهم فاحياهم اما بدعوة نبي كما قاله كثير من المفسرين واما بغير ذلك. ولكن ذلك بفضله واحسانه. وهو لا زال فظله على الناس. وذلك موجب كل شكرهم لنعم الله بالاعتراف بها وصرفها في مرضاة الله ومع ذلك فاكثر الناس قد قصروا بواجب الشكر وفي هذه القصة عبرة بانه على كل شيء قدير. وذلك اية محسوسة على البعض ان هذه القصة معروفة منقولة نقلا متواترا عند بني اسرائيل. ومن اتصل بهم. ولهذا اتى بها تعالى باسلوب الامر الذي قد تقر عند المخاطبين يحتمل ان هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم خوفا من الاعداء وجبنا عن لقائهم. ويؤيد هذا ان الله ذكر بعدها الامر بالقتال. فاخبر عن بني اسرائيل انهم كانوا مخرجين من ديارهم وابنائهم. وعلى الاحتمالين فان فيها ترغيب في الجهاد وترغيبا من التقاء ترهيبا من التقاعد عنه وان ذلك لا يغني عن الموت شيئا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ثم يقول سبحانه وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم جمع الله بين الامر القتال في سبيله بالمال والبدن. لان الجهاد لا يقوم الا بالامرين. وحتى على الاخلاص فيه ان يقاتل العبد لتكون كلمة الله هي العليا. فان الله سميع للاقوال وان خفيت. عليم بما تحتوي عليه القلوب من الصالحات وضدها من النيات الصالحة وضدها. وايضا فانه اذا علم المجاهد في سبيله ان الله سميع هان عليه ذلك وعلم انه بعينه ما يتحمل المتحملون من اجله وانه لا بد ان يمدهم بعونه ولطفه وتأمل هذا الحث اللطيف على النفقة وان المنفق قد اقضى الله الملي الكريم. ووعده المضاعفة الكثيرة كما قال تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ولما كان المانع الاكبر من الانفاق خوفا الاملاق ام اخبر تعالى ان الغنى والفقر بيد الله وانه يقبض الرزق على من يشاء ويبسطه على من يشاء فلا يتأخر من يريد الانفاق خوف الفقر ولا يظن انه ضائع بل مرجع العباد كلهم الى الله ويجد المنفقون والعاملون اجرهم عندهم مدخرا. احوج ما يكونون اليه ويكون له من الوقع العظيم ما لا ينفك التعبير عنه والمراد بالقول الحسن هو ما جمع اوصاف الحسن من النية الصالحة وسماحة النفس بالنفقة ووقوعها في محلها والا يتبعها المنفق منا ولا اذى ولا مبطلا ولا منقصا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته