الله يعلمه وما للظالمين من انصاره تعالى انه مهما انفق المنفقون او تصدق المتصدقون او نذر الناذرون فان الله يعلم ذلك اخبار بعلمه يدل على الجزاء ان الله لا يضيع لا يضيع عنده مثقال ذرة. ويعلم ما صدرت عنه من نيات صالحة او سيئة. وان الظالمين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر الله يعلمه وان تخفوا وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وماتوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفى اليكم وانتم لا تظلمون للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا من التعفف يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس ان حافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلا فلهم اجرهم فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الذين يمنعون ما اوجب الله عليهم او يقتحمون ما ما حرم الله عليهم ليس من دونهم انصار. ينصرونهم ويمنعونهم وانه لا بد ان العقوبات. اخبر ان الصدقة ان ابداها المتصدق فهي خير. وان اخفاها وسلم للفقير كان افضل. لان لان الاخفاء على الفقير احسان اخر انه يدل على قوة اخلاص. واحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله. من تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. وفي قوله ان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. فائدة لطيفة. وهو ان اخفاء خير لاظهارها. اذا اعطيت الفقيه. فاما اذا صرفت في مشروع الخير لم يكن في الاية ما يدل على فضيلة اخفائها. بل هنا قواعد الشرع تدل على مراعاة المصلحة. ربما كان اظهار خيرا لحصول الاسوة الاقتداء وتنشيط النفوس على اعمال الخير. فقوله ويكفر قوله ويكفر عنكم من سيئاتكم في هذا ان الصدقات يجتمع فيها الامران الخير وهو كثرة الحسنات والثواب والاجر. ودفع الشر والبلاء الدنيوي الاخروي لتكفير السيئات. الله بما تعملون خبير يجازي كلا بعمله حسب حكمته ثم يقول سبحانه ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. الايات اي انما عليك ايها الرسول البلاغ وحث الناس على الخير وزجرهم على الشر. واما الهداية فبيد الله تعالى اخبروا عن المؤمنين حقا انهم لا ينفقون الا لطلب مرضاة ربهم واحتساب ثوابه. لان ايمانهم يدعوهم الى ذلك. فهذا خير وتزكية للمؤمنين. تتضمن التذكير لهم بالاخلاص وكرر علمه تعالى بنفقاتهم باعلامهم انه لا يضيع عنده مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتمن به اجرا عظيما. ثم يقول حالة للفقراء الذين عثروا في سبيل الله لا يستطيعون لا يستطيعون ضربا في ارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف الايات يعني انه ينبغي ان تتحرروا بصدقاتكم الفقراء. الذين حبسوا انفسهم في سبيل الله وعلى طاعته. وليس لهم ارادتهم بالاكتساب او ليس لهم قدرة عليه وهم اذا رآهم الجاهل ظن انهم اغنياء. لا يسألون الناس الحافا. فهم لا يسألون بالكلية. وان سألوا القرار لم يلحفوا في السؤال هذا الصنف من الفقراء افضل ما وضعت فيه النفقات لدفع حاجتهم واعانتهم اعانة لهم على مقصدهم وطريق الخير وشكرا لهم على ما اتصفوا به من الصبر. والنظرية الخالق الخلق ومع ذلك فالانفاق في طرق الاحسان وعلى المحاويج حيثما كانوا فانه خير واجر وثواب عند الله. ولهذا قال تعالى الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فان الله يظلهم بظله يوم لا ظل الا ظله فان الله يريده الخيرات فيجزأ عنهم الاحزان المخاوف والكريهات قوله فلهم فلهم اجرهم عند ربهم. اي كل احد منهم بحسب حاله فتخصص ذلك لانه عند ربهم يدل على شرف هذه الحال ووقوعها في الموقع الاكبر كما في الحديث الصحيح ان العبد ليتصدق بالتمرة من كسب طيب فيتقبلها الجبار بيده فيربيها لاحدكم كما لا يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل العظيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته